بقلم ليلى جوهر
فى ذكرى مولد الهادى المصطفى الصادق الأمين خاتم المرسلين الذى أرسله الله رحمة وهداية للعالمين..
دعوة إلى الهداية والثبات والإلتزام بالرسالة السماوية والإقتداء برسول الله والسير على خطاه والتحلى بخلقه واتباع سنته..
فقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله ليكون خاتم الانبياء ..
وقد جاء بالحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
(إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية،
فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ ويَعْجَبونَ له ويقُولونَ:
هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة)،
قال
(فأنا اللَّبِنَة وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ)
رواه الشيخان ..
فما أروع هذا التشبيه من رسول الله خاتم المرسلين..
تأتى علينا ذكرى مولد المصطفى الهادى الأمين لنتنسم نفحات إيمانية مع ذكر سيرة المصطفى فنبصر أنوارا تملء الكون ضياء فقد جاء مولد المصطفى لنجد الألسنة تصلى على الحبيب المصطفى والقلوب تنبض حبا للهادى الأمين وتبكى العيون اشتياقا لرسولنا الحبيب وخجلا من تقصيرنا و أخطائنا وأعمالنا.
فعذرا سيدى يا رسول الله ..
يا من وصفتنا بأحبابك أن كنا قد حدنا عن طريقك وأثار خطواتك وهديك النبوى..
فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
«بكى رسول الله يومًا
فقالوا:
ما يبكيك يا رسول اللّه؟
قال: اشتقت لأحبابي,
قالوا أولسنا أحبابك يا رسول الله؟
قال: لا أنتم أصحابي,
أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني.
هذا هو حبيبنا وشفيعنا الذى بكى شوقا إلينا، فهل نحن نستحق فعلا أن نكون أحبابه أم نتوارى خجلا ونعود إلى الله ونتبع ما أمرنا به الله ونقتدى بسيرة رسول الله ونتبع هديه وسنته وخلقه وسماحته فقد كان نورا يمشى على الأرض حبيبنا وشفيعنا الهادى الأمين المصطفى..
تأتى ذكرى المولد النبوى
فى أجواء عصيبة تمر بها البشرية من حروب وصراع ونزاع وأمراض وفيروسات وزلازل وفيضانات وشهداء تحت الانقاض وصراخ وانين للبشر وازمات اقتصادية تلاحق البشرية مما يحتار له العقل البشرى..
أهو عقاب من الله على ما اقترفته يد الإنسان أم صراع بين أبناء البشرية ..
أم درس وعبرة ليتعظ الإنسان ويعود إلى رحاب الله ويتبع أحكام الرسالات السماوية وما أرسل الله به الرسل والأنبياء ويتمسك بدينه وثوابته وعقيدته ويسعى فى الأرض مؤديا رسالته التى خلقه الله من أجلها
عبادة الله وإعمار الأرض..
لعلها محنة يتبعها منحة هداية وصلاحا للإنسان ..
فى ذكرى مولد المصطفى دعونا نطلق دعوة للعودة إلى رحاب الله والسير على خطى الأنبياء وما جاء به الصادق الأمين والتمسك بديننا وثوابتنا وعقيدتنا ونؤدى رسالتنا ففى ذلك صلاح أحوالنا وأمننا وسلامنا ومستقبل أبنائنا وسلام أوطاننا ففى التمسك بالعقيدة والرسالة الهداية والسلام والأمان.
فى ذكرى مولد المصطفى علينا التحلى بمكارم أخلاقه من السماحة والأمانة والصدق والعدل والايثار والعطف والرحمة ومراعاة اليتيم والجار والمريض والشيخ الكبير ووصيته بالنساء خيرا ومراعاة الفقراء والمساكين وإغاثة الملهوف والعدل والمساواة بين الناس فما اعظم خلقك يا سيد المرسلين..
دعوة إلى الوحدة بين ابناء الأمة الإسلامية فهى أرض الرسالات السماوية فقد اختارها الله لتكون مهبط الرسالات السماوية ويحيا على أرضها الرسل والأنبياء وهذا فضل عظيم لمن يعى ويبصر ويفقه هذا الفضل العظيم الذى أنعم الله به على المنطقة العربية..
ويجب علينا أن نكون حملة الرسالة المحمدية بما فيها من أنوار سماوية تهدى البشر ونتمسك بديننا وثوابتنا وعقيدتنا وما دعت إليه الأديان من أحكام العبادات والمعاملات ونكون حملة الرسالة .
فى ذكرى مولد الهادى المصطفى دعوة للتماسك بين أبناء الأمة وعدم الشقاق ووحدة الصف ..
قال تعالى.
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
صدق الله العظيم
هذه الاية تدعونا بألا ننقلب بعد رحيل رسول الله ونتمسك بالرسالة السماوية ديننا وعقيدتنا واحكام القرآن والسنة النبوية ..
ففى التمسك بالرسالة السماوية والعقيدة والثوابت قوتنا وسلامنا وأمن مجتمعاتنا..
فيا أمة الاسلام يا من اختاركم الله لتكونوا أمة وسطا شهداء على الناس أدوا الرسالة وأحفظوا الأمانة
قال تعالى
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )
البقرة/143 .
فيا لها من رسالة موكلين بها..
فهل سنؤدى الأمانة ونوفى الرسالة حقها وقدرها ونكون بحق خير أمة اخرجت للناس..
لذا فعلينا أن نحمل أمانة الرسالة ونسير على هدى المصطفى الهادى الصادق الأمين، سلاحنا هو الوحدة ونبذ الفرقة والتعاون الشامل والتكامل بين أوطاننا والدفاع عن بلادنا ضد الأعداء الذين يعملوا على هدم دولنا وسلب شعوبنا مصادر قوتها بالتعدى على الرسالات السماوية وهدم الثوابت والقيم والمبادئ فتنهدم المجتمعات بمفاهيم مغلوطة خارجة عن أحكام الرسالات السماوية بفساد الذمم والأخلاق وتغيب العقول وفقد الوعى وهدم كل ما هو نافع وصالح ليستطيعوا هزيمتنا وإحتلال أرضنا وسلب ثرواتنا وهدم رسالتنا السماوية فهل نعى ونعقل ونفهم ونقاوم محاولات الهدم بأدوات البناء و الإصلاح والثبات على الحق والتمسك بالثوابت وبناء الإنسان والوحدة الشاملة والتسلح باسلحة القوة الاقتصادية والعسكرية والعلمية والمعرفية والثقافية والاجتماعية والدينية نقيم العدل ونحكم بالحق ونتعاهد على المحبة والإخاء والتكافل والمساواة والعمل المنتج لتحقيق الاكتفاء.. ونعلم أبنائنا مفهوم الرسالات السماوية وصحيح الدين ومفهوم الوسطية وحقوق الإنسان والعدل بين الناس فهذه رسالتنا وغايتنا فلا سبيل للدفاع إلا بقوةالبناء..
سلام عليك يا سيد المرسلين يا أمام الأنبياء الرحمة المهداة للعالمين.
فى ذكرى مولدك نلقى السلام ونهتدى بهديك ونتحلى بخلقك ونقتدى بسيرتك العطرة لخير خلق الله الصادق الأمين شفيعنا وحبيبنا الرحمة المهداة إلى العالمين..
الرسالة المحمدية.. هداية للبشرية..
اترك تعليق