أكد الفريق محمد حجازي قائد قوات الدفاع الجوى، أن صفحات تاريخ العسكرية المصرية لا تنضب، يسطرها الرجال بالبطولات والتضحيات، وبين طياته نجد الحدث الأبرز للقوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة .. مشيرا الى ان يوم الثلاثين من يونيو، والذى نحتفل فيه اليوم بالعيد الثالث والخمسين لقوات الدفاع الجوى المصرى .. والذى يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقى عن بناء حائط الصواريخ عام 1970.. والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى .. واللبنة الأولى فى صرح الإنتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.
قادرون على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها
قال إنه ليوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية تجسدت فيه بطولات عظيمة وتضحيات جليلة قدم فيها رجال الدفاع الجوى أرواحهم حتى تظل الرايات خفاقة .. فسلاماً على الشهداء ... وكان لزاماً علينا فى هذا اليوم التقدم بالشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل
من رجال الدفاع الجوى .. الذين سبقونا فى تولى المسئولية وحملوا لواء الشرف والواجب .. فأستحقوا منا كل التقدير والإعتزاز ...
كما أتوجه بالتحية لرجال الدفاع الجوى .. حماة سماء مصر ودرعها الواقى المرابضين فى كافة ربوع وحدود مصر الحبيبة .. كونوا دائماً على قدر المسئولية وعند حسن ظن شعبكم الأبى .. كونوا أداة للتحديث والتطوير
وبناء المستقبل .. كونوا القدوة والمثل فى نكران الذات فداءً لوطننا الحبيب.
ويسعدنى فى هذه المناسبة أن أوجه رسالة إطمئنان لشعب مصر الكريم، إن قواتكم، قوات الدفاع الجوى .. تعمل ليل نهار سلماً وحرباً فى كل ربوع مصر .. عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها .. ونجدد العهد معكم بالحفاظ على راية الوطن عالية .. خفاقة.
وإننا إذ نؤكد للفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى أن قوات الدفاع الجوى ماضية فى التطوير والتحديث وزيادة قدراتها القتالية .. لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات .. محافظين على سماء مصر .. سلماً وحرباً.
ويشرفنى ويشرف قوات الدفاع الجوى ... أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ... مجددين العهد لسيادته ... أن تظل دوماً قوات الدفاع الجوى جنوداً أوفياء ..بناة للمستقبل .. حافظين العهد ... مضحيين بكل غال ونفيس... نحفظ للأمة هيبتها .. ولسماء مصر قدسيتها ... لتظل مصر درعا لأمتنا العربية.
حمى الله مصر شعباً عظيماً وجيشاً باسلاً يحمى الإنجازات ويصون المقدسات.
أضاف ان قوات الدفاع الجوى تمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة.. وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم ، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ
ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الإستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو عام 1970 من إسقاط
عدد (2) طائرة فانتوم ، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم وإتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدا لها .
قال إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لاينتهى ... وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب... وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور
قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب .... ولكى نبرز أهمية هذا الدور ... فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور فى ذلك الوقت ... حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا ..... والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973
إلى (600) طائرة أنواع مختلفة ...
لقد بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة
فى أكتوبر 1973 من خلال إستكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الإستعداد القتالى وإكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار ....
وعند تحييد الدفاع الجوى يصبح لدى العدو الفرصة للحصول على السيطرة الجوية وإمتلاك مسرح العمليات وتحقيق التأثير على كافة الأهداف وخاصة فى ظل التوسع فى إستخدام الهجمات السيبرانية والعدائيات الجوية الحديثة من أسلحة ذكية وصواريخ طوافة.
وطائرات بأنظمة غير مأهولة وأنظمة حرب إلكترونية بصورها ومداياتها المختلفة كل ذلك لتحييد عناصر الدفاع الجوى وذلك يتطلب إستعداد قتالى وكفاءة قتالية عالية فى السلم والحرب لإستيعاب التكنولوجيا المتقدمة ... (فرجال الدفاع الجوى هم عيون مصر الساهرة) .
هناك أهتمام دائم من قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية ونتيجة للخبرات والمستوى التدريبى العالى لقوات الدفاع الجوى تسعى الدول الصديقة والشقيقة
للتعاون العسكرى بمجالاته المختلفة وذلك فى ظل العلاقات السياسية المتنوعة وأهميتها بالمحيط الإقليمى والدولى .
ونظراً للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب ، التطوير ، التحديث) معنا مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، الصين ، جمهورية باكستان ، الهند ، اليونان ، قبرص .
وفى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة وتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة بإنشاء الأكاديمية العسكرية المصرية لتطوير أداء الضابط المصرى ... تقوم قوات الدفاع الجوى متمثلة فى الكلية بإتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور : المحور الأول ( تطوير أسلوب إختيار أعضاء هيئة التدريس ) بترشيح الضباط أوائل الدفعات .
للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات .
المحور الثانى ( تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية ) من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى وزيادة الأقسام الهندسية من الميكاترونكس وأنظمة الحاسب الآلى بجوار قسم الإتصالات والتى تساعد ضباط الدفاع الجوى على تطوير الآداء .
المحور الثالث ( تطوير طرق وأساليب التدريس وإبتكار مساعدات تدريب متطورة ) من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسة بإستخدام ( المالتى ميديا ) .
المحور الرابع ( تطوير البيئة التعليمية بالكلية ) خاصة فى إطار إنشاء الأكاديمية المصرية العسكرية في طفرة لم تشهدها مصر من قبل ويشمل التطوير (المكتبات , ميادين الرماية والتدريب , الفصول التعليمية المتطورة , المعامل الهندسية , مستشفى , المنشآت الرياضية المختلفة) .
