هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هجمات المسيرات الأوكرانية تتزايد علي الأراضي الروسية

كييف تمتلك أنواعاً محلية متعددة من الدرونز بعيدة المدي

ازدادت وتيرة الهجمات الأوكرانية بالطائرات من دون طيار. وتسببت في أضرار بالغة في الداخل الروسي. إلا أن مدي تأثير هذه الهجمات علي مسار الحرب يبقي موضع تساؤلات.


وكان استهداف العاصمة الروسية موسكو، بالمسيرات الأوكرانية في مايو الماضي علامة فارقة في تاريخ الحرب، منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022.

وتصاعدت الهجمات في الأشهر الأخيرة حيث استهدفت كييف موسكو، وأجزاء أخري من روسيا، وشبه جزيرة القرم التي احتلتها في 2014.. وخلال شهر أغسطس فقط، شنت أوكرانيا 25 هجوما بالمسيرات علي الأراضي الروسية.

والثلاثاءالماضي، قال ميخائيل فيديرنيكوف حاكم منطقة بسكوف علي تليجرام إن الجيش الروسي صد هجوما بطائرة مسيرة علي مطار المدينة التي تحمل الاسم نفسه وتقع في غرب روسيا.

والسبت الماضي، أعلنت روسيا، إسقاط طائرتين مسيرتين أوكرانيتين كانتا تقتربان من العاصمة، وقال رئيس بلدية موسكو، سيرجي سوبيانين. إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت ليلا مسيرة كانت تقترب من المدينة.

وارتطمت طائرة مسيرة، ليل السبت الأحد، بمبني سكني في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا.

وكتب الحاكم الإقليمي، رومان ستاروفويت، علي تليجرام، أن الحادث أدي إلي تحطم نوافذ عدة طوابق. مشيرا إلي أن مبني جامعيا قريبا أصيب بأضرار أيضا.

والجمعة الماضية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا أطلقت 42 طائرة من دون طيار علي شبه جزيرة القرم، وأطلقت صاروخا تم اعتراضه علي مسافة ليست بعيدة عن موسكو، فيما يمكن أن يكون أحد أكبر الهجمات الجوية المعروفة علي الأراضي التي تسيطر عليها روسيا منذ الحرب.

ويقول مسئولون أمريكيون إن كييف تسعي، باستخدام تكتيك الهجمات المسيرة، إلي أن تثبت للشعب الأوكراني أنها لا تزال قادرة علي الرد. وذلك مع بطء الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

أوليجإجناتوف، وهو محلل بارز في الشأن الروسي والنزاعات في مجموعة الأزمات الدولية، قال إن كييف تستخدم أنواعا مختلفة من الطائرات من دون طيار، من بينها طائرات محلية الصنع تستخدمها علي الخطوط الأمامية.

وتمتلك كييف أنواعا عدة من الطائرات من دون طيار بعيدة المدي تصنعها محليا، وقد بدأت في تطويرها قبل الحرب بشكل واسع النطاق، وتستمر في تطويرها الآن.

ويستخدم الأوكرانيون مواد بسيطة في صنعها، وتحلق علي ارتفاعات منخفضة مما يجعل من الصعب رصدها من قبل الرادارات، وفق المحلل.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسئولين أمريكيين إن كييف استخدمت مزيجا من الطائرات من دون طيار قصيرة وطويلة المدي لتنفيذ الضربات.

وتوصل تحقيق أجرته الصحيفة الشهر الماضي. إلي استخدام 3 أنواع من المسيرات بعيدة المدي المصنوعة في أوكرانيا.

وأكد مسئولون أمريكيون أن الضربات العابرة للحدود الروسية لم يتم تنفيذها باستخدام معدات أمريكية.

ورغم التأثير المحدود للهجمات، قال المسئولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إنهم يتوقعون أن تستمر لأنها بعثت برسالة قوية مفادها أن كييف لم تكن تدافع عن أراضيها فحسب، بل لديها أيضا بعض القدرة علي خوض القتال في روسيا.

