هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مطبوعاتنا الثقافية فى مهب الريح
عرض مشاحنات
عرض مشاحنات

تحتاج إلى التطوير.. واحترام الكتاب وتلبية حاجة القراء

أتابع باهتمام الأحاديث الدائرة حول مجلة المسرح التي يصدرها المركز القومي للمسرح، وتوقف هذه المجلة عن الصدور منذ عدة أشهر، والرغبة في تحويلها إلي إصدار إليكتروني.


آخر معركة حول المجلة خاضها الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلاموني، الذي لقي ربه وهو في غمرة دفاعه عن بقائها خلال اجتماع مايسمي بمجلس إدارة المركز القومي للمسرح، وسوف يذكر التاريخ للرجل هذا الموقف الذي لاأدعي إنه دفع حياته بسببه، فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالي.

الذي علمته مؤخرا أن هناك نية أو قرارا باستمرار صدور المجلة ورقيا. بعد تراجع الناقد عبدالرزاق حسين رئيس التحرير عن الاستقالة.وهو أمر جيد لو تم، وسمعت كلاما عن خطط مقترحة لزيادة توزيع المجلة التي تعاني من سوء التوزيع، مثلها مثل غيرها من المجلات.

مسألة سوء التوزيع هذه لاتخص مجلة المسرح وحدها بل تخص أغلب إن لم يكن كل مطبوعاتنا الثقافية، وهنا لابد أن نسأل أنفسنا لماذا تعاني مطبوعاتنا الثقافية سوء التوزيع، هل الأمر يتعلق بمستوي هذه المطبوعات وعدم قدرة القائمين عليها على تلبية احتياجات المثقفين منها، أم أن المثقفين أنفسهم يحجمون عن شرائها توفيرا للنفقات.

لايمكن وضع كل المطبوعات الثقافية في سلة واحدة والحكم لها أو عليها. هناك مطبوعات لاتستحق الورق الذي طبعت عليه. وهناك أخري على مستوي معقول ولابأس به، وإن كانت مطبوعاتنا الثقافية كلها في حاجة إلي سؤال بسيط يطرحه كل مسئول علي نفسه، ألا وهو: ماذا يمكنني أن أقدمه للقارئ لن يجده سوي فى مطبوعتي التي أتولي أمرها؟ بمعني أن مصادر المعرفة أصبحت متاحة وبكثرة وبالمجان تقريبا، يعني كارت فكة بخمسة جنيهات يمكنني من مطالعة العديد من المجلات والكتب والمقالات، ولاحاجة لي لشراء مطبوعة ثقافية إلا لو كانت تقدم لي مالايمكن أن أجده من خلال شبكة الانترنت.

إذن المسألة متوقفة على هذا السؤال البسيط والمهم. فإذا اجتهد كل مسئول عن مطبوعة ثقافية في البحث عن وسيلة تمكنه من تقديم الجديد والمختلف الذي يخصه والذي لن يجده القارئ في أي مكان، فإنه بذلك يكون  قد حقق غاية المراد من رب العباد، وساعتها لن نسأله عن النتائج الخاصة بالتوزيع لأنه سيكون مسئولا عن الأداء فحسب.. المهم أن يجتهد كل مسئول ويرهق نفسه شوية بدلا من اتباع منهج " عبي له وإدي له".

وحتي نكون صرحاء مع أنفسنا لابد من الاعتراف بأن المسرحيين تحديدا، أغلبهم طبعا، لايقرأون، وهو مأزق يواجهه أي مسئول عن مطبوعة مسرحية، ولكنه لايسأل عن ذلك مادام يؤدي عمله بشكل جيد. ولايقوم بتعبئة مطبوعته كيفما اتفق وخلاص.. بعضهم يفعلها للأسف الشديد.

تحتاج مطبوعاتنا المسرحية والثقافية عموما . فضلا عن سؤال ماذا نقدم للقارئ. إلي مزيد من الدعم المادي، أجور الكتاب في هذه المطبوعات مهينة ولاتليق بكاتب، شابا كان أم كبيرا، دني الأجور يجعل الكتاب الموهوبين بحق يحجمون عن النشر في تلك المطبوعات، وهو مايجب أن ينتبه إليه القائمون عليها، ومن لايستطيع توفير أجور محترمة لكتاب مطبوعته فليحترم نفسه ويقدم استقالته، علينا أن نحترم الكتاب إذا أردنا أن تكون مطبوعاتنا الثقافية ذات شأن.

وبغض النظر عن أي شئ فإن استمرار الإصدار الورقي لمجلة المسرح أمر مهم وضروري.. من العيب أن تكون مصر، بكل انتاجها المسرحي، غير قادرة ليس على إصدار مجلة واحدة للمسرح، بل على إصدار عشر مجلات خاصة بأبي الفنون..المهم أن يدعم المسرحيون هذه المجلات ويقبلون علي شرائها.. أي مطبوعة ثقافية في مصر لايتجاوز ثمنها ثمن نصف علبة سجائر من النوع الردئ!.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق