شهد عام 2023 طفرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي ، وحظت تطبيقات بعينها على حضور ورواج كبيرين بين المستخدمين خلال العام، أبرزها التطبيقات التالية:
تطبيقات فئة الدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي للنصوص: يتقدمها تطبيق شات جى بى تى ChatGPT الذي استخدمه أكثر من 14.6 مليار زيارة، وهو التطبيق التابع لشركة Open AI.
من التطبيقات في هذه الفئة أيضاً Character والذي بلغ عدد الزيارات له حوالي أربعة مليارات زيارة خلال العام 2023.
أما تطبيق Bard من جوجل فانضم للقائمة بعدد زيارات بلغ أكثر من 240 مليون زيارة. كذلك تطبيق Janitor AI فبلغ عدد الزيارات له أكثر من 192 مليون زيارة.
تطبيقات معالجة الصور والفيديوهات: احتل في هذه القائمة تطبيق Midjourney الصدارة بعدد زيارات أكثر من 500 مليون زيارة, كذلك تطبيق Capcut (أكثر من 203 مليون زيارة)، وهو تطبيق متخصص في توليد الفيديو. وكذلك تطبيق Civitai للصور بحوالي 177 مليون زيارة.
الكتابة بالذكاء الاصطناعي: جاء تطبيق Quillbot ضمن قائمة أكثر التطبيقات استخداماً في العام الماضي بأكثر من مليار زيارة. وتطبيق NovelAI بحوالي 239 مليون زيارة في 2023 تقريباً.
تطبيقات معالجة البيانات: من بينها تطبيق Hugging Face بزيارات بلغت نحو أكثر من 316 مليون زيارة , وذلك بحسب شركة Writerbuddy (شركة تقدم أداة الكتابة بالذكاء الاصطناعي)
ومن الجدير بالذكر ان شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي" (OpenAI) بمدينة سان فرانسيسكو, كانت قد طورت تقنية جديدة اطلق عليها شات جي بي تي, وهى عبارة عن روبوت أو برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة بالتفصيل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين, فضلا عن انه يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء.
وقد تم طرحه للاستخدام المجاني في أواخر نوفمبر الماضي، وبلغ عدد مستخدميه أكثر من مليوني مستخدم منذ ذلك الحين، ووصفته بعض وسائل الإعلام بأنه أفضل ما طرح من نوعه على الإطلاق.
وقد قام المستخدمين بطرح أسئلة على ذلك البرنامج الآلي وأخذ لقطات شاشة لبعض الإجابات التي يعطيها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي , والتى جاءت كالعادة ما بين مؤيد ومعارض
رفض تام لـ "تشات جي بي تي" في التعليم
وقد رفض الكثير من المعلمين الاعتماد على "تشات جي بي تي" في التعليم, فبعد أن بات بعض الطلاب يستعينون بروبوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي للقيام بواجباتهم الدراسية بالنيابة عنهم، دقت أكاديميات جامعية ناقوس الخطر وبدأت تراجع نظمها وتعيد تشكيل بعض البرامج التعليمية , وبات مسؤولون جامعيون يقيمون فرق عمل ويستضيفون مناقشات لابتكار سبل التكيف مع التكنولوجيا الجديدة التي أربكت الكوادر التعليمية.
يمثل تهديدا للنزاهة الأكاديمية
واصبحت تقنية "تشات جي بي تي" في مرمى نيران بعض الجامعات الأميركية بعد أن وجدت فيه تهديدا للنزاهة الأكاديمية, وفقا لما ذكرته سكاي نيوز.
أصوات تنادي بتغيير النظرة العدائية من "شات جي بي تي"
وهناك أصوات تنادي بتغيير النظرة العدائية من "شات جي بي تي"، فهو من وجهة نظرهم مثل "جوجل", فكما هو الحال عندما يستعين الطلاب بجوجل نستطيع السماح للطلاب بالاستعانة بشات جي بي تي مع الفارق أن التقنية الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي تستعرض معلومات أكثر موثوقية من جوجل، مؤكدين بأن إدماج التقنية الجديدة بالنظم التعليمية سيجعل البيئة التعليمة أكثر غنى وأكثر قدرة على التقدم.
ومن الجدير بالذكر ان الشركة المطورة يديرها سام أولتمان، ومن بين داعميها شركة مايكروسوفت وإيلون ماسك, وقد دربت الشركة ذلك النموذج باستخدام كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر العامة، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، بحيث يستطيع أن ينتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية من خلال تعلم خوارزميات تقوم بتحليل عدد هائل من البيانات، ويعمل بصورة تشبه الدماغ البشري.
قدرته الفائقة والفورية على شرح مفاهيم معقدة بكلمات بسيطة
واهم ما يميز شات جي بي تي عن غيره هو قدرته الفائقة والفورية على شرح مفاهيم معقدة بكلمات بسيطة، وبإنتاج محتوى من الألف إلى الياء بدون الاقتباس المباشر من مصادر أخرى - يجب الإشارة هنا إلى أنه غير متصل بشبكة الإنترنت، وإن كان قد تم تغذيته ببيانات متاحة عليها.
مليون مستخدم فى 5 ايام من اطلاقه
استخدامات تشات جي بي تي عديدة ومرنة، وتشمل الكثير والكثير من المجالات - من شرح مفاهيم علمية معقدة إلى كتابة أكواد(رموز رقمية) تستخدم في البرمجة، إلى كتابة مقالات وقصائد وقصص جديدة بأي أسلوب تتخيله، وتأليف نكات عن أي موضوع تحدده له, وقد حصل خلال 5أيام فقط من طرحه،على مليون مستخدم - قارن ذلك بالفترة التي استغرقها فيسبوك على سبيل المثال للوصول إلى نفس العدد من المتابعين (10 شهور)، ونتفليكس (3 سنوات), وذلك وفقا لما ذكرته بى بى سى
يشار إلى أنه تم اعتماد "ChatGPT" منذ ظهورها لأول مرة العام الماضي من طرف شركات لإنجاز مجموعة واسعة من المهام، بدءا من تلخيص المستندات وحتى كتابة رموز الكمبيوتر، مما أدى إلى إشعال سباق بين شركات التكنولوجيا الكبرى لإطلاق منتجاتها الخاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي
كما اطلقت شركة "أوبن إي آيه" التكنولوجية الأمريكية، تحديثا جديدا لمنصة الذكاء الاصطناعي شات جى بى تى "ChatGPT"، الأمر الذي سيتيح لـ "روبوت" الدردشة إجراء محادثات صوتية مع المستخدمين والتفاعل مع الصور.
وأضافت "أنه من خلال التحديث الجديد للصور، يمكن للمستخدمين التقاط صور للأشياء من حولهم والحصول على مساعدة من برنامج الدردشة الآلي، من أجل التعديل عليها أو كشف محتوياتها أو تحليل رسم بياني معقد", وفقا لما ذكرته أ ش أ
و في عصر الابتكارات التكنولوجية وتقدم الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع، تقدم تقنيات الـ AI نفسها كمحرك قوي للتحولات الاجتماعية والتكنولوجية في حياتنا اليومية, وتأتي هذه التطبيقات بتنوعها الهائل وتعدد استخداماتها، والتي تلقي بجسور من التواصل البشري باتجاهات غير تقليدية؛ ذلك أنها تنقلنا إلى عالم جديد حيث يتداخل البعد التكنولوجي بشكل لا مثيل له مع حياتنا اليومية، رغم المخاوف التي تفرض نفسها على هامش ذلك التداخل، بما في ذلك المخاوف المرتبطة بالصراع بين الذكاء البشري والاصطناعي.
تنقسم تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى فئات رئيسية، وتحديدًا يبرز الذكاء الاصطناعي التوليدي كقوة تحولية لا مثيل لها. يقود هذا النوع من التطبيقات مجال الإنتاج الإلكتروني إلى آفاق جديدة، حيث يمكن للأنظمة المبتكرة إنتاج محتوى متطور بطرق مبتكرة.
ويمكن أن تتراوح هذه التطبيقات من إنشاء نصوص إلى توليد صور وفيديوهات باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي.
وفي ظل هذا السياق، يندرج أيضًا استخدام التطبيقات في مجال معالجة النصوص، حيث يتم تحليل وفهم اللغة الطبيعية بشكل أعمق. تمكن هذه التقنيات من ترجمة اللغات، وتوليد محتوى نصي دقيق ومفهوم، وتحسين تفاعل الأنظمة مع المستخدمين بشكل أكثر فاعلية.
أما في مجال الصور والفيديو، تكمن الابتكارات الرئيسية في تطبيقات تعتمد على تحليل الصور والفيديو بواسطة خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي. يمكن لهذه التطبيقات التعرف على الأشكال والوجوه، وحتى تحليل المشاعر المعبر عنها في الصور. وتسهم هذه التقنيات في تطور مفهوم الواقع المعزز وتحسين تجربة المستخدم في التفاعل مع الوسائط المرئية.
في هذا السياق، تتلاعب تلك التطبيقات بالواقع الرقمي وتفتح أفقًا جديدًا للتجربة البشرية. يصبح لدينا القدرة على التفاعل بشكل غني ومتطور مع المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما يعزز من تجربتنا اليومية ويمنحها بعدًا جديدًا ومثيرًا.
وبخلاف ما تثيره من مخاوف "ومخاطر" في آن واحد، فإن هذه الفئات المتنوعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تضيف لتحولات واسعة في حياتنا، حيث يتم دمج التكنولوجيا بشكل متزايد في نسيج حياتنا الاجتماعية واليومية. تفتح لنا هذه التطبيقات أفقًا جديدًا للتواصل والتفاعل، مما يلقي بظلالٍ جديدة على كيفية تشكيل وتجسيد طبيعة الحياة في العصر الرقمي المتقدم, بحسب ما ذكرت سكاي نيوز
اترك تعليق