وقلل مسئولون أوكرانيون من خطر أن يؤدي ذلك إلي تصعيد كارثي من قبل موسكو، بالنظر إلي أن روسيا تطلق بالفعل أكبر عدد ممكن من الصواريخ والضربات بالطائرات المسيرة علي أوكرانيا.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن الطائرات الثلاث التي رصدتها هي بوبر وإيربورنيو جيه 22 وطائرة ثالثة غير محددة، استخدمت مؤخرا، ويبدو أنها جميعها تستطيع الطيران لمئات الكيلومترات، مما يجعلها قادرة علي الوصول إلي العاصمة الروسية.

ويأتي هذا بينما تشير التصريحات والبيانات القادمة من كييف إلي مساعيها لتوسيع أسطولها من الطائرات من دون طيار المحلية، وزيادة الهجمات علي روسيا.

وتعتمد صناعة المعدات العسكرية في أوكرانيا جزئيا علي التمويل الخاص والتبرعات، وتقدم الحكومة الأوكرانية حوافز لهذه الصناعة بمنح الشركات الخاصة هامش ربح أكبر علي الطائرات التي تنتجها.

وإحدي هذه الشركات، شركة Ukrjet ومقرها أوكرانيا، التي تصنع يو جيه 22.. ويقود الجهود الشاملة لزيادة الإنتاج، نائب رئيس الوزراء، ميخايلوفيدوروف، الذي قال إنه من أجل الفوز في هذه الحرب التكنولوجية سريعة الخطي، تحتاج الحكومة إلي التفكير والتصرف كشركة تكنولوجيا، وأن تكون مرنة، وتتخذ قرارات سريعة وتتحرك بشكل أسرع.

وفي 25 يوليو، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميكال، أن أوكرانيا تخطط لزيادة استثماراتها في تكنولوجيا الطائرات من دون طيار 10 أضعاف، من حوالي 108 ملايين دولار في العام الماضي، إلي أكثر من مليار دولار هذا العام.

وخلال حديثه لوسائل الإعلام. قالت الصحيفة إنه وقف إلي جوار طائرتي يو جيه 22 وبوبر حسبما تظهر الصور التي نشرها الموقع الرسمي للحكومة.

وتظهر العديد من مقاطع الفيديو المنشورة لهجمات بطائرات مسيرة وقعت في مايو ويوليو طائرة بوبر وهي تحلق في محيط موسكو.

ووفق موقع الشركة المصنعة، فإن يو جيه 22 يمكنها الطيران لمدة ست ساعات علي مدي 800 كيلومتر، مما يجعلها قادرة علي الطيران بالمنطقة الحدودية مع روسيا وصولا إلي موسكو، كما تستطيع حمل 20 كيلوجراما من الذخائر.

وتشير بعض المصادر إلي أن الجيش الأوكراني اعتمدها في عام 2020 ولكن يبدو أنها دخلت الخدمة في 2022-2023. وفق ميليتاري توداي.

ورصدت صحيفة نيويورك تايمز صورا لثلاث طائرات علي الأقل من طراز يو جيه 22 داخل روسيا، وشوهد حطام طائرة ثالثة غير محددة في أربعة مواقع علي الأقل هناك.

ولم يعلن أندريه يوسوف. المتحدث باسم جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، المعروف باسم G.U.R، مسئولية كييف بشكل مباشر عن الهجمات، لكنه قال إن الضربات علي موسكو ستستمر.

وقال في مقابلة، أجريت معه الشهر الماضي. مع بدء تكثيف حملة الطائرات من دون طيار: إن النخب الروسية والروس العاديين يدركون الآن أن الحرب ليست في مكان بعيد علي أراضي أوكرانيا، التي يكرهونها.. الحرب موجودة أيضا في موسكو، وهي موجودة بالفعل علي أراضيهم.

ويشرح إجناتوف. أن الهجمات علي موسكو ليست ذات أهمية عسكرية.. مشيرا إلي أنها لم توقع إصابات، كما تستطيع الدفاعات الروسية الرد عليها، ويشير إلي أن موسكو تشن هجمات يومية علي أوكرانيا تسبب الكثير من الأضرار.

لكن هذه الهجمات تحمل دلالة معنوية. وفق إجناتوف الذي يقول: من المهم بالنسبة لأوكرانيا أن تظهر لشعبها أنها قادرة علي الرد ومهاجمة العاصمة الروسية، إنه أمر يعزز الروح المعنوية.

