هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الاستعجال فى الجواز .. يسبب مشاكل العمر كله

الخبراء:
فترة الخطوبة ليست لتجهيز منزل الزوجية
ولكن للتعارف وفهم الطرف الآخر
د. ريمون ميشيل:
لابد من توافر شرطى "الشفاء النفسى"
و"التقبل والتفهم" قبل الارتباط
د. أسماء مراد:
أهل المخطوبين السبب..
 والنتيجة طلاق فى البدايات
د. هدى العماوى:
الحقيقة تتكشف فى ثانى يوم زواج
بعد طول "تمثيل" و"تجمل"

أحدث الاحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء أكدت ارتفاع نسب الطلاق خلال السنة الأولى من الزواج، وأرجع الخبراء ذلك إلى استعجال أهل المخطوبين فى انهاء اجراءات الزواج بسرعة خلال فترة الخطوبة التى قد لا تكون كافية لتعرف كل طرف من المخطوبين على الطرف الآخر، وتقع الأسر والمخطوبان فى خطأ كبير ومتكرر وهى اعتقادهم بأن فترة الخطوبة هى لتجهيز وتاثيث منزل الزوجية دون اعطاء الفرصة للمخطوبين لفهم بعضهما البعض واكتشاف عيوبهما ودراسة امكانية وقدرة كل طرف على تحمل هذه العيوب..


ثم اتخاذ قرار باستكمال الزواج أو فسخ الخطوبة بدلاً من العيش فى مشاكل طوال العمر بعد الزواج أو الاضطرار للطلاق فى البدايات.

شرطان أساسيان

د. ريمون ميشيل ثابت "استشارى الصحة النفسية والإرشاد الزواجى والأسرى" يقول: الحياة الزوجية يجب أن تقوم على قواعد وأسس راسخة قوية حتى نضمن زواجاً ناجحاً وأسرة مستقرة، وعلينا أن نميز فيها بين ما هو مهم وضرورى من صحة شروطه وما يمكن التنازل أو الاستغناء عنه، ولذلك ندعو إلى عدم الاستعجال لأن الزواج أحد أهم القرارات على الإطلاق فى حياة الإنسان.

أضاف: بداية هناك شرطان أساسيان لا بد من توافرهما معًا لبداية العلاقة الناجحة مع الشريك الآخر، الشرط الأول يسمى "الشفاء النفسي" ولكي يتحقق ويكتمل الشرط يجب على الفرد أن يكون معافى نفسيًا ومؤهَلاً لبداية علاقة تعارف جديدة، فلا يصح أن يدخل الفرد في علاقة مع آخر ظنًا منه أنه عليه إسعاده أو حل مشاكله أو انتشاله من وضعه الحالي كأن يرتبط شخص بآخر هروبًا من المنزل أو من تحكمات الوالدين كما نرى في جلسات العلاج النفسي، والتي أحيانًا نشاهد فيها من قام بالزواج انتقامًا لنفسه لإثبات أنهم مقبولين ومحبوبين من شخص ما بعد التعرض لصدمات عنيفة كما نرى في بعض حالات اضطراب يسمى "كرب ما بعد الصدمة النفسية"، هذه كلها أمور غير مقبولة بالطبع لأنها تزيد الوضع سوءًا وتتعارض مع الشروط الرئيسة والهامة لبدء علاقة ارتباط ناجحة.

الماضى يتحكم

قال: بشكل عام لا تجعل الماضي يتحكم في الحاضر أو يقرره، فأحد أخطاء التفكير الشائعة هي التعميم، فالبعض قد تربي بطريقة معينة منذ طفولته بطريقة مهينة أو قاسية أو تعرض للتعنيف والإهانة وربما للتحرش فيدخل حينها أية علاقة بصورة يطلق عليها "صورة الطفولة المشوهة" أو "الصورة الوالدية الخاطئة" فتتعامل الفتاة مثلًا بمبدأ كل الرجال هكذا قاسيين مثل والدى، ويتعامل مع الطرف الآخر على هذا النحو دون أن يختبره، هذا خطأ من أخطاء التفكير الشائعة التي تسمى "التعميم السلبى" والتي قد تهدم سعادة الأسرة، فيجب على كل طرف أن يمنح نفسه فرصة لفكره بالتعرف على الطرف الآخر واختبار مشاعره وتفهمه بصورة مجردة فلا يستعجل حكمه ولا يبني قناعاته على خبرات الماضي السالبة.

أيضًا لا تدخل في علاقة لكونك محبطاً أو تشعر بالوحدة أو اليأس وتريد شخصاً يواسيك، فهنا قرار الارتباط لن يصبح سوى عبء إضافي على حياتك، وبشكل عام الشفاء النفسي أمر هام لحياتك ليس فقط لضمان استقرار ونجاح علاقتك بشريكك ولكن لحياتك أنت أيضًا النفسية والصحية والمهنية، وبشكل عام إن لم يتحقق الشرط الأول من شروط الزواج الناجح ورأى الشخص أنه بحاجة إلى الشفاء النفسي من تراكمات أو إحباطات أو ربما بعض الاضطرابات النفسية أو اضطراب في المسلك فيجب أن يلجأ إلى مختص نفسي أولًا قبل خوض علاقة ارتباط والحكم عليها بالفشل.

التقبل والتفهم

يضيف: الشرط الثاني والمهم لبداية العلاقات الناجعة وضمان استقرارها يسمى "التقبل والتفهم"، فعلى الإنسان أن يقبل نفسه أولًا ويفهمها جيدًا فمن لم يفهم ذاته جيدًا لن يفهم احتياجاته ولن يفهم أو يدرك ما يناسبه، وبالتالي قد يقبل ما يتعارض من سلوكه ويقع في فخ الاختيار الخاطئ، وهذا الأمر متكرر في جلسات العلاج النفسي، وأيضًا في مرحلة ما قبل الارتباط كثيرًا ما يتم طرح سؤال: ما هي مواصفات شريك الحياة المناسب؟ اسأل صاحب السؤال قل لى ما هي مواصفاتك أنت لأعرف ما يناسبك؟ فيفاجئني بالرد لا أعرف حقيقة، فأجيبه قائلًا: وهذا أمر ثانِ نحتاج إليه بعد شفاء النفس هو فهم طبيعتى الشخصية، وهنالك العديد من الكورسات والكتب المختصة بهذا المجال تحت عنوان اعرف نفسك، فعلى الإنسان أن يفهم نفسه أولًا من حيث طبيعته واحتياجه، ونقاط ضعفه وقوته، حتى يتسنى له البحث عما يناسبه هو.

ومن ناحية أخرى من سترتبط به لن يمكنك تغيير ما قبلته من البداية فيه وهذا أمر خطير، قم بالتركيز عليه ، البعض قد يظن أنه قد يمكنه تغيير الطرف الآخر، طباعه وسلوكه أو طريقة تعاملاته، حتى يتكيف معه، هذا لم ولن يحدث ولن تشاهده مطلقًا، انك ترتبط بكيان كامل له طريقة تنشئة وطباع ومكونات نفسية خاصة قد أثرت فيه أو تطبع بها منذ الصغر سواء بالاستعداد الوراثي أو بالتربية وتأثره بالمجتمع المحيط به منذ طفولته، تلك العوامل والصفات اجتمعت معًا وأدت إلى ظهور كيان كامل له مزاياه وعيوبه، نقاط ضعفه وقوته، ما عليك هو فهمها وحينها ستقرر ما إذا كانت مناسبة لطبيعتك أم لا ولذلك تم تحديد فترة تسمى الخطوبة والتعارف.

خطأ متكرر

قال: فترة الخطوبة يظن البعض انها فترة ترتيبات وتجهيزات مستلزمات المنزل والزواج، ولهذا نجد البعض منشغلين بالتركيز على تجهيز عش الزوجية دون التحقق الكافى من مدى ملاءمة الطرف الثاني للزواج، وهذا خطأ جسيم ولكنه للأسف متكرر، لم نمنح الفرصة الكافية لأنفسنا فنجد أنفسنا وقعنا في فخ الانشغال وتركنا التعرف الحقيقى على الأخر وقبوله من عدمه لما بعد الزواج، الخطوة الأولى والأهم نتركها أخر قائمة اهتمامنا، لم نمنح فترة الخطوبة أهميتها أو قداستها، ففترة الخطوبة هي ليست فترة استعداد للزواج كما نظن وإن كانت تتضمن ذلك في جوهرها لكنه ليس الأساس الأول، ففترة الخطوبة هي فترة تعارف وتآلف نفسى وعاطفي وروحي وثقافي، ولذلك نحن ندعو للتأني حتى تكتمل أركان الخطوبة الناجحه يتم التركيز في الثلث الأول منها على جوهر العلاقة وطبيعة الطرف الآخر في مدة ستة أشهر في المتوسط وفترة الستة أشهر الأخرى هي فهم طبيعة العلاقة الزوجية بعد التأكد من ملاءمة الخطيب أو الخطيبة بدراسة كتاب في هذا الموضوع أو حضور كورس عن أسس تكوين البيت الناجح، ويتبقى لنا بعدها البدء في تجهيز منزل الزوجية، هذه هي الأسس الرئيسية التي تضمن لنا زواجاً ناجحاً وتجنب مشكلات قد تلاحقنا العمر بأكمله.

فشل سريع

د.اسماء مراد "اخصائية علم اجتماع المرأة والإرشاد الأسري وتطوير الذات" تقول: فترة الخطوبة اختبار حقيقى لقياس نجاح أو فشل العلاقه الزوجيه لكن في نفس الوقت تعد العشرة والمحبة فيما بين الزوجين خاصة فى السنة الأولى من الزواج أمر يبين نجاح استمرار هذه العلاقه من عدمه وتعتبر مده 6اشهر كفترة خطوبه مناسبة جدا لأن طول أو قصر هذه الفترة ليست مقياساً لنجاح أو فشل العلاقه بين الزوجين لأن ذلك يتوقف علي طريقة تربية وأصل كل من الزوجين لكن الاستعجال في الزواج الذي يتم احيانا بعد شهر او شهرين من الخطوبة من أكثر الأخطاء التي يقع فيها أهل الخطيبين، فبعض الاسر تلجأ لإنجاز الزواج في فترة وجيزة بسبب الإمكانيات المادية للزوج وهذا خطأ كبير يقع فيه الآباء والأمهات ويمكن أن يؤدي إلي فشل الزواج سريعا مما يدمر الأسرة فليس امكانيات الزوج هي مقياس للاستعجال لأن هذا يخلق نظرة سطحية وتافهة وسريعة ويكون الطلاق هو الحل الأفضل والأسرع وفى بدايات الزواج وربما كان خلال السنة الاولى منه.

أضافت: لابد أن تتسم فترة الخطوبة بالواقعية والبعد تماما عن التمثيل وإظهار عكس الحقيقة، ولابد أن يدرس كل من الخطيبين الحياة الزوجية لمدة اسبوع كاختبار حقيقي وكل فرد يقوم بدراسة إمكانيات الآخر ودرجه تقبله لصعوبة الحياة و درجة تحمله، ولابد أن تكون الزوجة مستعدة نفسياً أن تكون اماً وزوجه وقادرة علي تحمل المسئولية مع زوجها لضمان نجاح الحياة الزوجية.

شبح العنوسة

تقول د. هدي عبد العال العماوي "معالج نفسي اكلينيكى" إن التسرع في الزواج أمر في غاية الخطورة خاصه الذي يأتى نتيجة الضغط من الأهل وخوفهم من تأخر سن الزواج وشبح العنوسة يجعل الكثير من الأسر تلقي ببناتها في بيت رجل تتعرف عليه من جديد رغم طول فترة الخطوبة إلا أن الطرفين يقومان بإظهار المميزات واخفاء العيوب.

تضيف إن جميع الأزواج في فترة الخطوبة سواء المرأة أو الرجل يقومون بالتمثيل وإظهار الكرم والجمال والحب نحو الآخر ولكن هذا لا يستمر طويلا وينتهى بعد اول يوم من الزواج فكل منهما لا يستطيع اخفاء شخصيته طويلاً علي الطرف الآخر لذلك ننصح بعد الإسراع في الزواج إلا بعد دراسة الشخصيات جيدا لعدم الوقوع في الطلاق.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق