يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي. القصف الوحشي لقطاع غزة المحاصر، منذ 7 أكتوبر المنصرم، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، والعدد مرشح للزيادة، مع استمرار ألة القتل الإسرائيلية في حصد أرواح الشعب الفلسطيني الأعزل، إذ تحول قطاع غزة إلي "أرض المقابر الجماعية"، أمام حكومات ومنظمات حكومية غربية، بررت لدولة الاحتلال ارتكاب المجازر و"جرائم الحرب" فى حق أصحاب الأرض، ومنحتها "حق الدفاع عن نفسها".
ومنذ عملية"طوفان الأقصي" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في مستوطنات قطاع غزة في 7 أكتوبر المنصرم، يواصل جيش الاحتلال قصف قطاع غزة المحاصر، برا وبحرا وجوا، ونفذ توغلات برية محدودة في القطاع، وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يعادل ما سقط علي قطاع غزة من متفجرات خلال العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال عليه قنبلتين نوويتين.
وخلف العدوان الإسرائيلي الوحشي علي قطاع غزة. حتي الأن. دمار واسعا في القطاع، وأحياء كاملة سويت بالأرض، وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا، حتي الآن، أكثر من 9 آلاف و 488 شهيدا70% منهم من الأطفال والنساء، حسب الإحصائيات الفلسطينية، هذا إلي جانب عشرات الآلاف من الجرحي، معظمهم إصاباتهم خطيرة، ولا يزال المئات تحت أنقاض المنازل التي انهارت جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وارتكب جيش الاحتلال عشرات المجازر في قطاع غزة.. حيث استهدف القصف الإسرائيلي الأحياء السكنية، والمستشفيات، ومدارس الأونروا التي تأوي النازحين الفلسطينيين، في عدوان غاشم كشف عن ازدواجية فاضحة في تطبيق معايير حقوق الإنسان من جانب الحكومات الغربية والمنظمات الحقوقية الكبري ذات الشهرة العالمية.
فعلي الرغم من أن هذه الحكومات والمنظمات تسارع إلي تبني مواقف حقوقية بالغة الحدة وتقود حملات دعائية سلبية ضد الكثير من الدول العربية، بدعوي وجود انتهاكات لحقوق الإنسان، إلا أن مواقفها المعلنة من الممارسات الإسرائيلية الأخيرة التي تتضمن جرائم حرب واضحة وانتهاكات أكثر قسوة لحقوق الإنسان والشعب الفلسطيني كانت مواقف متخاذلة، بل وداعمة أو مبررة للجرائم الإسرائيلية.
اتسمت المواقف الحكومية المعلنة للدول الغربية، وكذلك معالجة منظمات حقوقية كبري مثل "هيومان رايتس ووتش" بقدر كبير من المغالطة وإغفال المقدمات، التي قادت إلي الوضع الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة.
تجاوزت المواقف الغربية عن أصل الأزمة الحالية وجذورها التاريخية المتمثلة في استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية وتقويضه المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأغفلت المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والذي يعيش في أكبر سجن مفتوح في العالم منذ ما يقرب من 16 عامًا متصلة.. حيث تحاصر إسرائيل قطاع غزة بكل الوسائل وتحد من حرية حركة مواطنيه، وتفرض معاناة يومية علي دخول السلع والبضائع، مما يجعل أهالي غزة يعيشون في أزمة مستمرة في الإمداد بالخدمات والوصول لفرص العمل وتأمين احتياجاتهم المعيشية.
ولم تتطرق الحكومات الغربية الداعمة لاسرائيل، لاستمرار عدوان الاحتلال علي الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وبناء المستوطنات غير القانونية والمبالغة في استخدام وسائل الفصل العنصري.
وتغافلت عن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات العربية في القدس الشرقية، والتي تبرز في شكل اقتحامات متكررة من قوات إسرائيلية مسلحة ومن شخصيات سياسية وحكومية للحرم القدسي الشريف.
ولم تتعرض للمأساة المستمرة للأسري الفلسطينيين القابعين في سجون إسرائيل، والذين بلغ عددهم عام 2023 نحو 5200 أسير من بينهم نساء وأطفال ومحتجزون بقرارات اعتقال إداري دون الخضوع لأي محاكمة.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إسرائيل للمرة الثانية، منذ عملية "طوفان الأقصي" إذ اعتبر أن من واجب دولة الاحتلال الدفاع عن نفسها، علي حد تعبيره، لكنه دعا إلي ما سماه بتوفير الحماية للمدنيين.
وأعلن بلينكن أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مسألة "هدنة إنسانية" في الحرب في غزة.
وقال بلينكن للصحفيين في تل أبيب: "نعتقد أن كل هذه الجهود سيتم تسهيلها من خلال الهدنة الإنسانية، ومن خلال الترتيبات على الأرض التي تزيد من الأمن للمدنيين وتسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة".
ورغم دعوات بلينكن، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإعلان أن إسرائيل لن توافق على "هدنة مؤقتة" من دون إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
واستضافت العاصمة الأردنية عمان. السبت. اجتماعاً عربياً - أمريكياً لبحث جهود وقف العدوان الإسرائيلي علي غزة، والحد من تدهور الأوضاع الإنسانية، وضرورة ضمان إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة من دواء وغذاء ووقود إلي القطاع لمواجهة الظروف الكارثية التي يواجهها السكان.
وتأتي الجهود لإقرار "هدنة إنسانية" في غزة، في حين يتواصل عبور الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من معبر رفح إلي قطاع غزة، وبلغ إجمالي شاحنات المساعدات التي تسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني 421، تحتوي على أغذية ومياه وأدوية ومستلزمات طبية، بينما لم يسمح بإدخال الوقود إلي القطاع حتي الآن.
ويواصل مطار العريش استقبال المساعدات الإغاثية المحمولة جوا لنقلها إلي غزة، وبلغ إجمالي الطائرات التي وصلت العريش منذ 12 أكتوبر حتي الآن 74، حملت ما يزيد عن 1650 طنا من المساعدات الغذائية والدوائية.
ويستمر فتح معبر رفح في الاتجاه القادم من غزة إلي مصر، لإجلاء الجرحي لعلاجهم في المستشفيات المصرية.
اترك تعليق