هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مدير الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط فى حوار خاص:

أحمد المنظرى:مصر-السيسى حققت إنجازات كبرى للحفاظ على صحة المصريين

المبادرات الرئاسية نموذج يحتذى به فى جميع دول العالم
نجحتم فى القضاء على شلل الأطفال رغم وجوده فى كثير من البلدان

بفضل الجهود لتوفير العلاجات الحديثة للجميع:
تحولتم من وضع الدولة الأكثر إصابة بفيروس C إلى الأكثر نجاحًا فى القضاء عليه
"المنظمة" استطاعت استئصال الجدرى من العالم وتوفير اللقاحات للكثير من الأمراض
الاستفادة من دروس "كوفيد - 19" شغلنا الشاغل لمواجهة أى جائحة قادمة

نجاح مصر فى تغيير شكل ومضمون المنظومة الصحية فى ظل التحديات التى تواجه العالم من أوبئة وأمراض وإعلانها القضاء على فيروس سي وشلل الأطفال وغيرهما من القضايا الصحية المهمة على الصعيد الإقليمى والعالمى كانت على مائدة الحوار مع الدكتور أحمد المنظرى مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.


الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية..
أهم التحديات التى تواجهنا
تغير المناخ والاحتباس الحرارى.. السبب الأول فى تفشى الفيروسات
ملتزمون بإجراءات فورية وزيادة الاستثمارات للحفاظ على صحة المرأة
الاستعداد والتأهب والرصد والإنذار المبكر..
السبيل لمواجهة الطوارئ والمخاطر الصحية

جاء الحديث ليسلط الضوء على الكثير من الموضوعات التى تهم الجميع بلا استثناء لأن الصحة هى العمل والإنتاج والحياة.

قال إن "100 مليون صحة" أحد أهم الإنجازات الكبري التى نجحت فى تغيير شكل ومضمون الرعاية والعلاج.


أشار إلى قدرة مصر للقضاء على فيروس "سي" وشلل الأطفال مما يؤكد الحرص والوعى على تعزيز الصحة وجودة الحياة.

أكد أن الصحة للجميع وبالجميع هدف وشعار اتخذته المنظمة وتعمل جاهدة على ترسيخه لبناء أنظمة صحية قوية.

قال إن شغلنا الشاغل هو الاستفادة من دروس جائحة "كوفيد - 19" ليكون العالم أفضل استعدادًا لأي جائحة قادمة ونسعى لاتفاقية دولية للتصدى للجوائح.

أشار إلى أن كورونا لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية تسبب القلق ولكن لا يعنى اختفاء الفيروس.

أوضح أن تغير المناخ وراء أسباب ظهور الفيروسات ونحتاج لمزيد من البحوث وتطبيق الاتفاقات للحد من الأنشطة الملوثة للبيئة.

طالب بإرساء ثقافة الاستعداد والتأهب وأنظمة الترصد والإنذار المبكر لمواجهة الطوارئ والمخاطر الصحية.


هذا العام احتفلنا بمرور 75 عامًا على تأسيس المنظمة.. ما هى الإنجازات التى تحققت خلال العقود الماضية؟

- تأسيس منظمة الصحة العالمية من أجل تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء حتى يتمكن الجميع فى كل مكان من تحقيق أعلي مستوى من الصحة وتحسين الحياة وعلى مدى العقود السبعة الماضية حققنا العديد من النجاحات والإنجازات، وذلك بالتعاون مع الشركاء.

ومن أهم الإنجازات استئصال الجدرى من العالم وقد كان من أكثر الأمراض التى عرفتها البشرية تدميرًا وكذلك مع توافر اللقاحات تم حماية البشرية من الكوليرا والجذام والسل والملاريا والتهاب الكبد والعديد من الأمراض الشائعة.

وفى مطلع القرن العشرين كان شلل الأطفال مرضًا عضالاً يصيب مئات الآلاف من الأطفال بالشلل كل عام ومع استحداث اللقاح تمكنا من كبح جماحه وبات العالم قاب قوسين أو أدنى من استئصاله.


وخلال جائحة "كوفيد 19" تم استحداث الأدوية واللقاحات التى ساعدت فى تعزيز المناعة المجتمعية وإنهاء حالة الطوارئ.

أيضًا اعتمدت جميع البلدان فى الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة 2030 والتى حددت 17 هدفًا أهمها القضاء على الفقر وعدم المساواة وضمان تمتع الجميع بالصحة والعدالة والرخاء.

كما تم إطلاق هدف تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعنى إمكانية حصول الجميع على مجموعة متكاملة من الخدمات الصحية العالية الجودة متى وأينما احتاجوا إليها دون أن يواجهوا ضائقة مالية بسبب تكاليف الرعاية الصحية التى يتلقونها.

قضايا صحية


ما أبرز القضايا الصحية التي تمت مناقشتها خلال الفترة الماضية؟

- هناك قضايا صحية كبرى اجتمع العالم على الاهتمام بها مثل جائحة "كوفيد - 19" وشغلنا الشاغل حاليًا كيفية الاستفادة من دروس الجائحة ليكون العالم أفضل استعدادًا لأية جائحة قادمة ونحن نسعى للوصول إلى اتفاقية دولية للتأهب والتصدى للجوائح وحاليًا تتم المفاوضات لأن الوصول إليها يمثل خطوة مهمة لتجنب كافة الأخطاء التى وقعت خلال الجائحة كما نعمل بجدية على إعادة بناء النظم الصحية لكل البلدان، بحيث تصبح أكثر قوة وقدرة ومرونة فى التعامل مع الأوبئة وتنصب جهودنا أيضًا على الوصول لهدف التغطية الصحية الشاملة وتوفير الخدمات الصحية على نحو أكثر انصافًا للجميع.

هذا بجانب القضايا المتعلقة بمواجهة عبء الأمراض السارية والأمراض غير السارية ومنح المزيد من الاهتمام للأمراض المهملة وتكاتف الجهود للوصول إلى هدف استئصال شلل الأطفال من العالم أجمع.

الصراعات والحروب

ما أهم التحديات التى شهدها العالم فى مجال الصحة؟
- بلا شك الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان كل هذه الأوضاع أثرت على المرافق الصحية وأدت لتوقف خدمات الرعاية الأساسية كالتطعيمات وتقديم العلاجات ومن ثم فقدان مكتسبات صحية كبيرة وغياب العدالة فى فرص الوصول للرعاية الصحية.


كما أدى إلى ظهور مجتمعات من النازحين يضطرون للعيش فى مخيمات تفتقر الخدمات الأساسية.. هذا بجانب تفاقم ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحرارى، وما أدت إليه من انتشار لأنواع من الفيروسات فى بيئات لم يكن من المعتاد ظهور تلك الفيروسات فيها وحدوث تفشيات منها بوتيرة غير معتادة وأيضًا تفاقم ظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية والتي تهدد بعودة المجتمعات إلى حقبة ما قبل ظهور المضادات الحيوية.

المبادرات الرئاسية

ما رؤيتكم لما يتم من خطوات فى قطاع الصحة بمصر؟
- فى ظل الاهتمام الكبير الذى توليه مصر لبناء الإنسان وسلامة الأسرة تمثل المبادرات الرئاسية "100 مليون صحة" أحد أهم الإنجازات الكبرى فى المنظومة الصحية والتى تنفرد بها مصر للرصد المبكر والعلاج للأمراض المزمنة والوراثية لكل فئات المواطنين وما يتعلق بصحة المرأة والطفل وكبار السن.


أضاف أن تلك المبادرات يقع تحتها العديد من الخطوات السليمة والجوانب الإيجابية فى مسار العلاج وخدمة المرضى ووضع صحة المصريين على رأس اهتمامات القيادة السياسية ومسئولى الصحة.. لقد نجحت فى تغيير شكل ومضمون المنظومة الصحية والإصلاح الصحى وهو ما يعد نموذجًا مميزًا تقتدى به الدول خاصة فى ظل ما يصيب العالم من أمراض وأوبئة تفتك بحياة المواطنين.

ولاشك أن مصر تمتلك الامكانيات والخبرات الهائلة التى تؤهلها لمكانة متميزة على صعيد الصحة.

لقد أصبح مجال الرعاية الطبية يشهد نموًا وتحسنًا ملحوظًا بفضل ما تقدمه المبادرات الصحية المتعددة لمختلف الفئات الاجتماعية بشكل منصف وعادل وبطريقة فعالة ومستدامة وكل هذه الخطوات تؤكد تحسين جودة الخدمات وجودة الأجهزة وكذلك تدريب العاملين مما يعد استثمارًا كبيرًا فى المجال الصحى والاقتصادى والاجتماعى.

خطوات ناجحة

ماذا عن التعاون مع قطاع الصحة بمصر؟
- كما ذكرت أن مصر تشهد نهضة صحية كبيرة خلال السنوات الماضية، من خلال المبادرات المليونية التى تستهدف الوصول بالخدمات الصحية لملايين المصريين.. لقد تابعنا بكل تقدير نجاح كل هذه الخطوات ولعل تقدم مصر ونجاحها فى مجال مكافحة فيروس "C" حيث تمكنت بفضل الجهود التى بذلتها الدولة فى توفير العلاجات الحديثة لجميع المرضى من الانتقال من وضع الدولة الأكثر إصابة فى العالم إلى الدولة الأكثر نجاحًا فى القضاء عليه.


كل هذه النجاحات تعد نموذجًا للتحرك الشامل والمتكامل لمواجهة المرض والقضاء عليه وكذلك التصدى لعوامل الخطر ومن ثم الحد من العبء الكبير الذى يقع على كاهل المواطن والنظام الصحى على حد سواء.

أيضًا هذه المبادرة الرائدة امتدت لتشمل العديد من الدول الافريقية والآسيوية لتأكيد دور مصر ومسئولياتها تجاه المجتمع الدولى.

ومن خلال اجتماعاتنا الدورية خاصة أثناء انعقاد اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط نحرص على تقديم المبادرات المتميزة والتجارب الناجحة وتبادل الخبرات بين بلدان الإقليم المختلفة لتعميم الاستفادة واتاحة الفرص لنقل قصص النجاح.

شلل الأطفال

ظهور مرض شلل الأطفال في بعض بلدان الاقليم في الوقت الذي استطاعت مصر حصاره والقضاء عليه.. ما رأيكم؟
- بالفعل لقد استطاعت مصر السيطرة على شلل الأطفال على الرغم من أنه لاتزال فاشية فيروس شلل الأطفال المتحور الممتدة فى اليمن مستمرة وكذلك الصومال والسودان خاصة مع توقف الخدمات الصحية.

أوضح أن الاقليم كثف أنشطة ترصد الفيروس بعدة وسائل منها انشاء ترصد بيئى فى البلدان المعرض لخطر مرتفع والخالية من المرض ولقد اكتسبت الدعوة لاستئصاله اهتمامًا كبيرًا من أى وقت مضى بفضل اللجنة الفرعية الاقليمية ودعم شركائنا فى المبادرة العالمية وكثفت الدول الأعضاء جهودها لدعم الحوار مع الجهات المعنية من أجل التصدى للتحديات المستمرة وتماشياً مع رؤيتنا الاقليمية "الصحة للجميع وبالجميع" وأطالب جميع الدول الأعضاء بالنظر فى كيفية توفير الدعم لنا من أجل وضع عافية أطفالنا ومستقبلهم فى صدارة الأولويات وتخليص الاقليم من شلل الأطفال إلى الأبد.


لذلك نجاح مصر فى ظل هذه التحديات يؤكد الحرص والوعى الصحى وتوفير كافة الخدمات والاهتمام بالتطعيمات بشكل كبير من أجل تعزيز الصحة والحفاظ على تحسين الحياة.

ماذا عن المساعدات التي تقدمها المنظمة للسودانيين القادمين لمصر؟
- لقد قدمت منظمة الصحة العالمية - مصر ومركز الامدادات اللوجيستية التابع للمنظمة - دبى الأدوية الأساسية لعلاج السودانيين الذين وصلوا مصر ويعانون أمراضاً غير سارية وسوء التغذية وفى الحقيقة لقد قدمت مصر وتقدم الكثير لاستضافتها الهاربين من ويلات الصراعات والحروب وتشملهم بكل الرعاية وتقديم الخدمات الصحية اللازمة وبشكل مستمر.

والمنظمة تطالب المجتمع الدولى بدعم جهود الدول المضيفة لتمكينها من أداء دورها خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية.

حالة الصوارئ

ماذا يعنى انتقال العالم من حالة الطوارئ التى فرضها "كوفيد - 19" وهل من الممكن عودة الفيروس بصورة مختلفة أم أن الخطر انتهى للأبد؟
- لقد أعلنت المنظمة انتهاء حالة الطوارئ التى فرضها "كوفيد - 19"، وذلك بعد دراسات مستفيضة وتوافر شروط معينة أكدت أن "كوفيد" لم يعد يمثل حالة طارئة صحية تسبب قلقاً عالمياً ولكن هذا لا يعنى انتهاء كوفيد كمرض أو اختفاء الفيروس المسبب له بل يعنى التعامل مع الجائحة بأساليب مختلفة وتوصيات المنظمة تشدد على أن الاستجابة مستمرة لكنها ستنتقل إلى إدارة دائمة، وأطول أمداً للجائحة كما تشدد على ضرورة استمرار جميع البلدان فى التعامل مع الجائحة فى ضوء الدروس المستفادة والقدرات التى تم تطويرها أو استكمالها فى مواجهة الجائحة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

خطر الفيروسات

الفيروسات أصبحت الخطر الأكبر على الصحة فى ظل العالم المفتوح.. كيف يمكن التصدى لمنع انتشارها؟
- الفيروسات موجودة دائماً والذى اختلف هو حجم انتشارها وأماكن ظهورها فقد أصبحت تنتشر بسرعة أكبر، كما تظهر فى مناطق وبلدان لم يكن من المعتاد ظهورها فيها ولا بد أن نعى الأسباب وراء ذلك وأهمها تغير المناخ والاحتباس الحرارى الذى أدى بدوره إلى تزايد الظواهر الطبيعية مثل الفيضانات والسيول والتصحر وغيرها من الظواهر التى تؤدى إلى عواقب وآثار تسهم فى انتشارها وهناك العولمة واتساع حركة النقل والطيران ما ساهم فى انتقال الفيروسات من بيئتها الأصلية إلى بيئات جديدة علاوة على التلوث البيئى من هواء وماء أو غذاء ما يساهم فى تفاقم الوضع.


من هنا فإن البداية الصحيحة هى العمل الجاد من أجل الحد من مشكلات تغير المناخ والتلوث البيئى والتوسع فى التشجير لإعادة بعض التوازن المفقود للأرض، نحتاج أيضاً لمزيد من البحوث العلمية وتطبيق الاتفاقات والقرارات التى تصدر عن الدورات المتعاقبة لقمة المناخ والتزام البلدان الصناعية بإزالة الآثار الناجمة عن الأنشطة الملوثة للبيئة.

التصدي للكوارث

كيف يتم التصدي لهذه الكوارث والحد منها؟
- تدعو المنظمة البلدان والشركاء والمهتمين فى مجال الصحة إلى العمل والتعاون الغنى والتقنى بهدف اتباع أفضل الممارسات لتجنب المزيد من التداعيات والأخطار.


وقد لعبت المنظمة دوراً حاسماً فى التصدى لجائحة "كوفيد - 19" منذ تم إعلان أولى الحالات فى مدينة ووهان الصينية وقد أصدرت المنظمة خطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية التى تحدد الاجراءات الرئيسية التى تعين على الدول اتخاذها والموارد اللازمة لتنفيذها كما تعمل المكاتب الاقليمية عن كثب مع الحكومات حول العالم لتجهيز أنظمتها الصحية لمجابهة أضرار الفيروس، وبالتعاون مع الشركاء انشأت الصحة العالمية صندوق الاستجابة للتضامن من أجل مكافحة كورونا لضمان حصول المرضى على الرعاية التى يحتاجونها وحصول العاملين فى الخطوط الأمامية على الامدادات والمعلومات والاسراع بالبحث وتطوير اللقاحات والعلاجات.

هناك أيضاً الأسبوع العالمى منذ عام 2016 للتوعية بالمضادات الحيوية لتجنب ظهور المقاومة عند استعمالها.

النهوض بالصحة

يواجه العالم حالات طوارئ صحية وإنسانية كيف يمكن النهوض بالصحة؟
- بالطبع الطوارئ الصحية والإنسانية تعوق النهوض بالصحة بل والحفاظ على الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية لمن يحتاجونها ولا سبيل لمنع وقوعها لأنها تحدث دون سابق انذار وما لم تكن البلدان والنظم الصحية مستعدة للتعامل مع الطوارئ الصحية فإنها تتأثر بشدة ويصبح لديها معاناة فى المواجهة.


لذلك فإن النهوض بالصحية فى ظل الطوارئ يتطلب ارساء ثقافة الاستعداد والتأهب والالتزام بتطبيق اللوائح الصحية الدولية والتى تشمل استكمال الدول لقدراتها فى عدة مجالات رئيسية تشمل التنسيق والترصد عند نقاط الدخول وإليات الانذار المبكر وتعزيز بناء القدرات ووضع خطط المواجهة والاتصال المتعلق بالمخاطر وغيرها من المجالات التى لا غنى عن تطورها والنهوض بها لضمان استمرار النظم الصحية فى عملها خلال وقوع الطوارئ.

صحة المرأة

دعم صحة المرأة من القضايا التي جاء اهتمامكم بها.. فما الأسباب؟
- لقد لمسنا أن المرأة والفتاة فى مختلف بلدان الاقليم تتعرض لصعوبات شديدة ومخاطر تهدد الصحة والحياة وتعرقل تطور مسار حياتهن سواء مخاطر صحية أو فرص الحصول على الرعاية الصحية أو تعرضهن للعنف وأيضاً حرمانهن من فرص التعلم والتنمية فى بعض المجتمعات.

ووجدنا كذلك أنه من الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات النزيف الحاد وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالعدوى المرتبطة بالحمل والمضاعفات الناجمة عن الاجهاض غير الآمن والاعتلالات التى يمكن أن تتفاقم بسبب الحمل مثل فيروس نقص المناعة البشرية "الايدز والملاريا" وكل هذه يمكن الوقاية منها وعلاجها إلى حد كبير من خلال الحصول على رعاية صحية تتسم بالجودة العالية.


لقد أصبحت الحاجة ملحة إلى مضاعفة التزامنا بصحة المرأة والفتاة فمن خلال اتخاذ اجراءات فورية وزيادة الاستثمارات فى الرعاية الصحية الأولية وتصميم نظم صحية قوية وأكثر قدرة على الصمود يمكننا انقاذ الأرواح وتحسين الصحة والرفاه وتعزيز حقوق النساء.

ويمكن للرعاية الصحية الأولية التى تركز على المجتمع أن تلبى احتياجات النساء والأطفال وتمكن من مراعاة الانصاف فى الحصول على الخدمات مثل حالات الرعاية قبل الولادة وبعدها وتطعيم الأطفال والتغذية السليمة لكن نقص تمويل أنظمة الرعاية الصحية الأولية ونقص العاملين المدربين وضعف سلاسل التوريد للمستلزمات الطبية تهدد احراز التقدم.


لقد حققنا بعض النجاح فى العقود الماضية ولكن حدث تراجع مع جائحة كوفيد وحالة الصراعات لقد حان الوقت ليجعل الجميع صحة المرأة أولوية فى كل بلد ولدينا الأدوات والمعرفة والموارد اللازمة لانهاء حالات وفيات الأمهات وما نحتاجه تغيير بعض العادات والسلوكيات المجتمعية المجحفة للمرأة وتوافر الإرادة السياسية.

الصحة قول وعمل

كيف يمكن بناء منظومة صحية تحقق مقولة الصحة قول وعمل؟
- لا بد من الاستثمار فى تقوية النظم الصحية لتمكينها من الاستجابة للطوارئ الصحية دون الاخلال بقدرتها على تقديم الخدمات الصحية الأساسية الأخرى مثل خدمات التطعيم.


وكذلك فإن الاهتمام بالكوادر الصحية جزء أساسى من بنية النظم الصحية وقد أثبتت جائحة "كوفيد - 19" مدى محورية دور الكوادر الصحية كخط دفاع أمامى للمجتمع ككل.

لا بد من تطبيق اللوائح الصحية الدولية، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز الدعائم الأساسية مثل بناء القدرات وتقييم المخاطر وأنظمة الترصد والاكتشاف والتأهب والاستجابة واشراك المجتمع والتوعية المجتمعية وغيرها من الدعائم الرامية لتقوية النظم الصحية واستكمال قدراتها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق