خبراء: الثورة الصناعية والنشاط السلبي علي مدار قرون.. ساهم في وجود ظواهر مناخية خطيرة
أوقفوا مجازر الغابات وانشروا المساحات الخضراء.. للحفاظ علي حق الأجيال القادمة في الحياة
العلماء يحذرون: الحرارة قد تتجاوز 50 درجة صيفاً وتهبط الي تحت الصفر في الشتاء
يشهد العالم ارتفاعاً سريعاً وغير مسبوق في درجات الحرارة نتيجة الأنشطة المختلفة والتغيرات المناخية حيث تجني البشرية الآن حصاد ما فعلته من تدمير ممنهج للبيئة علي مدار عقود أو حتي قرون.
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت من أن ارتفاع درجة الحرارة سيشتد كل عام و ستستمر درجة حرارة الأرض في الارتفاع حتي منتصف القرن الحالي علي الأقل وهو ما يعد التحدي الأكبر للبشرية.
الجمهورية اونلاين تفتح ملف تغير المناخ مع الخبراء والمتخصصين ليضعوا لنا خارطة طريق لمواجهة تلك المرحلة الفاصلة من تاريخ البشرية..
أكدوا علي ضرورة ترشيد الاستهلاك وتوعية المواطنين بخطورة الموقف بعد أن ساهمت الثورة الصناعية والنشاط السلبي علي مدار قرون في وجود ظواهر مناخية خطيرة.
طالبوا بوقف مجازر الغابات ونشر المساحات الخضراء للحفاظ علي حق الأجيال القادمة في الحياة. محذرين من أن الحرارة ستتجاوز 50 درجة صيفاً وتهبط الي تحت الصفر في الشتاء. كما أن ظهور الأنهار الجافة بأوروبا وتناقص إنتاج الغذاء سيؤدي إلي ظهور مجاعات.
قالوا ان التغيرات المناخية تعد الآن من أخطر المشكلات والتحديات العاجلة والخطورة الحقيقية أن آثار التغيرات المناخية ستستمر معنا لعقود قادمة حتي لو توقفت مسبباتها!!
طالبوا كل الدول خاصة الصناعية بتوصيات السيطرة علي الطقس المتطرف وعدم الإكتفاء بالمؤتمرات والعمل الجماعي للحد من أسباب حدوث التغيرات المناخية مع ضرورة الترشيد في استهلاك الموارد الطبيعية كالمياه والطاقة وزراعة أسطح المنازل والتوسع في الأحزمة الخضراء حول المدن والإكثار من زراعة أشجار الظل في الشوارع فهذا هو السبيل لانقاذ الكرة الأرضية من مصير مجهول.
د. عطية سليم أستاذ الجغرافيا بجامعة قناة السويس: مطلوب زراعة أسطح المنازل والتوسع في الأحزمة الخضراء حول المدن والإكثار من زراعة أشجار الظل بالشوارع
قال د. عطية سليم أستاذ الجغرافيا بجامعة قناة السويس ان إعلان منظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ارتفاع درجة الحرارة سوف يشتد كل عام وذلك بسبب التغيرات المناخية التي أصابت مناطق العالم أجمع في منتهي الخطورة والأهمية مشيراً الي أن الأمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنشاط السلبي للعنصر البشري منذ نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي والذي ساهم في وجود ظواهر مناخية مستحدثة مما إنعكس بالسلب علي سكان البسيطة.
أضاف: من الأسباب الرئيسة التي ساهمت في ذلك وجود مادة الكلور فور كربون وثان أكسيد النيتروز نتيجة إزالة الغابات والمساحات الخضراء والتوسع في التصنيع والذي ساهمت مخلفاته بوجود ثقب الأوزون بالقطب الجنوبي مما ساهم في دخول الأشعة فوق البنفسجية التي أدت وصول درجات الحرارة إلي معدلات غير مسبوقة.
أشار إلي أن الكثير من دول العالم عملت علي عقد مؤتمرات للمناخ و كان آخرها COP27 بشرم الشيخ وأكدت علي ضرورة الحد أسباب حدوث التغيرات المناخية مع تقديم الدعم المادي من الدول الغنية للدول الفقيرة المتضررة من هذه التغيرات والتي أدت إلي وجود ظواهر مناخية مستدثة مثل ظاهرة النينيو وهي ظاهرة مناخية تحدث في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي وتحدث نتيجة ارتفاع حرارة سطح المياة عن معدلها الطبيعي في معظم مناطق العالم وايضا يوجد ظاهرة النينيا والتي تحدث نتيجة انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها في المحيط الهادي وهاتان الظاهرتان تؤديان إلي وجود إضطرابات قوية في حالة المناخ بمعظم مناطق العالم حيث يساهم الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة في ظهور الأنهار الجافة بأوروبا وتناقص إنتاج الغذاء مما سيؤدي إلي ظهور مجاعات.
أوضح أن الكثير من العلماء يرون أن درجة الحرارة صيفا خلال فترة وجيزة ستفوق 50 درجة مئوية بينما ستنخفض في فصل الشتاء إلي درجة الصفر المئوي وذلك في عدة مناطق من العالم لم تكن معتادة علي ذلك. ومن الضروري السعي الدءوب نحو التوسع في الأحزمة الخضراء حول المدن والإكثار من زراعة أشجار الظل في الشوارع الرئيسة بالمدن وتزويد مواقف السيارات بالمدن بمظلات للوقاية من حرارة الشمس وإلزام المصانع بتركيب مرشحات علي مداخنها وضرورة تجنب المواجهة المباشرة لقرص الشمس في فترة الظهيرة وترشيد استخدام الكهرباء لخفض درجات الحرارة وزراعة أسطح المنازل والتوسع في وجود المتنزهات الخضراء داخل المدن.
طالب الإعلام بالمساهمة في التوعية بخطر ارتفاع درجات الحرارة من خلال تبني حملة الوقاية خير من العلاج بالإضافة الي ترشيد استخدام أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية تجنباً لحدوث حرائق وايضا ضرورة التوسع في زيادة عدد وسائل النقل لتخفيف حدة الازدحام خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة الإكثار من شرب الماء يوميا خلال فترة الصيف بمعدل خمسة لترات يوميا ضرورة توفير مضادات حيوية بالمستشفيات لمواجهة ضربات الشمس.
د. وليد عباس أستاذ المناخ بجامعة عين شمس: التحدي الأكبر للبشرية
أوضح د. وليد عباس عبد الراضي أستاذ المناخ وتطبيقات الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس أن التغيرات المناخية أخطر المشكلات والتحديات التي تواجه البيئة العالمية منذ عقود وحتي وقتنا الحالي ويعود ذلك في الأساس إلي اتساع نطاق تأثير هذه المشكلة مكانيا وقطاعيا فهي تؤثر في كوكب الأرض كله بما يضمه من نظم بيئية متعددة ومجموعات بشرية متنوعة وقطاعات اقتصادية متباينة ولكن تشترك جميعها في أنها خاضعة بشكل كبير للتداعيات الخطيرة الناجمة عن هذه التغيرات المناخية.
أشار الي خطورة التغيرات المناخية تأتي من كونها مستمرة معنا لعقود عدة قادمة حتي لو توقفت مسببات حدوث هذا التغير في التو لأن غازات الصوبة المسئولة عن حدوث هذه التغيرات انتقلت بالفعل من الأنشطة البشرية إلي الغلاف الجوي وسوف يستمر وجودها وبالتالي تأثيرها لفترات تتوقف علي عمر هذه الغازات والذي يصل إلي 200 عام في حالة غاز ثاني أكسيد الكربون 120 عاما في حالة غاز أكسيد النيتروز 102 عام في حالة مركبات الكلوروفلوروكربون.
أضاف: تتمحور مشكلة التغيرات المناخية في الأساس حول قضية الاحترار العالمي Global Warming في إشارة إلي زيادة معدلات درجة الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية علي وجه الخصوص حيث تطورت الأنشطة الصناعية وتضخمت بشكل كبير وأصبحت مستهلكا شرها للوقود الحفري الملوث للبيئة مما جعلها مصدرا مهما لغازات الصوبة Greenhouse Gases التي زاد تركيزها في الغلاف الجوي بما لها من قدرة علي حجز الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض ومنعها من التسرب إلي الفضاء.
والحقيقة أن الاحترار العالمي لا يعني فقط زيادة معدلات درجة الحرارة العالمية بل يتضمن أيضا مؤشرات خطيرة أخري أهمها زيادة التطرف الحراري Temperature Extremes بوجه عام وموجات الحر Heatwaves علي وجه الخصوص والتي تتعرض لها الأقاليم المختلفة للكرة الأرضية فأصبحت درجات الحرارة المرتفعة بشكل قياسي غير معتاد أكثر شدة وقوة عن ذي قبل كما أصبحت الأرض تتعرض لها بشكل أكثر تكرارية وعلي مدار فترة أطول من العام لذا لم يعد هناك مفرا من البحث عن أساليب وخيارات يمكن من خلالها مواجهة مشكلة الاحترار العالمي وما يرتبط بها من زيادة التطرف الحراري قوة وتكرارا ومدة.
أوضح أن التشجير ونشر النظم الخضراء يعد أحد أهم الأساليب الناجحة في هذا الشأن سواء تم نشر المساحات الخضراء بأشكالها التقليدية مثل المتنزهات والحدائق المركزية الكبري ونشر الأشجار علي طول الطرق والشوارع أو تبنت الحكومات نشر النظم الخضراء غير التقليدية مثل الحدائق المقامة علي أسطح المباني Rooftop Greenery وواجهاتها Vertical Gardens وتساهم النباتات في تحسين البيئة بوجه عام وخفض التلوث كما تقوم بخفض درجة الحرارة من خلال توفير الظل علي مساحات أرضية واسعة خلال أوقات طويلة من اليوم كما تقوم بتلطيف درجة الحرارة من خلال استهلاك الطاقة الحرارية في عملية النتح وتشير الدراسات إلي أن درجة الحرارة داخل المساحات الخضراء يمكن أن تقل عن المناطق المبنية المجاورة لها بنحو درجتين خلال النهار وأربع درجات ليلا يوجد ايضا اساليب اخري أيضا ما يطلق عليه المواد الباردة Cool Materials حيث تشير الدراسات إلي ضرورة استخدام مواد اعدت خصيصا لحماية الشوارع والمساحات المكشوفة لأشعة الشمس وطلاء أسطح وواجهات المباني المعرضة للشمس لفترة طويلة هذه المواد تتسم بمكونات كيمائية وألوان فاتحة اللون لها القدرة علي عكس جزء كبير من الإشعاع الشمسي وبالتالي خفض درجة الحرارة المحيطة بالمكان و استخدام هذه المواد في تعبيد الطرق يمكن أن يقلل درجة الحرارة في الشوارع بما يصل إلي 5.8.
قال ان هناك خيارات أخري لتقليل درجة الحرارة داخل الامتدادات العمرانية الجديدة أو في المدن المزمع إقامتها ويأتي في مقدمتها تبني سياسات عمرانية لتخطيط وتصميم المدن تأخذ الاعتبارات المناخية في الحسبان بحيث تجعل هناك نظام تهوية طبيعية فعال في المناطق المبنية يساهم في تشتيت الطاقة الحرارية باستمرار ولا يسمح بوجود تراكمات حرارية ومن هذه الاعتبارات مد شبكة الطرق والشوارع بشكل مواز لاتجاهات الرياح السائدة مع إقامة المنشآت والمباني علي جانبي الشوارع بارتفاعات واتساع تسمح بتوفير نسبة ظل كبيرة وتهوية فعالة وتشتيت سريع للطاقة الحرارية ويذكر هنا أن ارتفاعات المباني يجب أن تكون ضعف اتساع الشارع بشكل نموذجي مضيفا أن أساليب المواجهة السابقة سواء كانت طرق لتخفيف Mitigation الاحترار والتطرف الحراري أو خيارات للتكيف معها علي المدي القصير Adaptation أو الطويل Adjustment فإنها لا تساهم في تلطيف البيئة الحرارية وتحسين ظروف المكان فقط ولكن لتطبيقها علي أرض الواقع أبعاد اقتصادية واجتماعية كبيرة حيث تؤدي إلي تقليل الإجهاد الحراري الواقع علي السكان وبالتالي خفض الطلب علي الطاقة لأغراض التبريد خلال الشهور الحارة وبالتالي خفض الإنفاق الفردي والحكومي علي الوقود المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء كما تساهم هذه الحلول في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة وكذلك مواجهة حالات الوفاة التي يمكن أن تحدث أثناء حالات الإجهاد الحراري الشديد خاصة بين كبار السن ومن الفوائد الاقتصادية لتطبيق هذه الأساليب أيضا تحسين بيئة العمل كالمصانع بخفض درجة حرارتها وبالتالي زيادة الإنتاجية نتيجة رفع قدرة العمال علي الإنتاج في ظل ظروف جوية أكثر ملائمة للعمل.
د. رفيق الدياسطي رئيس قسم الجغرافيا بجامعة حلوان: العالم يعاني من ظاهرة النينو
قال د. رفيق الدياسطي رئيس قسم الجغرافيا بجامعة حلوان أن البلاد تتاأثر بظاهرة النينو وهي النمط المناخي الطبيعي المرتبط بارتفاع درجات الحرارة علي سطح المحيط الأطلنطي خاصة في شرق ووسط المحيط ما يؤدي إلي تغييرات في الرياح ودرجات الحرارة مؤكدا جميع تلك العوامل أدت إلي تلك الموجة الحارة العنيفة ظاهرة النينو مصطلح جديدة يتردد علي مسامع العديد من البشر بعد ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي لأول مرة في التاريخ وتشهد عدد كبير من البلدان حول العالم من ضمنها مصر موجة شديدة الحرارة الناتجة عن ظاهرة طبيعية تسمي ظاهرة النينو التي قد أعلنت منظمة الأمم المتحدة أنها السبب وراء موجات الحر التي يشهدها العالم كما نتج عنها ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في العالم إلي مستوي قياسي.
أضاف أننا نلاحظ تأثير ظاهرة النينيو في مصر من خلال التغيير في بعض الأنماط المعتادة كارتفاعات طفيفة في درجات الحرارة أعلي من المعدلات الطبيعية وزيادة في كميات الأمطار علي جنوب البلاد وسلاسل جبال البحر الأحمر نتيجة ارتفاع الحزام المداري مع زيادة في تشكل وتكون السيول في فصل الخريف وتأثيرها أكبر علي الدول القريبة من المحيط.
أوضح أنها ظاهرة طبيعية تؤثر علي النظام المناخي في جميع أنحاء العالم حيث تحدث في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي وترفع من درجة حرارة سطح المياه التي تعمل علي رفع متوسط درجة الحرارة العالمي.
أضاف الحلول المقترحة للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحرارة يمكن للجميع المساعدة فيها بالحد من تغير المناخ الناجم عن الاحتباس الحراري وبالتالي المحافظة علي البيئة وذلك باتباع بعض الإجراءات التي تساعد في معالجة الأزمة ومنها توفير الطاقة في المنازل والمكاتب وتقليل استخدام الطاقة عبر التحكم بدرجة التدفئة والتبريد أو التحول إلي مصابيح الليد والأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة يساهم بخفض انبعاثات الغازات الضارة الناجمة عن احتراق الفحم والنفط والغاز الطبيعي المستخدمة في إنتاج الطاقة الكهربائية والحد من استخدام وسائل النقل العام بالمشي علي القدمين أو ركوب الدراجات بدلاً من ركوب السيارات وهو ما يقلل من انبعاثات الغازات.
وعند الحديث عن المسافات الطويلة فإن استخدام وسائل النقل العام كالقطار أو الحافلة بدلا من استخدام السيارات الفردية سيقلل من حجم تلوث الهواء الناتج من عوادم السيارات بالإضافة إلي الحد من الرحلات الجوية حيث تحرق الطائرات كميات كبيرة من الوقود الأحفوري مما ينتج عنه انبعاثات كبيرة من غازات الدفيئة لذلك فإن التقليل من الرحلات الجوية يعد من أسرع الطرق لتقليل تأثير البشر علي البيئة بالإضافة إلي زيادة المساحة المأهولة بالسكان من مصر وإعادة توزيع السكاني بالتساوي لخفض الكثافة السكانية من خلال إنشاء مدن جديدة متمتعة بالبنية التحتية والمرافق الشاملة والطاقة المتجددة.
د. عبد العزيز عبداللطيف أستاذ المناخ بجامعة عين شمس: تركيز غازات الدفيئة وصل إلي أعلي المستويات منذ مليوني سنة
أكد د. عبدالعزيز عبداللطيف استاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة عين شمس أن العالم يشهد ارتفاعا سريعا وغير مسبوق في درجات الحرارة نتيجة الأنشطة البشرية وفي مقدمتها حرق الوقود الأحفوري وبحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة ستستمر درجة حرارة سطح الأرض في الارتفاع حتي منتصف القرن الحالي علي الأقل وسوف يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية ما لم يخفض العالم انبعاثات غازات الدفيئة في العقود المقبلة بشكل حاد ما سيجعل العواقب المناخية أكثر شدة مما يؤدي إلي حيث رفع سقف الطموحات لوضع الخطط الملزمة الكفيلة بحماية كوكب الأرض ووقف الاحترار.
أضاف: يمكن أن يؤدي تفريغ الأراضي والغابات إضافة إلي الطاقة والصناعة والزراعة والتخلص من النفايات إلي إطلاق ثاني أكسيد الكربون كما أن مدافن القمامة تعد مصدرا آخر لانبعاثه ووصلت تركيزات غازات الدفيئة إلي أعلي مستوياتها منذ مليوني سنة وهي مستمرة في الارتفاع ونتيجة لذلك زادت درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في القرن التاسع عشر وكان العقد الماضي هو الأكثر دفئا علي الإطلاق فما الذي سيحدث للعالم إن تجاوز الاحترار 1.5 درجة مئوية.
أشار إلي أن تغير المناخ يؤثر بطرق متنوعة علي الصحة والقدرة علي زراعة الغذاء والسكن والسلامة والعمل والبعض أكثر عرضة بالفعل لتأثيرات المناخ مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة النامية. وقد تطورت بعض الظروف مثل ارتفاع مستوي سطح البحر وتسرب المياه المالحة إلي حد اضطرت معه مجتمعات بأكملها إلي الانتقال ومن المتوقع في المستقبل أن يرتفع عدد لاجئي المناخ ولأن كوكب الأرض عبارة عن نظام متكامل وكل الأمور مرتبطة ببعضها حيث تؤثر التغييرات في منطقة واحدة علي التغييرات في جميع المناطق الأخري.
أضاف: في كل عام يتم تدمير ما يقرب من 12 مليون هكتار من الغابات وتعد إزالة الغابات إلي جانب الزراعة والتغيرات الأخري في استخدام الأراضي مسؤولة عما يقرب من 25 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية يمكننا جميعا أن نلعب دورا في عكس هذا الاتجاه من خلال زراعة الأشجار إما بشكل فردي أو كجزء من مجموعة علي سبيل المثال تسمح مبادرة ازرعوا من أجل كوكب الأرض للناس برعاية غرس الأشجار في جميع أنحاء العالم راجعوا دليل برنامج الأمم المتحدة للبيئة هذا لمعرفة ما يمكنكم القيام به أيضا كجزء من عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي وهو حملة عالمية لوقف تدهور الأراضي والمحيطات وحماية التنوع البيولوجي وإعادة بناء النظم البيئية
قال: لابد من ارتداء ملابس مصاحبة للبيئة حيث تمثل صناعة الأزياء ما بين 8 إلي 10 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين وقد خلقت الموضة السريعة ثقافة التخلص من الملابس التي ينتهي بها الحال سريعا إلي النفايات لكن يمكننا تغيير هذا النمط من السلوك من خلال شراء عدد أقل من الملابس الجديدة وارتدائها لفترة أطول ابحثوا عن المنتجات المستدامة واستعينوا بخدمات التأجير للمناسبات الخاصة بدلا من شراء ملابس جديدة سيتم ارتداؤها لمرة واحدة فقط قوموا بإعادة تدوير الملابس التي تحبونها وإصلاحها عند الضرورة.
د. وحيد سعودي خبير الأرصاد الجوية : ترشيد الاستهلاك وتوعية المواطنين جزء من خطة المواجهة
قال د. وحيد سعودي خبير الأرصاد والتحاليل الجوية إننا تحت تأثير موجة شديدة الحرارة تؤثر علي بلدان العالم خاصة النصف الشمالي من الكرة الأرضية والقبة الحرارية من أسباب الموجة الحارة لكنها ليست السبب الرئيسي حيث أن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض عامل لزيادة نسبة الرطوبة في الجو التي بدورها تجعل السكان يشعرون كأن درجة الحرارة أعلي بـ7?10 درجات من الدرجات الفعلية.
أوضح أن الاختلاف في درجات الحرارة حتي بين دول المنطقة الواحدة ناتج عن التوزيع الضغطي بطبقات الجو العليا أو علي سطح الأرض ومصادر الكتل الهوائية المصاحبة لهذه التوزيعات خاصة منطقة الشرق الأوسط وحتي وسط وجنوب أوروبا علي وذلك تحت تأثير ما يسمي امتداد المنخفض الهندي الذي يجلب معه رياح قادمة من الهند مرورا بشبه الجزيرة العربية .
أضاف: لابد من كل الدول خاصة الصناعية بالالتزام بالتوصيات بالسيطرة علي الطقس المتطرف عن طريق التحكم في نسبة الملوثات بالغلاف الجوي وعلي رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان والكبريتات وغازات الدفيئة ولكن هذا لن يحدث بسهولة لأن الدول الصناعية كالولايات المتحدة والصين وروسيا ودول أوروبية أخري حتي الآن لم تلتزم بالتوصيات الدولية بخصوص المناخ مضيفا يجب وضع خطة طوارئ في المدن والمحافظات التي تتأثر بالسلب من التقلبات المناخية مثل "ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة وزيادة تآكل الشواطئ والعواصف الرملية" وعمل المزيد من الدراسات لمعرفة الظواهر غير الطبيعية
أضاف: لابد من الترشيد في استهلاك الموارد الطبيعية ومنها المياه والطاقة وتوعية المواطنين ودمجهم في خطة مواجهة التغيرات المناخية لأن الاستهلاك الكبير للموارد الطبيعية يزيد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وترشيد إنتاج الطاقة بحرق الوقود الأحفوري الذي يزيد الكربون ويتطلب هذا تحسين آلية بناء المساكن وضمان التهوية والإنارة الطبيعية لها قدر الإمكان وتشجيع استخدام وسائل النقل العام بدلا من وسائل النقل الفردية لترشيد استخدام الوقود بالإضافة إلي الاعتماد علي الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة والتخلي بالتدريج عن الوقود الأحفوري "بترول. وفحم. وغاز طبيعي" وايضا لابد من زراعة الأشجار في كل الأحياء وحول المدن لأنها تستهلك الكربون وتزيد الأكسجين في الجو خاصة أن جهاز شئون البيئة أشار إلي حاجة القاهرة لزراعة 12 مليون شجرة علي الأقل لاستهلاك الكربون الناتج عن عوادم السيارات ويمكن زراعة الغابات الشجرية حول المدن "الأحزمة الخضراء Green Belts" بمياه الصرف الصحي المعالجة بتكنولوجيات وتكاليف بسيطة.
اترك تعليق