بقلم ليلى جوهر
المنظومة التعليمية الشاملة المحور الرئيسى لبناء جيل المستقبل عن طريق منحهم تعليما حديثا وثقافة متنوعة ومعارف شاملة ومهارات إبداعية وغرس مفاهيم الوعى الوطنى والقيم والمبادئ والأخلاق..
فأبناء اليوم هم بناة وحماة الغد.
على مدى التاريخ ظهرت أهمية النشأة العسكرية للأبناء بجانب منحهم العلوم والمعارف والفنون ليستطيعوا بناء وطنهم والدفاع عنه..
وفى هذا العصر تستمر مسيرة بناء الإنسان علميا وثقافيا ومعرفيا ورياضيا ودينيا وعسكريا وغرس قيم الولاء والإنتماء والوعى بالأحداث العالمية والوطنية وما يواجه الوطن من تحديات داخلية وخارجية فالوعى الشامل أداة بناء ودفاع..
فى هذا العصر أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قانون التربية العسكرية..
رقم (46 لسنة 1973 ) الذى ينص على ضم مادة التربية العسكرية لتكون إضافة للمواد العلمية والثقافية والرياضية والدينية التى يتم تعليمها للأبناء فى المدارس لمواجهة ما يمر به الوطن من مخاطر وتحديات..
لذا فقد صدر القانون رقم..
(46 الصادر (7/6/1973 )
قبل بدء حرب السادس من اكتوبر وقد كانت خطوة إستباقية وتحضيرية لمواجهة المخاطر التى تحيط بالأمة المصرية..
فما اشبه اليوم بالبارحة فى مواجهة المخاطر والتحديات بسلاح الوعى وتأهيل الأبناء لمواجهة التحديات..
وقد نص القانون رقم (46 لسنة 1973 ) فى المادة (2) على..
يستهدف نظام التربية العسكرية تنمية الوعي العسكري لدى طلبة مرحلتي التعليم الثانوي والعالي بما يكفل تنشئة أجيال من الشباب تصلح لتأدية الخدمة العسكرية عند التحاقهم بها ولتأدية مهام وطنية أثناء الحرب أو خدمات وطنية يصدر بتحديدها قرار من وزير الحربية.
ولقد تم تعديل القانون رقم (55 لسنه 1968) بشأن منظمات الدفاع الشعبي..
والقانون رقم( 46 لسنه 1973) بالقانون رقم( 165 لسنة 2020) فى المادة الرابعة التى تنص على ..
أن تشتمل التربية العسكرية للطلبة والطالبات علي التدريب والثقافة العسكرية والخدمة الطبية ومواجهة الأزمات والتحديات والتعريف بالمشروعات القومية ودور القوات المسلحة في صون الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ، وذلك طبقًا للمناهج التي تحددها وزارة الدفاع وهذا التعديل هاما مواكبا للاحداث ولنشر الوعى الوطنى..
من وجهة نظرى القانونية أنه يمكن تعديل نص المادة الأولى فى القانون رقم( 46لسنة 1973)..
فبدلا من إقتصارها على المرحلة الثانوية والجامعية فقط..
بل تمتد لتشمل جميع المدارس العامة والخاصة والأزهرية بمراحلها المختلفة وذلك نظرا للأسباب الأتية..
تغير التكوين السيكولوجى والفسيولوجى للأبناء نظرا للعديد من العوامل المختلفة .
ثورة الإتصالات والميديا والتأثير الضار على النشء الصغير فى مرحلة تكوين الشخصية..
العوامل الإجتماعية التى أدت لظهور بعض الظواهر الغريبة عند بعض الأبناء مثل جرائم الأحداث المختلفة كالبلطجة والضرب وشرب المواد المخدرة والتنمر وغيرها من الجرائم الغريبة عن المجتمع..
ضعف المنظومة التعليمية والثقافية فى مواجهة الغزو الفكرى...
الصراع والحروب المختلفة بما يتطلب الوعى الشامل بأنواعها وصورها التقليدية والحديثة وكيفية المواجهة العسكرية ..
لذا فقد أصبحت مادة التربية العسكرية ضرورة حتمية لمواجهة المخاطر والتحديات التى تواجه الوطن وذلك بعدة طرق ومنها..
الإشراف العسكرى وتدريس مادة التربية العسكرية كما نص على ذلك قانون التربية العسكربة وتعديلاته..
تطوير العملية التعليمية العلمية والثقافية والقانونية والرياضية والدينية بإحدث الطرق والوسائل والمناهج الحديثة لتشكل مع الإشراف العسكرى منظومة رائدة لبناء الإنسان المصرى..
من وجهة نظرى ..
أن الإشراف العسكرى يجب أن يشمل جميع المراحل الدراسية والمدارس بكافة أنواعها عامة وخاصة وأزهرية..
منذ بداية إلتحاق التلميذ بالمؤسسات التعليمية حتى إنتهاء المرحلة الجامعية .
تدرج المناهج العسكرية طبقا للمرحلة العمرية لتبدأ من الصف الرابع كتدريب بدنى ورياضى ومعلومات بسيطة لغرس قيمة الانتماء والولاء وحب الوطن والفداء وتدريس قصص حياة الشهداء وتاريخ الدولة المصرية منذ قدم التاريخ حتى الأن والحروب التى خاضتها وكيفية تحقيق الانتصار سواء فى التاريخ القديم او الحديث باسلوب عصرى محبب للابناء وذلك عن طريق محاضرات من القادة العسكريين المؤهلين للتدريس واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى عرض افلام عن هذه الحروب للتشويق وقوة التاثير..
القيام برحلات ثقافية لمشاهدة الأماكن التاريخية وشرح تاريخ هذه المرحلة وأبطالها وكذلك المشروعات والمدن الجديدة..
وذلك من ضمن خطط المواجهة لحملات الغزو الفكرى ومحاولات التاثير على الشعوب عن طريق الميديا والإعلام ...
عودة دور المؤسسات الثقافية والرياضية والدينية لدورها فى تربية النشء .
(فوائد الإشراف العسكرى)
تربية النشء منذ صغره على معنى وقيمة الانتماء والولاء والوعى الوطنى والثقافى والمجتمعى والقانونى..
الإشراف العسكرى على المدارس يعلم معنى الانضباط وتربية النشء رياضيا وثقافيا وعسكريا..
الحفاظ على الأبناء ضد محاولات الغزو الفكرى وبث الافكار المتطرفة فى النشء الصغير ..
مقاومة عوامل الهدم بعوامل البناء وعومل الإفساد بالإصلاح بالعلم والفكر المستنير والوعى وصحيح العقيدة والدين..
المشاركة بين المدرسين العسكريين وكافة مدرسى المواد الثقافية والرياضية والقانونية والدينية فى تربية النشء بمناهج حديثة متطورة ومتكاملة كلا له دور فى بناء شخصية الفرد ..
توفير الأدوات الرياضية فى المدارس ومستلزماتها والتعاون بين مدرس التربية العسكرية مع مشرفى مادة التربية الرياضية فى تدريب الأبناء على بعض الالعاب الرياضية مثل رياضة الدفاع عن النفس الكونغوفو والكارتيه والتايكوندو ورياضة الفروسية والرماية وأقامة المسابقات الرياضية فى كافة الانشطة المختلفة وضم المتميزين للمنتخبات القومية ..
منح الطلاب ملابس رياضية خاصة بمادة التربية العسكرية كما نص على ذلك القانون..
إقامة رحلات للطلاب لمشاهدة المشروعات الجديدة بمرافقة مختصين عن المشروعات بالاضافة للمشرف الاجتماعى والرياضى والمشرف العسكرى..
تفعيل مادة الافضلية للمتميزين فى مادة التربية العسكرية للإلتحاق بالكليات العسكرية كما نص القانون على ذلك فى المادة (25) فى قانون رقم( 46 لسنة 1973)
هذه الخطوة ستكون حافزا رائعا للتفوق فى مادة التربية العسكرية..
منح الإشراف العسكرى مزيدا من الصلاحيات للقيام بدوره فى إنضباط المنظومة التعليمية بجانب الإشراف من وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها والإدارة المدرسية..
توفير كافة المتطليات المادية لمدرسى مواد التربية العسكرية سواء من وزارة التربية والتعليم ووزارة الدفاع كما نص على ذلك القانون..
بل وأقترح منحهم بعض الوسائل للقيام بدورهم طبقا لمتغيرات الحياة العصرية ومنها..
توفير كاميرات المراقبة لتفعيل دور الرقابة والمتابعة لتحقيق الإنضباط داخل المؤسسة التعليمية ومزيدا من الصلاحيات لمتابعة منظومة العملية التعليمية.
الخلاصة
هذا القانون رائع يحتاج إلى التطبيق ليشمل جميع المراحل الدراسية بكافة صوره العامة والخاصة والأزهرية ليس فى المرحلة الثانوية والجامعية فقط ،بل لابد أن يشمل جميع المراحل المختلفة من أجل إعداد أبناء الأمة وقد تم منحهم تعليما متميزا وثقافة متنوعة ومعارف وعقيدة وسطية وصحيح الدين والوعى الوطنى والتربية العسكرية ليكونوا قادرين ومؤهلين لمواجهة المخاطر والتحديات..
فهؤلاء الأبناء من سيحملون راية البناء والدفاع عن الوطن فلنعدهم وننشئهم ليصبحوا بناة وحماة الأمة ودرعها الواقى وحصنها المنيع فأبناء اليوم بناة ورواد وقادة وحماة الغد ..
اترك تعليق