"رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله تعالى غاية لا تُترك فأترك مالايُدرك لاجل مالا يترك فالله يملك كل مالا يدرك"عبارة منسوبة للامام الشافعى رحمه الله
وقد افاد العلماء ان تلك العبارة ايدتها السنة النبوية بقوله صل الله عليه وسلم "مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ"
وعلى هذا اكدوا انه على المرء ان يحرص على مرضاة الله تعالى وحدة وعدم التماس رضا الناس وان كان فيه سخطهم
وفى هذا السياق قال الدكتور هانى تمام استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر الشريف _ان الإمام النووي رحمه الله قال: لو فتح الإنسان على نفسه باب ملاحظة الناس، والاحتراز من تطرّق ظنونهم الباطلة لانسدَّ عليه أكثرُ أبواب الخير، وضيَّع على نفسه شيئًا عظيمًا من مهمَّات الدين، وليس هذا طريق العارفين. ( كتاب الأذكار )
وفى شرح ذلك قال "يعني باختصار اعمل الصح الذي تقتنع به ويرضي الله تعالى، ودعك من الناس وكلامهم وظنهم فيك حتى لا تحرم نفسك من الخير، والاستمتاع بحياتك ، واعلم أنك لن تستطيع إرضاء الناس مهما فعلت. ويكفيك أن الله تعالى مطلع عليك ويعلم نيتك ومقصدك"
وفى اجابتها حول حكم الشرع في رجل يتلصَّص ويتجسَّس على الجيران ويُسيء الظن بهم وينظرُ نظرات سوء لجميع من يقابلهم، ويتلذَّذ باغتياب الناس، ويلفِّق التهم مدعيًا أنها شائعات لمجرد إشباع غريزته على حساب أقرب الناس إليه
قالت الافتاء هذه الأفعال والخصال الوارد ذكرها محرمة شرعًا، قد نهانا الله عنها في بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"الحجرات: 11
وقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات - 12 .
اترك تعليق