أدى أعضاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا خطبة الجمعة بمساجد محافظة المنيا حيث أدى كل من فضيلة أ.د داود لطفي حافظ_ بمسجد التنعيم بملوي ، فضيلة الشيخ مؤمن أمين علي _ بالمسجد الكبير بنزلة البدرمان، فضيلة الشيخ معدن فتحي علي _ بمسجد ابراهيم الدسوقي_ قرية المطاهرة أبو قرقاص، فضيلة د. محمد عبدالمطلب _ المسجد الكبير بقرية أبوعزيز _ مركز مطاي، الشيخ نصر الدين _ بمسجد أبو ضيف بملوي:
وذلك بمتابعة وتنسيق اعلامي احمد نوح الأمين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع المنيا وكانت خطبة الجمعة بعنوان
[ فضائلُ الاستغفارِ ]
:حيث قالوا
#أولًا: التوبةُ والاستغفارُ حصنُ المسلــمِ:
إنّ ابنَ آدمَ مخلوقٌ ضعيفٌ ، وقد حفَّ بهِ أعداءٌ كثيرونَ مِن شياطينِ الإنسِ والجنِّ، يحسنونَ لهُ القبيحَ، ويقبحونَ لهُ الحسنَ، ومع هؤلاء الأعداءِ نفسُهُ الأمارةُ بالسوءِ، تدعوهُ إلي الشهواتِ المحرمةِ، فهو معرضٌ للخطرِ مِن كلِّ جانبٍ، لكنْ مِن رحمةِ اللهِ بعبادِه أنْ جعلَ لهم حصنًا حصينًا، إذا آوَي إليهِ العبدُ رجعتْ كلُّ هذه الأعداءِ خاسئةً مدحورةً، وهذا الحصنُ هو التوبةُ والاستغفارُ، والاستعانةُ باللهِ، والاعتصامُ بهِ،
قال تعالي :{ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}(الحج)، فمَن بدرتْ منهُ خطيئةٌ أو ارتكبَ معصيةً فبادرْ بالتوبةِ والاستغفارِ، وأتبعْ ذلك بالحسنةِ التي تمحوهَا كفّرَهَا اللهُ، ووقاهُ خطرَهَا، قال تعالي :{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)}(النساء )، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ:( اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ).(سنن الترمذي).
إنّ التوبةَ الصادقةَ تمحُو الذنوبَ وإنْ عظمتْ، هل هناك ما هو أشدُّ خطرًا مِن الكفرِ ومع ذلك قال اللهُ تعالي :{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) }(الأنفال) .
**إنّ اللهَ فتحَ بابَ التوبةِ للتائبين المستغفرين ليلًا ونهارًا، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»(صحيح مسلم ).
** يتلطفُ سبحانَه بعبادِه الذين كثرتْ سيئاتُهُم وعظمتْ خطاياهُم ، فينهاهُم عن القنوطِ مِن رحمةِ اللهِ وتركِ التوبةِ، مهما كثرتْ ذنوبُهُم، قال تعالي: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}(الزمر)، إنّ الذنبَ مهما عظمَ فعفُو اللهِ أعظمُ، ومَن ظنَّ أنّ ذنبًا لا يتسعُ له عفوُ اللهِ ومغفرتُه فقد ظنّ بربِّه السوءَ، لأنَّ القنوطَ مِن رحمةِ اللهِ مِن أعظمِ الكبائرِ، قال تعالي:{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}(يوسف)،
#ثانيًا: استغفـــارٌ يحتـاجُ إلي استغفــارٍ:
إنّ الاستغفارَ معناهُ طلبُ المغفرةِ مِن اللهِ بمحوِ الذنوبِ وسترِ العيوبِ، ولابُدَّ أنْ يصحبَهُ إقلاعٌ وابتعادٌ عن المعاصِي والذنوبِ، والاستغفارُ والتوبةُ قرينان ومعناهما واحدٌ، وقد يأتي الاستغفارُ مفردًا ومعناهُ أيضًا كالتوبةِ مع ما تضمنَهُ مِن طلبِ المغفرةِ مِن اللهِ، وهو محوُ الذنبِ، وإزالةُ أثرِه، ووقايةُ شرِّه.
