هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إقبال أكثر على سن السكاكين.. وركود فى أسواق مستلزمات الذبح

السكينة الجديدة بـ280 جنيها...والساطور بـ350..
شواية الفحم بـ35 .. وسيخ الكفتة بـ7جنيهات

الباعـــــــــــــــة:
الخير قادم.. رغم قلة المشترين
توافر الأسياخ والشوايات بمختلف المقاسات والأحجام

على عكس كل عام وقبيل موسم عيد الأضحى المبارك حيث اكتظاظ أسواق بيع مستلزمات ذبح الأضاحى بالمواطنين والجزارين وسط فرحة وبهجة لشراء احتياجاتهم ليوم النحر وأداء الشعيرة الدينية، نجد الأزمة الاقتصادية قد ألقت بظلالها وأثرت على تجهيزات موسم عيد الأضحى هذا العام..حيث انعكس غلاء أسعار الأضاحى الحية بجميع أنواعها على حركة البيع والشراء داخل أسواق أدوات الذبح والسلخ والشى وخلافه، وهو ما رصدته "" داخل أشهر مناطق بيع تلك المستلزمات بالقاهرة..حيث منطقتي "السروجية "و "تحت الربع" والتي خلت من المتسوقين كعادة كل عام.


البداية كانت لمحررة "" من داخل سوق السروجية حيث كان "أدوات الجزارة وسن السكاكين" وبداخله يقف عم سامى محمد صاحب الوجه البشوش، الذى قال: الحال واقف مافيش بيع ولا شراء، موسم عيد الأضحى هذا العام مضروب، السبب غلاء الأضاحى الحية، العام الماضى فى نفس التوقيت كنا مش ملاحقين على الزبائن، الوضع مختلف هذا العام، لأنه يعكس حال الناس وعجزهم عن شراء الأضاحى بسبب الغلاء الفاحش، الدنيا ماشية شوية فى سن السكاكين والسواطير لكن شراء الجديد منهم قليل جدا، سعر أغلي ساطور عندى بـ 350 جنيها وأكبر سكينة لذبح العجل بـ280، وهذا بسبب غلاء طن الحديد وتكلفة سن السكينة الصغيرة 10 جنيهات والكبيرة بـ 15.


وخلال الحديث مع عم سامي، حضر أحد الجزارين وعرفنا منه أنه جاء لاستلام "عدة الذبح" الخاصة به بعد أن تركها لعم سامى بعض الوقت لسنها استعدادا لذبح الأضاحى التى ينتظر زبائنها كى يطلبوه فى العيد وقال: بسن 3 سكاكين قديمة، ودفعت عليهم 50 جنيها مالوش لازمة شراء الجديد، ولحد الآن مافيش مضحيين أكدوا أن أذبح لهم فى العيد، وندعو ا الله أن الحال يتعدل ونلاقى أضاحى ندبحها.

وها هي ربة منزل "سلمي محمد" حضرت لذات المكان حيث العم سامى المحبوب من أهالى منطقة السروجية بمنطقة الدرب الأحمر، ومعها لفافة من الورق المقوى المربوطة جيدا لأنها تحوى مجموعة من السكاكين والسواطير، وتريد سنها، سألناها، هل هى تستعد لذبح أضحية فى العيد؟ قالت: نعم نحن بيت عائلة كبير وهذه سكاكين أكثر من أسرة داخل العائلة ونستعد بإذن الله لذبح "عجل وخروف" عن الجميع، وحاولنا رغم غلاء أسعار الأضاحى الحفاظ على أداء الشعيرة، وسهل ذلك أجتماع جميع أفراد العيلة فى أضحية واحدة لجمع قيمة المبلغ اللازم لشرائها.


وبينما تدعو "سلمي" الله أن يرفع الغلاء ويمر عيد أضحى مبارك على الجميع، حضر شاب يدعى "عبدالله يحيى" يرغب فى شراء أداة تستخدم فى عملية الذبح تعرف باسم "الكزلك"، وقال: فى العيد بشتغل "تنظيف وسمط" للروس والكوارع عشان استرزق، وجاى اشترى كزلكين من "عم سامى" وهنا فاجأه عم سامى بعدم توفر "الكزالك" لأنه لا يوجد طلب عليها هذه الفترة بسبب ركود حالة البيع والشراء الناتج عن أرتفاع أسعار الأضاحى الذى وضح جليا من بداية العام.

وبعد أن رصدنا هذا الوضع بمنطقة السروجية ترجلنا مسافة لبعض المترات لننتقل إلى منطقة "تحت الربع" الشهيرة بأنها أكبر سوق لبيع أدوات ذبح الأضاحى وجميع مستلزمات الجزارة وحتى شوايات الفحم وأسياخ الكفتة و"أورمات التقطيع"، لعل الحال يكون أكثر تفاؤلا.. لكنه لم يبدو كذلك بل أكد على حالة الركود التى تشهدها مثل تلك الأسواق.. حيث خلا هذا الشارع الطويل من المتسوقين ولم يميزه سوى البائعين.


و"تحت الربع" هو شارع بطول حوالى 4كم متر يبدء من نهاية شارع الخيامية وحتى بداية شارع بورسيعد قرب مقر مديرية أمن القاهرة القديم، والشارع عرضه يتجاوز الثمانية أمتار وعلى جانبيه دكاكين بيع هذه المستلزمات علقت على جدرانها وأرففها من الخارج لجذب المارة، وجميع الدكاكين مفتوحة ويقف على بواباتها أصحابها أو الصبية البائعون يرتبون ويلمعون بضاعتهم لعل بريقها ينادي على المشترين لها.


أحمد سيد هو صبي يقف أمام "دكانه" لبيع شوايات وشبكات وأسياخ الفحم، قال وابتسامة الشقيانين على وجهه: "الحمد لله يا أستاذة على أى حال، شوفنا الحلوة فى المواسم اللى فاتت يبقى نستحمل المرة موسم السنادى"، وكان هذا أكثر الردود تفاؤلا بأن الخير قادم، وأخذ أحمد يعرف بأسعار وأحجام شوايات الفحم لديه وقال جميع المقاسات متوفرة من أول 30سم حتى 150سم والسعر بيبدء من 35 جنيه إلى 150والأسياخ أصغر حجم بـ7 جنيهات و هواية الشوى بـ20جنيها، وأوضح أنه جاهز لأى طلبية بأى كميات لتجار الجملة وبنفس الابتسامة ختم بـ "بس ربنا يبعت".


بعد خطوات قليلة كان دكان سامح العمدة المتخصص فى "المسنات الحديدية والإنارات" أى قطع حديدية مطوية تستخدم فى تعليق الذبائح وقت التقطيع والتشفية فقال: مافيش اقبال خالص ولا جزارين ولا مواطنين، والكل عارف الأسباب، أسعار أقل خروف تضاعفت 3و 4 أضعاف سعر العام الماضى، الأمر كذلك على باقى أنواع الأضاحى. الناس تجيب منين، أنا شغال فى أدوات ذبح وتجهيز الأضحية واللى متصنعة من الحديد والحديد رفع فى السماء والدولار السبب، علشان كدة مقدرش أديكى سعر محدد عشان كل يوم بسعر، الموسم السنادى نايم على الجميع، وكل فين وفين لما يجيلى زبون يشترى سواء تاجر جملة أو مواطن قطاعى.


وأما ناجى يونس فهو شاب يظهر عليه علامات الكفاح وحب العمل وقف وسط ورشة النجارة الخاصة به، والتي تتوسط شارع "تحت الربع"، وقف يصنع أورمات تقطيع اللحم، و من حوله عدد ليس بقليل من العمال منهم يقوم بتقطيع أصل جذوع الشجر الضخم أسفل المنشار الكهربائى، وآخرون يقومون بجليها بالصاروخ الكهربى أيضا، والباقون منهمكون فى تركيب أرجل الأورمات الضخمة، والأخرى الأصغر حجما، قال ناجى: هنا ورشتنا أقدم مكان لتصنيع وبيع الأورمات الخشبية المخصصة للجزارة وموسم الذبح فى عيد الأضحى، ولدينا جميع المقاسات والأحجام، نبيع بالجملة والقطاعى سواء للجزارين أو المواطن العادى.. وتابع: للأسف رغم استعدادنا هذا العام لكن من الواضح جيدا عدم الإقبال على الشراء، عكس كل موسم عيد أضحى. فكانت الأعوام الماضية الحركة على شراء الأورمة أفضل بكثير، وهذا الموسم شبه معدوم.


أوضح "ناجى يونس" أسباب اضافية لحالة الركود غير ارتفاع أسعار الأضاحى، كارتفاع أسعار الخشب التى نالت من الجنون ما نالته جميع المواد الخام موضحا: الخشب بيجيلى عبارة عن أشجار من محافظات الصعيد، ومع ارتفاع الأسعار وزيادة تكلفة النقل، قل الطلب، بالإضافة إلى أن تكلفة شراء الأضاحى وصلت لأرقام صعب تحملها، وبالتالي فإن العبء سواء على الجزار أو المواطن سيكون كبير ولذلك نعلم أن موسم هذا العام غير أي عام.

وضرب "يونس" مثالا ليوضح فرق قفزات السعر وقال: فإذا قارنا سعر الأورمة وزن 30 كيلو خشب موسم العام الماضى فكانت بسعر 180 جنيه، أما اليوم سعرها 390 جنيه..!؟.. وارتفاع السعر هذا ليس بيدى وأنا صاحب ورشة، ويهمنى أن أستمر وأبيع فقد وضعت هامش ربح قليل كى أستطيع أوفر يوميات هؤلاء العمال الذين يقومون بالتقطيع والجلى، فلا يوجد أرخص من "أورمة" مطبخ عادية استعمال ربة منزل أبيعها بداية من سعر 20 جنيها و30، و40، حسب المقاس، وهو دليل على أنه لايوجد ربح فى بيعها من الأساس ولكني أريد أن أستمر.


وبمواصلة السير قليلاً على نفس جانب ورشة "الأورمة" وقبل نهاية شارع "تحت الربع" ولازال الشارع خاليا من المترددين والزبائن الموسميين، كانت هناك دكانة بيع شويات الفحم المودرين دائرية الشكل مرتفعة الجوانب أحدث بعض الشيء من الشوايات التقليدية وبجوارها يقف "عم سيد" رجل "ستينى" بيسط فى حديثه وملامحه الطيبة، لم تفارق الضحكة وجهه، رغم أنه عبر بمراره عن الركود الذى ضرب الموسم هذا العام حين قال: "الحال واقف بس ربنا كريم وبكرة نفرج"، أخذ يستنهض الأمل ثانيا: أحنا بنسعى وبنعمل اللى علينا وبنصنع ونعرض للبيع ونوفر كل الأسعار والمقاسات للزبون، والباقى على الله، عندنا شويات كبيرة وصغيرة وحديثة ومودرن أسعارها 220 جنيه، وعندنا أسياخ الكفتة بأحجام مختلفة من أول 10 جنيهات، لكن الحال واقف وحتى لو أسعارنا رخصت أكثر مافيش إقبال لأن حجم الذبائح أقل بكثير بسبب الأسعار اللى ضربت فى السماء.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق