ربما كان المشهد الأكثر توقعا فى أذهان عشاق ومتابعى كرة القدم الافريقية فى بطولة كأس الأمم الافريقية الجارية بكوت ديفوار هو لحظة رفع ساديو مانى قائد منتخب السنغال لكأس البطولة يوم 11 فبراير المقبل، وذلك كنتيجة متوقعة للمستوى العالى والاستثنائى الذى يقدمه أسود التيرانجا منذ انطلاق الكان التى سحقوا فيها كل من قابلهم حتى العاشرة من مساء الاثنين.
لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب وتحول الحلم إلى كابوس حين تمت الإطاحة بالسنغال من دور الـ 16 بركلات الحظ الترجيجية امام أصحاب الأرض كوت ديفوار الذى صعد من دور المجموعات بمعجزة لم يمر عليها أكثر من أسبوع ، ليكتمل مشهدهم بمعجزة أخرى كانت بالنسبة لرفاق مانى هى الكوميديا السوداء بعينها.
فجر منتخب كوت ديفوار مفاجأة مدوية بل كبرى مفاجأت البطولة بالفوز على المنتخب السنغالى حامل اللقب وأطاح به من ثمن نهائي البطولة عقب التغلب عليه بركلات الترجيح 5-4 بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل فريق
سيناريو المباراة لا يقل إثارة عن نهايتها فالمنتخب السنغالى افتتح اللقاء غير مكترث بالأجواء ولا الجماهير ليحرز هدفه الأول فى الدقيقة الرابعة حين أرسل مانى عرضية متقنة إلى حبيب ديالو الذى سددها مباشرة في المرمى ليعلن الفرحة الاولى للأسود.
أما المنتخب الإيفوارى لم يعد امامه إلا المجازفة .. إما كل شئ او لا شئ.. وظل يبحث بضراوة عن هدف الانقاذ وهو ما تحقق له فى الدقيقة 83 عندما انفرد بيبي بالحارس ميندي وسقط المهاجم الإيفواري ولم يحتسبها الحكم الا بالعودة لتقنية الفار، سددها فرانك كيسى لاعب الأهلي السعودي وأحرز منها هدف التعادل ليصبح بطل الإنقاذ للإيفواريين.
ومع استمرار التعادل فى الاشواط الإضافية أصبح الاتجاه إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء أمر لابد منه.. هنا سدد لاعبو الفريقين ركلات الترجيح بكل ثقة لكن الركلة الثالثة للسنغال اصطدمت بالعارضة لتمنح الأفيال الأمل من جديد.
ولم تفلح تسديدة مانى الخامسة القوية التى سكنت شباك كوت ديفوار فى حسم التأهل حيث كان لفرانك كيسى راى آخر وفضل الظهور للمرة الثانية كبطل المشهد الأخير ليحرز هدف الفوز للأفيال ويعلن نهاية اللقاء ومعها المفاجأة الكبرى فى البطولة حتى الآن.. فالأفيال هزمت المرشح الاول لانتزاع البطولة من على أراضيها.
اترك تعليق