اشرف الزهوي المحامي بالنقض:

هناك تصنيف للمجرمين المحترفين الذين اعتادوا الاجرام حسب ميولهم، فتجد من يصنف نشل او بلطجة او سرقة بالإكراه او نصب.. الخ. عندما تقع جريمة من نوع ما في مكان بعينه، تتوجه اعين رجال الأمن والمباحث الي اسماء المجرمين المصنفين في هذه النوعية من الجرائم فتحوم حولهم الشبهات، واحيانا تستعين الجهات الأمنية بهؤلاء العتاة في الاجرام في التوصل الي معلومات تساعدهم في ضبط مثل هذه الجرائم من خلال المعلومات الوفيرة التي يعرفها أصحاب ذات الكار.!!

من الجرائم التي تتطور وتتنوع صورها بصورة مستمرة، جريمة النصب ويعتبر النصاب من اذكي المجرمين حيث انه لايستخدم العنف او القوة او التسلل بالخفاء لتنفيذ جريمته، إنما يتعامل مباشرة مع الضحية مستغلا ضعف بعض النفوس او حسن النية المفرطة اوالسذاجة التي يتصف بها البعض. تشهد محاضر النصب من خلال الوقائع المسطرة بها مايدل علي ذلك. من أكثر جرائم النصب شيوعا، جريمة الاستيلاء علي أموال الضحايا بهدف تشغيلها واستثمارها لهم في مشروعات وهمية، والخطر الأكبر في هذه الجريمة الشائعة، ان توجيه الاتهام بالنصب لايتوفر الا بثبوت استخدام الطرق الاحتيالية وهي الوسيلة الخادعة التي استطاع بها المجرم الحصول على أموال الضحية، وهي وسائل محددة وفقا لنص المادة 336 من قانون العقوبات اما ماعدا ذلك فلا تقع الجريمة حتي لو استولي المجرم علي كل أموال الضحايا، ومن خلال وسائل الإعلام تابعنا علي مدار السنوات الماضية مايطلق عليه ( المستريح) وهو لقب اطلقه المجتمع علي النصاب الذى يستولى علي الملايين بايهامهم بالقيام بتشغيل أموالهم في مشروعات مثمرة تمنح أرباح مذهلة…

اذا سألتك أيها القارئ العزيز عن المحاولات التي تعرضت فيها لوقائع نصب فمن المؤكد ان اغلبنا تعرض لهذا النوع الخداع والاحتيال بصور مختلفة، اقلها ذلك السائل الذي يستوقفك في الطريق ليستغيث بك من وقائع حدثت له ويطلب منك المساعدة المالية، فتجد نفسك متعاطفا معه وتسرع باعطائه بعض الأموال قائلا في نفسك ( واما السائل فلا تنهر). شاعت ظاهرة محاولات النصب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلي أرض الواقع أمام المولات الكبرى والاماكن الترفيهية بصور مختلفة مما يمثل تهديدا للبسطاء وأصحاب النوايا الطيبة والسذج من الناس، لذلك يجب أن نعطي الظاهرة نصب اهتمام خاص وان نراجع المواد القانونية لتواكب الصور والمناهج الجديدة في جريمة النصب حتي نقضي علي هؤلاء الذين يستبيحون أموال الناس بالباطل باستغلال هوي النفس او ضعفها، وقانا الله وإياكم من النصابين.