هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نظرة إلي مسرح الطفل في قصور الثقافة

الميزانيات تحتاج إلي الزيادة.. وكذلك عدد العروض

حتي الآن ما زال البعض ينظر إلي مسرح الطفل باعتباره شيئاً هامشياً. علي رغم أن أي نهضة مسرحية لا تبدأ إلا من مسرح الطفل. الذي لو زاد الاهتمام به فسوف يفرز جمهورا وفنانين يساهمون في نهضة المسرح وتطوره.


الاهتمام بمسرح الطفل معناه أنك تربي الطفل علي الجمال. و تسهم في توسيع مداركه وخياله. ومتي نشأ الطفل علي حب المسرح واعتاد ارتياده. فإن هذه العادة ستلازمه عندما يصبح شاباً. وكلما زاد الاهتمام بمسرح الطفل. وزاد إقبال الأطفال علي المسرح. فإن ذلك يجعلك تطمئن علي المستقبل. وتثق أنه سيكون أكثر استنارة وجمالاً. فالمسرح مدرسة تنمي الذوق والوعي والخيال. وتنشر قيم المحبة والتسامح.

مؤخراً شاركت في إحدي لجان مناقشة مشروعات مسرح الطفل في هيئة قصور الثقافة. مع الصديقين المخرج حمدي حسين. ومهندس الديكور ناصر عبدالحافظ. لاحظت اهتماماً من الإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة بهذا النشاط المهم. وحرصاً علي إعداد موسم مسرحي جاد.
ناقشنا عدة مشروعات جيدة. وبعضها يعتمد علي دمج الأطفال أصحاب القدرات الخاصة مع غيرهم من الأطفال. وهذا أمر جيد ومطلوب. كما أن النصوص التي قدمها المخرجون. وأقرتها لجان القراءة. تحمل الكثير من الأفكار الجيدة والجديدة. بعيداً عن تلك الموضوعات التقليدية التي تتعامل مع الطفل كأنه متخلف عقلياً.
خرجت بعدة انطباعات. بعضها جيد. والبعض الآخر يدعو إلي الأسي. أما الجيد فهو حماس المخرجين لإنتاج الأعمال التي تقدموا بها. وحرصهم علي الاستجابة لملاحظات اللجنة ومقترحاتها لتطوير المشروع. وكذلك حرص الإدارة العامة لمسرح الطفل علي الاطمئنان علي جودة المشروعات وأحقيتها بالإنتاج.

الذي يدعو إلي الأسي هو الميزانيات المخصصة لهذا المسرح. فميزانية إنتاج عرض مسرحي واحد لاتتجاوز ستين ألف جنيه. وهو مبلغ ضئيل جدا لإنتاج عرض مسرحي للطفل في ظل الارتفاع الرهيب لأسعار الخامات. وارتفاع الأسعار عموما. والتي لم يقابلها ارتفاع في الأجور. فما زالت الهيئة العامة لقصور الثقافة تتعامل بأسعار الستينيات. وهو ما يؤدي إلي عزوف الكثيرين عن التعامل معها. سواء في مسرح الطفل أو في مسرح الكبار. ففي ظل هذه الأجور المتدنية لم يعد التعامل مع الهيئة يغري الكثيرين. أما من يتعاملون الآن فهم مقاتلون راغبون في تقديم شئ ينفع الناس. بغض النظر عن الأجر المتدني. لأنهم أولاً وأخيراً يحبون اللعبة. ويصرون علي ممارستها تحت أي ظرف.

المفروض أن يعيد رئيس الهيئة عمرو البسيوني. النظر في الميزانيات المخصصة لمسرح الطفل. والمسرح في الهيئة عموما. لأنها ميزانيات لا تفي بالإنتاج من ناحية. ولاتليق بالمبدعين عموماً.

مسرح الطفل في هيئة قصور الثقافة يلعب دوراً مهماً لا ينكره أحد. ولكن هذا الدور يمكن أن يكون مؤثراً وفاعلاً أكثر. لو زاد اهتمام الهيئة به. وتم دعمه مادياً حتي يستطيع تطوير نفسه ويقدم المزيد من الأعمال الجيدة.

عندما كنت في ألمانيا شاهدت العديد من عروض مسرح الطفل. وعلمت من المسئولين عن المسرح هناك. أن كل طفل يشاهد 12 عرضاً في السنة. بواقع عرض كل شهر. صحيح أن بعض العروض كانت تكاليف إنتاجها بسيطة. ولكن لنا أن نتخيل طفلاً يشاهد عرضاً مسرحياً كل شهر. وكيف يؤثر ذلك في تكوينه وتثقيفه وإعداده للمستقبل.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق