الفنان الراحل عمر الحريرى ،واحدا من أشهر وألمع نجوم الفن في مصر والعالم العربي، والحقيقة أنه فنان وإنسان له من اسمه نصيب، فطوال عمره كان يمتاز بالرقي والهدوء ، فقد كان يتسم بالخلق وروح الدعابة والطيبة ، ونستعرض لقاء نادر للفنان الحريرى 

 أستاذ عمر لو قلنا إن حضرتك من أوائل الدفعات التي تخرجت من المعهد يا ترى  ما هي أول أعمالك؟
أُلحقنا بالفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى التي تسمى حالياً المسرح القومي ،وكان مدير الفرقة وقتها الأستاذ زكي طليمات أستاذنا، والمخرجين فتوح نشاطي وسراج منير ومجموعة من الأخوة الكبار القدامى وكانت أول مسرحية التحقنا بها و قدمناها كمحترفين في مسرح الأوبرا أكتوبر سنة 1949 كانت مسرحية عبد الرحمن الناصر شاعر العزيز أباظة باشا . 
 حضرتك التحقت بالمعهد سنة 1943 /1944 ماذا كانت نظرة المجتمع والأسرة في هذا الوقت بالنسبة لدخول معهد التمثيل أو دخول هذا المجال بشكل عام؟
أنا حقيقة هاوي تمثيل وأنا في ست سنين وكنت أذهب للمسارح مع والدي و والدتي كثيراً وأشاهد مسرحيات الريحاني ويوسف وهبي و جورج أبيض وأمينة رزق وبدأت تنمو الهواية عندي من سن صغير وكنت بعد ماأرجع من المسرح أقلد هؤلاء الممثلين ،وبعد ماأصبحت في الثانية عشر كنت أشتري مجلات الصباح التي كانت تطبع مسرحيات يوسف وهبي ،كنت أشتريها وأحفظ منها مشاهد كثيرة وأجمع بعض أفراد الأسرة خالاتي وبنات عمتي وأعملهم فرقة ونمثل لكنهم ليس لهم هواية في التمثيل فكنت أنا أقوم بكل الأدوار ،الى أن قولت لوالدي حابب أمثل ، في البداية استغربوا ورفضوا،لكن بعدها قال لي تاخد الشهادة الأول وبعدها تمثل مثل مافعل زكي رستم ويوسف وهبي وكل الفنانين الكبار الذين معهم مؤهل، فبدأت أذاكر لغاية ماحصلت على التوجيهي وبهذه السنة افتتح معهد التمثيل وطلبوا من الشباب أن يتقدموا وتقدمت مجموعة كبيرة  من الشباب منهم أنا،وكان في مسرح الأزبكية أكثر من ألفين متقدم ،دخلت الامتحان وقولت قطعة شعر من مسرحية وجملتين من فيلم وانتهى الامتحان وقالو لنا بعد 15 يوم امتحان التصفية وبالفعل ذهبت لامتحان التصفيات لقيت 200 شخص تقريباً وقولت به نفس مشاهد المرة السابقة،
بعدها جاءني جواب أنني قبلت للمعهد وأحضر الأوراق المطلوبة كالشهادة وشهادة الميلاد، أخبرت والدي وقال لي مفيش مشكلة التمثيل مهنة ممتازة وجيدة وكل من فيها ذو قيمة ومحترمين ،سألتو عن سبب الاعتراض في البداية قال لي كنت أحاول قدر الامكان تكون محامي دكتور مهندس وأفتخر بك لكن مادام هذا اختيارك ستكون ناجح أيضاً ،
ودخلت معهد التمثيل وبعد ماتخرجت وقدمت كذا عمل كان  هناك فيلم جديد لي واعلانات فقولت لوالدي افتخر بي اسمى أصبح في كل مكان مثل ماكنت تتمنى والحمدلله  . 
 فكرة حضرتك عن الفنان يوسف وهبي في بداية وقوفك على خشبة المسرح ..كيف كانت  ؟
كانت واصلاني فكرة عن يوسف وهبي أنه انسان شديد جداً وعنيف في تعامله وابن باشا ولو أي أحد وصله أو تكلم معه يكون حظه كبير جداً ،لكنه في الحقيقة وبالقرب منه تبين أنه شخصية عظيمة ناجحة متواضعة . 
 البداية في السينما كانت من خلال فيلم الأفوكادو مديحة ..كم فيلم قدم عمر الحريري؟
قدّمت كثير من الأفلام وعندما حصرتهم لقيتهم حوالي مئة فيلم وأكثر .
 حضرتك بدأت تقل من السينما ماهي الأسباب؟ 
بدأت في السينما وقدّمت أدوار جيدة جداً وهناك أدوار بطولة لي مع شادية وسميرة أحمد وماجدة وفاتن حمامة ،لكن هناك أسباب مجهولة أبعدتني ممكن تكون المخرجين أو أنا أو المنتجين..حقيقة لاأعرف ، لكن كان لدي عقود فنية في بداية حياتي الفنية  لكن بعد ما ارتبطت بأعمال غيبتني في السفر أربع شهور تقريباً ضطروا لتغيري وحصل هذا أكثر من مرة فيمكن سفري المتكرر سبب من الأسباب التي أبعدتني،لكن ماكان أحد يعرض علي أعمال أو ينصحني بالبقاء للعمل بل بالعكس 
بعد ماقدمت فيلم (أغلى من عنيا )والذي أعتبره أحسن فيلم لي وهو اخراج عز الدين ذو الفقار ، وقتها كانت بداية جوائز السينما وكل من قابلني وقتها قال لي أني مرشح لحصولي جائزة على هذا الفيلم لأنه دور يحتوي كل أنواع التمثيل وكنت سعيد جداً،لكني في الحقيقة لم أحصل ولا على جائزة لاأنا ولا الفيلم. 
 هل مصر البلد الوحيدة التي تعتمد على أسماء معينة في السينما أو على نجوم شباك ؟
للأسف هناك تخصيص فقد أصبح هناك ممثل مسرحي وممثل تلفزيوني وممثل سينمائي مع أني لا أتفق مع هذا أبداً فالممثل الجيد يستطيع أن  يمثل كل الأنواع والأدوار.
 ماالفرق بين ممثل السينما وممثل المسرح وممثل التلفزيون برأي عمر الحريري؟
يمكن ممثل السينما مرفّه قليلاً عن الممثل التلفزيوني فأنا أعتبر ممثل التلفزيون من العمال لأنه يقف في استديوهات كثيرة جداً ويعيد المشهد أكثر من مرة  ويعاني كثيراً،فقد تربيت في التلفزيون وعملت به قبل افتتاحه في مسلسل (الهروب)مع أول مخرج تلفزيوني في مصر محمود السبّاع.
 ننتقل للجانب الانساني ..هل لديك أولاد أستاذ عمر؟
نعم لدي ابنتين ومتزوجين ولديهم أولاد ،بنت في القاهرة  وبنت في اسكندرية .
 حضرتك مع نظرية (ماأعز من الولد الا ولد الولد)؟
هي ليست نظرية بل واقع لأن الانسان عندما يتزوج في سن صغير يكون مشغول ببناء الأسرة فلم يجد الوقت لملاعبة أطفاله وملاطفتهم وهكذا وخصوصاً في مهنتنا لأننا مطلوب مننا نواصل العمل ليلاً نهاراً فأحياناً نضطر لتمثيل مسرح وتلفزيون مع بعض فيكون الوقت كله مشغول فوقتنا ليس بملكنا ،وخاصةً في الصغر كنا أكثر ضغوطات ، لكن عندما الأولاد يكبرون ويتزوجون وينجبون ويدخل الأسرة طفل جديد بعد مساحة كبيرة من الزمن دون أطفال فيرى الشخص ثمرة ونتاج هذا التعب فيسعد بهم ويحبهم ،والأطفال والأحفاد نعمة من نعم الله وخصوصا لما يكونوا جيدين وناجحين.