هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

التحول الرقمي داعم رئيسي لتسريع انتقال الطاقة وتخفيض الانبعاثات الصناعية بحلول العام 2030
إيفجيني فيدوتوف نائب الرئيس الأول لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة أڤيڤا
إيفجيني فيدوتوف نائب الرئيس الأول لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة أڤيڤا

"إيفجيني فيدوتوف"، نائب الرئيس الأول لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة "أڤيڤا"، يؤكد أن تحقيق الأهداف المناخية العالمية يتطلب تسريع رقمنة القطاع كواحد من أفضل الحلول المشتركة المتاحة لنا.

منذ عام 1994، جمعت الأمم المتحدة ممثلين من حوالي 200 دولة للتفاوض بشأن العمل الجماعي للحد من الانبعاثات العالمية. و يجذب هذا الاجتماع السنوي، المعروف باسم مؤتمر الأطراف، الكثير من الانتقادات للأجندات الوطنية المعروضة والمناقشات الحادة لصياغة الكلمات، والتي تجري ضمن العمل على وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق متعدد الأطراف بحلول نهاية البرنامج الذي يستمر أسبوعين.


يوفر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 آلية مساءلة حاسمة للحكومات الوطنية، حيث أصبح حافزًا للتعاون الجذري عبر القطاعات سعيًا لبناء أرضية مشتركة من خلال الجمع بين المشاركين من القطاعين العام والخاص والقطاع الثالث، ما يشكل أهمية خاصة لقطاعات الاقتصاد العالمي التي يصعب إزالة الكربون منها، مثل الصناعات الثقيلة.

 

ويمثل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون الذي يعقد حاليًا في دبي نهاية تقييم الحصيلة العالمي الأول، وهو مراجعة شاملة للوضع الراهن في العمل المناخي والتقدم نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس، بقيادة الأمم المتحدة. وبحسب الالتزامات الوطنية المناخية الحالية، فستصل انبعاثات غازات الدفيئة عام 2030 إلى 9% فوق مستوى العام 2010. 

 

من الجليّ أن علينا تحقيق الانتقال المستدام بسرعة أكبر، إذ إن الوقت المتاح يضيق سريعًا، بينما تتوفر الحلول التي تدعم الأثر على نطاق واسع اليوم وتلقى دعمًا واسعًا من المعنيين. وهي تلعب دورًا بالغ الأهمية لتعيدنا إلى المسار الصحيح. 

 

تسهم الصناعة حاليًا بنسبة 32% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا وأكثر من 73% من غازات الدفيئة تنبعث من قطاع الطاقة. ولهذا فلا بد من العمل سريعًا لرقمنة تلك القطاعات لتحسين كفاءتها ودعم التنمية واستخدام الطاقة المتجددة والوقود المستقبلي. 

 

أدوات العمل متوفرة لدينا بالفعل 

تلعب التكنولوجيا دورًا جوهريًا في توحيد الأطراف المعنية ودعم العمل الفعال وتحقيق الأهداف المناخية، وذلك إلى جانب الخطوات التنظيمية والحلول السوقية مثل تسعير الكربون وحوافز كفاءة الطاقة.

 

وتشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن التكنولوجيات الرقمية على نطاق واسع في القطاعات التي يصعب تخفيفها مثل الطاقة والتنقل والمواد، يمكن أن تقلل من الانبعاثات بنسبة تصل إلى 20٪ بحلول عام 2050. والتقنيات الرقمية هي أفضل وسيلة لدينا لإنقاذ الكوكب.

 

وقد أثبتت بالفعل قيمتها على جبهات عديدة، من تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل النفايات وصولًا إلى الحد من انبعاثات الكربون من المصدر وتحويل غازات الدفيئة الضارة إلى سلع عالية القيمة. تشمل المكاسب الموثقة ربحية أعلى بنسبة 10% وعائدًا على الاستثمار يصل إلى 3 أضعاف وأداء استدامة أعلى بنسبة تصل إلى 20%.

 

ولكن على الرغم من أن هذه الإنجازات تبدو مُرضية، إلا أن هناك مجالًا للبناء عليها وتعزيزها. فقد حان الوقت للشركات لكسر انعزالها والتعاون من أجل العمل المناخي، وسيعزز مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون هذه الرسالة انطلاقًا من شعاره "الاتحاد، والعمل، والإنجاز."

 

يوفر العمل المشترك نتائج تعود بالمنفعة على جميع الشركات المعنية وللكوكب. ويعتبر التحول الرقمي والموجات التقنية القادمة ــ من الذكاء الاصطناعي إلى التوأمة الرقمية ــ الطريقة الأكثر فعالية لتمكين الأطراف في القطاع الصناعي من تحقيق هذه النتائج.

 

المرئيات الرقمية المترابطة تتيح للصناعات الوصول إلى مستقبل خالٍ من الكربون

 

  • تدعم التكنولوجيا الرقمية التعاون الموحد لكل من الفرق الداخلية والخارجية، سواء عبر الأقسام أو حتى عبر الحدود. كما يمكنها تعزيز تبادل المعلومات بشكل آني، وتمكين التعاون في البحث والتطوير، وتحسين سلاسل الإمداد، والاستفادة من تحليلات البيانات لاتخاذ القرارات المستدامة.

 

فقد جمعت مدينة بيمبري تشينشواد الذكية (PCMC) في بونا بالهند أكثر من 4600 نظام وتطبيق بلدي فردي - بما في ذلك المياه وإدارة النفايات وحركة المرور - في مركز عمليات موحد لإنشاء نهج قائم على البيانات لتقديم الخدمات في أعقاب أزمة فيروس كورونا. ونتيجة لذلك، نجحت المدينة في خفض التلوث والازدحام المروري، وخفض خسائر المياه، وتتوقع خفض استخدام الطاقة بنسبة تصل إلى 22%.

 

  • يصبح العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة أسهل من خلال مصدر رقمي واحد للمعلومات. ويمكن لكافة أطراف المنظومة - سواء فرق العل المتباعدة أو المطورين أو الشركاء أو مزودي التقنيات - الاستفادة من المنصات شديدة الارتباط للعمل معًا، وتعزيز الكفاءة عبر سلسلة القيمة لتحقيق المنفعة المتبادلة.

 

عندما نفذت دانون، الشركة الرائدة عالميًا في مجال الأغذية والمشروبات، نظام تنفيذ التصنيع عبر أربعة مواقع تغذية متخصصة وموزعة في جميع أنحاء إندونيسيا، تمكنت فرق العمل من الوصول إلى أحجام الإنتاج والبيانات الأخرى بشكل آنيّ. ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن الآن إنتاج منتجات ذات جودة أعلى وقابلة للتتبع بالكامل، فضلًا عن تحسين أداء المصنع وتقليل النفايات، مما يساهم في تحقيق أهداف دانون للاستدامة.

 

  • أصبح تحقيق نتائج منخفضة الكربون حقيقة واقعة بالفعل بالنسبة للأطراف العاملة في القطاعات الصناعية، وذلك بفضل استخدام التقنيات الرقمية. وفي الكثير من الحالات، تستفيد المؤسسات الصناعية من التقنيات الرقمية لتحقيق تخفيض قابل للقياس في الانبعاثات، وتقليل النفايات، وتحسين التدوير - بما في ذلك في القطاعات التي يصعب تخفيض انبعاثاتها.

 

وفي مجال الطاقة الشمسية، قامت شركة ZGlobal الاستشارية ومقرها كاليفورنيا ومزود الطاقة Silicon Valley Clean Energy (SVCE) ببناء مجتمع لمشاركة البيانات في البنية السحابية، وذلك لدمج البيانات التاريخية والآنية بشكل آمن حول تسعير الطاقة وتوافرها واتجاهات الطلب المحتمل. وساهمت المنصة المدمجة في تحسين شفافية البيانات والتعاون والثقة بين العديد من المؤسسات، مع توفير آلاف الدولارات للأطراف المعنيين – بينما تدعم انتقال كاليفورنيا إلى الطاقة النظيفة.

 

النجاح المناخي والاقتصاد المستدام في متناول أيدينا

 

وكما تظهر هذه الأمثلة، فإن بوسع التقنيات الرقمية أن تدعم أهدافنا المناخية اليوم.

 

إن مجرد زيادة الاستثمارات الرقمية بنسبة 2% سيؤدي إلى خفض الانبعاثات التشغيلية بنسبة 76% والانبعاثات الرأسمالية بنسبة 17%، وفقًا لبيانات من ماكديرموت وشنايدر إلكتريك.

 

سيكون مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين حافزًا حيويًا للتعاون من أجل تحقيق أهدافنا المناخية، ويجب علينا أن نغتنم الفرصة لتجاوز المناقشات ووضع خطط العمل وبناء الشراكات الجديدة للوصول إلى مستقبل صالح للحياة كما نريده. ومن خلال تحويل الإنتاج الصناعي إلى مرئيات رقمية، يمكن للشركات تعزيز الكفاءة والمرونة والتأثير المستدام، وتحقيق تطلعاتها الأكثر طموحًا للنمو والعمل المناخي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق