أكدت مصر أن السلم والاستقرار لن يتحققا في الشرق الأوسط سوي بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في كلمة مصر التي ألقاها وزير الخارجية سامح شكري أمام القمة التاسعة عشرة لدول عدم الانحياز المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا. نيابة عن رئيس الجمهورية.
قال شكري- في الكلمة- إنه في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المتزايدة أمام الدول النامية. تبرز الحاجة لتعزيز دور حركة عدم الانحياز وإحياء مبادئ باندونج. التي كانت مصر سباقة في إرسائها وصونها. لاسيما احترام القانون الدولي. وسيادة الدول. وعدم التدخل في شئونها الداخلية. والالتزام بمقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة. لإقامة عالم مستقر يقوم علي التضامن الدولي والازدهار المشترك.
أضاف: وليس بخاف عليكم أننا نجتمع في توقيت يواجه فيه عدد من أعضاء الحركة تهديداً مباشراً لأمنه واستقراره. بل وبقائه.. فمنطقة الشرق الأوسط تشهد أزمة واسعة النطاق. إثر استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم علي قطاع غزة. ما خلف حتي الآن أكثر من 22 ألف شهيد. أغلبهم من النساء والأطفال.
تابع أن التدمير بلغ حدًا غير مسبوق لم تسلم منه المنشآت الطبية. والإنسانية. والبنية التحتية الأساسية. ودور العبادة. وقامت إسرائيل باستهداف العاملين بالمجالين الطبي والإنساني. وموظفي الأمم المتحدة. والصحفيين.
أشار إلي أن هذه الانتهاكات أدت إلي دفع أكثر من 1.6 مليون فلسطيني في قطاع غزة للنزوح. في مواجهة ممارسات إسرائيلية تفرض الحصار. والتجويع. وتعرقل المساعدات الإنسانية. وتتمادي في خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
أكد شكري أنه من ثم. تدعو مصر لتمسك حركة عدم الانحياز بمواقفها التاريخية للتنديد بالممارسات الإسرائيلية غير المشروعة. ورفض تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته.
لفت إلي أنه وعلي صعيد قارتنا الإفريقية. تؤكد مصر تضامنها مع الدولة السودانية وجميع أطياف الشعب السوداني الشقيق. وتعرب عن قلقها البالغ من استمرار المواجهات العسكرية. وتجدد دعوتها لكافة الأطراف لإعلاء مصالح السودان والالتزام بوقف إطلاق النار. واللجوء للحوار.
قال وزير الخارجية إنه انطلاقاً من حرص مصر علي حقن دماء الشعب السوداني وتخفيف معاناته الإنسانية. قامت مصر باستقبال أكثر من 350 ألف من الأخوة السودانيين منذ بدء الأزمة. كما أطلقت آلية دول جوار السودان لدعم الرؤية والملكية الوطنية السودانية لحل الأزمة.
أضاف أن مصر تشدد علي دعمها التام لوحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة. وسيادة الصومال علي كامل ترابه. وتشجب مصر بشدة أي إجراءات أحادية يتخذها أي طرف إقليمي لتهديد وحدة وسلامة الصومال. كما تؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدي علي سيادة وحق الصومال- دون غيره- في الانتفاع بموارده. ونحذر من التحركات التي تقوض الاستقرار في منطقة القرن الافريقي. وتزيد من حدة التوتر بين دوله. وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة. بدلاً من الاستمرار في سياسة تأجيج النزاعات علي نحو غير مسئول.
تابع: وتنوه مصر بما تواجهه منطقة الساحل الإفريقي من مخاطر الإرهاب وتهديد الأمن الغذائي.. فضلاً عن تغير المناخ وندرة المياه. خاصة بمصر. وهو الأمر الذي يتطلب إعلاء روح التعاون واحترام قواعد القانون الدولي للمجاري المائية العابرة للحدود. بدلاً من اتباع إجراءات أحادية. لا تأخذ في اعتبارها الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية علي كافة الأطراف. مما يهدد الاستقرار الإقليمي".
من ناحية أخري.. قال وزير الخارجية- في كلمة مصر- إن الدول النامية تواجه أعباء اقتصادية متزايدة. خاصة ما يتصل بأزمة الديون وتفاقم العجز في الموازنات العامة. مما يحتم إيلاء الدول المتقدمة مزيداً من التجاوب مع مطالب مبادلة الديون وتحويل جانب منها إلي مشروعات تنموية مشتركة تسهم في دفع التعافي الاقتصادي وتعزيز النمو الشامل والمستدام. إضافة إلي العمل لدفع مؤسسات التمويل الدولية لمساندة ودعم جهود الدول النامية.
أضاف أن مصر تؤكد الدور المحوري لحركة عدم الانحياز في مواصلة حشد الجهود لتحقيق التعافي الاقتصادي في دول الحركة.
تابع: ولعل انعقاد اجتماعنا اليوم وقبل يوم واحد من انعقاد قمة الجنوب الثالثة هنا في كمبالا يمثل فرصة لتعزيز التنسيق للخروج بخطة عمل واضحة تساهم في تسريع وتيرة النمو في الدول النامية ووصولها لأهداف التنمية المستدامة قبل عام 2030.
أردف شكري: إننا ندعو للبناء علي نجاح مؤتمري الأطراف COP27 وCOP28 اللذين عقدا في دولتين من أعضاء الحركة. وأسهما في الدفع بالأجندة الدولية للمناخ وتعزيز مفهوم العدالة المناخية. في وقت تتعاظم فيه وطأة الأزمات المناخية وتداعياتها السلبية علي الدول النامية.
قال إننا نرحب بشكل خاص بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إقراره في قمة المناخ COP27 وتم تفعليه في COP28. ونثمن إطلاق برنامج عمل الانتقال العادل. وندعو كل الأطراف إلي الوفاء بالتزاماتها المتضمنة في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ واتفاق باريس وتفعيل المبادئ المتفق عليها وفي مقدمتها المسئولية المشتركة متباينة الأعباء. والإنصاف.
أعرب شكري عن تقديره لجمهورية أوغندا الشقيقة. معبراً عن الثقة من نجاحها في قيادة الحركة بكفاءة واقتدار لتحقيق طموحات شعوبنا نحو عالم أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.
اترك تعليق