هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الأمانة العلمية وهمة العلماء

بقلم ساره سعد


نجد في الآونه الأخيرة بعض الشخصيات تظهر على الساحه لمجرد أنه قرأ كتابين أعد نفسه إمام وداعية وفقيه ولا يقبل النقاش أو الحوار بمعنى "هو كده"!!!.


دعنا عزيزي القارئ من تلك الفئة التي مع الوقت بعون الله ستندثر ولكن في المقابل جانب مشرق ونماذج بناءه قادرة على مسئولية الأمانة العلمية يسعون بكل همة ونشاط وسعي، فعلى مدار عقد من الزمان، شهد الجامع الأزهر شرحًا متواصلًا لكتاب من أهم كتب التراث في علم الحديث، وهو كتاب «فتح المغيث بشرح ألفية الحديث» للإمام السخاوي، كتاب قام على شرحه وتبسيطه أحد علماء الأزهر الشريف، وهو الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وأستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين القاهرة، لم يسأم ولم تهبط عزيمته يومًا عن الشرح، حتى في فترة كورونا، واصل شرح الكتاب بالفيديو من منزله، وجاء يوم الأربعاء 17 أغسطس 2023م ليكون شاهدًا على صفحة مضيئة من صفحات تاريخ الأزهر وسجلات علمائه ودورهم في نشر علوم الإسلام.
وقد بدأ الدرس الأول من هذه المجالس العلمية الأزهرية صباح يوم السبت 28 جمادى الأولى 1435هـ، الموافق 29 مارس 2014م، أي ما يقارب عشر سنوات، شرح خلالها الدكتور أحمد معبد كتاب «فتح المغيث بشرح ألفية الحديث» شرحًا تحليليًّا أتى فيه بعجائب النقول وقرائح العقول وفرائد التعليقات وراجح الاختيارات، وكان منهج الشرح لهذا الكتاب تقديم عبارة الشارح بقراءة متن النَّاظم الحافظ العراقي، ثم تصوير المسألة والنوع الحديثي، ثم يقرأ أحد الطلاب نص الإمام السخاوي، فيقوم الشيخ أحمد معبد بتوضيح العبارة بأسلوب سهل مبسط.
وحرص عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر خلال شرحه لكتاب الإمام السخاوي على الشرح بأسلوب يجمع بين العمق واليسر، وتحقيق النص، والتوضيح والبيان، والتخصيص والتقييد، والتعقيب والاستدراك، بأدلة ناصعة وبراهينَ ساطعة، مع المرونة في التعامل مع طلابه لتيسير وصول المعلومة إليهم، وتقديم النصح ولمحات التربية والأخلاق، ونقل الخبرة العلمية، مع ختام كل درس بفتح الباب لأسئلة الطلاب والإجابة عليها، لإزالة أي إشكال أو توهم على الطلاب والدارسين وهنا نتوقف قليلاً بين الحوار ولغة النقاش لأحد أعلام وأكابر العلماء لكي يكون المعنى واضح لا تأويل فيه، فلم يمل من التكرار ولم يسأم من المناقشة والحوار، وظلت عزيمته قوية لا تنزل همته في الدرس الذي يزيد على ساعة ونصف، يقرر خلاله الرأي الرجيح والفهم الواضح، ويذكر من التطبيقات للنصوص ما يبينها ويشرحها، حتى أسفر الشرح والتحليل عن 246 مجلس علمي شرح فيها الشيخ كتاب الإمام السخاوي بأجزائه الأربعة، في ما يزيد على سِتمائة ساعة صوتية على مدار عقد من الزمان.

ونموذج آخر منفرد بهمته يطوف بين دول العالم ليقوم برسالته على القدر الذي يستطيع أن يقوم به وهو الدكتور أسامه الأزهري، ليبدأ في 2014 أول مشروع علمى، يستعرض على مائدة البحث العلمى والتحرير المعرفى الدقيق خلاصة المقولات والنظريات والأفكار التى بنى عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام فى التسعين عاماً الماضية وهو كتاب "الحق المبين" والذى فند فيه مفاهيم التيارات المتطرفة من الإخوان إلى داعش والذي ترجم فيما يزيد عن 10 لغات، ليستكمل كتاباته لما يزيد عن 30 كتاب من بينهم :(كتاب الشخصية المصرية، موسوعة جمهرة أعلام الأزهر الشريف).
فأصبح من الشخصيات الملهمة ذو القول المتفائل والساعي للخير، كما تبنى مشروع ترجمه الأحاديث المسجلة للشيخ محمد متولى الشعراوى بلغة الإشارة، ويستكمل جولاته شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ساعياً ومتوكلاً على الله في أن يحقق رسالته، ليقوم بجولات حول العالم لتفنيد المصطلحات ونشر العلم الصحيح.
ومن بين توثيق تلك الإنجازات احتفال إندونسيا بافتتاح مؤسسة ثقافية رائدة في خدمة الإنسانية، هدفها إصدار مجموعة من الكتب والبحوث العلمية التي تسهم في بناء البنية المعرفية ونشر المنهج الوسطي على المستويين المحلي والعالمي، وقد تم إطلاق اسم الدكتور أسامة الأزهري على تلك المؤسسة، تقديراً لفكره العلمي التربوي، لتكون جسراً ثقافياً ليس في إندونيسيا فقط بل ربما نجدها في يوم من الأيام لبنة لأن تنتشر في كافه دول العالم تعطي العلم الصحيح.
تلك النماذج وغيرها هم ومضة أمل في عالم أكثر إنسانية وتفاؤل لتحقق مكانه العلماء.
حفظ الله مصر وشعبها، وأعان كل من أخلص وأدى أمانته.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق