فى سورة المؤمنون من الاية 11 الى الاية 14 شرج فيها المولى عز وجل مراحل خلق الانسان بداية من قوله تعالى "لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ حتى قوله جل شأنه "فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ "14
يقول العلماء ان فى تلك السورة وبعد تلك الايات مُباشرة انتقل المولى عز وجل بسرعة شديدة الى الحياة الاخرة قائلاً "
"ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ"15_وكأن الحياة فى الدنيا ما هى الا ومضة لا تستحق التعريج عليها
وانطلاقاً من هذا القول على الانسان ان يعلم ان الحياة الدنيا ما هى الا معبراً قصير الى الحياة الابدية فى الاخرة عليه ان يُعمرها _بالايمان_ والاعتبار بكون الله تعالى هو الخالق القادر على كل شئ وان هذه الحياة الدنيا مهما طال اجلها فأنها الى زوال مُحتم
فلا يجب الاغترار بها وان يُربى نفسه على الايمان بان مثل النبات الذى يخرج مُخضراً الى فترة قصيرة ثم ما يلبث ان يكون يابساً تزروه الرياح اى يتكسر وتنسفه الرياح
فالله تعالى يقول "﴿ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا﴾ الكهف: 45
ولهذا ندعوه فى فى يومنا هذا "ان يُحبب الينا الايمان ويُزينه فى قلوبنا ويُكره الينا الكُفر والفسوق والعصيان وكذلك ندعوه ان يجعل الدنيا فى ايدينا ولا يجعلها فى قلوبنا "
ويذكر ان من شأن الدعاء انه يُعالج الاقدار غير المحتومة فقد ورد فى الحديث " وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ " وقوله "إن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة"_فهو سبباً لرفع البلاء ورده
اترك تعليق