هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خريجي الأزهر يؤدون خطبة الجمعة بمساجد محافظة المنيا

أعضاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا يؤدون خطبة الجمعة بمساجد محافظة المنيا حيث أدى كل من فضيلة أ.د داود لطفي حافظ_ بمسجد التنعيم بملوي ، فضيلة الشيخ مؤمن أمين علي _ بالمسجد الكبير بنزلة البدرمان، فضيلة الشيخ معدن فتحي علي _ بمسجد ابراهيم الدسوقي_ قرية المطاهرة أبو قرقاص، فضيلة د. محمد عبدالمطلب _ المسجد الكبير بقرية أبوعزيز _ مركز مطاي، الشيخ نصر الدين _ بمسجد أبو ضيف بملوي:
 


وذلك بمتابعة وتنسيق اعلامي احمد نوح الأمين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا وذلك بعنوان 
       [  الحَمْــدُ في القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ المطهرةِ  ]

حيث قالوا

#أولاً: افتتاحُ كتابِ اللهِ تعالَى بالحمدِ دليلٌ على عظمتِه:

كتابُ اللهِ تعالى، هو العطاءُ الذي لا ينفدُ، والنعيمُ الذي لا يزولُ، وفضلُ اللهِ الذي لا ينقطعُ عن الخلقِ، فهو خيرُ كتابٍ أنزلَ على خيرِ نبيٍّ أُرسلَ لخيرِ أُمةٍ أخرجتْ للناسِ، وهو الضياءُ والنورُ، والفسحةُ والسرورُ، والشفاءُ لِمَا في الصدورِ، وافتتاحُ اللهِ تعالى كتابَهُ  بالحمدِ يشعرُ بعظمةِ قدرِهِ، وعلوِّ شأنِهِ، قالَ تعالَى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [ الفاتحة، 2 ].

والحمدُ: هو الثناءُ الجميلُ على الجليلِ، بمَا أجزلَ مِن العطاءِ على البشريةِ جمعاء، وهو ثناءٌ تفردَ بهِ الخالقُ دونَ الخلقِ. فأثنَى سبحانَهُ بالحمدِ على نفسِه، وافتتحَ كتابَهُ بالحمدِ، ولم يأذنْ في ذلك لغيرِهِ، فهو أهلُ الثناءِ والمجدِ، ويستقبحُ مِن المخلوقِ الذي لم يُعطَ الكمالَ أنْ يحمدَ نفسَهُ بمَا يُحمدُ بهِ صاحبُ الجلالِ والكمالِ. ولَمّا علمَ سبحانَهُ وتعالى عجزَ عبادِهِ عن الحمدِ، حمدَ نفسَهُ بنفسِهِ، قبلَ أنْ يحمدَهُ أحدٌ مِن خلقِه، وأثنَى على نفسِهِ بنفسِهِ قبلَ أنْ يثنِي عليهِ أحدٌ، فحَمْدُ اللهِ تعالَى لنفسِه لم يكنْ مِن أجلِ علةٍ، وحَمْدُ العبادِ مليءٌ بالعللِ. [ تفسير القرطبي ].

      وللعلماءِ كلامٌ في معنَى الحمدِ والشكرِ، فمنهُم مَن قالَ: معناهمَا واحدٌ. ومنهم مَن قالَ: أنَّ الشكرَ أعمُّ مِن الحمدِ؛ لأنَّ الشكرَ يكونُ باللسانِ وبالجوارحِ وبالقلبِ، والحمدُ إنَّمَا يكونُ باللسانِ خاصةً. ومنهم مَن قال: الحمدُ أعمُّ مِن الشكرِ، لأنَّ الحمدَ يوضعُ موضعَ الشكرِ، ولا يوضعُ الشكرُ موضعَ الحمدِ. قالَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضي الله عنه: « الحمدُ للهِ كلمةُ كلِّ شاكرٍ». وعبّرَ بها الأنبياءُ والمرسلون عن الاعترافِ بالجميلِ لربِّ العالمين، وهي أولُ كلمةٍ نطقَ بهَا آدمُ عليه السلامُ، فعند الترمذِي وابنِ حبانٍ وغيرِهِمَا، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ: « لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ يَا آدَمُ … ».

ونطقَ بالحمدِ إبراهيمُ ـــ عليه السلامُ ـــ عندمَا بُشِّرَ بالغلامِ، قال اللهُ تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ ﴾. [ إبراهيم، 39 ].

وداودُ وسليمانُ عندمَا علمَا باصطفاءِ وتفضيلِ اللهُ لهمَا، قالَ تعالَى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾. [ النمل، 15 ].

وأهلُ الجنةِ نطقُوا بها، عندما أسكنَهُم ربُّنَا دارَ النعيمِ، ونجّاهُم بفضلِه مِن عذابِ الجحيمِ، قالَ تعالَى: ﴿ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾. [ فاطر، 34 ].  فالحمدُ كلمةُ كلِّ شاكرٍ. وهو ثناءٌ على الممدوحِ بصفاتِه مِن غيرِ سبقِ إحسانٍ، والشكرُ ثناءٌ على المشكورِ بمَا أولَى مِن الإحسانِ، قال شقيقُ البلخِي في تفسيرِها: الحمدُ على ثلاثةِ أوجهٍ: أولُهَا: إذا أعطاكَ اللهُ شيئًا تعرفُ مَن أعطاكَ. والثانِي: أنْ ترضَى بمَا أعطاكَ. والثالثُ: ما دامتْ قوتُهُ في جسدِكَ ألا تعصِيه. [ تفسير القرطبي ].

#ثانيـًا: الحمدُ مِن الواجباتِ الشرعيةِ التي لا اختيارَ فيها للعبدِ:

مِن كمالِ الفضائلِ وجوامعِ النعمِ التي أتمَّهَا اللهُ تعالَى على خلقِه أنَّهُ لم يكلفْهُم بأنْ يُؤدُّوا لهَ مقابلَ هذه النعمِ، إذ لو كلفَهُم بذلك لعجزُوا، ولمنعَهَا عنهم حتى يُؤدُّوا لحُرمُوا، لكن فضلُهُ على الخلقِ أعظمُ مِن أنْ يُنسَى ونعمُهُ أكثرُ مِن أنْ تُعدّ وتحصَى، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. [ النحل، 18].

أي: أنَّ نعمَ اللهِ تعالى مِن الكثرةِ ما تجعلُ البشرَ يعجزونَ عن عدِّهَا وحصرِهَا، ولا يطيقُون شكرَهَا، ومع ذلك فهو سبحانَهُ غفورٌ رحيمٌ، يتجاوزُ عن تقصيرِهِم في أداءِ الشكرِ، ولا يقطعُ عنهم النعمَ للتفريطِ، ولا يعجلُ بالعقوبةِ على كفرانِ هذه النعمِ والعطايَا. [ تفسير الزمخشري ].

ومِن تمامِ النعمِ، وكمالِ الفضائلِ، أنَّه جعلَ للشكرِ على النعمِ ميزتَان، الأولى: أنَّ العبدَ بالشكرِ والثناءِ يُؤدِّي واجبَهُ تجاهَ النعمِ، ويضمنُ بقاءَهَا. والثاني: أنّهُ يستجلبُ بالشكرِ والثناءِ المزيدَ مِن المنحِ والعطايَا، قالَ تعالَى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾. [ النحل، 18].

فالنعمُ التي تتدفقُ على العبدِ تستوجبُ الشكرَ، والحمدُ كلمةُ كلِّ شاكرٍ، ومِن النعمِ التي أبرزَهَا رسولُ اللهِ ﷺ ، ووجَّهَ أمتَهُ إلى أداءِ شكرِهَا، هي نعمةُ انقيادِ الجسمِ لصاحبِهِ، وانسيابِ حركتِهِ، وطواعيتِهِ له وهو لا يعلمُ مصدرَ الإمدادِ والحركةِ، ففي الصحيحين مِن حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: « كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ ». قَالَ: « تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ».

#ثالثـًا: مِن فضائلِ الحمدِ والثناءِ جلبُ المزيدِ مِن العطاءِ:

للحمدِ والمداومةِ عليهِ العديدُ مِن الفضائلِ، مِن أجلِّهَا، أنّهُ يورثُ رضى اللهِ تعالى عن العبدِ، ويجنبُهُ الحرمانَ مِن النعمةِ، ومِن واجبِنَا أنْ نقدمَ الحمدَ والثناءَ لمَن أحسنَ إلينَا، ومتى اعترفَ العبدُ بالفضلِ لربِّ العالمين استوجبَ الرضَا، والرضَا هو أنْ يأمنَ العبدُ العقابَ، ويضاعفَ لهُ الثواب، وتُفتحُ له كلُّ الأبوابِ، فعندَ مسلمٍ مِن حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضى اللهُ عنه  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: « إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ».

فالحمدُ مِن العلاماتِ البارزةِ في شريعةِ الإسلامِ، ومِن الكلماتِ التي يجزلُ عليها العطاءُ، ويضاعفُ لها الجزاءُ، فقد افتتحَ بهَا ربُّنَا كتابَه بالحمدِ، وأثنَى بها على نفسِه، وأولُ كلمةٍ نطقَ بها أبو البشريةِ آدمُ عليه السلامُ، فأكثرُوا عبادَ اللهِ مِن الحمدِ والثناءِ، واعلمُوا أنّ اللهَ يذكرُ مَن ذكرَهُ، ويحفظُ النعمةَ ويُعطِي الكثيرَ لِمَن شكرَهُ، فاشغِلُوا أوقاتَكُم وألسنتَكُم بحمدِ ربِّكُم لتنالُوا ما عندَ اللهِ تعالى، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقَى.

#اللهُمَّ_أعنَّا_على_ذكرِكَ_وشكرِكَ_وحسنِ_عبادتِكَ، اللهُمَّ اجعلنَا مِن عبادِكَ الحامدين الشاكرين، لنعمِكَ مستحقين، ولجنتِكَ داخلين، وعن نارِكَ مزحزحين .. #اللهم_آمين.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق