هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مصر مركزا لتوزيع الحبوب في الدول الأفريقية

موسكو تجدد تعهدها بضمان الأمن الغذائي.. للقارة السمراء

حالة من القلق والترقب بعد اعلان روسيا انسحابها من اتفاقية الحبوب التي وقعت العام الماضي.. إلا أن الموقف الأخير لروسيا جاء بسبب تطورات الحرب في أوكرانيا وزيادة الدعم الأمريكي والأوروبي في مجال التسليح مما دفع روسيا لأتخاذ موقفها الأخير الذي أثار قلق الدول الافريقية المستوردة للحبوب الأوكرانية .. إلا أن القمة الروسية-الأفريقية التي استضافتها روسيا الأسبوع الماضي بمشاركة الرئيس السيسي وعدد من رؤساء الدول الأفريقية كانت بمثابة رسالة طمأنة من روسيا لكافة الدول الأفريقية أن إمدادات الحبوب الروسية مستمرة  بل أن روسيا ذهبت لأكثر من ذلك حيث جددت تعهدها بضمان الأمن الغذائي لكل دول القارة ورحبت بأن تصبح مصر مركزا لتوزيع الحبوب في المنطقة.


ولكن ما هو البديل وما هى الاجراءات التي يجب أن تتخذها الدولة المصرية لتفادي حدوث ازمة في واردات الحبوب؟

طرحنا هذا لسؤال على العديد من الخبراء لاستخلاص النتائج  ولتكون متاحة أمام صانع القرار  بما يضمن الحفاظ على أمن مصر الغذائي.

دكتور علي عبد المحسن مدير معهد البحوث الزراعية سابقا :
الاعتماد علي البحث العلمي.. لتحقيق  الاكتفاء الذاتي في السلع
استحداث سلالات جديدة من الأقماح ذات الجودة العالية والانتاجية الوفيرة

د.علي عبد المحسن مدير معهد البحوث الزراعية سابقا يقول : إن الحروب والازمات السياسية لن تتوقف وتؤثر دائما علي حركة التجارة العالمية ولهذا فلا بد ان تتخذ الدول إجراءات تحميها من التهديدات الدائمة بنقص الحبوب قلة الموارد بالاعتماد علي البحث العلمي للوصول للاكتفاء الذاتي في السلع التي تحتاجها وخاصة القمح الذي يعتمد عليه المصريون بشكل كبير.

فالبحث العلمي في مجال القمح موجود في مصر منذ سنوات طويلة وتم استحداث سلالات جديدة من الاقماح ذات الجودة العالية والانتاجية الوفيرة التي يجب ان نتوسع في زراعتها محليا أو بالتعاون مع دول في محيطنا الاقليمي تربطنا بهم علاقات قوية و للأسف كانت السودان هي المأمول تنفيذ مثل هذه المشروعات بها ولكنها تتعرض لحرب داخلية الآن.

فمع مشكلة ندرة المياه و أزمة سد النهضة والحرب في السودان واوكرانيا لابد من التركيز علي الزراعة الداخلية علي الاراضي المصرية.

دكتور صالح عزب أستاذ الاقتصاد الزراعي :
التوسع الداخلي في زراعة البقوليات أو بالتعاون مع دول  أفريقية شقيقة
البدائل موجودة لكن تباعد المسافات وتكلفة النقل والشحن كبيرة

يقول د. صالح عزب أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية : علي الرغم من ان زيارة الرئيس السيسي لروسيا بعثت الطمأنينة للمصريين و الأفارقة على استمرار تدفق الحبوب الا ان الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي هو الحل الأمثل بمنتج محلي مزروع في مصر وهذا يكون بالتوسع الداخلي في زراعة البقوليات او بالتعاون مع دول شقيقة افريقيه مثل دول حوض النيل بأستزراع الحبوب علي اراضيها وعقد اتفاقيات شراكة دولية.

فإن إيقاف اتفاقية الحبوب الأوكرانية بعد قرار روسيا الانسحاب منها يضع العالم أمام بدائل صعبة حيث أن الحلول البديلة من الممكن ان تؤمن استمرار خروج الحبوب للعالم لكن التكلفة ستكون عالية جدا.

سلاحا أساسيا

إننا نعيش الآن في وضع أصبح فيه الغذاء سلاحا أساسيا في الحرب وورقة للضغط بين الطرفين وكل يستعمل قضية الأمن الغذائي  سواء لرفع العقوبات أو تمويل الاقتصاد.

أن إمكانية وجود البدائل موجودة لكن تباعد المسافات ثم تكلفة النقل وتكلفة الشحن سيدخل كل البلدان بخاصة البلدان النامية وذات الدخل المحدود في صعوبات اقتصادية.

واشار إلي أن الاتفاقية التي وقعت كان يذهب منها 60% للدول النامية و40% إلي أوروبا والصين وهناك دول اتجهت إلي تكوين احتياطي استراتيجي إذن نحن نتجه إلي استراتيجية في العالم ذاهبة نحو الاحتكار وغلاء الأسعار.

أوضح أن أحد الحلول المطروحة هو الاشتراك في شراء الحبوب والأوروبيون جربوها في أزمة كورونا ويجربونها الآن لا تشتري كل دولة منفردة بل تتفاوض دولة نيابة عن كل الدول الأوروبية وتتجه للشراء الجماعي من أمريكا.

أنه لا بد من وجود بدائل حقيقة ومنذ بداية الحرب كانت معظم الدول التي تستورد القمح والحبوب والزيوت من أوكرانيا وروسيا هي دولنا العربية والافريقية.

لابد لنا من تعزيز دور الزراعة في المنطقة العربية والتوسع بزراعة الحبوب أفقيا وعموديا مستفيدين من المياه غير التقليدية والمتجددة.
اضاف اننا نجحنا في استنباط أصناف محسنة من البذور ذات الإنتاجية العالية بدعم من الدول العربية وجامعة الدول العربية وبات لدينا نحو 87 صنفا منها عشرة أصناف من القمح ذات الإنتاجية العالية.

دكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي:
مصر استوعبت المتغيرات العالمية.. منذ جائحة كورونا
لدينا احتياطات آمنة من السلع الاستراتيجية
وعلى رأسها القمح.. يغطي ستة أشهر

يقول د. وائل النحاس الخبير الاقتصادي  إن الكثير من الدول عقدت اتفاقيات لاستيراد القمح بعيدا عن روسيا وأوكرانيا تحسبا لخروج روسيا من اتفاق الحبوب.

وأن مصر ومنذ جائحة كورونا استوعبت المتغيرات العالمية التي أدت لاضطراب سلاسل الامداد وحتي الحرب الروسية الاوكرانية وعملت علي زيادة المخزون الاستراتيجي من السلع وزيادة السعات الاستيعابية فمصر حاليًا لديها إحتياطات أمنة من عدد من السلع الاستراتيجية علي رأسها القمح ولدينا إحتياطي يغطي مدة ستة أشهر.

البدائل كثيرة

اضاف : الأمر الثاني تنويع سلاسل الإمداد بلغت 22 منشأ وكان في وقت كورونا تركز في أسواق القمح من روسيا وأوكرانيا بنسبة 80% والآن لدينا تنوع في إمدادات في مصادر الأقماح منذ أزمة كوفيد 19فلقد استوعبنا درس وهو أن يكون لدينا احتياطات آمنة وسعات تخزينية كبير لاستيعاب تلك الاحتياطات.

فمنذ بداية الحرب في أوكرانيا اتخذت الحكومة المصرية عددًا من الخطوات الاستباقية باعتماد أكثر من 22 منشأ لدي الحجر الزراعي المصري لاستيراد القمح حتي نتفادي التداعيات السلبية لهذه الأزمة قدر الإمكان.

 أنَّ انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب قد يؤثر علي كميات القمح الصادرة من أوكرانيا وبالتالي يؤثر ذلك علي الكميات المتاحة بالأسواق العالمية ومن ثم يتسبب هذا الأمر في ارتفاع الأسعار مجددًا وخاصة القمح والذرة.

 واشارإلي أن أوكرانيا من الدول البارزة في تصدير القمح والذرة وبالتالي فالتأثير سيكون علي مستوي أسعار المنتجات الزراعية والكميات المعروضة عالمياً وخاصة المعروضة من أوكرانيا.

وبالنسبة لموقف مصر من هذه الأزمة فهذا القرار لن يؤثر علي توافر الكميات المطلوبة من القمح أو الأعلاف أو الحبوب الأخري الواردة إلي مصر لأننا لدينا مناشئ معتمدة متعددة ونستطيع الاستيراد منها لحين انتهاء تلك الأزمة وعودة الأوضاع لطبيعتها.

استيراد شحنات القمح أو الذرة يكون عبر شركات موردة لصالح هيئة السلع التموينية أو القطاع الخاص ويتمثل دور الحجر الزراعي في فحص تلك الشحنات في بلد المنشأ أو بعد وصولها للموانئ المصرية.

السفير رؤوف سعد مساعد وزير الخارجية الأسبق:
زيارة الرئيس لموسكو أحدثت انفراجة كبيرة.. في الأزمة
نجح في إقناع بوتين باستمرار تدفق الحبوب لأفريقيا..
وأن تكون مصر مركزا للتوزيع

يقول السفير رؤوف سعد مساعد وزير الخارجية الاسبق فور اعلان روسيا خروجها من اتفاقية الحبوب تحركت الدبلوماسية المصرية علي الفور وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الي روسيا لحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي استمرار تدفق الحبوب للشعوب النامية في افريقيا بل و اقتراح ان تكون مصر مركزا لتوزيع الحبوب في القارة وهو ما تشجعه القيادة السياسية الروسية حيث يمكن الاعتماد علي روسيا في توريد الحبوب الي القارة بواسطة مصر.

