هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

جدل حول عودة الضرب في المدارس .. وخبراء يقدمون روشتة استعادة هيبة المعلم
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حالة من الجدل المجتمعي شهدتها الأيام الاخيرة بعد ما أثارته مطالبة النائبة آمال عبدالحميد عضوة مجلس النواب لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، لإعادة النظر في آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس في مصر لأداء رسالته، وذلك بمنحه صلاحيات أوسع في التأديب والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب، ومنها "الضرب بالعصا".


ويبدو أن مطالبة أو اقتراح النائبة لم يمر أبدا مرور الكرام على كافة فئات المجتمع ،والتي ظهرت جليا اما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او البرامج التليفزيونية ، فبعض القائمين على العملية التعليمية كان الاقتراح بالنسبة لهم طوق نجاة سيحميهم من الكثير من السلوكيات المشينة التي قد يتعرضون لها من "قلة" من الطلاب خاصة في المرحلتين الاعدادية والثانوية ، أيضا الاباء والامهات خاصة الاجيال القديمة قابلوا المقترح بكثير من الترحاب معللين ذلك بـ "كلنا انضربنا في المدرسة" ، وعلى الجانب الاخر بعض المعلمين التربويين فعلا رفضوا ذلك تماما واكوا ان الضرب وسيلة غير تربوية والاباء والامهات من الاجيال الجديدة أعربوا عن رفضهم التام "مس شعرة من أبنائهم" .

وما بين هؤلاء و هؤلاء مؤيدون ورافضون ، لا شك ان المصلحة الفضلى للطفل هي دائما ما يجب أن تكون المسعى النهائي للجميع ، ولاننا من خلال التربية والتعليم نسعى لتنشئة انسان "سوي" كان لابد ان يكون الرأي الحاسم للخبراء التربويين وخبراء علم النفس.

 

هيبة المعلم

قال الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس :تعتبر مطالبة البعض بعودة الضرب  في المدارس كوسيلة لعقاب التلاميذ وتقويم  سلوكهم وكأداة لاستعادة هيبة المعلم التي انخفضت كثيرا في السنوات الماضية من الأمور المرفوضة تماما من الزاوية النفسية والتربوية ولا تتفق مع   النظريات والأبحاث  الحديثة في علم النفس التى  اكدت علي أهمية ان تتم عملية التعلم في جو من الأمن والأمان والطمأنينة النفسية للطالب بما يسمح له بتحصيل المعلومات والدروس المختلفة واستيعابها بشكل فعال، كما أكدت نتائج تلك الأبحاث على عدم فعالية الضرب في تعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة لدى الطلاب وخاصة تلك التي ترجع الي اضطراب في الوظائف الفسيولوجية والعصبية مثل فرط الحركة او نقص الانتباه وقد يترتب على استخدام الضرب في مثل هذه الحالات الي تأثيرات جسمية ونفسية اكثر خطورة على الطالب، كما ان استخدام الضرب قد يؤثر بشكل سلبي على تقدير الطالب لذاته، وثقته في نفسه.

و أكد الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس انه لا يمكن أن يستعيد المعلم هيبته من خلال استخدام الضرب بل  أن هناك وسائل اكثر فعالية من الضرب لاستعادة هيبته تشمل:

. منح المعلم مرتبا مجزيا يغنيه عن الدروس الخصوصية التي تمثل أحد الاسباب الرئيسة لفقدان هيبته.

. ان يكون المعلم قدوة للتلاميذ في التمسك بالقيم ( مثل احترام الوقت، والتمكن من المادة العلمية، والتفاني في العمل والاتقان، والصدق ).

. امتلاك المعلم المهارات النفسية والتربوية التي تمكنه من التعامل مع الطلاب بشكل فعال.

.منع اي أعمال درامية تنال من هيبة  المعلم.

.منع اعلان اي عقوبات توقع على المعلم على أولياء الأمور والطلاب.

.توفير بيئة تربوية مناسبة لعمل المعلم مع عدم تحميله أعباء اضافية في عمله

. منح المعلم صلاحيات وسلطات للتعامل مع الطلاب غير الملتزمين


وقدم الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس نصائح للمعلمين حول كيفية استخدام العقاب&Search=" target="_blank">العقاب لضبط سلوك الطلاب غير  الملتزمين ، مشيرا الى انه لا بد ان يعلم المعلمون ما يلي :

. أن الهدف من استخدام العقاب&Search=" target="_blank">العقاب ليس هو الانتقام او التشفي من الطلاب بل الهدف منه هو تعديل السلوكيات الخاطئة التي يظهرها بعض الطلاب .

.أن شدة  العقاب&Search=" target="_blank">العقاب -مع استبعاد الضرب - لا بد  ان تتناسب مع حجم الخطأ الذى يرتكبه الطالب

. الا يسفر استخدام العقاب&Search=" target="_blank">العقاب عن حدوث تأثيرات سلبية طويلة الامد على الطالب

. إن اول درجات العقاب&Search=" target="_blank">العقاب هو تجاهل السلوك الخاطىء للطالب ما دام ليس خطيرا

.ان العقاب&Search=" target="_blank">العقاب يتضمن اشكالا عديدة مثل اللوم والتوبيخ، وخصم درجات وغيرها بعيدا عن الضرب

.أن أقصى درجات العقاب&Search=" target="_blank">العقاب هو حرمان الطالب من أشياء محببه لديه مثل حرمانه من نشاط رباضي يحبه، أو استبعاده من الاشتراك في رحلة .

.أيضا من أشكال العقاب&Search=" target="_blank">العقاب ذات التأثيرات القوية على الطالب سحب اي ميزة تم منحها له مثل ريادة الفصل او خصم درجات سبق منحها له

 

التربية الحديثة


قال الخبير النفسي الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية :لابد ان نعرف ان جميع الدول المتقدمة والمتحضرة لا تقر الضرب في المدارس، بل انه حتى الدول غير المتقدمة فانها تتجه اليوم الى إلغاء هذا الأمر، ومن البديهي اننا عندما نتكلم عن النواحي التربوية فاننا نتجه للتقدم فيها وليس التأخر والعودة الى أساليب كانت تستخدم في الماضي وتوقفت كل الدول المتقدمة عن هذا الأمر.

وتابع: لابد من النظر الى الآثار النفسية التي قد يسببها الضرب، ولان الضرب غالبا لا يستخدم مع المراحل السنية الأكبر والمراهقين فانه يستخدم مع الأطفال وهو ما قد يؤدي الى الكثير من المشكلات كأن يصبح خائف وانطوائي و منعزل وعنيف وقد يستخدم نفس الأساليب مع الأطفال الاخرين لانه يرى انها الطريقة الطبيعية، كما انه قد يستخدم هذه الأساليب مع أولاده فيما بعد عندما يكون رب أسرة.

وأضاف الدكتور أحمد علام : كما أن استخدام مثل هذه الأساليب تقتل الإبداع لانها تزرع بداخله الخوف من انه قد يتعرض للضرب اذا قام بعمل أي شيء وبالتالي تصبح قناعته هي عدم فعل أي شيء.

وأشار الى ان بعض المدرسين ليسوا على مستوى عالي من التأهيل النفسي وبالتالي ممكن يستخدم هذه الأساليب في غير محلها ، فعلى سبيل المثال قد يتصرف طفل بعض التصرفات الطبيعية في مثل سنه يقابلها أحد المدرسين بأسلوب الضرب لانه عقاب مُقر وقانوني.

أيضا قد يتم استخدام الثواب والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب في ناحية الدرجات والمذاكرة، فاذا حصل أحد الطلاب على درجة منخفضة يتم ضربه، والسبب هو اقرار شيء سيتم استخدامه بشكل سيء.أيضا في بعض الأحيان يتم الضرب بشكل مبرح أو في مكان تؤدي الى الإصابة بعاهات,

واذا كنا نتحدث الان عن العنف الأسري ونبحث أسبابه التي قد تكون التربية العنيفة أحدها، فكيف نقر شيء يؤدي إلى هذا العنف فيما بعد؟

 وبالتالي نؤكد أن موضوع استخدام الضرب في المدارس غير مرغوب ومرفوض تماما ولابد من مراجعة النواحي النفسية والتربوية في الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال ونأخذ الجيد ونستبعد مالا يناسبنا.


وحول ادعاءات البعض بأن عظماء الأجيال الماضية معظمهم ان لم يكن كلهم قد تم عقابهم بالضرب في المدرسة ، أكد الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية ان أساليب التعامل اصبحت مختلفة ، الان يوجد مصطلح التربية الحديثة وهو ما يعني انه كانت توجد تربية غير حديثة، كذلك ظهر مصطلح علم النفس الايجابي ومعنى ذلك انه كان يوجد علم نفس غير ايجابي ، ومعنى ذلك ان طرق التربية قد تطورت مثلما تطور كل شيء، وبالتالي كلما ارشدنا العلم الى أمور أخرى لم تكن موجودة من قبل فلابد من التمسك بها ، أيضا لابد من الوضع في الاعتبار تناسب الأساليب لمستخدمة مع الأجيال المختلفة.واذا كان العلم قد أوضح أن هذا الضرب الذي كان يتم استخدامه هو أحد أسباب بعض المشكلات الحالية هل من المنطقي عدم الأخذ بشيء علمي لم يكن معروفا من قبل؟ ان تطور أساليب التربية الحديثة اصبح يدفعنا الى استخدام أساليب التعليم المتطورة.


وقدم الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية نصائح حول أساليب العقاب&Search=" target="_blank">العقاب التي يمكن للمعلم استخدامها وفق التربية الحديثة كالتالي:

- الدرجات والسلوك وأعمال السنة هذه هي الوسيلة التي يمكن التعامل بها مع الطالب، والطالب الذي ستبدأ درجاته ودرجات السلوك وأعمال السنة تقل سوف تؤثر على مجموعه في النهاية.

- أيضا يمكن من خلال استدعاء ولي الأمر ، عندما يجد المدرس عدم تأثر الطالب بنزول درجاته ودرجات السلوك وأعمال السنة.

- أيضا اذا لم يؤدي استدعاء ولي الأمر الى النتائج المرجوة فيمكن توجيه الانذار بالفصل.

والمقصود هنا هو استخدام التدرج القانوني في العقاب&Search=" target="_blank">العقاب.

وأشار الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية توجد طرق اخرى ليست عقابية وانما هي تندرج تحت الثواب الذي يدفع بالطالب الذي يرى اخر يحصل على درجات مرتفعة ، ايضا استخدام المكافآت التشجيعية والتي قد تكون اشياء رمزية وبالتالي عندما يرى ذلك ويتمنى ان يكون في مثل موقف الطالب الاخر وبالتالي يحاول تعديل سلوكياته.

واختتم الدكتور أحمد علم بالتأكيد على اننا لدينا الكثير من أساليب التقويم التي يمكن انتهاجها بعيدا عن استخدام اسلوب الضرب الذي لا يجب استخدامه سواء في الأسرة أو المدرسة.

 

الثواب والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب


قال الأستاذ الدكتور محمد فتح الله أستاذ القياس والتقويم التربوي بالمركز القومي للامتحانات ان اسلوب الضرب او العقاب&Search=" target="_blank">العقاب البدني مرفوض تماما وان النظريات العلمية تؤكد ذلك وتشير الى استخدام اساليب تربوية أخرى للثواب والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب.

وحول ادعاءات البعض بأهمية استخدام الضرب من منطلق ان اجيال كاملة تعرضت له في المدارس ولم يحدث شيء ، قال الاستاذ الدكتور محمد فتح الله : انه ربما كان الضرب مناسب كوسيلة عقابية منذ عشرات السنين في الماضي ولكن لغة العصر أصبحت الان مختلفة وبالتالي فلسفة العقاب&Search=" target="_blank">العقاب نفسها تغيرت.

و أكد الاستاذ الدكتور محمد فتح الله على اهمية اتباع مبدأ الثواب والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب في التربية بشكل عام والتعليم بشكل خاص بحيث يتم تعزيز السلوك الايجابي ماديا ومعنويا وتقويم السلوك السلبي او غير المرغوب كأن يخفق الطالب في الامتحان او يهمل استذكار دروسه واداء واجباته ولكن بشكل او اخر لا يكون التقويم والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب من خلال الضرب.

و أوضح استاذ القياس والتقويم التربوي ان تعزيز السلوك الايجابي يمكن استغلاله في تقويم السلوك السلبي بمعنى ان المعلم الذى يكافيء الطلاب المتميزين الملتزمين امام الطلاب الاخرين، يكون عدم مكافأة الطلاب غير الملتزمين والمهملين هي في حد ذاتها أحد أساليب التقويم والعقاب&Search=" target="_blank">العقاب.


وشدد الأستاذ الدكتور محمد فتح الله على ضرورة استخدام اساليب عقابية مختلفة وفق انماط شخصيات الطلاب، فالوسيلة المناسبة لأحد الطلاب قد لا تؤدي الى نفس النتائج مع طالب اخر لان الشخصية الانسانية متفردة، لذا لابد ان يكون المعلم مدرب وعلى وعي بأنماط الشخصية لدى طلابه وأن لكل شخصية خصائصها وبالتالي لها اسلوب يناسبها في اطار فلسفة العقاب&Search=" target="_blank">العقاب التي لا تهدف للانتقام بالطبع وانما الحد من السلوك السلبي.


واكد استاذ القياس والتقويم التربوي ان كل معلم لديه قائمة من الوسائل العقاب&Search=" target="_blank">العقابية او تقويم السلوك السلبي وكلما لجأ لعقوبة الردع بالعنف كخيار أولي كلما كان المردود سلبي ، ولابد من التدرج في استخدام العقاب&Search=" target="_blank">العقاب بالاضافة الى اختيار العقاب&Search=" target="_blank">العقاب المناسب للشخصية لان الهدف النهائي هو الاصلاح والسيطرة على السلوك السلبي لدى الطلاب.

واشار الأستاذ الدكتور محمد فتح الله استاذ القياس والتقويم التربوي بالمركز القومي للامتحانات الى ان هيبة المعلم لا يتم استرجاعها من خلال الضرب او غيره من الوسائل العقاب&Search=" target="_blank">العقابية وانما بعدة امور اخرى منها اهمية تدريب المعلم تدريب قوي ليس في المادة الدراسية فقط وانما في قدرته  ومهارته في ادارة الصف وضبط النفس ومواجهة سلوك الطلاب الجانحين بدون اللجوء الى استخدام العنف والتدريب على التعامل مع الانماط المختلفة للشخصية بالاضافة الى قدراته المهنية والعلمية ومهاراته الشخصية التي تؤهله لان يجعل من حصته الدراسية وقتا علميا ممتعا ومشوقا للطلاب، فمثل هذه المهارات التي اذا توفرت لدى المعلم في اطار من الرضا الوظيفي هي التي ستحفظ له مكانته وهيبته لدي طلابه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق