صدمة عنيفة وحالة من الذهول خيمت علي اهالي قرية الناوية التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، وهم لا يتخيلون ولا يصدقون أنفسهم حتي هذه اللحظه أن العروسان أبناء القرية اللذان احتفلا معهما بزفافهما طوال الليل وحتي الساعات الأولي من الصباح قد لقيا مصرعهما بعد أقل من 24 ساعة من وصولهما إلي عش الزوجية الجديد لبدء شهر العسل وحياة أسرية جديدة معا...
لكن لم يمهلهما القدر لتحقيق حلمهما الذي ظلا يحلمان به منذ ارتباطهما ليتحول الحلم في لحظة إلي كابوس مزعج بعد أن اختطفهما الموت سوياً ليرحلا إلي العالم الآخر تاركين الألم والحسرة والأحزان لأسرتيهما والأقارب والاصدقاء وأهل القرية بالكامل التي اتشحت بالسواد وتحولت إلي سرادق عزاء كبير لتلقي واجب العزاء في العروسين بدلا من تلقي التهاني عقب زفافهما بساعات قليلة الذي تحول فجأة إلي زفاف الآخرة، بدلاً من بدء حياة زوجية جديدة.
البداية كانت عندما تعرف الشاب رامي جمال عبدالكريم "26 عاما" ابن قرية الناوية التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية علي إحدي فتيات القرية وتدعي منار كمال العزب "21 عاما" وسرعان ما تحول التعارف إلي ارتباط رسمي وتمت اعلان خطوبتهما ليبدأ بعدها الشاب وخطيبته رحلة بناء وتجهيز عش الزوجية الذي سوف يجمعهما سوياً وظلا يحلمان باليوم الذي سوف يتحقق فيه حلمهما ودخلا في سباق مع الزمن لسرعة تجهيز عش الزوجية دون أن يعلما بأنه سيكون نهاية رحلتهما في الدنيا ومسرحاً درامياً لحادث مأساوي لم يتخيله أكثر المتشائمين من أسرة العروسين وأهل القرية بالكامل.
عندما اقترب موعد الزفاف، بدأ الشاب والفتاة جولاتهما لدعوة الاهل والاقارب والاصدقاء لحضور حفل الزفاف الذي تحدد موعده بالفعل لمشاركتهما فرحتهما بليلة العمر دون أن يتخيل احد بأنها ستكون نهاية العمر لكل منهما بعد أن حان موعد حفل الزفاف وتجمع الاهل والاصدقاء وأهل القرية في الحفل للاحتفال بزفاف العروسين ومشاركتها فرحتهما وسط إطلاق الزغاريد والرقص علي أنغام الموسيقي حول العروسين اللذان كانا في حالة فرحة عارمة واستمر حفل الزفاف حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي، بعدها ودع المعازيم العروسين اللذان انطلقا وسط زفة كبيرة متوجهين إلي عش الزوجية لبدء حياة جديدة طالما ظلا يحلمان بها ولكن القدر كان له رأي آخر، حيث كان يخبئ لهما كارثة لم يتوقعها أكثر المتشائمين وذلك عندما تم اكتشافها في صباح اليوم الثاني عندما توجه أهل العروس إلي منزل العروسين حاملين معهم الصباحية كعادة اهل الريف دائما وتقديم التهاني للعروسين ولكن كانت المفاجأة عندما تم طرق باب الشقة ولكن لم يستجيب احد لفتح باب الشقة وفي البداية اعتقد الجميع أن العروسان غاصا في نوم عميق بعد أن أرهقهما حفل الزفاف وسهرهما مثل أي عروسين حتي الصباح، ولكن أمام استمرار عدم الاستجابة وعدم الرد علي الهواتف الخاصة بهما، بدأت الشكوك تساور أسرة العروسين بسبب عدم وجود أي استجابة فكان الحل الوحيد كسر باب الشقة. حيث كانت الصدمة المفاجأة التي لم يتخيلها أحد، عندما وجدوا العروسان جثتين هامدتين داخل حمام الشقة أثناء استحمامهما لتنطلق بعدها صرخات الاستغاثة ليتجمع الجيران من اهالي القرية ويتم استدعاء الشرطة ورجال الإسعاف الذين حضروا مسرعين إلي موقع الحادث، حيث تبين من المعاينة المبدئية لرجال المباحث والاسعاف بأن العروسين المجني عليهما لفظا أنفاسهما الاخيرة أثناء استحمامهما بعد أن صعقتهما الكهرباء نتيجة لحدوث ماس كهربائي بسخان المياه داخل الحمام وهو ما أنهي حياتهما في لحظة، وتم علي الفور إخطار نيابة مركز سمنود التي انتقلت إلي موقع الحادث لإجراء معاينة ميدانية. بعدها أمرت النيابة بنقل الجثتين إلي مشرحة مستشفي سمنود العام وندب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليهما لتحديد ومعرفة اسباب الوفاة واستعجال تحريات رجال المباحث حول ظروف وملابسات الحادث للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث والتصريح بعدها بدفن الجثتين وتم تشيعهما في جنازة مهيبة شارك فيها جميع أهل القرية وهم لا يصدقون ان حفل زفاف العروسين الذين شاركوا فيه منذ عدة ساعات قليلة، كان حفل زفاف إلي الآخره وسط كابوس مزعج مازال يخيم علي أسرة وأهل العروسين وأهل القرية بالكامل.
اترك تعليق