هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بعيداً عن تخاريف رواد السوشيال ميديا

ترميم منكاورع.. مش تبليطه!

الهرم الأصغر يستعيد شكله القديم.. وكله بالخبرة والعلم

اطمئنوا.. البعثة اليابانية يرأسها "يوشيمورا" عاشق مصر وصاحب الإنجازات المهمة

رغم أن المشروع مهم ويستحق الاحتفاء والفرح. فإن رواد مواقع السوشيال ميديا عملوا من الحبة قبة- كما يقولون- فما أن تم الإعلان عن مشروع لإعادة الكساء الخارجي لهرم منكاورع. حتي قامت الدنيا ولم تقعد.. الحقوا ح يبلطوا هرم منكاورع.. الآثار تعبث بالتاريخ. وراح من يطلقون علي أنفسهم خبراء في الآثار يروجون شائعات عدة عن أن هذا المشروع سيجعلنا اضحوكة أمام العالم. مع إن المشروع يتم بين المجلس الأعلي للآثار وبعثة يابانية يرأسها د.يوشيمورا ساكوجي. هذا الرجل الذي أعرفه شخصياً وأعرف كذلك أسرته وأولاده الذين أنجبهم من أم مصرية. فهو عاشق لمصر وآثارها وقدم العديد من المشروعات المهمة في مجال اكتشاف وترميم الآثار.


لم يكتف د.يوشيمورا بذلك. بل سعي دائما إلي الترويج للآثار والسياحة المصرية من خلال عدة معارض كبري أقامها في اليابان استضافتها جامعة "واسيدا" التي يعمل بها. وقد رافق كاتب هذه السطور تلك المعارض أربع مرات. وشاهد الأثر الكبير الذي احدثته في اليابان. الذي انعكس علي تزايد أعداد السائحين اليابانيين إلي مصر. وتزايد اهتمامهم بالحضارة المصرية عموما. وقد شاهدتهم في إحدي زياراتي لليابان يقفون بالساعات للحصول علي توقيع د.زاهي حواس لأحد كتبه عن الحضارة المصرية القديمة.

أعلنت الحكومة اليابانية عن حصول د.يوشيمورا ساكوجي الأستاذ الفخري بجامعة واسيدا. والرئيس السابق لجامعة هيجاشي نيبون الدولية علي وسام إمبراطور اليابان تقديراً لمساهماته الكبيرة في تعزيز التبادلات الأكاديمية بين اليابان ومصر.

كوّن يوشيمورا أول فريق للبحث والتنقيب عن الآثار المصرية في عام 1966. ومن خلال عمليات البحث والتنقيب عن الآثار علي مدي أكثر من نصف قرن. أجري العديد من المشاريع البحثية المشتركة مع أكاديميين من اليابان ومصر. حيث ساهم في تطوير التبادلات الأكاديمية والتفاهم المتبادل بين البلدين. كما حصل علي شهادة تقدير وزير الخارجية الياباني لعام 2023.

كما يقوم د.يوشيمورا في الوقت الحالي من خلال التعاون بين البلدين وبدعمي من هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA). بقيادة والإشراف علي أعمال التنقيب وترميم "مركب الشمس الثانية" الخاصة بالملك خوفو. التي من المقرر أن تصبح إحدي المعروضات التي تجذب الأنظار بالمتحف المصري الكبير . الذي تدعمه اليابان.

إذن فإن اسم يوشيمورا كفيل ببث الاطمئنان في نفوس المصريين. فالرجل منذ ستينيات القرن الماضي وهو واقع في غرام مصر وآثار مصر. ولا يكف عن تقديم خدماته لها.

أصل الحكاية

مبدئياً. فإن منكاورع يعرف بأنه صاحب الهرم الأصغر في منطقة أهرام الجيزة. وربما لا يعرف الكثيرون أن له آثاراً أخري أبرزها تماثيل متفردة بعكس سلفه الملك خوفو الذي رغم بنائه للهرم الأكبر الذي يعد من أعظم آثار العالم. لم يعثر له إلا علي تمثال واحد صغير لا يتجاوز طوله سنتيمترات.

من أشهر الآثار المرتبطة بالملك منكاورع تمثال شهير في المتحف المصري بالقاهرة يعرف بثالوث منكاورع. وهو قطعة فنية متفردة تمثل الملك يتوسط الربة حتحور من جانب ومن الآخر حاكمة الإقليم. وتم اكتشاف التمثال عام 1908 في معبد الوادي بجوار مجموعته الهرمية. وهناك تمثال لمنكاورع وزوجته "خع- مرر- نبتي". وآخر مصنوع من المرمر للملك جالساً. وكلاهما بمتحف بوسطن بأمريكا.
يتميز هرم منكاورع بأنه الوحيد الذي تم تغليفه بالجرانيت "جزئيا". حيث كان المصري القديم يضع أثناء البناء طبقة من الجرانيت مع كل طبقة من الحجر الجيري. وهذا يعني أن تكلفة البناء ربما تفوق الأهرامات الأخري. لأن الجرانيت كان يتم جلبه من أماكن بعيدة.

منكاورع هو الهرم الثالث في مجمع أهرامات الجيزة الكبري. الأصغر من بين الثلاثة. يصل ارتفاعه إلي 66 متراً . ورغم قصره يضم الهرم بعضاً من أكثر المنحوتات المذهلة من تاريخ مصر القديمة.
الهرم بمثابة ضريح لمنكاورع. خامس ملوك الأسرة الرابعة. وهو يقع أقصي الجنوب ويعد آخر هرم تم بناؤه في مقبرة الجيزة.

من المرجح أن قدماء المصريين بنوا هرم منكاورع في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد.. ومع ذلك لا يمكننا تحديد تاريخ البناء لأن عهد الفرعون لا يزال غير محدد تاريخياً. حكم فرعون الأسرة الرابعة منكاورع. مصر القديمة بين 2532 و 2515 قبل الميلاد.. ومن ثم يمكننا أن نفترض أنه بني هذا الهرم خلال تلك الفترة.

كان الفرعون ابن خفرع وخليفة له. وقصد أن يكون ضريحه الأخير بين الأهرامات العظيمة. علاوة علي ذلك كان خوفو جد الفرعون منكاورع. لذلك . كان موقع هذا النصب اختياراً مدروساً جيداً.

بمرور الزمن تساقط الجرانيت الذي يمثل الكساء الخارجي للهرم. فأعلنت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلي للآثار عن مشروع لإعادة هذه الطبقة. من خلال بعثة أثرية مصرية- يابانية مشتركة برئاسة كل من د.مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار ود.يوشيمورا ساكوجي لدراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة. وذلك تمهيدا لإعادة تركيبها.
"وزيري" أعرب عن سعادته بالبدء في هذا المشروع. واصفاً إياه بأنه مشروع القرن وهدية مصر للعالم تزامناً مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير.

أشار إلي أن هذا المشروع سيساهم في رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم. لافتا إلي أن البولوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت نحو 16 بلوكاً لم يتبق منها حالياً سوي 7 بلوكات فقط. وسيقوم المشروع بالعمل علي دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.

أضاف الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن هذا المشروع سوف يتم تنفيذه علي عدة مراحل خلال 3 سنوات ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.

علي جانب آخر. قال المؤرخ والمحاضر الدولي الدكتور بسام الشماع إن ما سيتم تنفيذه في هذا المشروع يشبه "لعبة البازل". حيث سيتعين مطابقة كل حجر من أحجار الهرم مع البلوكات الجرانيتية المتساقطة. وهذا يجعل من هذا المشروع أكبر لعبة بازل في التاريخ. وهو مشروع ضخم وفني معقد وليس بالعمل السهل.

أثني الشماع علي الاستعانة بالبعثة اليابانية في هذا المشروع. لامتلاكها أدوات فنية متقدمة. لأن هذا المشروع يحتاج إلي جانب الخبرة في علم المصريات. جوانب فنية في المسح والتصوير يجيدها اليابانيون.

هذا كل ما في الأمر.. فلم الضجة إذن؟





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق