اكتسبت زيارة رئيس الوزراء الهندي اريندرا مودي. للولايات المتحدة أهمية كبيرة علي المستويين السياسي والاقتصادي.
بذل البيت الأبيض قصاري جهده للترحيب بمودي. الذي حظي باستقبال رسمي الخميس الماضي. قبل إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
أقيمت مأدبة عشاء رسمية علي شرف الضيف الزائر. وعقد لقاء بينه وبين رؤساء كبريات الشركات الأمريكية. وألقي مودي خطاباً في جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ.
ذكرت صحفية "فاينانشال تايمز" البريطانية أن بايدن نقل الاحتفاء بمودي إلي مرحلة جديدة. مشيرة إلي أن سر هذه الحفاوة لا علاقة لها بسياسات مودي. ولكنه يتصل اتصالاً وثيقاً بالموقع الجغرافي للهند. فلا توجد هناك دولة أخري لديها الحجم أو القدرة علي العمل كقوة موازنة للصين.
أوضحت الصحيفة أن أمريكا والهند تشتركان في خوف واقعي من الصين. وأن التقارب هو الشيء المنطقي الذي يجب القيام به.
تريد واشنطن أن تكون الهند دولة لها ثقل استراتيجي موازن للصين. وتراها شريكاً مهماً. فيما يسعي مودي إلي زيادة نفوذ بلاده علي الساحة الدولية.
منطقة المحيطين الهندي والهادئ. هي المكان الذي من المحتمل أن تحتاج فيه الولايات المتحدة إلي نفوذ الهند أكثر من أي مكان آخر في الوقت الحالي. ولطالما نظرت الولايات المتحدة إلي الهند علي أنها قوة موازنة لنفوذ الصين المتنامي في المنطقة.
لم تتردد الهند في اتخاذ قرارات تثير غضب الصين. وأجرت تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية العام الماضي. في ولاية أوتاراخاند. التي تشترك مع الصين في مجاورة الهيمالايا.
يتطلع مودي إلي الاستفادة من التقارب مع الولايات المتحدة. لكي يصبح شريكاً لا غني عنه لطموحات التكنولوجيا الأمريكية- وفق ما ذكرت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية.
خلال زيارته لواشنطن. التقي رئيس الوزراء الهندي عدداً من كبار قادة القطاع الخاص. بما في ذلك إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا". الذي قال إنه يخطط لزيارة الهند العام المقبل.
قال ماسك: لقد كان لقاءاً رائعاً مع رئيس الوزراء.. أنا في الواقع متحمس للغاية بشأن مستقبل الهند.. أعتقد أن الهند يعول عليها أكثر من أي دولة كبيرة في العالم.
بالنسبة لبايدن. تقدم الهند توازناً دبلوماسياً وعسكرياً لقوة الصين في المنطقة. في وقت تنأي فيه الولايات المتحدة بنفسها عن العملاق التجاري الأبرز في العالم.
يري كلا البلدين أن بكين تشكل تهديداً. حيث قام بايدن بتوسيع قيود التصدير التي فرضت في عهد سلفه دونالد ترامب علي الصين. بينما حظرت حكومة مودي مئات التطبيقات الصينية في أعقاب اشتباك حدودي أسفر عن مقتل 20 جندياً هندياً في عام 2020.
كان علي رأس جدول أعمال رئيس الوزراء الهندي في الولايات المتحدة إزالة القيود التنظيمية علي الأعمال التجارية. لاسيما في مجال التكنولوجيا.
في الوقت الذي تسعي فيه إدارة بايدن إلي منع الصين من الحصول علي رقائق متقدمة وتقنيات أخري. تعمل الولايات المتحدة والهند علي إيجاد طرق لتعزيز صناعة أشباه الموصلات في الهند- حسب ما نقلت "بلومبرج" عن مسئولين علي إطلاع بالتفاصيل.
قبل زيارة مودي لواشنطن. قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنه لا يوجد شريك أكثر أهمية من الهند فيما يتعلق الأمر بقضايا مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وسلاسل التوريد والطاقة النظيفة وأشباه الموصلات وتغير المناخ. وقال في مؤتمر صحفي: الهند ستكون شريكاً استراتيجياً لعقود قادمة.
يبدو طموح مودي للهند في أن تصبح لاعباً في تصنيع الرقائق أقوي اليوم. بعد أن تضاعفت واردات الولايات المتحدة من الرقائق من الهند. أكثر من 38 مرة في الربع الأول.
كما ضاعفت شركة "آبل" إنتاج "آيفون" في الهند ثلاث مرات خلال السنة المالية الماضية. حيث تسعي لتقليل اعتمادها علي بكين.
تقترب شركة تصنيع الذاكرة الأمريكية "ميكرون" التي تخضع للتحقيق في الصين. من الحصول علي موافقة الحكومة علي مصنع أشباه الموصلات بقيمة مليار دولار.
قال "ماسك" بعد اجتماعه مع مودي إن من المرجح أن تقوم "تسلا" باستثمار كبير في الهند في أقرب وقت ممكن.
هذا في الوقت الذي تزدهر فيه الأسواق المحلية في الهند. حيث وصلت معايير الأسهم إلي أعلي مستوياتها علي الإطلاق. حيث قام المستثمرون العالميون بالاستثمار بما يصل 8.7 مليار دولار في الأسهم المحلية هذا الربع. وقد ساعد تدفق الأموال في جعل "الروبية" ثاني أفضل عملة أداء في آسيا هذا العام.
يمتد التعاون التكنولوجي الهندي مع الولايات المتحدة أيضاً إلي مجال الدفاع. إذ وقعت شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية وشركة "هندوستان" الهندية للملاحة الجوية. اتفاقية خلال زيارة مودي لإنتاج محركات للطائرات المقاتلة الهندية. كما سيكون للجانبين اتفاقية ترخيص مرنة تسمح بنقل التكنولوجيا.
نقلت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية عن مانجاريتشاترجي ميلر وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية الذي يوجد مقره الولايات المتحدة: إن الولايات المتحدة انتقائية تماماً بشأن من تشارك التكنولوجيا العسكرية معها.
اترك تعليق