أداء حركي وتعبيري متميز وإحياء لذاكرة فرقة البالية
ميلاد مايسترو جديد مع الأمنيات بالبطلة المصرية
رؤية نقدية كريمان حرك:
نجحت فرقة بالية أوبرا القاهرة أن تفتتح موسمها بعمل يمثل أحد كنوز رصيدها الفني الذي أسس معظمه الراحل د.عبد المنعم كامل والذي بجانب قيمته الفنية يلقي إقبالاً جماهيرياً كبيراً والكلام هنا عن البالية العالمي الشهير سندريلا - للمؤلف الموسيقي الروسي سيرجي بروكفيف "1891-1953" والذي عرض لمدة أربعة أيام بالمسرح الكبير والبالية أنتجته الفرقة وقدمته لأول مرة في سبتمبر بقيادة إيفان فيليف 1998 ثم أعيد في الموسم التالي عام 1999 بنفس القائد وبعد غياب 14عاما تم تقديمه في مارس 2015 بقيادة الإيطالي دافيد كريشنزي وغاب مرة اخري ليطل علينا هذه الأيام بعد ثمان سنوات بقيادة مصرية للمايسترو الشاب احمد فرج وأشرفت علي إنتاجه مديرة الفرقة ارمينيا كامل التي احسنت إختياره للإفتتاح حيث يتضمن محموعات كثيرة وشخصيات متعددة مما أعطي فرصة لمشاركة معظم أبناء الفرقة في العرض بعضهم وجوهاً جديدة..
وباليه سندريلا يعد العمل الثاني الذي تقدمه فرقة أوبرا القاهرة لبروكفيف حيث سبق أن قدمت له باليه روميو وجيولييت وهذا جيد لأن بروكفيف من أحد أبرز أعلام الموسيقي في القرن العشرين كان مؤلفا وعازفا وقائدا موسيقيا ولد في إحدي قري أوكرانياوظهرت عليه علامات النبوغ في سن صغيرة ودرس في كونسرفتوار سان بطرسبرج وتتلمذ علي يد مجموعة من المؤلفين الروس المشهورين منهم ريمسكي كورساكوف "1844-1908" ولأعماله قيمة موسيقية كبيرة حيث تجمع بين الكلاسيكية والمعاصرة والقومية في تمازج وإنسجام ومقدرة تكنيكية لخلق نغمات جديدة ..
وسندريلا أحد أهم وأشهر عروض الباليه الكلاسيكية العالمية التي لاقت قبولا وإنتشاراً جماهيرياً كبيراً . كتب قصـته نيكــولاي فولكــوف مستلهماً حكاية الجنيــة للكاتب الفرنسي شارل بيرو 1628-1753 وأنتهي بروكوفيف من وضع موسيقاه عام 1944 وعرض لأول مرة علــي مســرح البولشــوي عام 1945ويدور حول قصة الفتاة سندريلا التي تعيش مع زوجة أبيها الشريرة وأبنتيها الدميمتين ويقوم الأمير الحاكم بالإعداد لحفل ضخم يدعو فيه كل سكان المملكة لإختيار زوجة جميلة تشاركه الحياة فتقرر زوجة الأب حضور الإحتفال ومنع سندريلا من الذهاب الي القصر بحجة عدم إمتلاكها ثياب لائقة بالمناسبة ثم تظهر الجنية الطيبة لتمكن سندريلا من لقاء الأمير الذي يغرم بها دون أن يكتشف شخصيتها وتضطر سندريلا للهرب في التوقيت الذي حددته الجنية پفيبدأ الامير في البحث عن محبوبته التي تترك فردة حذائها وبها يستدل عليه وينتهي البالية نهاية سعيدة بزواج سندريلا من الأمير..
أعتمد عبد المنعم كامل في إعداد هذا الباليه علي تصميم فردريك أشتون التي يتسم بالكلاسيكية والتمثيل الإيمائي والتي يبرع فيهأابناء الفرقة المصرية الذين تفوقوا تماما في الجانبين الحركي والتمثيلي وكان لمعظمهم حضور مسرحي قوي جعل الجمهور الذي غلب عليه الأطفال يتجاوب مع العمل ومع أدائهم بشكل ملحوظ ومن هؤلاء النجوم أحمد يحيي الذي قام بدور الأمير في جميع العروض وسحر حلمي التي تبادلت دور الجنية الطيبة مع كاترينا زبرزانيا والأثنتان أديتا الدور بمهارة أما أمير تادرس وأحمد علي وحسام محمود واحمد سعيد الذين قاموا بدور الأخوات فقد استطاعوا نزع الضحكات بأدائهم التمثيلي الفكاهي وكذلك عبد الرحمن اشرف ومصطفي ياسر اللذان قاما بدور المهرج تفوق ايضا فادي محمود ومحمد حسني وعبد الرحمن صلاح وفاروق الشريف الذي قام بدور الأب أمادور سندريلاتناوب علي أدائه كل من نجمات الفرقة آنيا حسين ومريم كاربتيان وقد أستطاعتا الفوز بإعجاب الجماهير من الرشاقة والتعبير الجيد عن الشخصية والحركة المتقنة والسلسة كما ان المجموعات كانت درة هذا العرض وهم أربع مجموعات اصدقاء الامير وحوريات فصول السنة والحوريات والمازوركا الجميع اعطوا بادائهم المتقن ثراء كبير للعرض وتميز هذا العرض بعدد من الباليرينات المصريات والذي يمثلن اضافة للفرقة وهن ماهينور محمد وبريتي ماجد وندي عمر.. وبشكل عام كان هناك إتزان في الحركة وإنسجام مع الموسيقي من كل أعضاء الفرقة.الموسيقي والتي تعد رمز الخلود في هذا العمل حيث تتغير التصميمات وتبقي هي
حاول المايسترو الشاب أحمد فرج والذي يقود العمل لأول مرة أن يجعلنا نستمتع إلي حد ما بعبقرية بروكفيف من بساطة في الألحان مع استخدام لغة هارمونية معاصرة لاتخلو من تنافرات ويعد هذا ميلاد قائد جديد في عالم البالية يحتاج مزيد من دراسة لعلوم الموسيقي والتأليف ومزيد من الخبرة حيث أن بروكفيف أهتم في صياغته بالتعبير عن المشاعر الداخلية لأبطال القصة مما أضفي علي الموسيقي تدفقاً وعمقاً درامياً يحتاج من المايسترو تفسير هذا الفكر المتميز وإبراز كل هذه المميزات الموسيقية ولاننكر انه حاول ونجح إلي حد كبير خاصة فيما تضمنه العمل من الرقصات المتنوعة ذات الأصل الشعبي الروسي أو المستمدة من رقص القصور منها الرقصات الثنائية والأداجيو وقد ساعد علي ذلك مهارة عازفي أوركسترا أوبرا القاهرة بمجموعاته الآلية المختلفة..
إضاءة ياسر شعلان لعبت دوراً موازياً للموسيقي والتصميم الحركي وبالرغم ان تصميم المناظر والملابس ينسب لإيجور جرينفيتش ومحمد الغرباوي إلا ان بصمات المنفذين والمشرفين الجددكانت واضحة وساعدت علي أن يكون العمل مبهرا ومتقنا ايضا أطفال معهد البالية ومدربهم صفوت محمد ولكل مدربي الفرقة الجميع يستحقون التحية... العمل جاء تقديمه علامة جيدة تؤكد ان الفرقة لديها كنوز من االتراث العالمي يجب ان يعاد تقديمها من حين لآخر مع الأمنيات ان يكون لدينا الباليرينا البطلة القادرة علي اداء دور سندريلا..
اترك تعليق