الله تعالى لا يخاطب بالتكليف بقول افعل ولا تفعل الا لمن امن به وهذا ما اكد عليه امام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله خلال عرضه لخواطره حول القرآن الكريم
وقد خاطب المولى عز وجل المؤمنون بأداة النداء "يا ايها المؤمنون " على نحو 89 مرة فى القرآن على قول الداعية الاسلامى الدكتور رمضان عبد الرازق _كان لسورة المائدة نصيب الاسد فيها حيث ظفرت بـ16 موضع خاطب فيها الله تعالى المؤمنون ويعود ذلك لكثرة الاحكام الواردة فيها
بينما فازت سورة البقرة بنحو 11 موضع وجه فيها تعالى النداء الى المؤمنين كما انها حظيب بأول نداء لهم والذى قال فيه تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" سورة البقرة: 104
وقد افاد العلماء ان النداء الاول للمؤمنين فى القرآن لم يكن من اجل اقامة الصلاة او الحثُ على اخراج الزكاة او اقامة احد اركان الاسلام وانما كان لـ_عدم التشبه باليهود_ فيما يراوغون ويلتفون فى القول
وفى قصة تلك الاية جاء فى التفسير الميسر _ان اليهود كانوا يلون السنتهم عندما كانوا فى مجلس النبى صل الله عليه وسلم فكانوا يقولون له _راعنا _والتى تُفهم براعنا سمعك وتعهدنا فأفهم عنا وافهمنا والمقصود منها طلب الاهتمام على الظاهر الى انهم كانوا يلتفون فيها لسبه صل الله عليه وسلم ونسبته بالرعونة
والقصة بدأت عندما تشبه بهم احد المسلمون واستخدم لفظتهم وقال للنبى صل الله عليه وسلم راعنا فوجه اليهم المولى عز وجل النداء لحسن اختيار الالفاظ فلا يقولوا كلمة:﴿رَاعِنَا﴾ وأمرهم أن يقولوا بدلًا عنها: ﴿انْظُرْنَا﴾أي: انتظرنا نفهم عنك ما تقول، وهي كلمة تؤدي المعنى بلا محذور هذه الكلمة سدًّا لهذا الباب
اترك تعليق