توطين صناعة السكك الحديدية.. والبداية بوحدات الجر الكهربائية

تطوير وتحديث عناصر المنظومة بخبرات عالمية وأياد وعقول مصرية

الوصول إلي تصنيع منتج محلي بنسبة 50% خلال السنوات العشر القادمة

استعادة قوة الأسطول التجاري المصري وصيانة السفن وتجهيزها بالمعدات

يعتبر إنشاء مصنع جديد السكة الحديد&Search=" target="_blank">السكة الحديد. خطوة حقيقية نحو هذا الاتجاه. ولعل إنشاء الشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية "نيرك" خطوة أولي في هذا الاتجاه لتوطين صناعات السكك الحديدية في مصر.

يشهد قطاع النقل في السنوات الأخيرة طفرة. حيث يعد قطاع النقل قاطرة التنمية ولم يقتصر دور قطاع النقل علي مجرد إنشاء الطرق والمحاور الجديدة أو تطوير السكة الحديد&Search=" target="_blank">السكة الحديد فقط.. بل تعدي الامر للتخطيط إلي الاكتفاء الذاتي لصناعات النقل وتوطين تلك للصناعة. تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة توطين صناعة النقل في مصر.. ورغم صعوبة الأمر. لكن الحلم بالفعل يتحقق في الوقت الراهن.. لذلك نقدم خلال السطور التالية أبرز الخطوات التي تقوم بها الدولة. ممثلة في وزارة النقل بهذا الاتجاه.

مصنع نيرك

تهدف الشركة إلي إنشاء مجمع صناعي لصناعات السكك الحديدية في مصر. خاصة الوحدات المتحركة بالجر الكهربائي وستكون نيريك حجر الزاوية الرئيسي لتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل وصناعات السكك الحديدية.

تم تأسيس الشركة بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وصندوق مصر السيادي. والقطاع الخاص برأسمال 240 مليون دولار وبإجمالي حجم استثمارات متوقع 10 مليارات دولار علي مدي 10 سنوات بإجمالي مساحة 300 ألف م2 في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد. المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

تمثل الطاقة الإنتاجية بالمرحلة الأولي تشمل مصنعًا لتصنيع الوحدات المتحركة الجديدة 100 وحدة/السنة والمرحلة الثانية تشمل مصنعاً لإعادة تأهيل الوحدات المتحركة التي تعمل بالجر الكهربائي 125 وحدة/السنة والمرحلة الثالثة تشمل مصنع عربات القطار الكهربائي السريع 150 وحدة/السنة.

إنشاء المصنع من شأنه دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق فرص عمل. ومن منطلق تحقيق الأهداف الموضوعة لرؤية مصر 2030. حيث سيكون المجمع الصناعي لشركة نيرك حجر الزاوية الرئيسي بتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل وصناعات السكك الحديدية. حيث تسعي شركة "نيرك" إلي تعميق وتوطين صناعة السكك الحديدية بعمق في مصر والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال ونقلها للأيدي العاملة المصرية. خاصة أنه من المتوقع زيادة عدد الوحدات المتحركة علي خطوط المترو بأكثر من ألف وحدة تقريباً في السنوات العشر القادمة وإعادة تأهيل ما يقرب من ألف وحدة أخري. ذلك بالإضافة إلي مشروعات السكك الحديدية من قطارات المسافات الطويلة والقطار السريع الذي يتوقع ان تصل الي ألف وحدة أخري.

كما يهدف مشروع "نيرك" إلي تعميق وتوطين صناعة السكك الحديدية في مصر. خاصة الوحدات المتحركة بالجر الكهربائي بما يؤمَّن متطلبات الدولة المصرية في هذا الشأن. وزيادة القدرة علي التصدير إقليمياً ودولياً حيث تستهدف الدولة إنشاء قاعدة صناعية مجهزة تكنولوجياً ولوُيستياً في هذا القطاع لاستقبال الشركات العالمية من أصحاب التكنولوجيا في مجال صناعة مركبات السكك الحديدية ومستلزماتها وإنتاجها محلياً.
بالقرب من مجمع المصانع الخاص بشركة "نيريك". سوف يوجد هناك منطقة صناعية متكاملة بمنطقة شرق بورسعيد. ما يتيح المزيد من الدعم في مجالات اللوجيستيات والتدريب والعديد من التخصصات الأخري.. ومن المتوقع أن يعزز المشروع التصنيف الدولي للمنطقة ويخلق فرصاً استثمارية كبيرة.

يتبع برنامج نيرك لتوطين صناعات السكك الحديدية نهجاً مرحلياً نحو تحقيق هدف طموح طويل الأجل يتمثل في الوصول الي تصنيع منتج محلي بنسبة 50% خلال السنوات العشر القادمة.

تستعد الشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية "نيرك" لبدء تصنيع عربات قطارات المترو في مصنعها بشرق بورسعيد بالتعاون مع شركة "هيواندي روتيم" قبل نهاية النصف الأول من 2023 وأن العقد الأول الذي وقعته شركة "نيرك" مع مترو الأنفاق يتضمن تصنيع 320 عربة مترو بإجمالي 40 قطاراً لتوطين صناعة قطارات المترو بهدف مواجهة الزيادة المتوقعة في عدد أعداد الركاب خلال السنوات القادمة.

تم توقيع بروتوكول تعاون لدراسة إنشاء مصنع مصري لتصنيع عربات ركاب السكك الحديدية بين كل من الهيئة القومية لسكك حديد مصر والشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية "نيرك" لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر. حيث اشتمل البروتوكول علي تصنيع 500 عربة ركاب سكك حديدية متنوعة 100 عربة درجة أولي مكيفة. و200 عربة درجة ثانية مكيفة. و200 عربة درجة ثالثة متطورة كمرحلة أولي. من إجمالي 1000 عربة سكة حديد مخطط تصنيعها محلياً.

ورشة صيانة القطارات الروسية

لم يقتصر الامر علي هذا الأمر.. حيث قامت وزارة النقل مؤخراً بتوقيع عقد انشاء ورشة مع ترانسماش هولدينج انترناشيونال لصيانة وعمرة عربات القطارات الروسية بجميع انواعها بورش أبوزعبل كخطوة  لاقامة مصنع لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر.

يجري حاليا اعداد التصميمات الخاصة بالمشروع مع توريد المعدات اللازمة للورشة الجديدة لتنفيذ اعمال الصيانة بها وكذلك توريد قطع الغيار لمدة 12 عاما لكل عربة تبدأ من تاريخ تشغيل العربة وكذلك تقديم الدعم الفني لمدة 12 عام بواسطة 20 خبير من شركة ترانسماش هولدينج انترناشيونال ايه جي. بالاضافة الي التدريب علي العمرة الجسيمة التي تتم بعد تشغيل العربة بـ 18 عاماً بهدف نقل الخبرة للعمالة المصرية بما يمكنهم من تنفيذ جميع أنواع العمرات والصيانات المطلوبة وكذلك تصنيع بعض قطع الغيار محلياً بنسب تبدأ من 20% من قطع الغيار وتصل الي 60% بهدف توطين صناعة قطع الغيار.

إنشاء هذه الورشة ضروري لإجراء الصيانة اللازمة لصفقة 1350 عربة سكة حديد التي تم سبق توقيعها مع هيئة السكك الحديدية المصرية. حيث تم الانتهاء من توريد 725 عربة جديدة حتي الآن و499 درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية و226 درجة ثالثة مكيفة. وذلك لان اجراء أعمال الصيانة مع الشركة سيسهم في استمرار تقديم أعلي مستويات الخدمة للركاب.

تم الاتفاق مع شركة "ترانسماش" أن يكون انشاء هذه الورشة والتعاون في مجال انتاج قطع الغيار محلياً لتكون نقطة انطلاق قوية ومهمة لاقامة مصنع مشترك في أبوزعبل لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية لتلبية احتاجات السوق المحلية. ثم الانطلاق للتصدير الي الدول الاخري وأنه مع توطين الصناعة في مصر ستكون هناك قاعدة صناعية. خاصة بعربات السكك الحديدية للانطلاق لهذه الدول. خاصة مع توافر العمالة المصرية الماهرة وتوافر المواد الخام والمناخ الاستثماري الواعد في مصر. وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتوطين صناعة النقل في مصر ومنها صناعة الوحدات المتحركة وفق أحدث الأساليب بما يتوافق مع المعايير العالمية من خلال التعاون مع كبري الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال. وتنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتعظيم مشاركة القطاع الخاص في كل المشروعات ومنها مشروعات النقل.

تكمن أهمية العقد في اجراء الصيانات والعمرات المطلوبة لصفقة العربات الموقعة بين الجانبين من خلال هذه الورشة التي ستشهد وجود 20 خبيراً متخصصاً في مجال الصيانة وسيشرف علي هذا المشروع المهم إيرانست يورج الذي اشرف علي اقامة ورشة ضخمة في المانيا لصيانة قطارات شركة "سيمنز" الالمانية.

هذا التعاون المشترك مع "ترانسماش" له دور مهم في توطين صناعة قطع الغيار اللازمة في مصر وكذلك التعاون في اقامة مصنع لتصنيع عربات السكك الحديدية لتلبية احتياجات السوق المصرية ثم التصدير للخارج.
هذا الإنشاء للورشة ليس الأول.. وإنما سبق الاتفاق مع "تالجو" الاسبانية علي إجراء الصيانة اللازمة لقطارات تالجو في ورشة تالجو بورش الفرز وكذالك الاتفاق مع وابتك الامريكية "جنرال اليكتريك" سابق لإجراء الصيانة اللازمة لجرارات GE بورش التبين ومهمشة.