أطلق المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، تحذيرًا من "مستقبل مظلم" ينتظر سكان قطاع غزة بعد انتهاء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وقال لازاريني، الذي عاد من زيارته الرابعة للقطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، في مؤتمر صحفي في القدس المحتلة: "الكثيرون من سكان غزة لم يعودوا قادرين على تصوُّر مستقبلهم في ظل الدمار الذي خلّفته الحرب".
وأضاف أن مئات آلاف من الفلسطينيين يعيشون الآن في الشوارع، ومنهم من يأتوي داخل خيام بلاستيكية مؤقتة كما اضطرتهم ظروف النزوح للنوم على الأرض.
كما أشار إلى أن حوالي 1.9 مليون شخص في قطاع غزة، الذي يبلغ إجمالي عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، اضطروا لترك منازلهم والنزوح جراء القصف والعمليات العسكرية وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وفي تصريحاته، أكد لازاريني أن أكثر من 60% من المباني في قطاع غزة تعرضت للتضرر جراء القصف الإسرائيلي، وأن المناطق الشمالية من القطاع تعرضت لأضرار واسعة النطاق.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في شمال القطاع، قال لازاريني: "بالنسبة لنا هناك كارثة إنسانية في الشمال. هل تشجعون أي شخص على الذهاب إلى الشمال عندما نعلم أنه مليء بالذخائر غير المنفجرة والركام وحيث لا توجد أي خدمات؟".
وعند الحديث عن مستقبل القطاع، أعرب عن قلقه حيال الأوضاع الحالية، قائلاً: "أخشى أن يكون لدينا الآن جيل بكامله من الأطفال ضائع، هم يعيشون في ظروف شديدة القسوة ويعانون من صدمات نفسية عميقة".
وشدد على أن التأخير في التحرك نحو التحقيق في السلام والأمان والتعايش يزيد من مخاطر الحالة الراهنة ويجعل المستقبل غير مؤكد.
بحسب المفوض العام للأونروا، فإنه عند الحديث عن إعادة بناء قطاع غزة، فإن الوضع الحالي لم يعد كما كان في الماضي حين كان علينا إعادة تأهيل بعض المساكن، وكان ذلك ممكنًا في ذلك الوقت.
وأضاف: "لا أرى أي دولة تلتزم بشكل مناسب في غياب مشروع سياسي قوي وملائم، ونحتاج إلى خريطة طريق قائمة على أسس مستدامة وموثوقة. لهذا السبب، يتعين علينا أن نعمل على إقامة ثقة دولية في هذه الخطة والتزام دولي صارم".
اترك تعليق