هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خبراء المناهج: تطوير الكتاب المدرسى يقلل من الاعتماد على الخارجى

نحتاج إلى تغيير الثقافة.. واستعادة ثقة الطالب وولي الأمر

أكد خبراء وأساتذة المناهج التربوية والمتخصصين فى علم النفس التربوى، أن تطوير المناهج سيصل في النهاية إلى استعادة الثقة بين الطالب وولي أمره مع الكتاب المدرسى، لأنها ستفي بالغرض وتحقق الفائدة.
 


أشاروا إلى أن أسباب إصرار الأسرة على شراء الكتب الخارجية، وجود أزمة ثقة مع الكتاب المدرسى، والعامل نفسى هو الشعور بالأمان فى وجود الكتاب الخارجى.

د. إيلاريه عاطف زكى خبير المناهج وطرق التدريس:
تأخر تسليم الكتب الدراسية يجبر الأسرة على شراء "الخارجية"
غياب الثقافة والوعى سبب الإحساس بالامان فى شراء الكتاب الخارجى
عجز المدرسين وتفشى السناتر يزيد من ابتعاد الطالب عن المدرسة

قالت د. إيلارية عاطف زكي خبير المناهج وطرق التدريس، إن السبب وراء شراء الكتب الخارجية أن هناك عامل نفسي تكون عند أولياء الأمور يدفعه إلي شراء الكتب الخارجية اعتقادا منه أن ذلك تأمين لابنه في العام الدراسي، فأصبح شراء الكتاب الخارجي مرتبط بعامل نفسي وأيضا سلوكي، إذ يرجع شراء ولي الأمر للكتاب الخارجي لأسباب متعددة أولها قلة عدد المدرسين خاصة مع بداية العام الدراسي، واعتماد الطالب على الدروس الخصوصية ويطلب المدرس نوع معين من الكتب الخارجية ليكون أداة للشرح وحل التدريبات والامتحان، إضافة إلى أن ولي الأمر يشعر بالاطمئنان بعد شراء الكتاب الخارجي وكأنه اشترى وضمن نجاح ابنه به.

أضافت أن تأخر وصول الكتاب المدرسى خاصة فى ظل المناهج المطورة للطالب يجعل ولي الأمر لا حيلة أمامه سوى شراء الكتاب الخارجي ليستطيع الطالب المذاكرة مبكرا وحل التدريبات أولا بأول خاصة أن كثيرا من الكتب تتأخر لآخر شهر أكتوبر، وهذا يمثل عبئا نفسيا وماديا على ولي الأمر، وفي نفس الوقت يضيع لجهود الدولة فى طباعة كتب جديدة ومطورة لأن الطالب لا يستفيد منها في ظل شراء الكتاب الخارجى، أضافت أنه بالنسبة لصفوف التطوير من أولى إلى خامسة ابتدائى فالكتب مطورة بالفعل وبميزانية كبيرة واعتمد في تأسيسها وتطويرها على خبراء متخصصين يقدمون منتجا يعتمد على الفهم وتطوير مهارات الطالب والكيف وليس الكم تتميز بأنها جاذبة وغنية بالأنشطة والتدريبات والتقييمات وإن صح التعبير فأستطيع القول إن الكتاب المدرسى أصبح قيم للغاية وأكثر جاذبية للطالب من الكتاب الخارجى.

أشارت إلى أن ارتفاع أسعار الكتب هذا العام يرجع إلى محاولات القائمين على الكتب الخارجية للوصول إلى جودة طباعة الكتاب المدرسي المجانى، ولدينا مشكلة متجذرة فى الشعب المصرى وهى عدم الوعى برؤية التطوير الحالية، ونحن بحاجة إلى تغيير ثقافة المجتمع المصرى، ولعل النتائج المتردية هذا العام للثانوية العامة أكبر دليل على ذلك.

د. عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوي:
الإقبال على شراء "الخارجي" أصبح ثقافة..
وتغييرها سيحتاج وقتا
الطلاب وأولياء الأمور فقدوا الثقة فى "المدرسي"..
والمناهج المطورة قادرة على إعادتها

قال د. عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن الإقبال على شراء الكتب الخارجية له جذور قديمة تحولت فيما بعد إلي ثقافة.. نتيجة لأن الكتاب المدرسي فى الماضى لم يكن قادرا على جذب الطلاب نظرا لتقديمه المحتوى المعرفى مفرغا من معظم عناصر الجذب والتشويق فقد بدأ الكتاب الخارجى فى سد هذه الفجوة ونجح خلال فترة زمنية وجيزة فى كسب ثقة الطلاب وأولياء الأمور والاستحواذ على اهتمامهم، فضلا عن قصور المنهج المدرسى الحالى فى تكثيف التدريبات التى تقيس فهم الطالب للمحتوى الذى تم سرده.

أشار إلى أن الاعتماد على الكتاب الخارجى تحول إلى جزء أصيل من شخصية وسلوك الطالب، وأصبح هناك نوع من التعلق المرضى بالكتاب الخارجى لدى معظم الطلاب بحيث أنهم يفقدون ثقتهم فى أنفسهم ويشعرون بالقلق والتوتر إذا طلب منهم الاعتماد على الكتاب المدرسى فقط، والحقيقة أيضا أنه فى السنوات الأخيرة بذلت الدولة جهودا ضخمة لتطوير الكتاب المدرسى ولكنها تحتاج إلى مزيد من التطوير ومزيد من الوقت. لاستعادة ثقة الطلاب فى الكتاب المدرسي.

واقترح تضمين بنوك الأسئلة والنماذج الاسترشادية فى الكتاب المدرسى، وزيادة الصور والرسوم التوضيحية والخرائط الذهنية والتلخيصات والتطبيقات المحلولة، وسوف يزيد بالضرورة حجم الكتاب المدرسى وستزيد أيضا المصروفات الدراسية.

أكد أن المناهج الجديدة المطورة تحفز علي المزيد من القراءة والبحث خارج إطار التقليدي للتعلم.

د. عصام محمد أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بالأزهر:
التطوير عامل رئيسى لنجاح منظومة التعليم
المناهج المطورة تتضمن أنشطة تعليمية رقمية تجذب الطلاب

 قال د. عصام محمد عبد القادر أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة بجامعة الأزهر، إنه تطوير المناهج المدرسية عامل رئيسي لنجاح المنظومة التعليمية وتحقيق أهدافها وضمانة لجودتها.. إذ أن الكتاب المدرسي أحد أهم عناصرها.

أوضح أن تهتم الوزارة بالجانب التقني فى آليات التطوير.. لتواكب الموجة الرقمية التى أضحى المتعلم يتفاعل معها بكل وجدانيات، ومن ثم تضع العديد من الأنشطة التعليمية الرقمية التي تعتمد على التقنيات والتطبيقات الإلكترونية بما يُسهم في تحفيز المتعلم ويزيد من نشاطه ويعزز من اكتسابه لخبرات التعلم المستهدفة، ومن ثم يصبح المحتوى التعليمى تفاعلى ومتنوع ويلبى متطلبات واحتياجات وتطلعات المتعلم، بل ويحثه لمزيد من التعلم.. حيث ينمي بصورة مقصودة عبر مهام الأنشطة حب الاستطلاع العلمى فى المجالات التى يرغبها.

أكد أنه يجب أن يعى أولياء الأمور أهمية الكتاب المدرسى كونه يتضمن محتوي منظما يأخذ صفة التسلسل والتكامل بين مكوناته ويتوافق مع خصائص المتعلمين، ويغطى كل الخبرات المستهدفة التى تلبى الاحتياجات التعليمية للمتعلمين، ومن ثم يعد وثيقة تتسم بالصدق فيما تتضمنه من موضوعات وأنشطة تساعد فى بناء وتشكيل معرفة سليمة، وتنمي مهارات التفكير العليا لدي المتعلمين.

أشار إلى أن ما يدفع أولياء الأمور لشراء الكُتب الخارجية لأبنائهم قد يرجع لتعدد الأنشطة التعليمية وما تتضمنه من أمثلة متنوعة وتوضيحات شارحة ومواقف إثرائية وتطبيقات حياتية تجعل المتعلم قادرًا على استيعابها.. إضافة للتعزيزات الرقمية من صور وروابط فيديوهات ورسومات يصل إليها المتعلم عبر (QR Code)، من خلال الهواتف الذكية، وهذه الأمور قد تجعل المتعلم مستقلًا لا يحتاج لدروس خصوصية، أو لمساعدة خارجية، كما قد تحفزه علي المزيد من القراءة والبحث خارج إطار المنهج المدرسى، بما يجعله متفوقًا دراسيًا.

وعلى أولياء الأمور التيقن بأن تعزيز ثقة المتعلم بنفسه واستفادته من معلمه واستعانته بالكتاب الرسمى وأداء ما به من أنشطة تعليمية أساسية وإثرائية واستثمار التقنية وتطبيقاتها في أداء المهام الدراسية يمكنه من تحقيق أهداف تعلمه بصورة إجرائية.. ليحقق النجاح الذي يتوافق مع ما لديه من مهارات وقدرات نوعية، ومن ثم يشعره بالرضا والاستمرار فى التعلم على المدى البعيد.

د. مها عبد القادر أستاذ أصول التربية بالأزهر:
الاستعانة بـ"الخارجي" في وجود المناهج المطورة يضر الطالب

قالت د. مها عبد القادر أستاذ أصول التربية بكلية التربية بنات جامعة القاهرة، إن وزارة التربية والتعليم استهدفت تطوير المناهج المدرسية في خضم التطور التقنى المتسارع الذي فُرض على العالم بأسره، وأظهرت حقبة الأوبئة أنه يُشكل البديل الرئيس لاستكمال اكتساب المتعلمين خبرات التعلم، ومن ثم فأولياء الأمور فى احتياج لتوعية شاملة تظهر جهود الوزارة فى تطوير مناهجها الرسمية.. إذ يتطلب ذلك تغطية إعلامية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.

وفى واقع الأمر عمدت الوزارة من خلال خبراء المجال المهنى والأكاديمى إلى تحديد الاحتياجات التى انطلقت منها رؤية التطوير.. حيث اهتمت بميول وقدرات وخصائص المتعلم التعليمية.. لتضع من الأنشطة وموضوعات التعلم ما يلبي ذلك ويتواكب مع التغيرات المحلية والعالمية على المستوى التقنى والمعرفى، بما يكسب المتعلم الخبرات التى يستطيع بها أن يستكمل مساره التعليمى ويمتلك من المهارات ما يخلق فرصة العمل المناسبة لقدراته.

وكتاب الوزارة وما به من خبرات تعليمية رائدة فى متناول الجميع.. لذا أضحى الاستعانة بالكتاب الخارجى أمرًا مكلفًا ومغالى فيه نظير ما به من أنشطة أو تدريبات زائدة. أو روابط رقمية نادرًا ما يستخدمها معظم المتعلمين، خاصة من ذوي الدخل المحدود.. لذا بات الكتاب الرسمى فى ضوء الاتاحة والشمول يفى بالغرض ويحقق أهداف التعليم لدى المتعلمين بكافة الطبقات المجتمعية.

وعلى ولي الأمر أن يعي ما تتكلفه ميزانية الدولة كي يحدث تطوير للمناهج المدرسية، من حيث الاستعانة بالخبراء والتقنية والطباعة والتقنين قبل أن يحدث التعميم لتلك المناهج.. للاطمئنان بأن المحتوي مناسب وأن أدوات التعلم متوافرة لتمارس الأنشطة المتضمنة بصورة وظيفية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق