على كل انسان ان يجتهد فى الدعاء ولا يُغلق بابه على نفسه وان كان يرى انه على غير صلاح من امره  فهو باب مفتوح على مصراعيه  

ومما ورد عن السلف الصالح ما قاله سُفيان بن عيينة لا يمنعن أحدا من الدعاء ما يعلمه من نفسه فإن الله قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" الحجر\36 " قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ "الحجر\37 
 
وتُرتجى اجابة الدُعاء فى الثُلث الاخير من الليل فى السحر وعند الفطر وبين الاذان والاقامة وفى ساعة يوم الجمعة وفى السفر والاضطرار والمرض وعند نزول الغيث وعند الكعبة وفى المشاعر المُقدسة كعرفات 
 
والدعاء سلاح المؤمن رغب فيه وحث عليه المولى عز وجل فقد قال فى كتابه العزيز " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" البقرة: 186 

فيما ورد عن النبى صل الله عليه وسلم فى سنن ابن ماجة قوله "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"

وكذلك ورد عنه صل الله عليه وسلم فى صحيح الترمزى "ما مِن رجلٍ يَدعو اللَّهَ بدعاءٍ إلَّا استُجيبَ لَهُ ، فإمَّا أن يعجَّلَ له في الدُّنيا ، وإمَّا أن يُدَّخرَ لَهُ في الآخرةِ ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عنهُ من ذنوبِهِ بقدرِ ما دعا ، ما لم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رحمٍ أو يستعجِلْ . قالوا : يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يستَعجلُ ؟ قالَ : يقولُ : دعوتُ ربِّي فما استجابَ لي"
 
 والدعاء عده المولى عز وجل من انواع العبادات وهو يدل على افتقار العبد الى الله تعالى وحاجته اليه على قول العلماء فقد قال تعالى "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"  غافر: 60 

وامتثالاً للامر الالهى ندعوه تعالى فى صباح يوم الجمعة ونردد 

_اللهم اجعلنا ممن لاذ بك فأجرته ، وفر إليك فقبلته ، وخاف منك فأمنته ، وتوكل عليك فكفيته ، وسألك فأعطيته_اللهم اجعلنا ممن يذكرك فى نعمه قبل شدته

_اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأصلح لنا شأننا كله ربنا و لا تدع لنا في هذا اليوم ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا حاجة لك فيها رضا إلا و قضيتها  

_"اللهم إِنِّا أنسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَم،ْ وَأنعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَم،اللَّهُمَّ إِنِّا أنسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّك، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّك،اللَّهُمَّ إِنِّا أنسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَل، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَل،ٍ ونسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِنا خَيْرًا"