مصر مركزا للحبوب

مصر علاقاتها الخارجية متميزة مع العديد من الدول علي كافة الأصعدة يمكن ان تنوع من واردات الحبوب من هذه الدول بشكل يحقق مصلحة مصر.

دكتور أحمد أبواليزيد أستاذ الزراعة بجامعة عين شمس:
مخزون الاحتياطي يكفي احتياجات البلاد عدة  شهور مقبلة
مصر تعتمد علي أكثر من مصدر في توفير القمح
والذرة الصفراء وغيرها من السلع الاستراتيجية

قال د. أحمد أبواليزيد أستاذ الزراعة بجامعة عين شمس   إن تعليق اتفاق الحبوب بين دولتي روسيا وأوكرانيا عبر البحر الأسود لن يؤثر سلبيا علي مصر في ظل وجود مخزون احتياطي من القمح يكفي احتياجات البلاد لمدة 6 شهور مقبلة بالإضافة إلي السياسة التي تتبعها البلاد خلال الفترة الأخيرة بشأن تنويع مصادرها من السلع الاستراتيجية المستوردة ولاسيما القمح مشيرا إلي أن مصر منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية وهي تعتمد علي أكثر من مصدر في توفير احتياجاتها من القمح والذرة الصفراء وغيرها من السلع الاستراتيجية.

بالإضافة إلي خطة وجهود البلاد لزيادة حجم الإنتاج المحلي من تلك المحاصيل والسلع الاستراتيجية وبالفعل نجحت البلاد في زيادة حجم الإنتاج المحلي من القمح بفضل المشروعات القومية في قطاع الزراعة وتشجيع المزارعين علي زراعة القمح بمنحهم حوافز تشجيعية مثل تحديد سعر ضمان قبل موسم الزراعة وزيادة سعر التوريد حتي وصل سعر الأردب إلي 1500 جنيه في الموسم الماضي وهو ما يعد مناسبا ومربحا للمزارع.

لذلك توجد توقعات بزيادة حجم الإنتاج المحلي من القمح في الموسم الجديد لتتعدي ال 9 ملايين طن في ظل سياسة تشجيع وتحفيز المزارعين علي زراعته وتوريده داعيا لتوسيع دائرة الاستثمار الزراعي في زراعة تلك المحاصيل الاستراتيجية لاسيما القمح والذرة الصفراء وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية للبلاد بهدف تقليل الفجوة الاستيرادية منها.

فالحكومة تكثيف جهودها في الاستعداد لموسم القمح الجديد والمتابعة الجيدة له وإعداد خريطة وخطة بداية من توزيع التقاوي حسب الخريطة الصنفية وذلك قبل موسم الزراعة بوقت كاف والإعلان عن أسعار الضمان للموسم الجديد وكذلك الحوافز التشجيعية الأخري المرتبطة بتوفير الأسمدة وغيرها من مستلزمات الإنتاج.

فالبحوث الزراعية تكثف جهودها ودورها في الوصول إلي أصناف جديدة من القمح تساعد علي زيادة حجم الإنتاج مع تقليل التكاليف وتحمل الملوحة مشيرا إلي أهمية تعظيم دور البحث العلمي في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد.

مجدي صادق الوليلي عضو شعبة مستوردي الحبوب:
نتعاون مع الدولة في ايجاد بديل.. لكن المهم توفير السيوله
والعملة الأجنبية وتسهيل الاجراءات الجمركية والاسترادية

يقول مجدي صادق الوليلي عضو شعبة مستوردي الحبوب بغرفة صناعة الحبوب ومنتجاتها باتحاد الصناعات المصري ان من تداعيات تلك الأزمة أن تعود أزمة الغذاء للتفاقم مجددا وأن نشهد موجة جديدة من ارتفاعات أسعار الغذاء علي مستوي العالم بما يساهم في ارتفاع التضخم كذلك واشار إلي تضرر مصر إذا ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية.

أضاف أن ارتفاع معدلات التضخم وتراجع سعر صرف عملات العديد من الأسواق الناشئة خلال الأشهر الماضية ومن بينها مصر فهذا يرفع من تكلفة استيراد الحبوب بجانب ارتفاع أسعارها مما يتسبب في التأثير علي الدول المستوردة للحبوب ومصر من أكبر الدول المستوردة للقمح علي وجه العالم.

وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم واعتمدت علي مدار السنوات الماضية بشدة علي الحبوب الروسية والأوكرانية ولكن نحن في اتحاد الصناعات نتعاون مع الدولة في ايجاد بديل لاستيراد الحبوب وخاصة القمح والذرة من دول اخري مع حتي لا تحدث ازمة في الحبوب في مصر ولكن المهم توفير السيوله والعملة الاجنبية وتسهيل الاجراءات الجمركية والاسترادية امام القطاع الخاص.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق