قالت الكاتبة الجزائرية الشابة سارة النمس صاحبة رواية "جيم" التي نافست في عام 2021م في جائزة البوكر : منذ الستينيات والمرأة العربية تحارب بقوةٍ وجرأة للتعبير عن نفسها من خلال ما تكتب، انظروا مثلاً لمؤلفات نوال السعداوي، وكيف حركت تلك الكتب المياه الراكدة، كذلك كتابات غادة السّمان، وغيرهن الكثير، لذلك أعتقد أن اجتماعنا اليوم منطقيّ جداً للاحتفاء بما وصلت إليه الكاتبة العربية، وعليها المواصلة، إلى أن تصل للكتابة بحريةٍ تام.
وأكدت النمس أن التحديات مازالت كثيرة أمام المرأة الكاتبة، وحول أهم هذه التحديات قالت النمس: الكثير من القراء الآن ينظرون لأدب المرأة أنه أدبٌ من الدرجة الثانية، ويقارن دائماً بما يكتب الرجل، وفي هذا ظلم كبير لما تبدع المرأة، وصادر عن عقلية محدودة، والتحدي الكبير أن تظلّ المرأة تكتب، إلى أن يأتي يومٌ يعرفُ فيه كل أولئك المقللين من شأنها أن أدب المرأة هو أدبٌ وكفى وأوضحت أن لهذا سبب ربما لأن الكثير منهن قدمن تجارب أدبية كثيرة في الحب والغراميات والعواطف وقد مل الناس هذه الموضوعات والكاتبات أنفسهن تجاوزن هذه المراحل وصار اهتمامهن مختلف .
وأضافت أنا عن نفسي كتبت " الحب نكهة جزائرية" لكنني سرعان ما كتبت " ماء وملح" و" جيم" وبعد" ماء وملح" قررت ألا أكتب مجددا المزيد من روايات الحب لقد استهلكت الكاتبات تيمة الحب في مئات الروايات وعن نفسي قررت أن أعطي المزيد من الاهتمام لتفاصيل أخرى في الحياة أكثر خشونة وشراسة من موضوعات العاطفة الناعمة، وأضافت حتى المؤلفين والكتاب الرجال منهم من استغرقته الكتابة في " الحب والغرام" وربما أكثر من الأديبات.
ولا شك أن الكتابة في الحب ليس جريمة لكن عندما يكون الحب جزءا طبيعيا من عموم العمل وليا يهيمن عليه ليصبح هو البطل
قالت أيضا: إن الرواية تعكس الحياة والحياة متنوعة والحب جزء منها وعلى ذلك لا يجب أن يهيمن موضوع واحد على العمل ككل وأتمنى ألا يساء فهمي فأنا لا أرفض كتابة الحب وحتى في طريقة تناوله يجب أن تتنوع طرق التعاطي مع موضوعات العاطفة "
وعن المشهد الروائي الجزائري قالت: إن أكثر ما يميز الأدب الجزائري هو خصوصيته وهويته اللافتة وتميز أصواته عن أي كتابة أخرى بما يتضمنه من إشارات للتراث والتاريخ الجزائري حتى إن القراء يميزون لغة وأساليب الكتاب الجزائريين خصوصا فالأمر تجاوز التراث والهوية الخاصة إلى اللغة والأسلوب السردي المتفرد للجزائريين.
وعن مشاركتها في الشارقة: تلك أول زيارة لي ولكن ما لمسته وشاهدته من احتفاء لافت بالقراءة وبالكتاب ومن جمهور الندوات والمداخلات والنقاش فاق انطباعي الذي جئت به .. وأثمن جدا هذا الحضور اللافت للمرأة الكاتبة والكاتبات الشابات والأكاديميين والنقاد.
اترك تعليق