تشتهر سهل وادي أريحا بالنخيل الذي يزين جوانب الطرق في هذه المدينة الصحراوية. والواقعة بالقرب من البحر الميت منذ آلاف السنين.
جمال تلك المدينة الفلسطينية المعروفة باسم "مدينة النخيل". وموقعها الأثري وتاريخها. وذهاب البعض إلي أنها واحدة من أقدم المدن في العالم. كلها مقومات جعلتها لفترة طويلة عنصراً أساسياً في دائرة السياحة الدولية. كما أنها موطن لفيلات نهاية الأسبوع للعديد من أثرياء الفلسطينيين.
وحتي وقت سابق من هذا العام. كانت أريحا تعتبر واحدة من أكثر المناطق هدوءاً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. حيث كان من المرجح أن يقابل السكان سائحاً أكثر من مصادفة جندي إسرائيلي.
لكن الآن أجزاء من المدينة. خاصة مخيم عقبة جبر للاجئين صارت تشهد مثلما تشهد أكثر المناطق المضطربة بالضفة الغربية مثل جنين ونابلس. وذلك من ملصقات تخلد ذكري استشهاد السكان المحليين الذين استشهدوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في أريحا. يأوي مخيم عقبة جبر للاجئين آلاف الفلسطينيين الذين عاشوا هناك منذ فرارهم أو طردهم من منازلهم في عام 1948 أثناء تأسيس إسرائيل.. وتقول قوات الأمن الإسرائيلية إن هناك زيادة في النشاط المعادي في المخيم منذ بداية العام الجاري. وإنها تعمل وفق استخبارات دقيقة لمنع وقوع هجمات في المستقبل.
قُتل إيلان جانيليس الأمريكي- الإسرائيلي البالغ من العمر "27 عاماً" في هجوم وإطلاق نار خارج أريحا في فبراير. وقبل أسابيع قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين حاولوا فتح النار علي مطعم إسرائيلي قريب. لكن بندقياتهم تعطلت في هذه العملية.
بالنسبة لأشخاص مثل ريناد حمدان البالغة من العمر "10 سنوات". فإن هذا تفسير يصعب ابتلاعه. واستشهد شقيقها محمود حمدان "22 عاماً" في 1 مارس أثناء توغل إسرائيلي لاعتقال من قتلوا جانيليس.
تجلس في غرفة عائلتها والدموع تنهمر من عينيها. تتحدث حمدان الصغري بينما تضرب والدتها وجهها.. تنتشر لافتات عملاقة عليها صور محمود خارج منزلهم. وداخلها صور مؤطرة في كل مكان.
تقول ريناد: لا أعرف ماذا أفعل عندما أسمع طلقات نارية. أنا فقط أترك الأمر لله.. أنا الآن معتادة علي ذلك لأن الجنود يأتون دائماً إلي المعسكر.
تقول عائلة حمدان إنه كان عائداً إلي منزله من العمل عندما وقع التوغل الإسرائيلي وأطلق عليه الرصاص.
ذكر بيان للجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت أن قواتهم أطلقت النار علي عنصر يحاول الفرار من المنزل الذي يوجد فيه.
مع ذلك. بعد استفسار من "سي إن إن" حول قضية حمدان. قال الجيش الإسرائيلي إن الحادث قيد التحقيق.بصفته رئيس اللجنة المجتمعية لمخيم اللاجئين. يقف جمال عوضات علي خط المواجهة. ليس فقط بسبب هذا العنف. ولكن أيضاً للحرمان طويل الأمد من الخدمات الأساسية الناجم عن إضراب دام شهوراً من قبل العمال الفلسطينيين في برامج الأمم المتحدة. ما ضاعف من تفاقم الوضع.
يقول عوضات: القتل الذي تمارسه لن يجلب لك أي أمن بأي شكل من الأشكال.. القتل سيخلق المتمردين.. عندما تقتل شخصاً له أربعة أشقاء. فإن أحدهم سيريد الانتقام.
لا يشك عوضات في أن الشباب من حوله غاضبين ومضطربين.. لكنه يقول إن هذا لا يجعلهم يمثلون التهديد الذي تدعيه إسرائيل.
علي مدي أسابيع في نفس الوقت من هذا العام. أقامت القوات الإسرائيلية نقاط تفتيش داخل وخارج مدينة أريحا. ما تسبب في حصار فعلي لـ 25 ألف نسمة.
نقلت "سي. إن. إن" عن مسئول في الجيش الإسرائيلي أن هذا يرجع إلي وجود معلومات استخباراتية حقيقية حول هجوم كان مخططاً له من هذه المنطقة. لذلك ما كان عليهم فعله هو التأكد من عدم وجود مسلحين يغادرون المدينة بأسلحتهم.
اترك تعليق