هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تدريب الطيارين يعطل دخول "إف 16" الخدمة في أوكرانيا

من غير المتوقع أن تُكمل المجموعة الأولي المكونة من ستة طيارين أوكرانيين التدريب علي المقاتلة الأمريكية "إف-16" قبل الصيف المقبل. وذلك بعد سلسلة من التأخيرات من قبل الشركاء الغربيين في تنفيذ برنامج تدريبي للمقاتلة المتطورة. وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست". نقلًا عن مسئولين حكوميين وعسكريين أوكرانيين رفيعي المستوي.


 

ويعكس الجدول الزمني الانفصال بين داعمي أوكرانيا. الذين يرون في "إف-16" أداة رئيسية في الدفاع عنها علي المدي الطويل. وكييف التي طلبت بشدة أن تصل الطائرات إلي ساحة المعركة في أقرب وقت ممكن. والتي تعتبرها حاسمة في المعركة الحالية ضد القوات الروسية.

بعد أن رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن المناشدات الأوكرانية للحصول علي المقاتلة "إف-16" لأكثر من عام. عكس مساره في مايو الماضي. وقال إنه يؤيد فكرة تدريب الطيارين الأوكرانيين علي الطائرات. ودعم نقلها من قبل دول أخري.

وتطوعت الدنمارك وهولندا لقيادة جهود تدريبية. مما أثار الآمال بين المسئولين في كييف بأن الطائرات ستدافع عن المجال الجوي الأوكراني بحلول سبتمبر المقبل.

لكن بعد تأجيل بدء التدريب عدة مرات. ربما يتعين علي أوكرانيا الآن أن تتحمل عامًا آخر بدون المقاتلات. وهو ما توقع المسئولون في كييف أنه سيوفر ميزة عسكرية كبيرة. ويساعد علي حماية المدنيين بشكل أفضل من الضربات صاروخية والمسيرات الروسية. وسط هجوم مضاد بطيء.

وبينما تعهدت إدارة بايدن بالدعم المستمر للمبادرة التي تقودها أوروبا. قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان. في منتصف يوليو. إن الولايات المتحدة ستقدم دعمها بمجرد أن يستعد الأوروبيون.

وانتقد الجنرال فاليري زالوجني القائد العام لأوكرانيا. الشركاء الغربيين لتوقعهم أن تشن قوات بلاده هجومًا مضادًا واسع النطاق بدون قوة جوية حديثة. ويقول المسئولون الأوكرانيون إنه بدون طائرات مقاتلة مثل F-16. لا يمكنهم المنافسة في السماء.

وقال جنود أوكرانيون علي الخطوط الأمامية إن طائرات هليكوبتر روسية تحلق علي ارتفاع منخفض نجحت في مهاجمة قواتهم البرية جزئيًا. لأن أوكرانيا غير قادرة علي تهديدهم بالمثل.

وحسب ما نقلت "واشنطن بوست" عن مسئولين أوكرانيين. سيخوض ستة طيارين فقط (نحو نصف سرب). الجولة الأولي من التدريب. وتم تحديد طياريّن اثنين آخرين بالاحتياط.

وعلي الرغم من أن الطيارين الأوكرانيين يجيدون اللغة الإنجليزية بالفعل. يتعين عليهم أولًا حضور أربعة أشهر من دروس اللغة الإنجليزية في بريطانيا. لتعلم المصطلحات المرتبطة بالطائرات.

وستحدث هذه التعليمات جنبًا إلي جنب مع الموظفين الميدانيين الذين قد يكونون أقل كفاءة في اللغة الإنجليزية. لأنه وفقًا لمسئولين أوكرانيين. طلبت الدنمارك تدريب أطقم كاملة معًا بدلًا من الطيارين فقط أولًا.

وقال المسؤولون الأوكرانيون إن ذلك يؤجل بدء التدريب القتالي. الذي من المتوقع أن يستغرق ستة أشهر. حتي يناير. ستكون المجموعة الثانية من نفس الحجم جاهزة بعد ستة أشهر من ذلك. أو تقريبًا نهاية العام المقبل.

وقال مسؤولون أمريكيون إن 20 طيارًا أوكرانيًا آخرين جاهزون للتدريب علي اللغة الإنجليزية. مضيفين أنه من المتوقع أن يظل معظم أفضل الطيارين الأوكرانيين في أوكرانيا. حيث ينفذون طلعات جوية بطائرات سوفييتية مطورة. ويطلقون صواريخ "سكالب" الفرنسية و"ستورم شادو" البريطانية.

وقال الجنرال سيرهي هولوبتسوف. رئيس الطيران في القوات الجوية الأوكرانية. لصحيفة واشنطن بوست. إنه في الفترات الفاصلة بين طلعاتهم الجوية. أخذ الطيارون الأوكرانيون دروسًا في اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت خلال العام الماضي.

وأضاف "هولوبتسوف": "سيتم توفير تدريب متخصص إضافي للطيارين والطواقم الأرضية علي المصطلحات المطلوبة للتدريب علي إف-16. إذ لم يكن من الممكن تدريب الطيارين وغيرهم من الطواقم الأرضية في أوكرانيا علي تلك المصطلحات بسبب نقص الخبرة في العمل بدونها".

وتابع إنه نظرًا لأن الطيارين المختارين لديهم بالفعل مستوي عالي من أساسيات اللغة الإنجليزية. فإن تعلم المصطلحات الإضافية لن يستغرق الكثير من الوقت.

كيف تغير إف-16 مسار المعركة؟

وأضاف "هولوبتسوف" إن مقاتلات "إف-16" تأتي مع رادار قوي. مما سيسمح لأوكرانيا بتحديد المزيد من الأهداف ومواجهة طائرات العدو والصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل أفضل من الأسطول الأوكراني الحالي من الطائرات المقاتلة. والذي يضم طائرات "ميج-29" و"سو-27" من الحقبة السوفييتية.

ولفت رئيس الطيران في القوات الجوية الأوكرانية. إلي أنه سيكون بمقدور أوكرانيا نشر صواريخ هاربون المضادة للسفن التي قدمتها المملكة المتحدة من طائرات إف-16 -وهي قدرة لا تمتلكها كييف حاليًا- لاستهداف البحرية الروسية. التي تطلق صواريخ بانتظام من البحر الأسود.

وقال هولوبتسوف إن الصواريخ عالية السرعة والمضادة للإشعاع. التي أرسلتها الولايات المتحدة إلي أوكرانيا العام الماضي. ستطلق أيضًا من طائرات إف-16.. وأضاف: لقد تم تكييف تلك الصواريخ بالفعل للاستخدام علي مقاتلات ميج-29. ولكن نظرًا لعدم وجود نظام تصويب. فإن فعاليتها محدودة بشكل كبير.

كما أن الطائرات السوفييتية الحالية بحوزة أوكرانيا. مزودة برؤوس حربية موجهة شبه نشطة. ما يعني أنه يجب أن تستمر في الطيران مباشرة نحو هدفها حتي يضرب الصاروخ. وقال إن ذلك يجعل المهمة خطيرة للغاية للطيارين.

طلبت أوكرانيا من حلفائها طائرات مقاتلة منذ الأيام الأولي لانطلاق الهجوم الروسي. لكن دفعها لم يكتسب زخمًا حتي هذا الربيع.

مشكلات التدريب

وجاء تغير موقف بايدن في مايو. بعد شهور أصرّ خلالها المسؤولون الأمريكيون علي أن الطائرات ليست ضرورية في هذه المرحلة من القتال. وسط ضغوط مكثفة من المسئولين الأوكرانيين والأوروبيين والمشرعين الأمريكيين.

وأعلن مسؤولون دنماركيون وهولنديون في قمة لزعماء حلف شمال الأطلسي في يوليو الماضي. أن 9 دول أخري "بريطانيا وبلجيكا وكندا ولوكسمبورج والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا والسويد" ستشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين علي إف-16 في أغسطس الجاري.

لكن من الواضح أن الخطط لا تزال تتشكل. وتخشي الدنمارك وهولندا الخوض في تفاصيل تتعلق بنطاق التدريب أو حجمه أو توقيته. إذ رفضت وزارة الدفاع الدنماركية التعليق علي المدة التي سيستغرقها البرنامج. أو الرد علي أسئلة حول التأخيرات المحتملة.

وتعمل الحكومة الهولندية مع رومانيا علي إنشاء مركز تدريب علي أراضيها. لكن المسئولين الأمريكيين قالوا إن ذلك سيستغرق وقتًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية اللفتنانت كولونيل مارك فان دي بيك. إن التحدي الرئيسي هو النقص في مدربي إف-16 في أوروبا.
هولندا. علي سبيل المثال. في طور الانتقال إلي طائرة إف-35 الأكثر تقدمًا. وحولت تركيز تدريبها بعيدًا عن طائرات إف-16.

وأضاف فان دي بيك: لتدريب طيار مقاتل. تحتاج أيضًا إلي طيارين مقاتلين.. وهذا مكلف وقدرة لا تمتلكها البلدان الصغيرة بعد الآن.. وشدد علي أن تدريب شخص ما علي التحليق بطائرة إف-16 في القتال مهمة معقدة يجب أن تستمر خطوة بخطوة.

جدل أوكراني أمريكي

ويتساءل المسئولون الأوكرانيون عن سبب عدم قيام الولايات المتحدة. مع مجموعة أكبر بكثير من المدربين. بإجراء التدريب في قاعدة لوك الجوية في أريزونا. حيث يتم تدريب أكثر من 400 طيار أمريكي علي قيادة طائرة إف-16 كل عام. ويستمر هذا البرنامج سبعة أشهر.

وتم تدريب الأوكرانيين علي تشغيل نظام الدفاع الجوي باتريوت الأمريكي الصنع في قاعدة عسكرية في أوكلاهوما. في وقت سابق من هذا العام.

وقال مسؤول أوكراني إن العدد القليل من الطيارين الأوكرانيين الذين يتم تدريبهم في وقت واحد يرجع إلي عدم وجود عدد كافي من المدربين المتاحين لمجموعة أكبر.

في غضون ذلك. يقول المسؤولون الأمريكيون إن أوكرانيا قدمت ثمانية طيارين فقط حتي الآن. وقال مسؤول أمريكي إن إدارة بايدن تلقت مؤخرًا قائمة بأسماء الطيارين.

وأضاف المسئول: أوكرانيا لديها عدد قليل فقط من الطيارين المستعدين لبدء التدريب ونحو 20 آخرين قالوا لنا إنهم بحاجة إلي بعض التدريب الإضافي علي اللغة الإنجليزية قبل أن يتمكن الطيارون من المضي قدمًا.

وهذه الأعداد الصغيرة أثارت تساؤلات في واشنطن. حول مدي استعداد كييف لإطلاق مثل هذا البرنامج الطموح في خضم معركة وجودية.

وفي حين قالت الإدارة الأمريكية إنها ستتحرك بسرعة للموافقة علي نقل الدول الشريكة للطائرات إلي أوكرانيا. بمجرد أن تكون هذه الصفقات جاهزة. كما هو مطلوب بموجب القانون الأمريكي. إلا أنها لم تشر إلي ما إذا كانت ستجري تدريبًا علي طائرات "إف- 16" علي الأراضي الأمريكية في وقت لاحق.

وأكد المسئول الأمريكي أن الدول الأوروبية -علي عكس العديد من المبادرات الأخري المتعلقة بالدعم الغربي لأوكرانيا- تأخذ زمام المبادرة في تدريب إف-16.

فالمملكة المتحدة. التي لا تستخدم طائرات إف16. تعتزم توفير تدريب أرضي وأولي علي الطيران للطيارين الأوكرانيين. مما يضع الأساس للتدريب الأكثر تخصصًا بقيادة الحكومتين الهولندية والدنماركية.

قال مسؤول بريطاني إن الحكومة البريطانية عرضت تدريب الطيارين الأوكرانيين علي طائرة تايفون. وهي مقاتلة ذات محركين يقودها سلاح الجو الملكي. لكن كييف اختارت المقاتلة إف-16.

ومثل الولايات المتحدة. تري الحكومة البريطانية طائرات إف-16. جزءًا من جهد طويل الأمد لتطوير القوة العسكرية لأوكرانيا.


 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق