هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"خبراء": استبداد الزوج بالقرار فساد.. والرسول كان يأخذ رأي زوجاته

د. أحمد علام: لا تقلل من قيمة الرجل داخل الأسرة

د. هدي عبدالعال: الرؤية المشتركة مهمة وما حدث يوم الحديبية أكبر دليل

د. وسام منير: عدم الاستبداد يمنع سوء التقدير في اتخاذ القرار

د. شيماء عراقي: التفاهم يعزز لغة الحوار ويبني الثقة بين الطرفين

انفراد الزوج بالرأي والقرار داخل الاسرة دون مراعاة لرأي زوجته يحيل الحياة بينهما إلي جحيم ويهدد استقرار الأسرة. ويفقد الزوجة ثقتها في نفسها ويشعرها بعدم أهمية رأيها داخل الاسرة حتي لو كان الأمر يتعلق بالحياة الزوجية.. الخبراء أكدوا أن استشارة الزوجة في كل أمور الحياة يعود بالنفع علي الزوجين والاسرة كلها. والرسول الكريم كان يأخذ رأي زوجاته أمهات المؤمنين ويعمل به وما حدث يوم الحديبية أكبر دليل.

 


الخبراء أكدوا أيضاً أن مشاورة الزوجة يمنحها الثقة بالنفس ويزيد من التفاهم بين الطرفين ويعزز لغة الحوار والانسجام بينهما. وقد يمنع رأي الزوجة الآثار السلبية المترتبة عن سوء تقدير الزوج في اتخاذ القرار وتجنيب الأسرة هذه الآثار.

زيادة التفاهم

د. أحمد علام "استشاري العلاقات الاجتماعية والأسرية" يقول أوصي النبي الكريم "صلي الله عليه وسلم" الأزواج بحسن معاملة زوجاتهم وأخذ مشورتهن في كل النواحي خاصة التي تخص الحياة الزوجية فالرسول الكريم كان يأخذ برأي زوجاته ويعمل به فقال الرسول الكريم "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". حيث إن مشورة الزوج لزوجته يوطد علاقة المحبة والمودة فيما بينهما ويجعلهما أكثر تقرباً واحتراماً لبعض فمشورة الزوج لزوجته واجبة عليه في كل نواحي حياتهم وخارج إطار الحياة الأسرية فهما شريكان في نفس الحياة ولا يجوز لطرف أن يبعد حياته عن الآخر وألا يكون للزوج أسرار خاصة به دون معرفة الزوجة بها فواجب عليه مشاورتها في كل شيء فهي الوحيدة التي يمكن أن يشاورها وليس غيرها إلا في أضيق الأمور فهذا لا يقلل من شأنه أو رجولته لأن البعض يعتقد أن هذا يقلل من قيمته داخل أسرته.

يضيف أن الزوج في صميم عمله يمكن ألا يأخذ بمشورة زوجته ولكن متاح في الأمور التي لا تؤثر علي حياتهما الزوجية فالتشاور بينهما يخلق التواصل المستمر والتفاهم ويزيد من روابط المحبة بينهم فقيمة التشاور كبيرة جداً ويجب أن نقوم بزرع قيمة المشاورة مع الأبناء ونزرع قيمة الحب بين الأم والأب فمن الضروري أن يكون هذا الأمر من النمط الطبيعي للحياة الزوجية فرأي الزوجة مهم فهي نصفه الآخر والعمود الثاني في الاسرة مع الرجل فلابد أن تكون هناك مشورة مستمرة دائمة بينهما فقد جعل الله تعالي الشوري لاستقامة الحياة وزيادة التفاهم والتراضي والوفاق المثمر بينهما.

يوم الحديبية

وتقول د. هدي عبدالعال العماوي "معالج نفسي إكلينكي": إن اتفاق الزوجين علي الرؤية المشتركة بينهما. وكذلك الاتفاق علي أساسيات الحياة الزوجية والنقاط العريضة التي قد تكون موضع خلاف. هي من أفضل الأمور في مواجهة الحياة. فهذه الرؤية المشتركة بين الزوجين تحقق مستوي عميقاً في التواصل بينهما. وفي علاقتهما أيضًا. ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الشوري. والمرأة شريكة الرجل في الحياة الزوجية. والبيت الزوجي يحتاج إلي رأي الطرفين ومشورتهما فلا يصح أن يستبد الرجل بالرأي في الأسرة بل عليه أن يستشير زوجته ويأخذ برأيها. لأن الشوري حق للمسلمين بصفة عامة حكاماً ومحكومين.. أفراداً وجماعات.. رجالاً ونساء.. أزواجاً وزوجات.. وهكذا. فقد قال الله تعالي "وشاورهم في الأمر".

أضافت: يكفينا للدلالة علي أهمية استشارة المرأة وأخذ رأيها ما فعله رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يوم الحديبية عندما لم يستجب الصحابة إلي الأمر بالتحلل من الإحرام وتوقفوا عن النحر والحلق فلما أخبر الرسول "صلي الله عليه وسلم" زوجته أم سلمة "رضي الله عنها" قالت: يا رسول الله لا تلمهم فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت علي نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم من غير فتح ثم قالت: يا نبي الله اخرج ثم لا تكلم أحداً كلمة حتي تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج وفعل ذلك فقاموا وجعل بعضهم يحلق بعضا.

وهكذا قرر الإسلام استشارة المرأة وأخذ رأيها خاصة في الأمور المنزلية وشئون الأسرة التي لها فيها دراية ولرأيها وزنه المهم فهي شريكة الرجل في الحياة الزوجية وفي المسئولية الأسرية المشتركة.

فريضة علي الاثنين

قالت :جعل الله - سبحانه وتعالي - الشوري سبيلا لاستقامة حياة الأسرة وسعادتها وذلك من خلال التفاهم والتراضي والوفاق المثمر بالخير الذي يتأسس علي التشاور وليس علي الاستبداد والاستسلام والإذعان في مجال العلاقات الإنسانية للأسرة المسلمة وقد أشار الله - سبحانه وتعالي- إلي ذلك كما في قوله تعالي: ¢وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَي الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسى إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةى بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودى لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَي الْوَارِثِ مِثْلُ ذلك . فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضي مِنْهُمَا وَتَشَاوُري فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا¢.. وقد جاء في تفسير ابن كثير في قوله تعالي: "فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما" أي فإن اتفق والدا الطفل علي فطامه قبل الحولين ورأيا في ذلك مصلحة له وتشاورا في ذلك وأجمعا عليه فلا جناح عليهما في ذلك. فيتبين من ذلك أن انفراد أحدهما بذلك دون الآخر لا يكفي. و لا يجوز لواحد منهما أن يستبد برأيه من غير مشورة الآخر وهذا فيه احتياط للطفل وإلزام للنظر في أمره و بالتشاور بين الزوجين. وهو من رحمة الله بعباده حيث جعل الله تعالي الشوري فريضة شرعية إلزامية علي الوالدين في تربية أبنائهما وإرشادهما بذلك إلي ما يصلحها ويصلحه. وقد جعل الله - تعالي - من هذه الآية المباركة نموذجا إرشاديا يقاس عليه أمر الشوري في محيط الأسرة.

أشارت إلي أنه مما يؤكد الشوري في حياة الأسرة قوله تعالي: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا".. فهذه الآية أيضا تدل دلالة قاطعة علي أهمية الشوري بين وكيلي الزوجين في مشكلات حياتهما الخاصة من أجل حل النزاع بينهما وراحة أسرتيهما. وهكذا يتبين لنا أن التشاور بين الزوجين مبدأ إسلامي أصيل هدفه الوصول إلي الرضا النفسي والشعور بالاستقرار والمعايشة الوجدانية وتقارب الأفكار. وصولاً إلي ترسيخ مفهوم الشوري عند الأبناء.

يهدد استقرار الأسرة

د. وسام منير "خبيرة الاستشارات النفسية والتربوية" تقول: من الأخطاء التي تقع في الحياة الزوجية. ويهدد استقرارها وطمأنينتها. التعصب وتحكيم الرأي المستمر حيث يستبد أحد الطرفين برأيه. ولا يقبل أي مناقشة فيه. ويطلب تنفيذه حتي ولو كان خطأً. ولا محل هنا لإقناعه بأن يعود عن رأيه ولو حاول الطرف الآخر أن يناقشه في ذلك سوف يشب الخلاف الشديد بينهما. وينتهي الأمر إلي الإصرار علي الرأي. وللشوري مكانتها السامية في القرآن الكريم. وكذلك في السُّنة النبوية المطهرة. فقد أوجبها الله تعالي كفريضة شرعية لازمة لاستقامة واستدامة العمل الجماعي المبارك في المجتمع المسلم الكبير. المتمثل في الأمة بصفة عامة. وفي المجتمع المسلم الصغير. المتمثل في الأسرة بصفة خاصة.

أضافت أن استبداد الزوج أو الزوجة بالرأي. والإصرار علي أن يخضع الطرف الآخر لهذا الرأي دون مناقشة أو مجادلة. حتي ولو كان خطأً. فإن هذا يجعل الحياة جحيمًا. ويجعلها نارًا علي الأرض. ويزيد من التباعد بين الطرفين. ويقتل عروق المحبة بينهما. فان استشارة الزوجة تكريم لها. وتقوية لروابط الأسرة. وتخفيف للآثار المترتبة علي سوء التقدير في اتخاذ القرار. وان مشورة الزوج لزوجتة من أجمل لمسات الحياة. ويزيد من الود والألفة والحب والحنان والرحمة بينهما ويساعد علي استقرار الاسرة وعلي اكتمال الحياه وتوطيدها. لذلك لابد من أن نحرص دائما وأبداً علي التشاور والمشاركة وأخذ الرأي بين الطرفين من أجل حياة زوجية سعيدة مستقرة .

فقد الثقة

وتقول د. شيماء عراقي "استشاري ارشاد اسري وتعديل سلوك": إن مشاورة الزوج لزوجته في أمور الحياة أمر مهم. وهناك بعض الازواج  يرفضون أخذ رأي الزوجة مما يؤدي إلي فقدان الثقة بين الزوجين. ويفقد الزوجة ثقتها في نفسها وتشعر بعدم الأمان وبأن رأيها في الاسرة ليس مهما ومن الضروري مشاورة الزوج لزوجته وعدم اخفاء أي شئ يتعلق بالحياة الزوجية فبعض الازواج يخفون عن زوجاتهم بعض الجوانب المادية سواء ما يتعلق بزيادة حدثت في مرتبه أو حصوله علي ميراث من أحد أقاربه أو يخفي نفقاته عنها وتعاقداته في مجال الأعمال مما يجعل الحياة بينهما مبهمة ومهددة مما يضر الحياة الزوجية.

أضافت أنه في حالة وفاة الزوج تصبح الزوجة تحت ضغط كبير بأنها تجهل أي شيء عن زوجها وثروته ومادياته. ومن الأفضل ان تشارك الزوجة زوجها فيما يتعلق بالجوانب المادية وهي ضرورية في بناء الثقة بين الزوجين. كما أن الزوجة شريكة اساسية في الحياة الزوجية وأخذ رأي الزوجة مفيد للزوج ويوضح له بعض الجوانب التي قد لا يكون لمسها. والمشاركة في الرأي يحدث انسجاما كبيراً بين الزوجين. ويعزز التفاهم وتقريب وجهات النظر والتفاهم والمشاركة في كل التفاصيل.

حافز نفسي

أضافت أن شعور الزوجة بأنها محور اهتمام زوجها وأن رأيها يمثل له أهمية يعزز العلاقة بينهما ويجعل الزوجة لديها حافز نفسي لمواكبة كل ما يدور في حياة الزوج. مما ينعكس علي التوافق بينهما ويخفف الزوج عن نفسه عبء عدم الافصاح عن كل اموره مع زوجته وشعوره بعدم الراحة النفسية. وعندما تعلم ما خفي عنها أدي إلي مشكلات بينهما. فالصراحة والمكاشفة بين الزوجين تؤدي إلي التوافق والتواصل الجيد بين الزوجين.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق