هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"العامية الجديدة".. اتجاه حقيقي أم "هرى" بلا معنى؟! شعراء ونقاد يجيبون عن السؤال بصراحة

يعتقد البعض أن كتابة " شعر العامية" أمرا سهلا، ربما لأن لغته تشبه كلام الناس وهم لا يدركون أن الشعر الحقيقي له مقاييس فنية ومعايير جمالية لابد من توفرها  بصرف النظر عن اللغة أو اللهجة التي يكتب بها، وفي غياب دور النقد الواعي الذي يقوم بعملية فرز حقيقية أصبح من حق أي شخص أن يصف نفسه بالشاعر  لا سيما في عصر السوشيال ميديا ، ولما لا؟!


ألا يملك حسابا وصفحات ومنصة يطلق منها وينشر عبرها  ما يشاء من " أوهام شعرية"! وقد بدا في الأفق عشرات من الأصوات والكيانات والمسميات  المختلفة ولعل بعضها يرفع شعار " العامية الجديدة" فهل هناك  فعلا عامية جديدة؟! ومن هم شعراؤها إذن وما هي ملامحها وسماتها  الجمالية وما نوع التجديد الذي تقدمه مفارقا لما قدمه رواد  قصيدة العامية  وأجيالها المختلفة ؟ أم توصف بأنها جديدة زمنيا بمقياس الزمن بمعنى أن شعرائها من المواليد الجدد.. السؤال نطرحه على عدد من الشعراء والنقاد في محاولة جادة للفهم.

رجب الصاوي: مفهوم الكتابة الإبداعية يتعرض لسوء فهم!
يبدأ  الشاعر الكبير رجب الصاوي موضحا ..لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك تغيرات قد حدثت في بنية ومفردات اللغة العامية ، وهذا تغير طبيعي ، نتيجة للتغير الذي حدث للمجتمع . أما مفهوم الكتابة والإبداع الفني فإنه إذا تعرض إلى سوء فهم أو عدم وعي كاف به أدى بالضرورة إلى أعمال لا يستطيع أي فنان حقيقي أن يقبلها كأعمال فنية . 


سالم الشهباني:  لا أعرف ما يسمى بـ " العامية الجديدة" ولست مع هذا الوصف
أعتقد أن بعد جيل حداد وجاهين ثم جيل الأبنودي وسيد حجاب .. وحتى بداية الألفية الجديدة لم يظهر  سوى تجارب فردية مختلفة ومتميزة  لم تشكل ملامح  وسمات مشتركة  تجعلنا نقول إن هناك جيل.
  لكن مع ظهور جيل الألفية  الجديدة تشكل جيل له سمات مشتركة وهم عام  تتشابه قضاياه مع اختلاف التناول ..وأعتقد أن سمات هذا الجيل هي التي تمتد إلى الآن. ولم يظهر سوى بعض الأصوات التي من الممكن أن تضعنا ضمن هذا الجيل دون عناء. وفي الحقيقة أنا لا أعرف ما يسمى بالعامية الجديدة ولست مع هذا المصطلح

صادق شرشر:  شعراء التسعينيات ..ارتدوا للقصيدة :المغناة"!
ويضيف الشاعر صداق شرشر: كل ما قرأته من تجارب الشعراء الجدد ، يميل القديم بمعني  فهم متكئون على تراث العامية من  بيرم مرورا بحداد وجاهين ونجم ولا زال شعراء عامية الصعيد إلا ما رحم ربي متأثرين بالأبنودي ولا أظن أن هناك  حركة تجديد  حقيقية للعامية المصرية من شعراء الجيل الحالي باستثناء بعض التجارب من شاعر مثل إبراهيم رفاعي يحاول بشكل جدي،  إذن منذ حركة تسعينات شعر العامية وتوابعها وصولا لشعراء الألفية الجديدة والحاليين  توقفت  محاولات التجديد و أتعجب من بعض الشعراء من جيل التجديد فى العامية فى التسعينات  الذين ارتدوا للقصيدة المغناة وربما فعلوا هذا  لكسب بعض الجماهير أو البحث عن جائزة ، و أري أن العامية القديمة مرت بسلسلة من التطور فلو كان بيرم مؤسس الشعر الحديث فى العامية وحداد نقل شعر العامية هو وجاهين إلى القصيدة الحرة والأبنودي أبرز تراث الجنوب وفؤاد نجم نجم ومدرسته المعروفة،  وصولا إلى جيل الثمانينات الذي بلور هذا كله  فى تجربته  حتى جيل التسعينات الذي تمرد بشكل كامل وتمردت  قصيدته على الموسيقى والأخيلة والإيقاع وحولتها إلى قصيدة مكتوبة وأيضا تمرد شعر العامية الحديث على. الخطابة والشعر الجماهيري لتكون وجهته إلى قارئ وليس مستمع تطربه ايقاعات موسيقى الشعر ف القصيد الجديدة باحثة عن جوهر الشعر وتخلت عن زخارفه.

عبده المصري:  التجارب الحالية تسعى لتقليد الموروث
فيما يرى الشاعر عبده المصري أنه لا توجد ملامح قصيدة عامية جديدة  موضحا أنه  فى التجارب الجادة هناك محاولة للعودة للجذور وإعادة إحياء هذه الأشكال سواء عبر التفعيلة  أو حتى الزجل بأشكاله المختلفة أغلب القصائد التي تمر عليا لشعراء جيدين فعلا ولكنها فى الحقيقة إعادة إنتاج لأشكال الكتابة القديمة وحتى قصيدة  النثر بالعامية لم تنجح لأنها اصطدمت بهذا الزخم الايقاعي الموروث لقصيدة العامية وهناك أزمة حقيقية فى الخيال الإبداعي لشعراء العامية فأغلبهم يفكر بالفصحى ويكتب بالعامية او يكتب شعرا اقرب للزجل بتراكيبه الإبداعية وايقاعاته ويضيف  هناك أزمة  حقيقية في التعبير  عن الهم الاجتماعي في القصيدة فالبعض يتصور أن الغنائية  تفقد القصيدة  تميزها والبعض يفتعل الغنائية ويصبح عبدا لتكرار حروف الروى في تداعى حر يفقد القصيدة  تماسكها البنائي  وأنا اعجب أن تمر كل هذه التحولات على الواقع المعاش ثورات وحروب وأسئلة  جديده يطرحها الواقع الجديد ولا تجد من يعبر عنها ويلتقط تلك اللحظة التاريخية لكى تنعكس على تجربته الشعرية فلا يوجد تيار مؤسس او جماعه ذات مشروع مختلف تعبر عنه ابداعا ونقدا بل أصوات منفرده  بعضها جيد جدا ولكنها تفتقر لما يسمى بالمشروع الشعرى
ولا يوجد تجريب  بمعنى الجدل مع الأشكال السائدة  كالموال ومثلا أو غيره من أشكال الكتابة  كالمربع والفنون القولية  طبعا هناك تجارب ولكنها تسعى لتقليد الموروث لا تجاوزه

أشرف عتريس :  ظاهرة كذوب 
ومن جانبه أكد الشاعر والمسرحي اشرف عتريس أن الطموح والتجديد لا يعيب ذات فنية تحاول البحث والسعي نحو إضافة لشعر العامية لكنما دون تزيد وشعارات أقرب إلى التصادم ،  ويضيف أنا اعلم أن النقد غائب تماما  عن فكرة قصيدة نثر العامية منذ أن فجرها الراحل  مجدى الجابرى، واذا تم صك المصطلح وهذا حدث بالفعل واعترفت المؤسسة ( الوزارة ) بكل هيئاتها للنشر ونشرت دواوين لنا وجيل كامل تشبع بقصيدة الرواد ولا ينكر فضلهم (جاهين ونجم وحداد والأبنودي وحجاب ) فالجديد القديم هو دراسة قصيدة نثر العامية وليس الخروج عنها بادعاءات كاذبة ( العامية الجديدة) ..كيف هذا وهم يستنسخون من حداد والأبنودى وزجل بيرم التونسى ؟ الخلاصة أن الشعر شعر كما قال نجيب سرور بشرط التفرد وعدم الجرى وراء جماهيرية كاذبة.. هناك محاولات لا يمكن نكرانها وتجربتها لكن دون مزايدة وشعارات مستفزة .. 

محمد فرغلي:  لو بقى النهر آسن لما صلح للشرب!
النهر مياهه متجددة ولو بقي وسكن لأصبح آسن لا يصلح للشرب كذلك الشعر لابد أن يكون متجدد في الروافد لكن لا يمكننا أن نحذف باقي المشهد ألا وهو أن المنبع واحد لذلك من وجهة نظري أن الشعر عبارة عن أجيال وفترات شعرية أو مدارس زمنية لكنها كلها من نفس المنبع الشعري المتعارف عليه بأدواته وسماته فنحن جميعًا كشعراء نستخدم نفس المعجم ولكن نختلف بقدراتنا الإبداعية الناتجة عن تجارب حياتنا واطلاعنا على المعرفة العامة في العالم بكل طرق عرضها. لذلك الشعراء يسعون للتجديد في التناول ورؤية الحياة لكن بنفس أدوات الشعر فنحن منذ أن بدأنا الكتابة باللهجة العامية المصرية حتى وقت كتابة هذا التقرير لم نخلق قصيدة بأدوات جديدة كي نطلق على بعض التجارب الحالية ما يسمى بالعامية الجديدة،  فلو قامت الكيانات النقدية الكبيرة بالفحص والتحليل لتجارب الأجيال المختلفة سنقع في هوة كبيرة اسمها إعادة طرح التجارب القديمة فأين التجديد إذًا؟ فملخص رأيي هنا هو أن كل شاعر يحاول التجديد في التناول ووجهات النظر لكنه لا يستطيع خلق نسيج شعري بأدوات جديدة لم يستخدمها غيره من كبار الشعراء السابقين. فالأهم هنا هو البعد عن تكرار المسميات والكيانات الثقافية المختلفة بدون ضرورة التوعية النقدية والبحث عن حل مشاكل الشعر نفسه من وقف طباعة الأعمال المتدنية فنيًا 

محمد على عزب: "التجديد" شأن فني يحتاج متابعة ورصد وتحليل
ويختم الشاعر والناقد محمد على عزب بقوله ذا كان المقصود من العامية الجديدة هو ملامح جديدة في قصيدة العامية مغايرة لكتابات جيل الرواد في الخمسينيات والستينات ومغايرة لكتابة جيل السبعينات فهذا الأمر شأن فني يتعلق بمتابعة ورصد قصيدة العامية ورصد ملامح الكتابة العامية الآنية مع التأكيد على مسألة ظهور ملامح جديدة في نوع كتابي لا يأتي بين يوم وليلة، فمفهومي للعامية الجديدة هي العامية التي كتبت بعد جيل السبعينيات ، 
ويضيف :كما أن المسألة متعلقة بالإضافة الفنية والسمات الأدبية وليست مسألة زمنية بحتة والسمات التي حددتها لكل جناح من جناحي العامية الحداثية يمكن أن تجدها عند شاعر جديد مارس الشعر منذ خمس سنوات والرصد هنا بملامح تبلورت لدي مجموعة من الشعراء على مدار عقدين كاملين ولو أنه هناك إضافة من هذين الجناحين الشعريين ، لن يكون الجانب الزمني وحده هو الحاكم في وجود عامية جديدة من عدمه مغايرة لعامية الرواد وعامية السبعينات جناحا العامية الجديدة إن كان المقصود بالجديدة الحداثية والملامح الفنية أشرت إليهما سابقا أما إن كان المقصود بالعامية الجديدة هي كتابة الشباب الجديد فهذا أمر يتطلب رصد فني لكتابتهم والبحث فيها لنرى أضافوا أم لا ولا شك أن منهم شعراء حقيقيون ولكن فلننتظر قليلا ونصير على تجاربهم حتى يتم فرز الغث من السمين والبحث عن سمات مشتركة بيتهم بينهم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق