يعاني العالم في السنوات الأخيرة من أزمة مياه كبيرة وبات نقص المياه بحق مشكلة من المشاكل التي يواجهها بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان حيث تزايد استهلاك الماء ثلاث مرات في الخمسين سنه الأخيرة وقد عانت بعض البلدان من نقص الماء.. وبات استهلاكها&Search=" target="_blank">ترشيد استهلاكها والبحث في بدائل مختلفة مثل التحلية واعادة التدوير وغيرها امورا ملحة.. ووصل الامر إلى تحلية مياه الصرف الصحي واستخدامها كمياه شرب في بعض الولايات الأمريكية التي تعاني أزمات مياه خانقة بسبب الجفاف.
ويمكن ان تطالعنا الانباء كل يوم عن مشكلة جفاف او فيضانات مدمرة في هذه البقعة من العالم او تلك.. ونشير هنا الي ان الفيضانات هي الوجه الاخر للجفاف كما أثبت العلم.. فكمية الماء الموجودة علي مستوي العالم ثابتة وكمية الامطار ثابتة وزيادتها في مكان ما تكون علي حساب نقصها في أخر والعكس.. وهذا مصداقاً للحديث الشريف "ماعام بأمطر من عام ".
شارع المكتبات في العالم يستقبل ربما في كل يوم تقريبا كتابا يتحدث عن المشكلة.. واحدث هذه الكتب كان للصحفية البريطانية "سارة ريني" المتخصصة في الصحافة العلمية.. جاء الكتاب بعنوان غريب وهو ¢800 لتر وأربعة أفيال".. واذا عرف السبب بطل العجب كما ورد في العرض الذي قدمته الديلي ميل البريطانية للكتاب.
تقول المؤلفة وهي والدة لطفلين انها تهتم منذ سنوات بقضية المياه بحكم عملها.. وكان طبيعيا ان يزيد هذا الاهتمام مع الموجات شديدة الحرارة التي ضربت بريطانيا في الأيام الاخيرة والتي تزامنت مع انخفاض الامطار علي نصف المملكة بشكل يبعث علي القلق ويؤكد ان بريطانيا تواجه ازمة مياه حقيقية استدعت فرض قيود علي الاستهلاك بدأت بالفعل في بعض المقاطعات ابسطها رفع سعر المياه الي الضعف وتعميم العدادات.
وهنا رصدت الاستهلاك اليومي لاسرتها الصغيرة في يوم عادي فأصابتها الدهشة.. اكتشفت ان هذا الاستهلاك يصل إلي 800 لتر علي مدي 24 ساعة وهي كمية تكفي أربعة أفيال يزن الواحد منها ستة أطنان علي مدي 24 ساعة.
ودفعها ذلك الي متابعة تفاصيل هذا الاستهلاك اليومي والتنبه الي مواطن الخطأ فيه.. وبعد ذلك اقترحت عددا من الاساليب البسيطة التي يمكن الاحتكام اليها لتوفير استهلاك المياه.
وتعتبر الصحفية الانجليزية ان البداية يجب ان تأتي من حل له شقان.. الشق الاول ان تقدم المياه للمستهلكين بسعر التكلفة مع اضافة نسبة زيادة للوفاء بتكلفة صيانة محطات المياه مع تطبيق نظام الشرائح.. أما الشق الثاني فهو تركيب عدادات لتعرف كل اسرة حجم استهلاكها علي وجه التحديد فتأخذ الاحتياطات اللازمة.. وسوف يكون ذلك كفيلا بتعليم الاسرة بعض العادات المفيدة في توفير المياه مثل الاقتصاد في مياه الاستحمام وفي ري الحدائق وغيرها.
وتقول المؤلفة ان الاسرة البريطانية المكونة من اربعة افراد تستهلك يوميا 480 لترا من المياه يوميا في المتوسط.. وهذه الكمية يمكن تخفيضها بلا أي مشاكل إلي 320 لترا فقط لان الباقي يكون اهدارا.
من امثلة الاهدار الحمامات التي تستعمل ادوات صحية يعود تاريخها إلي ما قبل 1992 حيث بدأ في بريطانيا إنتاج أدوات صحية تستهلك مياه منذ ذلك التاريخ.. فالاحواض التقليدية لغسيل الوجه في بريطانيا كانت تضخ 6 لترات في الدقيقة انخفضت حاليا إلي 3.. وكانت الغسالات الاوتوماتيكية تستخدم 720 لترا في الغسلة الواحدة التي تستمر 20 دقيقة.. ويجب تدريب الأمهات خصوصا علي تقليل كمية المياه في الاستخدام اليومي.. فمن غير المعقول ان يستهلك غسيل النوافذ 30 لترا من المياه.. ويجب الامتناع عن ملء غلاية المياه بالكامل بصرف النظر عن عدد افراد الاسرة ليتم القاء الماء الزائد في الاحواض.
وتقول ان سعر لتر المياه في بريطانيا يختلف حسب المنطقة التي يعيش فيها المستهلك.. ويصل في المتوسط الي 15 بنس للتر الواحد ومعني ذلك بلغة الارقام ان البيت البريطاني الواحد يدفع 24 جنيها استرلينيا يوميا مقابل مياه لا يستفيد منها أو 720 جنيها شهريا.. والأمر أشد صعوبة لاسرتها التي تدفع 75 جنيها يوميا.
اترك تعليق