هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الخبراء: ابتعدوا عن الفيس بوك.. تسبب فى فشل الكثير من الزيجات

نتحدث أكثر عن الزيجات الفاشلة.. فأصبح الطلاق سهلاً وعزف الشباب عن "فتح بيت"

د.أسماء مراد: زواج "التيك أواي" لابد أن ينتهي بالانفصال

د. أحمد علام: المداومة علي تصرفات البدايات المفتاح الأول لنجاح الارتباط 

د. وسام منير: رفع سقف التوقعات يصدم الطرفين بالواقع فيحدث التنافر 

المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ أن الفكرة السائدة بين الشباب تدور حول فشل الكثير من زيجات المشاهير وتكرار زواجهم بآخرين وأخريات فتولدت أفكار وصورة سلبية عن الزواج بين الشباب سواء أولاداً أو بنات فعزفوا عن فكرة الزواج لما رأوا فيها تحمل مسئولية أكبر من قدراتهم أو صعوبة في التكيف وتقبل الطرف الاخر لسنوات العمر واحساس البنات بأن الزواج هو مجرد تحكم الزوج في الزوجة. حتي في المواقف الكوميدية ينشر الكثيرون علي صفحاتهم بمواقع التواصل مواقف ونكات تدعو إلي تحقير الزوج والتقليل من شأن الزوج.


الخبراء اكدوا انه بما انه توجد زيجات فاشلة مهما كانت نسبتها إذا هناك زيجات ناجحة مهما كانت نسبتها أيضاً. ولننظر إلي من نجحت زيجاتهم ونسأل أنفسنا لماذا نجحوا؟ ولماذا فشل الفاشلون؟ سنجد أن الزواج الناجح كان مبنيا علي اختيارات صحيحة من الأساس ورغبة في النجاح وتقدير واحترام متبادل بين الطرفين وتحمل المسئولية المشتركة بكل حب وتقديس الحياة الزوجية.

الخبراء قالوا ان تقليد الغرب بتقاليده المخالفة لتقاليدنا وعاداتنا وشرائعنا السماوية أحد أهم أسباب عزوف الشباب عن الزواج بخلاف طبعا زيادة تكاليف الزواج التي أصبحت فوق قدرات الشباب.

حتي الزواج عن حب

د.أسماء مراد "اخصائية علم اجتماع المرأة والوعي والإرشاد الأسري وتطوير الذات" تقول: مع الأسف الناس تتكلم الآن عن صعوبة الزواج وشروطه وغلاء الاسعار وأغلب الكلام عن الارتباط الناجح يكون مرتبطاً بالزواج القديم المبني علي العشرة وبدون حب لأنه حتي الزواج عن حب لا يستمر لأن نسب كبيرة منه لا تستمر لأنه لم يكن مبنيا علي أسس سليمة ولا علي عقل ومنطق فأصبح الطلاق سهلاً لأن الزواج تم بسرعة وكما نقول " تيك اواي".

أضافت: لم تكن هناك دراسة وتقييم جيد للزواج وبناء أسرة وتحمل هذه المسئولية. بل كان يتم الاختيار بناء علي أسس سطحية فكان بناء البيت هشاً لأنه لم يكن الأساس متيناً فتتهدم البيوت مع أول صدمة تقابل الزوجين وعزف الشباب فعلاً عن الزواج لأن التكاليف عالية عليهم بالإضافة إلي القلق والخوف من عدم استمرار الحياة الزوجية الذي اصبح منهجاً مع الاسف. فالاختيار الصحيح منذ البداية يضمن حياة أسرية أمنة وهادئة ومستقرة.

لماذا نجح الآخرون؟

ويقول د. أحمد علام "استشاري علاقات اسرية واجتماعية": لدينا دائما كوب نصفه فارغ ونصفه ملئ وفي الغالب نركز كلامنا عن النصف الفارغ ففي الوقت الذي توجد فيه نسبة طلاق عالية هناك نسبة أخري لم تحدث لها طلاق أي أن زواجهم ناجح أو علي الأقل لم يفشل.

فالحياة كلها ليست طلاقاً فقط. والمفروض أن نسأل انفسنا ونوجه سؤالا مهماً لمن لجأوا للطلاق وهو: لماذا لم يتطلق الآخرون؟ والاجابة هي أنهم بالتأكيد فعلوا أشياء لم يفعلها من تطلقوا. فنجحوا.

أضاف: إنه قبل الارتباط كانت هناك اشياء وتصرفات جذبت كل طرف للآخر. فإذا داوم الطرفان علي هذه الأشياء والتصرفات التي جذبت كلاً منهما للآخر سوف يستمر الزواج وينجح سواء أكانت هذه التصرفات هي المواظبة علي اهداء الطرف الآخر هدية كل فترة حتي ولو كانت وردة أو يصحب زوجته في نزهة كل اسبوع او دخول سينما أو الترفيه عن نفسيهما بأية طريقة وحرص الزوجة علي طهي الوجبات التي يحبها زوجها كما ان يحدث في البدايات فهذا هو المفتاح الأول لاستمرار الحياة الزوجية.

تواصل يومي

أشار إلي أنه علي الزوجين التواصل بالحديث الايجابي باستمرار علي مدار اليوم وليس شرطا أن يكون الكلام عاطفيا ولكن من الممكن ان تتصل الزوجة بزوجها وهو خارج البيت تسأله متي ستأتي لقد أعددت الغداء. نحن في انتظارك. وهو يسألها ماذا تريدين لاشتريه قبل العودة للمنزل وهكذا. المهم أن يكون هناك تواصل بين الزوجين طوال اليوم. لأن هذا التواصل يجعل هناك ألفة وفرصة للحديث وزيادة الود بينهما. بالإضافة إلي أهمية اجتماعهما علي مائدة واحدة. لابد أن تشارك الزوجة زوجها جلسة طعامه إن كانت تناولت الغداء مع أبنائها قبل حضوره.

أوضح أن تكامل أدوار الزوجين في الاسرة من أهم اسباب نجاح الزواج فاذا كانت الزوجة تذهب بالطفل للمدرسة فالزوج يذهب به إلي مكان الدرس أو النادي. وإذا كانت الزوجة تذهب للسوق لشراء احتياجات الاسبوع فعلي الزوج شراء الخبز ليلاً لإعداد ساندويتشات المدرسة في اليوم التالي. فلابد من المشاركة وتكامل الأدوار والشقاء والكفاح معاً في سبيل انجاح الارتباط وتكوين وبناء أسرة ناجحة بالحب والود والتفاهم والعشرة التي تجعلهما يرتبطان ببعضهما أكثر فأكثر. ويرفضان فكرة الانفصال من الأساس.

رغم المطبات

قال: الحياة الزوجية فيها ايضاً مطبات كثيرة مثل مرض أي من الزوجين او حدوث تعثر مالي او حدوث مشكلة لأحد الابناء فتخطي هذه المشكلات يكون بالاتحاد بين الزوجين والاصرار علي تخطي هذه المطبات معا بالكفاح وحرص كلا الطرفين علي الطرف الآخر. أما الزوج الذي لا يتحمل زوجته عندما تمرض أو بسبب أية مشكلة ويفكر في تركها والزواج بأخري أو الزوجة التي لا يعجبها تصرف ما من زوجها أو لا تتحمل مروره بضائقة مالية فتطلب الخلع هؤلاء يختلفون عن الازواج الآخرين الذين يتحملون بعضهما البعض في كل أحوالهم ويكبر رصيد الحب بينهما بمرور الوقت ويكملان المشوار بنجاح. 

اختتم د. أحمد علام كلامه قائلاً: إن نجاح الزواج يعتمد علي حسن الاختيار أولاً مع تحديد الهدف من الزواج والرغبة في انجاحه والوصول لمرحلة انتظار كل طرف لعودة الطرف الاخر للبيت بفارغ الصبر لوجود رصيد ومقدمات من المحبة. ولابد من كرم الاخلاق بين الزوجين والمودة والرحمة والتعامل باحترام وطبطبة وحنية مما يجعل الزوجين مشتاقين لبعضهما البعض طوال الوقت وينتج عنه زواج ناجح ومستمر بأقل قدر من المشكلات.

أفكار سلبية

أما د. وسام منير "خبيرة الاستشارات النفسية والتربوية" فتقول: فكرة الزواج حالياً ليست سهلة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يمر بها الكثيرون من الشباب والفتيات واصبح هناك عزوف عن الزواج بشكل ملحوظ. ومن أهم اسباب العزوف عن الزواج الظروف المادية التي اصبحت صعبة جدا بسبب ان الكثيرين من الشباب يقتنعون بكلام من سبق لهم الزواج وفشلوا ويصدرون افكارهم السلبية عن الزواج بانه مسئولية صعبة وليس مجرد علاقة زوجية خاصة فقط وان مسئولية تكوين اسرة اصبحت اكبر من قدرات اي شاب او اية فتاة.

أضافت: ان البنات تري أن الزوج يفرض سيطرته علي الزوجة ويمنعها من العمل او يقيد حريتها ويفرض قيوداً عليها لم تكن مفروضة عليها اثناء حياتها في بيت ابيها. واصبح الزواج من وجهة نظرها مجرد قيود فقط فبدأت تشعربضغط نفسي كبير عليها مما يجعلها تعيش تحت ضغوط نفسية كبيرة.كما أن اختلاف الثقافات بين الشاب والفتاة يكون سببا في فشل الحياة الزوجية سواء اكان ذلك متمثلا في اختلاف البيئة والعادات والتقاليد فلا يظهر ذلك إلا بعد الزواج بفترة مما يجعل هناك تنافرا بين الزوجين. كما أن الصورة الوردية اكثر من اللازم عن الزواج لدي الجنسين سبب فشل الزواج. فكل طرف يرفع من سقف توقعاته من الطرف الاخر. فالبنت تتخيل انها ستتزوج اوسم رجل في الدنيا والولد يتخيل انه سيتزوج اجمل فتاة في الكون. وبعد الزواج يتفاجأ الطرفان بالواقع فيبدآن في النفور وعدم الرغبة في الاستمرار.

التقاليد الغربية

أشارت إلي أن أهم اسباب تصدير الصورة السلبية عن الزواج اتباع الدول الغربية في تقاليدهم. فبدأ الشباب والفتيات يحاولون تقليد ما يفعله الشباب في الغرب مثل وجود علاقة حب وتلاقي بدون زواج أو قيود وبدأنا ننشر ثقافة غريبة عن مجتمعنا مثل العلاقة غير الشرعية بين الجنسين التي بدأت بمجرد فكرة ثم تم ترديدها بشكل متكرر حتي أصبحت مستساغة لدي الشباب الذين بدأوا شيئاً فشيئاً يفقدون الرغبة في الزواج ويعزفون عنه بنسبة كبيرة.

قالت إننا ايضا اصبحنا نصدر صورة سلبية عن الزواج وهي ان علاقة الزوج بالزوجة هي علاقة سيطرة أو تضاد أو ايهما يفرض سيطرته بدلاً من ان تكون علاقة تكاملية أو تشاركية أو توافقية .فتكون سببا في عزوف الشباب عن الزواج.

صراع الأجيال

أضافت إن صراع الأجيال أحد اسباب نشر الصورة السلبية عن الزواج فتدخل الأهل في الاختيار سبب فشل الزواج فالام والاب يكون لديهما سقف طموح وتوقعات في الزوج المنتظر لابنتهما وبنفس الصورة سقف توقعات أهل الابن الذين يريدون تزويج ابنهم لابنة فلان الغني او الفتاة الفلانية ذات الجمال والحسب والنسب.

أوضحت أننا يمكن معالجة عزوف الشباب عن الزواج بأن تعلن جميع مؤسسات الدولة وبشكل حاسم أن الزواج هو الشكل الوحيد والصحيح للعلاقة بين الرجل والمرأة ونرفض ما دونه من أشكال العلاقة. بالاضافة الي محاربة كل الافكار الخاطئة عن العلاقات غير الشرعية بين الجنسين التي يتم الترويج لها عبر كل الوسائل. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي عليها دور كبير جداً في تصحيح مفهوم الزواج بين الرجل والمرأة بأنه توافق وتواصل وتكامل وليس تنافساً بين الطرفين. كما يجب تعليم أبنائنا ألا يرفعوا سقف توقعاتهم من الطرف الآخر بلا تزيد او نقصان. وتكون بالمستوي المتوسط من التوافق بين الطرفين.

الشكل الصحيح

أضافت: أيضاً مهم جداً أن نتحدث عن فكرة ان الزواج هو الشكل الصحيح وهو العلاقة القوية جدا التي تم تقديسها من الله- عز وجل- ولا يصلح ان يكون فيها نوع من التعالي والخلافات المستمرة بين الطرفين وان يكون التقدير متبادلا بينهما وكل طرف يراعي حقوقه وواجباته حتي يتم تكوين اسرة مستقرة وعدم طرح فكرة الطلاق من الاساس الا في استحالة العشرة بين الطرفين ووارد جدا حدوث بعض العقبات والمطبات بين الطرفين ولكن بالحب والمودة والرحمة يتم تجاوز هذه العقبات.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق