محطة بنبان أبرز مثال علي مشاركة القطاع الخاص

تخصيص 30 ألف كم2 لإقامة مشروعات جديدة

 أوضح د. محمد الخياط الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة أن الاستراتيجية الحالية تهدف للوصول إلي نسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلي 42% عام 2035 والمتضمنة إضافة 60 ألف ميجاوات موزعة كالتالي: 40 ألف من الطاقة الشمسية و20 ألف ميجاوات من طاقة الرياح.

أضاف أنه يجري حالياً تحديث الاستراتيجية من خلال مكتب استشاري عالمي بهدف زيادة الطاقة المتجددة لأكثر من 50%.

قال إنه تم تخصيص مساحات أكثر من 30 ألف كم2 لصالح الهيئة بمناطق "خليج السويس - شرق وغرب النيل - كوم امبو بأسوان - غرب أسوان وغرب سوهاج".

أشار إلي أن القدرات المركبة لمحطات الطاقة الشمسية تصل إلي حوالي 1808 ميجاوات منها 146 ميجاوات للقطاع الحكومي والقطاع الخاص 1562 ميجاوات. كما يوجد مشروعات تحت الإنشاء بقدرات تبلغ حوالي 500 ميجاوات ويتم التنفيذ بالكامل من خلال القطاع الخاص.

كما يوجد مشروعات في طور التطوير بقدرات 720 يجاوات يتم التنفيذ من خلال القطاع الحكومي بنسبة 9% "مروع محطة خلايا فوتوفولطين قدرة 20 م.و بالغردقة ومشروع 200 م.و شركة أكوا باور بالسعودية و500 م.و شركة ابيدوس الإماراتية.

تأهيل الشركات

وفي مجال تأهيل الشركات العاملة في مجال تصميم وإنشاء محطات الطاقة الشمسية يوجد 24 شركة تأهيل بلاتينية و29 شركة ذهبي و47 تأهيل فضي و31 شهادة تأهيل برونزي.

أما بالنسبة لمشروعات طاقة الرياح فقد بلغت القدرات المركبة لمحطات الرياح 1632 ميجاوات منها 1120 للقطاع الحكومي و215 للقطاع الخاص ويوجد مشروعات الإنشاء بقدرات تبلغ حوالي 1252 ميجاوات منها 252 ميجاوات للقطاع الحكومي و1000 ميجاوات للقطاع الخاص.

أيضاً توجد مشروعات في طور التطوير بقدرات حوالي 1800 ميجاوات ويتم تنفيذها بالكامل من خلال القطاع الخاص. وكذلك مجمع خليج السويس لطاقة الرياح بإجمالي قدرات تتجاوز حال انتهاء التركيبات 3000 آلاف ميجاوات وتم ذلك من خلال وضع الأطر التشريعية المناسبة مقرونة بحوافز جاذبة للاستثمار.

لدينا مجمع رياح جبل الزيت 580 م.و وهو أكبر مجمع لطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ويوفر الاعتماد علي الوقود الأجنوري ويقلل من ابنعاثات الغازات الدفينة وتم ضخ كافة الطاقة علي الشبكة الوطنية بالكامل.

قال إنه تم توقيع 23 مذكرة تفاهم مع بعض المستثمرين لإنتاج الطاقة الكهربائية "رياح - شمس" اللازمة لتوليد الهدروجين الأخضر من ضمنهم 9 شركات تم توقيع اتفاقيات إطارية.

القطاع الخاص

أكد أن للقطاع الخاص دوراً كبيراً في المساهمة في رفع مشاركة مشروعات الطاقة المتجددة ولعل أبرز مثال علي ذلك مجمع بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1465 ميجاوات باستثمارات أجنبية مباشرة تزيد عن 2 مليار دولار.
وقد حصل المجمع علي 3 جوائز دولية مما يؤكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح لتقديم منتج يمكن الاعتماد عليه ويفتح آفاق فرص استثمارية واعدة توفر فرص عمل خضراء واستثمار مستدام واعد خاصة وأن المشروع يهدف إلي زيادة الطاقة النظيفة فضلاً عن توفير الاحتياجات من الطاقة الكهربائية.
أوضح أن الهيئة تمتلك الدراسات البيئية وبرامج تدريبية لتأهيل الكوادر الفنية للعمل في المشروعات المختلفة في مجال الطاقة المتجددة.

التغيرات العالمية

أكد أن استراتيجية الطاقة المتجددة تتسم بالمرونة الكافية ومواكبتها للتغيرات العالمية في التكنولوجيا ومن ثم المراجعة الدورية للتكنولوجيات والنظر في القدرات المستهدفة مستقبلياً. فعلي سبيل المثال منذ 12 عاماً لم تكن الخلايا الشمسية علي الخارطة العالمية كمصدر منافس واليوم هي أحد أرخص مصادر إنتاج الكهرباء وقد تواكب ذلك مع مجمع بنبان.
وبالتالي فمصر تواكب التطورات في مصادر الطاقة المتجددة سواء من حيث سياسات تنفيذ المشروعات من خلال القطاع الخاص والعمل علي جذب الاستثمار الأجنبي المباشر ودخول الطاقة المتجددة كمساهم رئيسي في المشروعات المستقبلية الخاصة بالهيدروجين الأخضر وتحلية المياه وغيرها من المشروعات وبالتالي استكشاف مناطق إضافية واعدة لاستيعاب المشروعات المنتظر إقامتها. موضحاً أنه خلال الأعوام الماضية شهدت مصر نقلة كبري في المشروعات المتجددة سيمكنها من تحقيق هدفها للوصول إلي 42% من الطاقة المتجددة.
ولا يخفي علي أحد أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ومشكلة الطاقة في العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة سلاسل التوريد دفعت كافة الدول إلي محاولة الاستفادة من مواردها الطبيعية مما أحدث نقلة كبيرة في استثمارات الطاقة المتجددة بما لا يقل عن 300 مليار دولار سنوياً علي مستوي العالم.

تشريعات داعمة

وفي إطار ذلك تم إصدار بعض التشريعات والسياسات الداعمة لتحفيز إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة وتم إصدار أطلس شمس مصر مشتملاً علي قراءات تم حصرها علي مدي سنوات لجميع مناطق الجمهورية الأكثر إشعاعاً وكذلك أطلس الرياح متضمناً قراءات لنحو 20 عاماً والتي تمثل ثروة للمستثمر ومرجع لمتخذي القرار الخاص بجدوي مشروعات الطاقة المتجددة.

حجم الاستثمارات

لقد تجاوز إجمالي حجم الاستثمارات في المشروعات الحكومية التي تم إنشاؤها بنظام تسليم المفتاح من تكنولوجيا إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح حوالي 1.5 مليار دولار. أما حجم الاستثمارات للقطاع الخاص للمشروعات المقامة بنظام البناء والتملك والتشغيل ونظام تعريفة التغذية حوالي 3.5 مليار دولار ومن المتوقع أن يتم تنفيذ محطات من تكنولوجيا الرياح والشمس بقدرات تبلغ 3500 بإجمالي استثمارات حوالي 4 مليار دولار.
كل هذه الخطوات والمشروعات تؤكد نجاح مصر ووضع الطاقة المتجددة علي رأس أولويات الدولة.

د. ماهر عزازي:

التوسع في المشروعات.. يساهم في النمو الاقتصادي المستدام

د. ماهر عزازي أستاذ الطاقة المتجددة يري أن هناك جانباً مضيئاً في قضية الكهرباء متمثلاً في تكنولوجيات الطاقة الجديدة مثل الرياح والشمس والتي تتوافر لدينا بشكل كبير كما أنها في معظم الحالات أقل تكلفة من الفحم وأنواع الوقود الاحفوري.

قال إننا نمتلك خبرة كبيرة والقدرة علي التصميم والتنفيذ ولابد من استثمارها علي نطاق واسع وبسرعة. فبدون هذه المصادر لا يمكن أن يكون هناك مستقبلاً.

من الضروري رفع حصن الإنتاج في توليد الكهرباء من هذه المصادر ليس فقط لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي ولكن لكونه يساهم في النمو الاقتصادي المستدام ويحسن الصحة العامة نظراً للحد من التلوث وتأثير المناخ.

أوضح أن التكاليف المرتفعة للطاقة الشمسية تعد تحدياً للكثيرين لكن بعد تركيب المنظومة تعد استثماراً طويل الأجل من خلال استخدام محولات فولتوضوئية أو محركات حرارية.

د. كامل الخطيب:

الدولة تبذل جهوداً كبيرة.. للاعتماد علي المصادر المتجددة

د. كامل الخطيب أستاذ بالمركز القومي للبحوث وقائم بأعمال عميد معهد البحوث الهندسية والطاقة الجديدة والمتجددة.. قال إننا بحاجة إلي تخصيص مساحات لإقامة هذه المشروعات الحيوية علي نطاق واسع لرفع حصة الطاقة الجديدة في توليد الكهرباء. كذلك نحتاج إلي استثمارات كبيرة في إطار ضرورة تخفيف الاعتماد علي الوقود التقليدي ومن المعروف أن تلك المشروعات تحتاج إلي سنوات لإنجازها.

أوضح أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة في ملف الطاقة منذ عام 2014 تمثلت في العديد من المحطات لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية والرياح ومؤخراً إنتاج الهيدروجين الأخضر.

أكد أن مصادر الطاقة المتجددة هي الطريق الوحيد لكفالة أمن الطاقة والأسعار المستقرة وفرص العمل المستدامة.

د. مازن عبدالسلام:

تصميم مبتكر للألواح الشمسية.. لتحقيق أقصي استفادة

د. مازن عبدالسلام أستاذ هندسة القوي الكهربية بجامعة أسيوط ومقرر مجلس بحوث الكهرباء والطاقة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا يقول إن رؤية مصر لاستغلال الطاقة الجديدة والمتجددة في عام 2022 كانت 20% من إجمالي توليد الكهرباء الكلي منها 2% من الشمس و12% من التوليد بالرياح و6% من التوليد المائي والرؤية في عام 2035 بإجمالي 42% منها 25% من الشمس معظمها توليد فوتوفلتي و14% من التوليد بالرياح و2% من التوليد المائي والرؤية في عام 2050 بإجمالي 53%.

أضاف: في مصر مستوي الاشعاع الشمسي عالي ولساعات أطول في اليوم تمتد إلي ما يفوق 10 ساعات مما يتيح مجالاً لتسخير طاقة الشمس لتوليد الكهرباء ومن ضمن المشروعات التي يتبناها مجلس الكهرباء والطاقة في دورته الحالية هو تصميم مبتكر كهروميكانيكي لنظام تنظيف الألواح الشمسية لتفادي تدني الكفاءة لها بسبب تراكم الغبار عليها والذي يعمل كحاجب حيد من شدة الاشعاع الشمسي الذي ينفذ إلي الخلايا الفوتوفلتية وبالتالي تقل خرج الألواح الشمسية ومن هنا نحسن في استغلال الخلايا الشمسية.

وفي شمال مصر والمناطق الساحلية. حيث تتواجد الرياح بسرعات عالية أعلي من 7 متر/ث تكفي لتشغيل توربينات رياح ذات محور أفقي لتسخير طاقة الرياح لتوليد الكهرباء. ومن ضمن المشروعات التي يتبناها مجلس الكهرباء والطاقة في دورته الحالية تصميم وتنفيذ توربينات رياح ذات محور رأسي تعمل بسرعات رياح تبدأ من 4 متر/ث وبالرجوع إلي خريطة الرياح في مصر يتضح أن الرياح بسرعة بدءاً من 4 متر/ث فأكثر تغطي مساحات شاسعة في ربوع مصر ومن هنا نحسن في استغلال طاقة الرياح في كل مكان في مصر.

يقول: ومن ضمن المشروعات التي يتبناها أيضاً مجلس الكهرباء والطاقة في دورته الحالية هو إنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الزراعية لخدمة الأغراض المنزلية ومن هنا نستفيد من المخلفات الزراعية دون تركها تلوث البيئة وذلك من خلال إضافات نانونية تساعد علي استقرار اللهب وتحد من تصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري ويلوث البيئة.

هشام الجمل:

الطاقة النظيفة.. اتجاه عالمي لخفض الاحتباس الحراري

هشام الجمل رئيس جمعية مستثمري بنبان مدير شركة انفينتي للطاقة.. أشار إلي توافر الدعم الكامل من مؤسسات الدولة في المشروعات التي يقوم بها المستثمرون في قطاع الطاقة المتجددة خاصة وأن هذا الأمر اتجاه عالمي يأتي في إطار توصيات مؤتمر المناخ التي تشدد علي ضرورة الاعتماد علي الطاقة الجديدة والمتجددة لخفض الاحتباس الحراري.
قال إن تكلفة إنشاء المحطة تعتمد علي المساحة والموقع وحجم الأعمال المطلوبة لكن هناك نقطة قد تغيب عن أذهان الكثيرين وهي الفترة الزمنية لإقامة هذه المشروعات لأن استلام الأرض وعمل الدراسات التي تستغرق حوالي عام ونصف و3 سنوات لتنفيذ المشروع بعد انتهاء فترة إعداد الأبحاث والدراسات اللازمة أيضاً التقديم لجهات التمويل الدولية والتفاوض مع أكثر من جهة.
أكد أن محطة بنبان كانت البوابة لتشجيع المستثمرين للعمل في مشروعات الطاقة والطاقة المنتجة منها تضخ مباشرة علي الشبكة المصرية الموحدة للشركة المصرية لنقل الكهرباء. موضحاً أن هناك تكنولوجيا يتم تطويرها وزيادتها للتقليل من التكلفة بشكل كبير.
أوضح أن تكلفة مشروع طاقة الرياح تتراوح من 10 إلي 12 مليار دولار لإنتاج 10 جيجا واط وقد وقعت شركة انفينتي اتفاقية مع شركة مصدر الإماراتية وحسن علام للمرافق إنتاج مشروعاً لطاقة الرياح وتم تخصيص 9 آلاف كيلومتر غرب سوهاج وسيقام المشروع علي 3 آلاف كيلومتر وسوف يساهم المشروع في تفادي إطلاق 23.8 مليون طن من الانبعاثات سنوياً ما يشكل 9% من انبعاثات الكربون في مصر.
ويعد المشروع أحد أكبر محطات طاقة الرياح في العالم وسيتم إنتاج 47790 جيجا واط ساعد من الطاقة النظيفة عند اكتمال المحطة.
وسوف يوفر ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار من تكاليف الغاز الطبيعي سنوياً وهو ما يساعد مصر علي تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة وتحقيق التأثير الإيجابي في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية وكل المشروعات التي تقام تمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استقراراً واستدامة.
لدينا أيضاً اتفاقيات مع مؤسسات مدعومة من الحكومة للتعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 4 جيجا واط بحلول عام 2030. إضافة إلي إنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً.
قال إننا نستهدف الاستمرار في توسيع المشروعات لتوفير الطاقة النظيفة وذلك يأتي في إطار المسئولية المجتمعية والتنموية التي تسعي الشركة لتحقيقها.
أكد علي وجود أنظمة وقواعد لتركيب الطاقة الشمسية في المنازل ولابد أن تكون هناك المساحات التي تستوعب تركيب ألواح الطاقة المطلوبة لتشغيل الأجهزة المختلفة.