منذ الإعلان عن إنشاء عاصمة إدارية جديدة عام 2015 كان الموظف ينظر إليها باعتبارها تلك المدينة البعيدة ذات المباني الشاهقة في الصحراء. والتي ربما لن يعيش طويلا ليراها مكتملة كحال غيرها من محاولات الحكومات السابقة.. إنشاء مدن وعواصم جديدة لكنها لم تر النور لكنه اليوم يشد الرحال إليها يوميا فهي مقر عمله الجديد.
رحب الموظفون في الوزارات بالانتقال إلي العاصمة الجديدة مع بدء العمل الفعلي للدفعة الأولي من موظفي الحكومة في المقرات التي تبعد نحو 70 كيلو مترًا عن موقع الوزارت القديمة في قلب العاصمة القاهرة.
كما رحب الموظفون بالانتقال للعيش في مدينة حدائق العاصمة القريبة من مقر عملهم الجديد.. لحين استلام الوحدات السكنية التي تم تخصيصها لهم قريبا. لكنهم رغم ذلك التزموا بالذهاب منذ اليوم الأول بما اتيح لهم من وسائل مواصلات.
إنها فرصة جيدة لبدء حياة جديدة دون أعباء مالية كبيرة إنها تستحق الانتظار فالموظف سيحصل علي وحدة سكنية قيمتها نحو نصف مليون جنيه وسيدفع منها حوالي 200 ألف جنيه فقط بينما تدعم الدولة باقي المبلغ.
انتظم في العمل معظم موظفي الوزارات طبقا للخطة المعلنة سلفا من قبل الحكومة.. لكن المقار الحكومية الجديدة لن تستقبل مواطنين عاديين لإتمام مصالح أو خدمات خاصة بهم في المرحلة الحالية إلا في حالات نادرة ستحددها الهيئات.
يقول رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة المهندس خالد عباس لـ "الجمهورية أون لاين" إن العاصمة الإدارية الجديدة صممت لتكون "مدينة عصرية ذكية وإلكترونية بالكامل وبلا مستندات ورقية".
ويضيف: "لذا لن تكون هناك حاجة لذهاب المواطنين إلي هناك لإتمام أي خدمات باعتبار أن الحكومة أتاحت معظم خدماتها للجمهور عبر الإنترنت "أونلاين" منذ سنوات بما يزيد علي 140 خدمة حيوية".
قال إن المدينة الجديدة تتوسط المسافة بين مدن القاهرة والإسماعيلية والسويس وتقع علي بعد نحو 70 كيلو مترًا إلي الشرق من القاهرة. وترتبط بها بطرق برية رئيسية وخطوط سكك حديدية. كما تم تدشين مشروعات طرق ووسائل نقل جديدة خصيصًا لها.
اضاف خالد عباس ان من بين الخدمات التي وفرتها الحكومة لموظفيها إلي جوار خطوط نقل متنوعة حديثة. مناطق سكنية داخل العاصمة الجديدة وفي محيطها. ويتفاوت حجم الدعم الحكومي لتلك المساكن بحسب الفئة السكنية وموقع الحي وتميزه.
تلك الرحلة التي بدأها آلاف الموظفين بعد نقل مقار عملهم. خضتها شخصيا كصحفي قبل أيام قليلة صحبة بعض اعلاميين آخرين لحضور مؤتمر عقد في وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة للتعريف بهدف معرفة تكلفة السفر من وإلي العاصمة والتعرف عن قرب علي شبكة النقل والمواصلات المتاحة. انتقلنا من مقر وزارة الإسكان القديمة بمدينة القاهرة من وسط البلد إلي مقرها الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة عبر ثلاث وسائل. جميعها حديثة العهد.
بدأت الرحلة من إحدي محطات مترو الإنفاق إلي محطة مواصلات مركزية تبادلية هي محطة "عدلي منصور" علي أطراف القاهرة شرقا. ومنها إلي خط قطار كهربائي (LRT) ينتهي في مرحلته الحالية عند محطة بقلب العاصمة الجديدة حيث نقلتنا حافلات كهربائية إلي الحي الحكومي.
استغرقت الرحلة حوالي ساعة وهي تكلف المواطن العادي في المتوسط نحو 35 جنيها بوسائلها الثلاث. والتي يمكن تخفيضها بنسبة تصل إلي 50 في المئة عند عمل اشتراك شهري.
أعلن د.عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة عن الأسس الرئيسية التي يعتمد عليها الانتقال إلي العاصمة الإدارية الجديدة. وهي استخدام "وسائل النقل العام المستدام مثل القطار الكهربائي الخفيف LRT ومترو الأنفاق. والمونوريل".
أضاف الوزير أن وزارة النقل تعاقدت مع 9 شركات قطاع خاص متخصصة لتشغيل خطوط الانتقال للعاصمة من خلال 48 مسار "أتوبيس" نقل جماعي لربط القاهرة الكبري بالعاصمة الإدارية الجديدة. بإجمالي 369 سيارة.
أما داخل العاصمة فستتولي شركة خاصة نقل الموظفين من نقاط تجمع رئيسية عند مقار العمل إلي مواقف الحافلات الرئيسية ومحطة القطار الكهربائي وإلي محطات خط قطار مونوريل قيد الإنشاء بتكلفة إضافية.
وفي تعقيبه علي سؤال بشأن مخاوف بعض الموظفين من الكلفة والوقت مقارنة بالدخل. أجاب الوزير بأن الدولة أنشأت أحياء بحدائق العاصمة لسكن موظفيها بمستويات متنوعة مرتفعة ومتوسطة مدعومة من الدولة. مضيفا أن استخدام شبكة المواصلات المتاحة ستوفر وقتا للموظفين والمترددين علي العاصمة وبتكلفة اقتصادية.
أكد وزير الإسكان أن الدولة تستهدف في المرحلة الأولي نقل نحو 900 ألف موظف ومتردد علي العاصمة الجديدة يوميا عبر شبكة المواصلات بأنواعها المختلفة. منهم 600 ألف عبر القطار الكهربائي LRT.. مشيرا إلي أن خدمة القطار الكهربائي الحالية يمكن أن تصل إلي 1.2 مليون راكب. وفي حالة إضافة عربات القطارات يمكن أن ترتفع إلي 2.4 مليون راكب يوميا.
قال د.عاصم الجزار.. عند الحديث عن الفائدة الاقتصادية لنقل مباني الوزارات إلي العاصمة الإدارية فإنه لا توجد منفعة نقدية مباشرة تعود علي الوزارات بل إن الحكومة ستستأجر هذه المقار من شركة العاصمة الإدارية الجديدة بقيمة إجمالية تصل إلي 4 مليارات جنيه سنويا.
يقول المهندس دكتور وليد عباس نائب وزير الإسكان للمشروعات والتخطيط والمشرف علي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة إن الهدف من نقل مباني الوزارات خارج القاهرة هو إعادة إدارة أراضي الدولة والاستفادة من موقعها الحيوي بقلب العاصمة وتوجيهها للمنفعة الاستثمارية بدلا من تجميدها في مباني الوزارات.
ويضيف أن هذا الهدف هو هدف قديم للحكومة حاولت تنفيذه في نهاية التسعينيات في منطقة أرض الجولف ثم مرة أخري مع نهاية العقد الأول عندما أقامت الحكومة منطقة حي السفارات شرق القاهرة.
قال إن الحكومة أعلنتها صراحة في خطط التنمية العمرانية للقاهرة والمعروفة باسم "رؤية القاهرة 2050" حين وصفت منطقة دواوين الوزارات بوسط مدينة القاهرة باسم "منطقة المربع الذهبي".
أوضح المهندس عبدالمطلب ممدوح نائب وزير الاسكان لتطوير المدن الجديدة دور شركة العاصمة ودور ومهام وزارة الإسكان المتمثلة في جهاز العاصمة الادارية الجديدة.. فشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية هي شركة مساهمة مصرية تتولي إدارة وتخطيط وتنمية وتطوير العاصمة الادارية.. أما جهاز العاصمة الادارية فهو يتبع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وهو مكلف بتنفيذ أعمال شبكات المرافق بالكامل من "مياه شرب. صرف صحي. مياه معالجة. كهرباء".. كما أنه مستثمر عقاري ينفذ مشروعات استثمارية.
بالإضافة إلي تنفيذه كافة المشروعات المكلفة بها من وزارة الإسكان داخل العاصمة الادارية الجديدة.. وذلك لمساحة 40 ألف فدان كمرحلة أولي.
أوضح المهندس "شريف الشربيني رئيس جهاز العاصمة الادارية الجديدة بأنه سعيد بالتعاون مع شركة العاصمة برئاسة المهندس خالد عباس لأنه يعمل دائماً علي إزالة أي معوقات تقابل جهاز العاصمة.
قال المهندس "شريف الشربيني" إن المشروعات التي أنجزها ونفذها الجهاز حالياً كالتالي: تنفيذ عدد 20 برج ووحدات تجارية وترفيهية ومقرات بنوك ومؤسسات مالية ومقر البنك المركزي بمنطقة المال والأعمال الذي يتوسطهم البرج الأيقوني بأرتفاع 385م و 79 طابقاً.. ويعد أعلي برج علي مستوي قارة أفريقيا.
اضاف: تنفيذ مشروع الحدائق المركزية "النهر الأخضر" علي مساحتة 1000 ألف فدان وبطول أكثر من 10 كيلو.. وهو يعد أكبر تجمع حدائق علي مستوي العالم.. حيث يتكون المشروع من مجموعة من الحدائق التي لها طابع معماري وحضاري خاص يتماشي مع تاريخ وحضارة مصر.. بالأضافة إلي بحيرات صناعية.. مشيرا إلي أن النهر الأخضر يقع بين محور محمد بن زايد الجنوبي والشمالي.. ويحتوي أيضاً علي مجموعة من المنشآت الخدمية والاستثمارية والرياضة كالملاعب والأماكن الترفيهية.. بالإضافة إلي مجموعة من الخدمات الأخري كساحة احتفالات تتسع لحوالي 20 ألف فرد ومجموعة من المطاعم.
كما أن النهر الأخضر يحتوي علي مكتبة توراثية وجاليري للفنون.
اضاف: تنفيذ مشروع الحي السكني R3 الذي يحتوي علي 240 وحدة سكنية تتنوع بين وحدات مساحتها من 110م حتي 170م وفيلات سكنية من 300م حتي 550م.. وأيضا خدمات مختلفة من "مدارس. حضانات. أسواق تجارية" بالإضافة لدور عبادة "مسجد. كنيسة".. كما توجد أيضا عمارت ذات استخدامات مختلفة حيث تشمل علي محلات تجارية ووحدات إدارية ووحدات سكنية.
قال إنه تم تنفيذ وحدات سكنية للعاملين المنتقلين للعمل بالعاصمة الإدارية من الوزارات المختلفة.. وقد تم عند التنفيذ مراعاة إنشاء مسارات للدراجات وأماكن للمشاه.. وأماكن لانتظار السيارات.
اترك تعليق