بعد سنوات طويلة من المعاناة يودع ميدان رمسيس في قلب مدينة القاهرة الفوضى والعشوائية التى عانى منها منذ فترة طويلة من خلال خطة تشمل 3 مراحل تتضمن حل مشاكل السرفيس المنتشرة في الميدان وتجميعها في مكان واحد وتخفيف العبء عن محطة مصر.
المتخصصون والخبراء أكدوا ان تنفيذ المشروع الذى تأخر كثيراً بسبب أحداث 25 يناير يعيد الرونق والمظهر الحضارى للمنطقة.
أكدوا ضرورة تخفيف الكثافة المرورية بالميدان بنسبة لا تقل عن 50% لأنهاء حالة الزحام والارتباك وتنظيم المناطق المحيطة وتخفيف المرور العابر من الميدان.
اقترحوا إزالة كوبري أكتوبر فى المنطقة الواقعة ما بين غمرة والاسعاف واستبداله بنفق.
أشاروا إلى ان الخطوات التنفيذية للمشروع تتواكب مع أقتراب وزارة النقل من افتتاح محطة قطارات الصعيد ببشتيل والتى تخفف الضغط على محطة مصر بنحو 50% من طاقة المترددين على المنطقة يومياً وانه طبقاً لقرار رئيس الوزراء لن يتم إزالة أى مبانى بالمنطقة.
محمد ابو سعده رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري يقول: ما يتم تنفيذه حاليا من تطوير بمنطقة السبتية وميدان رمسيس يشمل نقل بعض المواقف لجزء من ساحة محطة مصر برمسيس وذلك ضمن اعمال المرحلة الأولي من التطوير والتى تشمل تطوير موقف القللى وتحويل مبنى الصوامع المقام علي مساحة 12 ألف متر إلى جراج متعدد الطوابق مخصص منه موقف للميكروباصات ومزود بالمحلات والأكشاك .
وهذا المشروع يشمل إقامة مواقف للسيارات والحافلات وكذلك أماكن للأنشطة التجارية والخدمية المتنوعة فضلا عن زيادة المساحات الخضراء.
وأوضح أن المرحلة الأولي سيتم الانتهاء منها خلال 6 أشهر.. مشيرًا إلى أن عملية التطوير ستشمل ثلاث مراحل وتراعى اتساق النسيج العمرانى الموجود للأبنية باعتبارها طرازًا معماريًّا متميزًا.
وتبدأ بحل مشاكل مواقف السيرفيس المنتشرة بالميدان وتجميعها فى مكان واحد مما يساهم فى إنهاء العشوائية والتكدس المرورى التى تسببها المواقف.
وتشمل المرحلة الثانية للتطوير تطوير كوبري أكتوبر من خلال توسعته أو إقامة كوبري علوى للحد من الإزدحام المرورى المتواجد حاليا مؤكدا أن المرحلة الثالثة ستشمل تطوير الميدان ذاته بالإضافة إلى تطوير الفجالة وشارع كلوت بك.
واضاف: أن السبب الرئيسى فى تفاقم مشكلة الاختناق المرورى بميدان رمسيس هو الانفجار السكانى المطرد.. حيث يزيد عدد سكان مصر ما يقرب من مليوني نسمة سنويا مما يؤدى لزيادة عدد ملاك السيارات وبالنظر إلى حيوية الميدان واهميته وكونه يمثل نقطة الربط بين العديد من المناطق والشوارع المهمة وبالنظر أيضا إلى عدم تطوير الميدان وعدم تزويد عدد مداخله ومخارجه سواء الأرضية أو تحت الأرضية أو العلوية مثل كوبري أكتوبر فضلا عن وجود السكة الحديد وعدد كبير من المواقف العشوائية بالميدان نجد أن الميدان يحتاج الى إعادة تخطيط عمراني لإنقاذه.
دكتور مجدي صلاح استاذ تخطيط الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة يقول: أم الملامح الاساسية لتطوير الميدان لابد ان يتم ازالة كوبري 6 أكتور فى المنطقة الواقعة ما بين غمرة والأسعاف واستبدالها بنفق ارضى انقل المركبات ثم وصلها بمطالع الكوبري مرة آخري لتخفيف الضغط على الميدان فى ظل وجود مشكلات واختنقات مرورية بمنطقة رمسيس بالأضافة إلى أن الكوبري يشكل عائق لتطويره وتحويل المنطقة إلى مناطق خضراء ومنتزه سكانى وايضا تفعيل لا مركزية محطة مصر.. حيث يتم تحويل عدد من خطوط القطارات إلى محطات عين شمس وشبرا الخيمة والجيزة لتخفيف الاعباء عن المنطقة واستخدام المترو والمواصلات العامة للتنقل ويتم إزالة جميع الحواجز الحديدية بالميدان وكوبري المشاة وتعديل مداخل ومخارج المترو ونقل مواقف الميكروباص وربط الميدان الميدان وشارع أحمد حلمى بنفق مشاة وإنشاء موقف للسيارت بقدرة استيعابية 500 سيارة فى جراج سفلى وانشاء حدائق فوق الارض على ان يتم تعويض السكان واصحاب المحلات المزاله بتعويض مميز يفوق امكانية اماكنهم القديمة لان ميدان رمسيس يمثل درة القاهرة الخديوية.
دكتور محمد ابراهيم أستاذ الاشغال العامة بكلية الهندسة جامعة عين شمس أكد على ان مشاريع تطوير ميدان رمسيس والدراسات الخاصة به بدأت منذ سنوات، ولكن آن الاوان لتقوم الدولة بتنفيذها بعد القرارات الشجاعة للرئيس.. حيث يمثل ميدان رمسيس شريانا حيويا للمرور عبر العاصمة فهو أطول شوارع مصر ومحور مهم من محاور النقل والميدان يصاب بتكدس وزحام مروري يربك القاهرة تماما.
ومن ابرز افكار التطوير التى طرحت فى الماضى انشاء حدائق رمسيس الترفيهية وتخفيف الكثافة المرورية على الميدان بنقل 50% من الحركة إلى طرق اخرى وتحقيق سيولة وامتياز لحركة المشاة والفصل بينها وحركة المركبات من خلال الساحات العلوية وتصبح المنطقة رئة ومنتزه عام متكامل الخدمات يخدم أهلى المنطقة والركاب تخفف من حدة التلوث البيئى الناتج من عوادم السيارات ويتم التنفيذ دون الحاجة لوقف استخدام كوبري أكتوبر للجزء المحول لحركة المرور ولا يتعارض مع مسار خطى ومحطات مترو الانفاق الاول والثانى ويحقق الربط مع خطوط النقل الجماعى لكافة الاتجاهات وتتسق حركة الركاب من والى محطة مصر مع موقف النقل الجماعى الجديد بالحديقة وموقف أحمد حلمى وموقف الترجمان واضافة معابر للمشاة تكمل كافة اتجاهات الحركة امام وخلف محطة مصر وتربطها بمنطقة الفجالة والحدائق وموقف الترجمان.
دكتور مصطفى صبرى أستاذ تخطيط النقل وهندسة المرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أكد ضرورة أن يتم إعادة تخطيط ميدان رمسيس بشكل هندسى جيد لكبح جماح شبح الفوضى والعشوائية الذى يسيطر على المنطقة.. مؤكدا ضرورة تكاتف وتضافر جهود جميع الجهات المعنية لوضع وتنفيذ دراسات وخطط فعالة فى هذا الصدد ومنها هيئة التخطيط العمرانى والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، مقترحا أن يتم تغيير موقف القطارات بحيث تقف القطارات القادمة من وجه قبلى فى بشتيل أما القطارات القادمة من وجه بحري فتقف في قليوب.. مشيرا أيضا إلى ضرورة الاهتمام بإعادة تنظيم كوبري أكتوبر لما يمثله من أهمية بميدان رمسيس.
ويحتوي الميدان على عدد من المناطق التجارية والأنشطة فضلا عن محطة مصر مما يجعل اعداد هائلة من المواطنين تنهال عليه يوميا وبالتالي فإن الاهتمام بتنظيم الميدان وتحقيق السيولة المرورية به ضرورة ملحة.. مشيرة إلى أن من اهم الخطوات التى يجب اتخاذها فى هذا الصدد هي الاهتمام بتطوير وتحسين وتزويد وسائل النقل الجماعي لأن مرور السيارات الخاصة بأعدادها الكبيرة وبما تحمله من عدد محدود من الافراد يتسبب فى عرقلة المرور، وكذلك يجب حل مشكلة انتشار المواقف العشوائية بالميدان من خلال نقلها وتوزيعها على مناطق أخرى وجعلها أكثر تنظيما.
أشار إلى أن ضرورة وضع حلول للميدان من خلال تنطيم المناطق المحيطة به أيضا وإعادة تخطيط المرور وتحويل مسارات التوجه للمناطق المرتبطة برمسيس لتقليل وتخفيف المرور العابر بحيث لا يضطر المواطنون للمرور بالميدان للوصول إلى مناطق اخرى كما يجب ايضا حسن استغلال الممرات تحت الأرضية بالميدان لعبور المشاة وينبغى أيضا القضاء على مشكلة انتشار الباعة الجائلين والاهتمام بإزالة الاشغالات والمخالفات وغيرها من أسباب تفاقم المشكلة.
اترك تعليق