الدعاء عبادة لانه مأمور به_ قالت الافتاء ذلك استدلالاُ بقوله تعالى "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ غافر: 60
والدعاء فيه افتقار الى الله تعالى وتبرؤ من حول العبد وقوته واظهار لاعتراف العبد بقوة الله تعالى وقدرته على كل شئ على قول العلماء
ونجد فى فضل الدعاء وقدرته على انزال الخير ودرء الشر امثلة كثيرة لا حصر لها ويكفينا مثلاً دعاء اهل الكهف فى قولهم " رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" الكهف: 10
فقد يسر الله تعالى لهم امرهم وحفظهم من الشر واصلح لهم دينهم ودنياهم فهم لم يتكلوا على انفسهم او على الخلق وانما استعانوا برب الخلق ودعوه فأستجاب لهم وفقاً لقول علماء التفسير
وكذلك من الايات العظيمة فى فضل الدعاء دعاء ام مريم عليها وعلى ابنها عيسى وعلى نبينا الصلاة والتسليم حينما دعت المولى عز وجل وقالت "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"آل عمران: 36
قال العلماء ان بفضل بركة دُعاءها حفظ الله تعالى مريم وابنها من مس الشيطان وطعنه الذى يُصيب كل مولود على وجه البسيطة
فقد روى النبى صل الله عليه وسلم فى صحيح البخارى "ما مِن بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطَانِ، غيرَ مَرْيَمَ وابْنِهَا"ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"آل عمران: 36
وانطلاقاً من هذا نسأله تعالى فى نهار يومنا هذا ان يُلزم قلوبنا السكينة والوقار، ويُيسِّر لنا كثرة الاستغفار، وان يجعل لقلوبنا ذكاءً في تفهم القرآن ولذةً في تردده، وعبرةً عند ترجيعه؛ حتى لا نبتغي به بدلاً، ولا نشتري به ثمنًا، ولا نُؤْثر عليه من الدنيا غرضًا
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، ونور أبصارنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدنا ودليلنا إلى جنات النعيم.
اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا غائبًا إلا رددته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضًا، ولنا فيها فائدة، إلا أتيت على قضائها في يُسر منك وعافية يا أرحم الراحمين
اترك تعليق