وتقول نيويورك تايمز نقلا عن المسئولين الأمريكيين إنه إذا كان هناك هدف استراتيجي، فهو تعزيز معنويات السكان والقوات الأوكرانية.

ويبدو أن بطء الهجوم المضاد وصعوبة اختراق الدفاعات الروسية شجع أوكرانيا علي تكثيف هذه الهجمات في الفترة الأخيرة، وقال مسئولون أوكرانيون إن لديهم بعض الأمل في أن تجبر الهجمات المتزايدة موسكو علي إعادة النظر في ضرباتها الصاروخية والطائرات من دون طيار الأكثر ضررا علي أوكرانيا.

ويري إيجناتوف أنه يمكن أن تؤثر هذه الهجمات علي مسار الحرب من خلال تدمير أو تعطيل معدات باهظة الثمن، وإجبار روسيا علي توزيع دفاعاتها الجوية أو اتخاذ تدابير أخري لحماية منشآتها العسكرية وبنيتها التحتية في العمق.

ويوضح أن أوكرانيا هاجمت مرات عدة المنشآت العسكرية والبنية التحتية في العمق الروسي.

فعلي سبيل المثال، في 19 أغسطس، تعرض مطار عسكري في منطقة نوفجورود لهجوم، ما أدي إلي تدمير قاذفة بعيدة المدي من طراز Tu-22M3، وفي 27 أغسطس، هاجمت طائرات من دون طيار مطارا في منطقة كورسك حيث تتمركز الطائرات المقاتلة الروسية، كما هاجمت طائرات من دون طيار تابعة للبحرية الأوكرانية قاعدة بحرية روسية في نوفوروسيسك في 4 أغسطس، مما أدي إلي إتلاف سفينة إنزال.

وبشكل عام، يري المحلل أن الهجمات ضد المطارات والقواعد العسكرية والموانئ فعالة، لكن الهجمات علي موسكو في الوقت الحالي لا تستطيع أن تصنع فارقا.

ويشير إلي أن روسيا لديها قدرات أكبر بكثير لضرب الأراضي الأوكرانية، إذ أنها تمتلك كثيرا من الطائرات من دون طيار بعيدة المدي وصواريخ كروز، ويمكن أن تلحق الضرر بأوكرانيا بضربات أكبر بكثير مما تستطيع أوكرانيا فعله في روسيا.

ويمتلك الروس قوة جوية أكبر، ولكن وفق تقرير للإذاعة الأمريكية العامة أن بي آر، نجح الأوكرانيون حتي الآن في تحييد هذا التهديد بطريقتين رئيسيتين، الأولي مع إسقاط الدفاعات الجوية الأوكرانية عددا كبيرا من الطائرات المقاتلة الروسية في المراحل الأولي من الحرب، مما دفعها لاحقا إلي تجنب المجال الجوي الأوكراني.

والطريقة الثانية استخدام المسيرات في عمليات الاستطلاع والهجمات، والمسيرات ليس لديها قوة الطائرات المقاتلة، لذلك تسعي كييف للحصول علي طائرات أف 16، ومع ذلك، سمحت الطائرات من دون طيار لأوكرانيا بمهاجمة القوات الروسية.

ويري إجناتوف أن الذخائر العنقودية هي التي يمكن أن تؤثر علي الوضع علي الجبهة في المستقبل مع تسلم كييف لها ووضعها علي أنظمة هيمارس الأمريكية وسيكون لدي أوكرانيا حينها المزيد من القوة النارية، وسيتعين علي روسيا نقل قواعدها ومستودعاتها ومقراتها خلف الخطوط الأمامية، مما يجعل الخدمات اللوجستية أكثر صعوبة.

ويري أن طائرات أف 16 سوف تساعد أوكرانيا، لكن روسيا ستظل تتمتع بميزة جوية لأنها تمتلك مزيدا من الطائرات، وستحتاج أوكرانيا إلي العديد من الأسلحة المختلفة لتعويض ذلك التفوق الروسي.

ويقول: لا يوجد تغيير في قواعد اللعبة الآن، هذه حرب واسعة النطاق، وللنجاح فيها، تحتاج إلي الكثير من الموارد وعوامل النجاح.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق