هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

حكاية كتاب آداب البحث والمناظرة

ذكر الشيخ محيي الدين عبد الحميد في بداية كتابه سببَ تأليف هذا الكتاب، وهو معرفة طرق البحث والمناقشة والمحاورة، والرد على المبطِلين، وعصمة الذهن من الانسياق وراء ادعاءات المرجفين أو التسليم بشُّبَههم، ومعرفة طرق الاستدلال وإثبات صحة الدليل يقول الشيخ: «وقد كان العلماء في الصدر الأول غير محتاجين إلى هذه النُّظُم؛ لما وهبهم الله من سلامة الفطرة، وصفاء الذهن، وكانت أساليب حوارهم ومناظراتهم تجري على وفق هذه القواعد، من غير أن تكون عِلمًا مُدونًا؛ فلما طال العهد وقصرت القرائح احتاج الناس إلى استنباط قواعدَ يلتزمها المتباحثان».

 


ويوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة الكاتب حيث جاء الكتاب في رسالة صغيرة موجزة العبارة مكونًا من ثلاثة أبواب، تندرج تحت كل باب منها عدة فصول، تُسَلِّط الضَّوء على الفكرة ببساطة وبراعة، ليقف المُناظر على خطوات المناظرة وشروطها وآدابها بوضوح وموضوعية، كل هذا مع ضرب الأمثلة لتتضح الصورة للقارئ ويسهل عليه التطبيق، ويورد في نهاية كل باب بعض الأسئلة التطبيقية حتى يستوثق القارئ من فهم المعلومة، ثم يلخِّص ما جاء في هذا الباب ليسهل الرجوع إليه.

أهمية الكتاب لا غنى للمجتمع عن هذا العلم الذي حواه الكتاب، سيما حين تخلي كثير من الناس عن آداب الحوار والمناقشة. وقد ضَمَّن الشيخ محيي الدين كتابه خطوات المناظرة وآدابها، فلا يكون هدف المناظر مجرد إفحام الخصم، وإنما تحليه بآداب المحاورة، وتفنيد أقواله ودعواه والوقوف على مدى صحة مقدمات موضوعه، والتسليم بما يلزم التسليم به، وطلب الدليل على ما تتوقف صحته على دليل.

  بدأ الشيخ ببيان مبادئ علم البحث والمناظرة؛ فذكر تعريفه وموضوعه، وعلاقته بغيره من العلوم، وبيان ما تجري فيه المناظرة، وفصَّل شروطه حتى تصح معارضة ما لا يصح منه، وما يرد من اعتراضات على كل منها، وطريقة الاستدلال على هذا الاعتراض، وبيان طرفي المناظرة وما يلزم كل منهما قبل الشروع فيها، وما يقوله الممانع أو صاحب الدعوى من أجوبة على ما وُجِّه إليه من اعتراضات.

كما أوضح أن أهم ما يتحلى به المتناظران هو السعي لطلب الحق وليس مغالبة الخصم أو إفحامه.

 ثم اختتم الكتاب ببيان معاني بعض المصطلحات التي يحتاجها المتناظرين كالمصادرة والمكابرة والمعاندة والمجادلة.

واختتم الشيخ -رحمه الله- كتابه بذكر آداب المتناظرَين والتي منها: (1) أن يتحرزا من إطالة الكلام ومن اختصاره. (2) وأن يتجنبا غرابة الألفاظ وإجمالها. (3) وأن يكون كلامهما ملائمًا للموضوع. (4) وألا يَسخَر أحدهما من صاحبه. (5) وأن يقصد كل منهما ظهور الصواب، ولو على يد صاحبه. (6) وألا يتعرض أحدهما لكلام صاحبه قبل أن يفهم غرضه منه. (7) وأن ينتظر كل منهما صاحبه حتى يفرغ من كلامه. وبذلك يكون هذا الكتاب قد جمع قواعد فن من الفنون التي يحتاجها الناس في كل زمان ومكان.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق