خبراء الأمراض الصدرية والحساسية:
تتسبب في أعراض جانبية أبرزها الحساسية واضطرابات المعدة.. قد تتحول إلي خطيرة مثل صعوبة التنفس والطفح الجلدي
دورها القضاء علي الفيروسات.. وزيارة الطبيب تغنينا عن الأزمات
يعتقد البعض أن المضادات الحيوية تعالج نزلات البرد أو الإنفلونزا. لكن اتباع مثل هذا الأمر قد يعرض الشخص لمتاعب صحية لا حصر لها. أهمها ضعف جهاز المناعة ومقاومة الجسم للمضادات الحيوية. ما يعرض الإنسان لهجمة شرسة من الأمراض المختلفة. لكن وزارة الصحة أكدت أن استخدام المضادات الحيوية يكون في حالة واحدة فقط. وهي وجود عدوي بكتيرية مصاحبة لدور البرد أو الأنفلونزا. ويحدده تشخيص الطبيب المعالج فقط.
قالت وزارة الصحة إن المضادات الحيوية تستخدم للقضاء علي البكتيريا أو إيقاف نموها. موضحة أن الإفراط في الاستخدام يزيد من فرص ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
أجمع خبراء الطب والأمراض الصدرية علي أن المضادات الحيوية تستخدم لمعالجة العدوي الناتجة عن الإصابة البكتيرية فقط. ولا تستخدم لمعالجة الإصابات الناتجة عن الفيروسات. مثل التهابات الحلق. والسعال. ونزلات البرد. والأنفلونزا. أو حتي التهاب الجيوب الأنفية الحاد. مؤكدين ضرورة الرجوع إلي الطبيب في كل الأحوال. موضحين أن أغلب حالات التهاب الجيوب الأنفية الحادة يمكن علاجها دون استخدام مضاد حيوي.
أضافوا أن المضاد الحيوي ليس علاجاً فعالاً لنزلات البرد. ولا يعالج الأنفلونزا الموسمية. بل علي العكس يتسبب في زيادة مقاومة الجسم للمضادات الحيوية مستقبلاً حال عدم الرجوع إلي الطبيب قبل استخدامها.
قال د.عصام عزام خبير الأمراض الصدرية ومستشار منظمة الصحة العالمية سابقاً إنه عندما يتعلق الأمر بالفيروسات المسببة لنزلات البرد. فإن المضادات الحيوية لن تعالج الأعراض. بل قد يؤدي تناولها إلي التسبب في آثار ومضاعفات خطيرة علي صحة المريض. مشيرا إلي أن ما يسبب نزلات البرد هي الفيروسات. ولا يوجد مضاد حيوي يمكنه محاربتها. لأن المضادات الحيوية تعالج فقط العدوي التي تسببها البكتريا. لهذا السبب تعتبر غير فعالة ضد نزلات البرد. لكن أحيانا قد يؤدي الزكام إلي عدوي بكتيرية. وفي هذه الحالة تكون المضادات الحيوية ذات فائدة. لكن وفق الطبيب.
أضاف أن المضادات الحيوية تستخدم لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا. والبكتيريا عبارة عن كائنات صغيرة جدا. غالبا ما تكون غير ضارة أو مفيدة للجسم. مثل البكتيريا المساعدة علي هضم الطعام. لكن بعض البكتيريا يمكن أن يسبب الأمراض والعدوي. ويوجد نوعان من المضادات الحيوية لوقف الالتهابات البكتيرية. يبطئ النوع الأول من نمو البكتيريا ويحد من قدرتها علي التكاثر والانتشار. بينما يقتل النوع الثاني البكتيريا عن طريق تدمير جدران خلاياها.
أوضح أن الفيروسات تختلف عن البكتيريا لاختلاف هيكلها وطريقة بقائها علي قيد الحياة. فليس للفيروسات جدران خلوية يمكن مهاجمتها بالمضادات الحيوية. بل هي محاطة بطبقة بروتين واقية.. وعلي عكس البكتيريا التي تهاجم خلايا الجسم من الخارج.
تنتقل الفيروسات إلي خلايا الجسم وتعيش فيها وتصنع نسخا منها.. ولا يمكن للفيروسات التكاثر من تلقاء نفسها كما تفعل البكتيريا. بدلا من ذلك تلتصق بالخلايا السليمة وتعيد برمجة تلك الخلايا لإنتاج فيروسات جديدة. نتيجة كل هذه الاختلافات. لا تكافح المضادات الحيوية الفيروسات.
هناك دراسة علمية أثبتت أن المضادات الحيوية ليس لها أي فائدة في علاج نزلات البرد البسيطة.. وكان 1 من كل 10 أشخاص تناولوا المضادات الحيوية عانوا آثاراً جانبية. شملت الإسهال والغثيان واضطرابات في المعدة أو الأمعاء والحساسية. ومضاعفات أخطر شملت طفحا جلديا وصعوبة في التنفس وقلاعا مهبلياً داء المبيضات المهبلي لدي النساء.
ذكر أن هناك اعتقاداً شائعاً بين عامة الناس أنه يمكن للمضادات الحيوية شفاء أي التهاب. خاصة الحقن. لذا تجد كثيراً من المرضي يلحون علي الطبيب أو الصيدلي في صرف حقن مضاد حيوي للبرد للكبار أو الأطفال. ومن ثم يستجيب الطبيب إرضاء لهم بدلاً من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن أخذ حقنة مضاد حيوي للبرد أو حتي المضادات الحيوية الفموية. مؤكدا أن المضاد الحيوي لا يستخدم للبرد أو التهاب الحلق سواء حقن أو أقراص أو حتي شراب في حالة اذا كانت الإصابة ناتجة عن التهاب فيروسي وليس بكتيري. فيمكن أن يؤدي إلي ضعف جهاز المناعة.
أكد د.أيمن سالم أستاذ الأمراض الصدرية بقصر العيني أنه لا يمكن للمضادات الحيوية علاج العدوي الفيروسية. وقد يصف الطبيب أدوية محددة مضادة للفيروسات لتساعد علي تقليل حدة أعراض الإنفلونزا ومضاعفاتها. وتتميز كل من فيروسات البرد والإنفلونزا بأنها شديدة القوة ففيروس الإنفلونزا يمكنه أن يعيش علي الأسطح حتي يومين. وفيروسات البرد يمكنها أن تعيش حتي سبعة أيام.
أحياناً يصعب معرفة إذا كنت مصاباً بنزلة برد أم إنفلونزا. فالكثير من الأعراض متطابقة. والسبب في نزلات البرد والإنفلونزا هو فيروسات وليس بكتيريا. وهو ما يعني أنه لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية.
أوضح أن معظم الأعراض تختفي تماما خلال سبعة إلي 14 يوما. رغم استمرار الكحة لفترة أطول. عادة تكون نزلة البرد العادية عدوي خفيفة تنتهي بسرعة دون أي علاج ولكنها قد تؤدي أحيانًا إلي التهاب الجيوب الأنفية "عدوي الجيوب الأنفية" أو التهاب الأذن الوسطي "عدوي الأذن" وفي بعض الأحيان تؤدي إلي عدوي الجهاز التنفسي السفلي مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.. من المحتمل أن تحتاج هذه الحالات إلي علاج محدد. لذا ينبغي عليك استشارة طبيب أو صيدلي إذا ظهرت هذه الحالات.
ذكر "سالم" أنه عادة ما تجعل الإنفلونزا الأفراد مرضي بصورة أكبر من نزلة البرد فمن المعروف ان أعراض الإنفلونزا تظهر بعد التعرض للمرض بيوم إلي ثلاثة أيام ويبدأ معظم الأفراد في الشعور بالتحسن خلال أسبوعين ولكن بالنسبة لبعض الأفراد يمكن أن تتسبب الإنفلونزا في مضاعفات تهدد الحياة.. وإذا كنت تعاني من مرض مزمن مثل حساسية الصدر فمن الممكن أن تجعل الإنفلونزا الأعراض التي تظهر عليك أكثر سوءًا.
نصح بعدم علاج الفيروسات بالمضادات الحيوية. وفي معظم الأحيان يأخذ الفيروس مساره في الجسم ثم يختفي من تلقاء نفسه في غضون عشرة أيام من بداية العدوي. ويمكن علاج الأعراض فقط. ولكن لا يمكن علاج العدوي نفسها.
بدوره. قال د.مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: يصاب البالغون بنزلات البرد بمتوسط مرتين إلي ثلاث مرات كل عام. بينما يُصاب الأطفال بمعدل أكبر من ذلك. ورغم أن معدل الإصابة بنزلات البرد يزداد في الخريف والشتاء. يمكن الإصابة بها في أي وقت في العام. ويصاحب نزلات البرد أعراضا مثل انسداد وسيلان الأنف. والعطس. وإدماع العين وغيرها. وتتشابه أعراض نزلات البرد مع حالات أخري مثل الحساسية الموسمية. والتهاب الجيوب الأنفية.
أوضح أن نزلات البرد هي عدوي فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي. وتُعد من أكثر الأمراض المعدية شيوعًا بين البشر. ويُوجد أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي قد تسبب نزلات البرد. لذا لا يستطيع جسم الإنسان أبداً بناء مقاومة تجاهها جميعًا. وهذا هو سبب انتشار نزلات البرد وعودتها من وقتي لآخر. وأكثر هذه الفيروسات شيوعًا هي فيروسات الأنف.. تنتشر هذه الفيروسات بسهولة من شخص لآخر. أو سطح إلي سطح. يمكن أن يعيش عديد من هذه الفيروسات علي الأسطح لساعات أو حتي أيام.
أشار إلي أنه يمكن أن يتعافي معظم الأشخاص من نزلات البرد في غضون أسبوع أو 10 أيام. وقد تستمر الأعراض لفترة أطول عند المدخنين.. بشكل عام. يمكن التعافي من نزلات البرد دون عناية طبية أو أدوية. فقط بالراحة السريرية وتناول السوائل. ومع ذلك يلجأ البعض للأدوية لتخفيف الأعراض. لكن المضادات الحيوية لا يمكن التعامل بها في مثل هذه الحالات إلا من خلال طبيب متخصص وفي حالة إصابة الشخص بعدوي بكتيرية فقط.
شرح "بدران" أن البكتيريا قد تكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال. وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية. أو حينما تعطي بجرعات غير مناسبة. أو تعطي بالقدر المطلوب علي فترات غير منتظمة بين الجرعات. أو تعطي لمدة قصيرة غير كافية للعلاج.
ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلي معالجة بل تشفي ذاتياً. ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية. حيث تخلق البكتيريا ولديها القدرة علي مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها. وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة.
وبالنسبة لحديثي الولادة. عندما يتعرض الطفل للمضادات الحيوية يضعف نمو الطفل خلال الأشهر الستة الأولي من عمره.. كما أن التعرض الجائر للمضادات الحيوية. في أول عامين من الحياة. قد يسبب العجز المعرفي ويزيد من خطر الإصابة بالعجز السلوكي وأعراض الاكتئاب.
قد يتعطل تطور محور الأمعاء والدماغ في الأطفال بسبب استخدام المضادات الحيوية. هذا الاضطراب قد يسهم في تطور اضطرابات النمو العصبي. بما في ذلك اضطراب طيف التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
بعض المضادات الحيوية قد تكون سامة للكلي عند استخدامها بجرعات زائدة.
قد تؤثر بعض المضادات الحيوية علي وظائف الكبد. وبعض المضادات الحيوية قد تسبب فقدان السمع المؤقت أو الدائم وطنين الأذن.
اترك تعليق