تتحدث التقارير الواردة من قطاع غزة الذي يواجه حرب الابادة عن انتشار امراض معدية وغيرمعدية جلدية وصدرية وغيرها في القطاع .. ويرجع انتشار هذه الامراض الي عوامل عديدة منها نقص المياه والادوية وسوء التغذية وعوامل اخري عديدة واقدام اسرائيل علي تدمير البنية التحتية كما تفعل في الضفة الغربية ايضا
ولم يكن احد يعرف بهذه الكارثة التي تطرق ابواب القطاع حتي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي نصيحة من طبيب الاورام المصري الدكتور مدحت خفاجي بضرورة تقديم جرعات كافية من مادة يوديد البوتاسيوم الي الفلسطينيين لمساعدة اجسادهم علي مقاومة اثار الاشعاع الناتج عن اليورانيوم المنضب.
وتقول الاحصائيات إنه منذ بداية الحرب فتحت الولايات المتحدة كما فعلت مع اسرائيل في حرب اكتوبر جسرا جويا وبحريا منذ بدء االعدوان وصلت عن طريقه 230 طائرة و20 سفينة شحن أمريكية تحمل مساعدات عسكرية إلي جيش الاحتلال .
وقد اسقطت اسرائيل علي غزة مئات القنابل الضخمة وكثير منها قادر علي إسقاط قتلي وجرحي علي بعد أكثر من ألف قدم في الشهر الأول من حربها علي غزة .. ويجمع المحللون علي ان هذا القصف يفوق ماحدث في فيتنام قبل اكثر من 50 سنة.
وكشفت صور الأقمار الصناعية من الأيام الأولي من العدوان عن أكثر من 500 حفرة ارتطام يزيد قطرها عن 12 متراً بما يتفق مع تلك التي خلفتها القنابل التي يبلغ وزنها ألفي رطل .. وهذه القنابل أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحرب علي تنظيم "داعش" في العراق .
ويلقي الخبراء باللوم في في ارتفاع عدد الضحايا علي الاستخدام المكثف للذخائر الثقيلة مثل القنابل التي يبلغ وزنها ألفي رطل خاصة مع اكتظاظ غزة بالسكان علي نحو يفوق اي مكان اخر في العالم مما يجعل استخدام مثل هذه الذخائر الثقيلة له تأثير كبير.
وبكل وقاحة ودناءة يبرر قادة اسرائيل استخدام الذخائر الثقيلة بأنها ضرورية للقضاء علي حركة "حماس" وأن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ليس بالامر الجديد علي الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل .. ذلك ان صواريخ اليورانيوم المنضب ليست الا سلاحا واحدا محرما دوليا من مجموعة اسلحة محرمة دوليا تستخدمها اسرائيل في غزة مثل القذائف الفوسفورية الحارقة.. هذا فضلا عن اسلحة اخري محرمة دوليا ربما لم يكشف النقاب عنها بعد .. ومما يرجح هذا الاعتقاد وجود اعراض مرضية غريبة بدأت تظهر بين سكان القطاع.
وسبق ان كانت الولايات المتحدة صاحبة ابشع الجرائم في تاريخ الانسانية وهي قصف هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية عام 1945 كما استخدمت في حرب فيتنام مادة العامل الاصفر المحرمة دوليا لازالة الغابات التي كانت المقاومة الفيتنامية تشن الهجمات منها وتكبد القوات الامريكية خسائر كبيرة.
وادي ذلك الي ظهور امراض عديدة وتشوهات بين المواطنين ولايزال يعاني من اثارها نحو ثلاثة ملايين فيتنامي حتي اليوم وهو عدد لاينخفض حيث لايزال يولد اطفال يعانون من مشاكل صحية رغم انتهاء حرب فيتنام منذ نحو خمسين عاما.
وكررت الولايات المتحدة جريمتها البشعة التي لم تحاسب عليها عندما ارتكبتها في العراق عام 1991 عندما ضربت جنوب العراق بما اسمته قذائف اليورانيوم المنضب .. وادي ذلك الي انتشار السرطان وأمراض اخري وولادة اطفال مشوهين الي حد جعل طبيبا بريطانيا ينصح سكان الفالوجا بعدم الانجاب.
وتكررت هذه الجريمة مرة اخري في غزة عندما قدمت صواريخ تحوي علي اليورانيوم المنضب لاسرائيل لاستخدامها في عدوانها ضد القطاع الصامد .. والحجة جاهزة بالطبع وهي ان استخدام اليورانيوم المنضب ضروري حتي تستطيع الصواريخ الوصول الي انفاق حماس التي توجد احيانا علي اعماق تصل الي 20 مترا ولاتستطيع الصواريخ العادية الوصول اليها.
والان تبين ان الوضع اخطر من ذلك وان هناك كارثة صحية في انتظار القطاع ندعو الله ان ينجي الشعب الفلسطيني العظيم منها.
اترك تعليق