ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي "فيس بوك". ويجيب عليها فضيلة د.أحمد وسام أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية.

* هل يجوز أن أصلي صلاة الشكر أو صلاة الحاجة بعد صلاة الوتر أو في أوقات الكراهة؟

** يجوز أن تصلي صلاة الشكر بعد صلاة الوتر. وإن كان من المستحب أن يجعل المسلم آخر صلاته من الليل صلاة الوتر. أما بالنسبة لأوقات الكراهة. فإن كان سبب الصلاة سابقاً لها فتؤدي في وقت الكراهة. أما إذا كان لاحقاً فلا تؤدي في وقت الكراهة.. ومثال علي ذلك صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة. فسبب هاتين الصلاتين الدعاء بعدهما. فيكون السبب هنا لاحقاً. فتكره صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة في أوقات الكراهة. أما إذا كان السبب سابقاً كتحية المسجد والشكر فلا بأس في ذلك. لأن السبب سبق. حصلت النعمة فوجب الشكر. أو دخلت المسجد فسن لي صلاة ركعتين. وكذلك لا كراهة في قضاء السنن والفرائض.

صلاة الشكر تسمي أيضاً سجود الشكر. وهي جائزة وتشرع عند حصول العبد علي نعمة من الله أو دفع نقمة عنه. وهي ليست بدعة حسب دار الافتاء المصرية. ولمن أراد أن يسجد سجدة الشكر أن يكون متوضئاً متجهاً إلي القبلة. وينوي ويُكبر فيهوي سجوداً ثم يُسلِّم.

فإن باغتته النعمة وتعذَّر عليه الوضوء وشق عليه ترك ما شَغَلَهُ من شأني. يجوز له أن يسجد علي حاله متوضئاً أو لا. متجهاً للقبلة أو لا. تقليداً لمن أجاز ذلك من العلماء.

* ما حكم لبس الأسود والحداد لأكثر من ثلاثة أيام؟

** إن ذلك يعد من الحداد المنهي عنه إذا قصدت بلبس الأسود أكثر من ثلاثة أيام الحداد علي المتوفي. ففي حالة كون المتوفي شخصاً غير الزوج. أمر منهي عنه شرعاً.

* هل يحاسب الأب والأم علي خلع ابنتهما الحجاب وهي عندها "23 سنة". علما بأنهما حاولا معها بكل الطرق ولكن دون فائدة؟

** الوزر يكون عند تقصير الوالدين في تربية هذه البنت. وعندما يقصران في نصح الأبناء وإرشادهم إلي الصالح وتجنب الطالح من الأمور.

وكذلك التضرع إلي الله تعالي بالهداية والتوفيق للأبناء.. أما في حالة السؤال. فإذا كان الوالدان بذلا النصيحة والإرشاد والتربية بما فيها من ترغيب وترهيب. فلا وزر عليهما فيما فعلت البنت إعمالا بقول الله تعالي في الآية 18 من سورة فاطر: "لَا تَزِرُ وَازِرَةى وِزْرَ أُخْرَي". وكذلك قوله تعالي في الآية 38 من سورة المدثر: "كُلُّ نَفْسي بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةى".

* هل ما يتم نشره من بوستات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من انتشار الحشرات والنمل في المنازل من قبيل الحسد صحيح. وما رأي الشرع في ذلك؟

** الحسد بالفعل موجود. وقد شرع لنا النبي صلي الله عليه وسلم بالتعوذ منه وتحصين المسلم نفسه دوماً. ويكون هذا حسبما ذكر الهدي النبوي بقراءة المعوذتين يوميا من خلال الحرص علي أذكار الصباح والمساء. وكذلك قراءة فاتحة الكتاب. والمداومة علي قراءة آية الكرسي. وكذلك الحرص علي ذكر الله.. فالاهتمام بذكر الله من الأمور التي عظمها الله. فقد ورد ذكر الله بعد الصلاة في كتابه الكريم بقوله تعالي: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَي عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ". وانطلاقا من أهمية هذا المقام. فيجب علي المسلم الحرص علي أن يجعل لنفسه ورداً يومياً من ذكر الله في الصباح والمساء. وكذلك إذا انتابه الشك بشيء من الحسد ونحو ذلك فيرقي نفسه بالفاتحة أو بالمعوذتين. أو بآية الكرسي ونحو ذلك.

الحسد من الشيطان. فإذا ظن الإنسان مع وجود الحشرات والنمل بالمنزل أثر الحسد. وجب عليه اتباع ما سبق ذكره من الرقية الشرعية والأذكار والأوردة التي تقي المسلم وتحفظه من كل شر. أما إذا التزم المسلم بالهدي النبوي واستمر الحال كما هو عليه. فيجب عليه الأخذ بالأسباب ومعرفة أن وجود مثل هذه الكائنات في الصيف ما هو إلا موسم له لتخزين قوته وإعداد العدة لفصل الشتاء. ويمكن لمن وجدها أن يستعين بالمبيدات والمنظفات بالقضاء عليها. لأنه في هذه الحالة تعد كائنات معتدية ويجوز قتلها لحماية النفس. والبُعد عن اللجوء إلي التهويل بأن أي شيء غريب علي حياتنا يعد من قبيل العين والحسد وما شابه ذلك من الأفعال.

* هل يمنعني الريح من لمس المصحف إلا بعد أن أتوضأ؟

** خروج الريح يمنع من مس المصحف الورقي لأنه ينقض الوضوء. لكن رغم ذلك فإن من نقض وضوءه يجوز له مس المصحف الإلكتروني. فلا مانع من تصفحه والإنسان علي غير وضوء.

* حدثت مشكلة في حياتي أثرت بالسلب في نظرتي للحياة. فماذا أفعل؟

** عليك بكثرة الذكر وملازمة الاستغفار وكثرة الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم وأيضا حسن الظن. فعلي المسلم أن يقدم حسن الظن والفأل الحسن.. ولو سمع الإنسان كلمة تحتمل كذا معني فمن خلق المسلم أنه يحمل هذه الكلمة علي المعني الحسن.

ومن خلق المسلم أن يحمل التصرف إذا كان يحتمل أكثر من معني وأكثر من تأويل أن يحمله علي المعني الحسن.. ويجب علي المرء أن يعتني بنفسه وأن يمسك عليه لسانه. وأن يبكي علي خطيئته وألا ينشغل بعيوب الناس.

* ما مقدار المبلغ الذي أخرجه لكفارة اليمين؟

** كفارة اليمين ليست علي التخيير. فإطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام ليست علي التخيير. ولكن تكون علي الترتيب.. والفرق أنه علي التخيير يكون الإطعام أو الصيام. أما الترتيب يكون أولا الإطعام فإن لم يستطع فعليه صيام ثلاثة أيام.. وعلي الانسان أن يري لو فعل الكفارة صيام وكان عنده المقدرة علي الإطعام فعليه أن يطعم عشرة مساكين.

* نسيت وصليت العصر جهراً. فهل هذا جائز أم عليّ إعادة الصلاة مرة أخري سراً؟

** الجهرية أو السرية. هما إحدي هيئات الصلاة التي إذا فقدت لا تسقط الصلاة. ولا يستوجب معها سجود السهو. مع أن المصلي بهذا يكون قد خالف السُنة. لكنه لم يخالف هذا عمداً. وإنما ناسياً. وعلي هذا فالصلاة صحيحة ولا شيء عليك.

ومن السُنة اتباع الجهر في صلوات الفجر والمغرب والعشاء. والسر في صلاتي الظهر والعصر. ولكن في حال النسيان لا تسقط الصلاة.

وقد ثبت عن بعض الصحابة ذكر بعض السور التي كان يقرأ بها رسول الله صلي الله عليه وسلم في الصلوات السرية وكان هذا لأن النبي صلوات الله عليه كان يرفع صوته قليلاً ليعلم الصحابة بما يقرأ في الصلاة. وعلي هذا فالصلاة صحيحة ولا يلزم الإعادة.