**والاستغفارُ له شروطٌ ليست مجردَ كلماتٍ وألفاظٍ تقالُ والعبدُ مقيمٌ علي المعاصِي ،ومِن شروطِه وشروطِ التوبةِ أيضًا: الاعترافُ بالذنبِ مع كثرةِ الاستغفارِ الذي يحلُّ عقدَ الإصرارِ ويثبتُ معناه في الجنانِ لا التلفظُ باللسانِ فحسب.
فأمّا مَن قال بلسانِه: استغفرُ اللهَ، وقلبُه مُصِّرٌ على معصيتِه فاستغفارُه ذلك يحتاجُ إلى استغفارٍ وصغيرتُه لا حقةٌ بالكبائرِ.
ورُوي عن الحسنِ البصرِي أنَّه قال: استغفارُنَا يحتاجُ إلى استغفارٍ.
وقالَ القرطبيُّ: هذا مقولُه في زمانِه فكيف في زمانِنَا هذا الذي يُرَى فيه الإنسانُ مكبًا على الظلمِ حريصًا عليه لا يقلعُ والسبحةُ في يدِه زاعمًا أنّه يستغفرُ مِن ذنبِه، وذلك استهزاءٌ منه واستخفافٌ.
وهو مِمّن اتخذَ آياتِ اللهِ هزوا وفي التنزيلِ {ولا تتخذوا آياتِ اللهِ هُزوًا} .
وروي عن عليٍّ رضي اللهُ عنه أنّه رأى رجلًا قد فرغَ مِن صلاتِه وقال: اللهُمّ إنّي أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ سريعًا فقالَ له: يا هذا إنّ سرعةَ اللسانِ بالاستغفارِ توبةُ الكذابين وتوبتُكَ تحتاجُ إلى توبةِ.
قال يا أميرَ المؤمنين: وما التوبةُ؟ قال: اسمٌ يقعُ على ستةِ معانٍ: على الماضِي مِن الذنوبِ: الندامةُ، ولتضييعِ الفرائضِ: الإعادةُ، وردُّ المظالمِ إلى أهلِهَا، وإدئابُ النفسِ في الطاعةِ كما أدأبتهَا في المعصيةِ، وإذاقةُ النفسِ مرارةَ الطاعةِ كما أذقتَهَا حلاوةَ المعصيةِ، وأنْ تزينَ نفسَك في طاعةِ اللهِ كما زينتهَا في معصيةِ اللهِ، والبكاءُ بدلُ كلِّ ضحكٍ ضحكتَهُ.(التذكرة للقرطبي).
عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنّهُ قال: ” سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ” قَالَ: «َمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ»(صحيح البخاري).
#ثالثًا: مواطنُ يُستحبُّ فيها الاستغفارُ:
الاستغفارُ مشروعٌ في كلِّ وقتٍ، وهناك أوقاتٌ وأحوالٌ مخصوصةٌ يكونُ الاستغفارُ له مزيدُ فضلٍ، والكثيرُ مِن الناسِ يظنُّ أنّ الاستغفارَ بعدَ الذنبِ فقط، بل إنَّ أكثرَ الأوقاتِ التي يُستحبُّ الاستغفارُ فيها متعلقةٌ بمَا بعدَ العباداتِ.
**فيستحبُّ الاستغفارُ بعدَ الفراغِ مِن العبادةِ ليكونَ كفارةً لِمَا وقعَ فيهَا مِن خللٍ أو تقصيرٍ، كما شُرِعَ بعدَ الفراغِ مِن الصلواتِ المفروضةِ، فيستغفر اللهَ ثلاثًا، لأنّ العبدَ عرضةٌ لأنْ يقعَ منه نقصٌ في صلاتِه بسببِ غفلةٍ أو سهوٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: ” كَيْفَ الْاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ “(صحيح مسلم).
**كما شُرِعَ في وقتِ السحرِ، في ختامِ صلاةِ الليلِ، قال تعالي عن المتقين :{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)}(الذاريات)، وقال تعالي :{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}(آل عمران). مدُّوا صلاتَهُم إلى السحرِ، ثم جلسُوا في خاتمةِ قيامِهِم بالليلِ، يستغفرونَ اللهَ تعالى، استغفارَ المذنبِ لذنبِه.(تفسير السعدي).
**وشُرِعَ الاستغفارُ بعدَ الإفاضةِ مِن عرفاتٍ والفراغِ مِن الوقوفِ بها ، قال تعالي :{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}(البقرة)، أمرَ اللهُ عبادَهُ بالاستغفارِ في هذه المواطنِ المباركةِ فذلك أدعَى أنْ يغفرَ اللهُ لهم ما فرطَ منهم مِن الذنوبِ والآثامِ ويرحمَهُم بفضلِه.(تفسير المنتخب).
**وشُرِعَ في ختامِ المجلسِ، عندمَا يقومُ الإنسانُ مِن المجلسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ.(سنن الترمذي).
**وشُرِعَ في ختامِ العمرِ وحالٍ الكبرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا تَقُولُهَا؟ قَالَ: «جُعِلَتْ لِي عَلَامَةٌ فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا» {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ (صحيح مسلم ).
قال تعالي لنبِيِّه ﷺ : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) }(النصر)، جعلَ اللهُ فتحَ مكةَ ودخولَ الناسِ في دينِ اللهِ أفواجًا، علامةً علي قربِ أجلِ النبيِّ ﷺ، وأمرَهُ بالاستغفارِ، فعلينَا أنْ نلازمَ الاستغفارَ ونكثرَ منه، في كلِّ الأوقاتِ، فقد كان نبيُّنَا ﷺ يكثرُ مِن الاستغفارِ، مع أنّه قد غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبِه وما تأخرَ، عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً»(صحيح البخاري).
#رابعًا: الاستغفـــــارُ فضـــائلُ وفــوائدُ:
** أنّه سببٌ لمغفرةِ الذنوبِ: قال تعالي : {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)}(النساء)، وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ” قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً “(سنن الترمذي).
** سببٌ لدفعِ العقوبةِ والعذابِ: قال تعالي:{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}(الأنفال)، قال ابنُ عباسٍ: كان فيهم أمانانِ، النبيُّ ﷺ والاستغفارُ ، فذهبَ النبيُّ ﷺ وبقيَ الاستغفارُ .(مختصر ابن كثير ).
** تفريجُ الهمِّ، وجلبُ الأرزاقِ، والخروجُ مِن الشدائدِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»(سنن أبي داود).
** نزولُ الغيثِ، والإمدادُ بالأموالِ والذريةِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}(نوح)، { فَقُلْتُ استغفروا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً }، أي ارجعُوا إليهِ وارجعُوا عمّا أنتم فيه، وتوبُوا إليهِ مِن قريبٍ، فإنَّه مَن تابَ إليهِ تابَ اللهُ عليهِ، { يُرْسِلِ السماءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } أي متواصلةَ الأمطارِ ، قال ابنُ عباسٍ: يتبعُ بعضُه بعضًا، وقولُه تعالى: { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }
أي إذا تبتُم إلى اللهِ وأطعتمُوه، كثّرَ الرزقَ عليكم وأسقاكُم مِن بركاتِ السماءِ، وأنبتَ لكم مِن بركاتِ الأرضِ، وأمدَّكُم { بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } أي أعطاكُم الأموالَ والأولادَ، وجعلَ لكُم جناتٍ فيهَا أنواعُ الثمارِ وخلّلَها بالأنهارِ الجاريةِ بينها .(مختصر تفسير بن كثير ). وشكَا رجلٌ إلى الحسنِ البصرِي الفاقةَ، وشكَا إليهِ آخرٌ الجدبَ، وشكَا إليهِ ثالثٌ قلةَ النسلِ.. فأمرَ الجميعَ بالاستغفارِ.. فقِيلَ له: أتاكَ رجالٌ يشكونَ إليكَ أنواعًا مِن الحاجةِ، فأمرتَهُم جميعًا بالاستغفارِ؟ فتلى الحسنُ هذه الآياتِ الكريمةَ.(التفسير الوسيط).
اللهُمًّ اعنّا علي ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك ،واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِك وولايتِك، ربّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النارِ، اللهُمَّ اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.
اترك تعليق