كانت الساعة تقترب من الثالثة فجراً وصوت الرياح يسود الشارع وموجة البرد الشديدة حالت دون مرور المارة بين الشوارع الرئيسية المتاخمة لأبراج الميهوب ولكن زائر الفجر كان يراقب الموقف واللحظة السانحة أمامه للانقضاض علي فريسته معتقدا بأن حارس البرج المسن هو من سرق هاتفه اثناء قيامه بتشوين كمية هائلة من الاتربة والرمال ببدروم برج الميهوب لمجرد صديقه العامل الثاني أخبره بأن البواب هو من سرق هاتفه فحدثت مشادة كلامية بينهما وتعالت الاصوات وتدخل اهل الخير وتم تهدئة النفوس بينهما الا ان الشيال كان يحمل الضغينة والكراهية في نفسه وقرر ان ينتقم منه وان يحصل علي هاتفه او ثمنه عنوة من البواب وليلة الواقعة غادر مسكنه متوجها اليه وحقق هدفه بقتل البواب واستولي علي هاتفه وترك الجثة تسبح في بركة من الدماء ببدروم البرج ولاذ بالفرار.
تلقي اللواء محمد ضبش مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا اخطارا من اللواء هشام رشاد حكمدار المنيا يفيد بالعثور علي جثة لذكر ملقاة في بدروم برج الميهوب بارض سلطان في ظروف غامضة.
انتقل رجال المباحث إلي مسرح الجريمة وتبين وجود جثة لرجل في بداية العقد السادس من العمر مسجاة علي ظهرها ومرتدي كامل ملابسه وحوله بركة من الدماء ملقاة ببدروم البرج وتبين من خلال المعاينة الظاهرية التي اجراها احمد عبدالفتاح وكيل النائب العام ببندر المنيا وجود إصابة بالرأس من الخلف وباقي أنحاء الجسم لا توجد أي إصابات ظاهرية من خلال المعاينة التي كشفت خيوط الجريمة وفك لغز مقتل حارس العقار ويدعي طلعت غاندي محمد "62 سنة" مقيم بتلة
بمناقشة السكان واسرة المجني عليه. لم يتهموا أحد بارتكاب الواقعة. وشهدوا بأنه حسن السير والسلوك ويتمتع بمحبة الجميع.
بإجراء فحص وتفريغ كاميرات المراقبة بمسرح الجريمة. تبين أن وراء ارتكاب الواقعة طه.ا.ع.م "36 سنة" عامل باليومية مقيم بقرية صفط الشرقية مركز المنيا.
أمام اللواء حاتم ربيع مدير المباحث. اعترف المتهم تفصيلياً بارتكابه واقعة القتل بقصد السرقة. قائلا: أنا من اسرة فقيرة واعمل شيال باليومية وأتقاضي من 50 الي 100 جنيه يوميا وأعول اسرتي. ويوم الواقعة طلب مني المجني عليه طلعت أنا وصديقي حسين منذ 10 ايام رفع كمية من الاتربة والرمال من بدروم برج الميهوب نظير أجر معين واتفقنا علي السعر. واثناء العمل فوجئت باختفاء هاتفي المحمول وكان الشك يحوم حول البواب وسالته. إلا انه رد عليّ بطريقة مستفزة. ما أثار حفيظتي وحدثت مشادة كلامية بيننا وتشابكنا بالأيدي وتدخل سكان العقار لفك الاشتباك. وليلة الواقعة عقدت العزم والنية علي الذهاب اليه انتقاماً منه بسرقة هاتفه أو دفع ثمن موبايلي.. جلست فترة زمنية أراقب المكان ليلاً في عز البرد. ثم قرعت علي باب غرفته. وقالي: عاوز ايه تاني؟ وحدثت مشادة كلامية وتطورت بسرعة الرياح للتشابك بالأيدي ومناوشات. فمسكت فيه ووقعنا احنا الاثنين في البدروم واصطدم هو بالارض وبعدها أخذت هاتفه وتأكدت انه فارق الحياة. فذهبت للمستشفي وقلت لهم في الاستقبال إن موتوسيكل صدمني وتم علاجي من كسر بالحوض والانف. ولم أعلم بافتضاح أمري.
حرر محضر رقم 209 لسنة 2024 إداري قسم المنيا بالواقعة. تولي احمد عبدالفتاح وكيل نيابة بندر المنيا التحقيق في الواقعة. وأمر بحبس المتهم طه.ا.ع.م 4 أيام علي ذمة التحقيقات وتوجيه تهمة القتل العمد بدافع السرقة.. أشرف علي التحقيقات المستشار أحمد قورة رئيس النيابة. وتم اخطار المستشار احمد عطية المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا.
اترك تعليق