المحور الخامس ( تطوير أداء البحث العلمى ) بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى ( بالقوات المسلحة والجامعات المدنية المحلية والدولية ) بإنعقاد (المسابقات , المؤتمرات) العلمية الدولية والتى إكتسبت مكانتها خلال الفترة السابقة .
وتنفيذاًً لتوجيهات القيادة السياسية للإهتمام بالموهوبين والمبتكرين من شباب الوطن وإنطلاقاً من مسئولياتنا تجاه أبنائنا وشباب مصر الموهوبين لأنهم هم الأمل وكذلك النور القادم ... وأؤكد على حقائق قياس تقدم الأمم بمدى تطورها فى مجالات العلوم والتكنولوجيا
وخاصة مجال البحث العلمى فهو يعتبر الركيزة الأساسية للتقدم ولفترة كبيرة كانت الدراسة بكلية الدفاع الجوى تتم بصورة نمطية أسوة بالمناهج التعليمية المعتمدة من الجامعات المصرية ... لكن كأحد الدروس المستفادة من التحليل والمتابعة المستمرة لنتائج الضباط المتميزة
من قوات الدفاع الجوى الذين تم تأهيلهم داخل وخارج مصر وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية ( الماجستير ، الدكتوراة ) من خلال التعاون العلمى مع المعاهد والمراكز العلمية المناظرة فى الدول الشقيقة والصديقة ... فكان لزاماً علينا تغيير فكر وأسلوب التدريس وتقييم العملية التعليمية بالكلية ... وإنطلاق إستراتيجية الدولة الحالية لتوطين الصناعات التكنولوجية إبتداءاً من الإهتمام بالموهوبين والمبتكرين من الشباب وتفعيلاً للدور المجتمعى ومشاركة أبناءنا
من المجتمع المدنى وشباب المبتكريين للبحث عن حلول غير نمطية لتطوير فكرهم على المستوى العلمى وخلق روح التنافس بالإضافة إلى قياس المستوى العلمى الحقيقى لطلبة كلية الدفاع الجوى من خلال منافستهم.
مع زملائهم فى الكليات والمعاهد العلمية سواء المحلية أو العالمية المناظرة .. تم تنفيذ المؤتمر العلمى الدولى للإتصالات (ITC-EGYPT) بكلية الدفاع الجوى لعامين متتاليين ... لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية بإشتراك أعضاء هيئة التدريس والدارسين وهو ما أثبت مدى جدارة أبناء كلية الدفاع الجوى بين أقرانهم
على مستوى العالم وتستعد الكلية حالياً لإنعقاد المؤتمر العلمى فى نسختة الثالثة خلال يوليو 2023.
وبدعم وإشراف من القيادة العامة للقوات المسلحة تم إستكمال النجاح المحقق بتنظيم مسابقة الإبتكارات العلمية بين أبناء الكليات والمعاهد العلمية المدنية المناظرة
بتشريف السيد / القائد العام للقوات المسلحة وتم عرض أحدث الإبتكارات العلمية والتكنولوجية لأبناءنا فى الكليات العلمية والعملية سواء بالقوات المسلحة أو الجهات المدنية ... وظهر خلال المسابقة تطور الفكر ومدى إستيعاب التكنولوجيا الحديثة لأبناءنا واللى بيتم إستخدامة فى إيجاد حلول غير نمطية لكافة النقاط البحثية تحت الدراسة ... مما يكون له مردود إيجابى فى تطوير فكر أبناءنا الضباط ومساهمتهم فى تطوير وتحديث نظم التسليح المختلفة ... وكذلك تنمية مهارات أبناءنا من القطاع المدنى وزيادة مشاركتهم الوطنية مع قواتهم المسلحة كذلك توجيههم مع الكيانات التصنيعية لإظهار مبتكراتهم والإٍستفادة منها.
فى عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول
على المعلومات سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية ... بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها .
ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا فى هذا الأمر .. هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان ..
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية ( الفانتوم ) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت.
وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة علاوة على الأرتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل .
إن تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى يعتمد على منهج علمى مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى وطبقاً لعقيدة القتال المصرية .
وتدرك قيادة قوات الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى .
فكان لزاماً علينا أن نقوم بتأهيله ( معنوياً / نفسياً / بدنياً / فنياً / إنضباطياً ) طبقاً لأسس ومعايير دقيقة حيث يتم رفع المستوى التدريبى من خلال إتباع سياسة راقية تعتمد على الإستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة بالإضافة إلى التوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية بالإستفادة بما يمتلكه مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى من تجهيزات متطورة تتوائم مع الأنظمة المتطورة للصواريخ المضادة للطائرات مع إستمرار العمل فى تطوير وتحديث مراكز التدريب طبقا للخطط المصدق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة للوصول بمقاتلى الدفاع الجوى لأعلى مستويات الإحتراف.
وأيضاً من خلال التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لإكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات بقوات الدفاع الجوى بهذه الدول.
وأود أن أطمئن الشعب المصرى إن قوات الدفاع الجوى ... القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية ... تعمل ليل نهار سلماً وحرباً فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء الجمهورية الجديدة ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها ونعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة .
والسيد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على أن نسير قدماً فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى ..... وأن نظل دوما جنوداً أوفياء ..بناة للمستقبل .. حافظين العهد ... مضحيين بكل غال ونفيس... نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها ... لتظل مصر درعا لأمتنا العربية .
اترك تعليق