هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بمناسبة يومهما العالمي

كله سلف ودين .. في معاملة "الوالدين"

مع احتفال دول العالم المختلفة باليوم العالمي للوالدين أكد خبراء علم النفس والاجتماع علي أهمية بر الوالدين طوال ايام السنة وليس في هذا اليوم فقط. وقالوا إن ما يفعله الابناء مع والديهم سوف يرونه من ابنائهم عندما يكبرون لأن "كله سلف ودين" خاصة فيما يتعلق بمعاملة الوالدين. وقالوا إن بر الوالدين يبدأ من النظرة اليهما عندما يحتاجون شيئاً فهناك ابناء يتضررون من أي طلب يطلبه الاب أو الام وينظر اليهما نظرة ضيق وتأفف واعتراض وهذه النظرة تؤثر نفسيا جدا علي الوالدين وتعبر عن جحود الابناء. وهناك نظرة حب مع ابتسامة للوالدين عندما يطلبان اي طلب من الابناء مما ينعكس ايجابيا علي الاب والام ويشعران بسعادة لانهما انجبا ابناء بارين بهما.


الخبراء طالبوا بأن يراعي كل اب وام ان يغرسا في ابنائهما حب الوالدين وبرهما من خلال المحاكاة عندما يرون الاب والام يعاملان الاجداد بمنتهي البر والعطف والحنان والرحمة. فيشب الابناء علي المعاملة نفسها.

التعبير عن المشاعر

د.ولاء شبانة "استشاري الصحة النفسية والعلوم السلوكية" تقول: اليوم العالمي للوالدين فرصة كبيرة لتقدير الآباء والأمهات لالتزامهم المتفاني تجاه أبنائهم والتضحيات التي قدموها لهم في جميع مراحل حياتهم من أجل الاهتمام برعايتهم. فالاهتمام بهم دائما وليس في هذا اليوم فقط يعزز العلاقات والترابط الأسري والاجتماعي ويرسخ في أذهان الاطفال التربية السليمة التي تجعلهم يصلون الأرحام.

فيوجد العديد من التوصيات الدينية والعلمية والاجتماعية التي تحدثنا عن الترابط الأسري بين الأشخاص وشدد الدين علي أهمية صلة الرحم فنحن لسنا في حاجة إلي "اليوم العالمي للوالدين" لأنهم في قلوبنا واذهاننا كل لحظة ولكن يجب علينا الاجتماع مع الاسرة بشكل دائم فالمنصات الاجتماعية سبب مهم في عدم توطيد العلاقات الاسرية وترابطها حيث ان توطيد العلاقات داخل المنزل لها اهمية قصوي ثم كسر حواجز السوشيال ميديا المنتشرة بشكل كبير مع ضرورة تغيير التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي لانها تقضي علي التواصل بشكل مباشر ولم تؤد الغرض الصحيح للكتابة والتعبير عن المشاعر بشكل سليم.

تشير إلي أن التفكير العالمي والدولي أصبح يتوجه الي نتاج الترابط الأسري بشكل كبير جداً فالموضوع أكبر بكثير من أن يكون هناك ترابط عاطفي بين أفراد الاسرة وبعضها البعض حتي يكون هناك انسان سوي فعلي المستوي الاقتصادي العالمي فإن الترابط الأسري يؤدي إلي زيادة الإنتاج فالموضوع أصبح أكثر من مجرد عاطفة. كما انه علي المستوي الديني والاجتماعي هناك حث علي الترابط والتراحم والتقارب في هذا اليوم وغيره مع التشديد علي حرمة قطع الارحام ويأتي هذا اليوم لينبهنا ويكون جرس إنذار بضرورة التقارب وزيادة التواصل بين الأسر مما يعزز السوية النفسية للأبناء لأن كل فرد أصبح يستسهل التواصل إلكترونيا ويغفل التقارب والجلسات والتجمعات العائلية مما يؤدي إلي عدم توطيد العلاقات الاسرية بين أفراد الاسرة.

التربية بالمحاكاة

أضافت: هذا الي جانب إصابة الاطفال بمشكلات نفسية أدت إلي صعوبة تعلمهم والتأخر الدراسي وحدوث اضطرابات سلوكية نتيجة التفكك الأسري والأمراض الاجتماعية. فلابد أن نتخد في هذا اليوم ذريعة قوية ومناداة ونبتة امل فبناء شخصية الطفل يحتاج الي توطيد العلاقات وكسر حواجز السوشيال ميديا وتغيير المفاهيم للمنصات المقنعة التي لم تعد توفر التواصل المباشر. وعلي المستوي النفسي فإن فكرة التواصل عن طريق السوشيال ميديا لا تؤدي الغرض الصحيح منها ولا تعبر بشكل كاف عن أي مشكلة او مشاعر وأحاسيس بشكلها الصحيح.

أشارت إلي أننا لابد أن نجعل من هذا اليوم مناشدة عاجلة لكل إنسان محتاج أن يكون سويا يربي أبناءه بطريقة صحيحة وان نزرع في أنفسهم التربية بالمحاكاة وتدريبهم بشكل عملي علي اهمية التزاور للجد
والجدة فهذا في حد ذاته يغرس قيمة احترام وتقدير الأهل ويعلمهم احترام أبويه فيما بعد. فرعاية الآباء المسنين فكرة جيدة تغير من السوية النفسية بغض النظر عن أنها توصية من الله عز وجل ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم فهي عقيدة شخصية متصلة في أذهاننا جميعاً.

مكالمة واحدة لا تكفي

د.احمد علام "استشاري العلاقات الاسرية والاجتماعية" يقول: إن اليوم العالمي للوالدين يوضح قيمة الوالدين وعطاءهم وتقدير تضحياتهم فلابد أن يتجه الابناء الي كسب رضاء الوالدين فهو السبيل الوحيد للدخول الي الجنه حيث اوصي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بالوالدين في الحديث الشريف "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سأله أحد الناس من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال له امك ثم امك ثم امك ثم ابوك" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم فهناك طرق كثيرة للبر بالوالدين واهمها الاستمرارية في العطاء ورد الجميل لهم وعدم الضجر منهم والعمل علي ارضائهم والمبالغة في التوقير والاحترام مثل تقبيل الرأس واليدين والتواضع لهما لما قدموه لنا فهم قدموا كل شئ وكل جهد طوال حياتهم فلابد أن نعوضهم بالحب وحسن المعاملة والاستماع لهم والاهتمام بهم والتفاعل بما يناسب الحديث معهم وإظهار الابتسامة طوال الوقت والاتصال بهم أكثر من مرة يومياً إذا كانت الزيارات محدودة أو صعبة والالتزام بموعد محدد أسبوعيا أو شهريا لزيارتهم فالبر لا يقتصر فقط علي حياتهم بل يمتد الي ما بعد مماتهم.

تأثير إيجابي

يضيف إن اليوم العالمي للوالدين هو تذكرة جيدة لتخصيص وقت للتقرب منهم وفرصة أيضا للشرح لأبنائنا اهمية البر وصلة الرحم فنحن لدينا مشكلة في مواقع التواصل الاجتماعي لانها ابعدتنا عن بعضنا البعض وساهمت في قطع صلة الرحم وهدم الكيانات الاسرية فيمكن أن نقوم بعمل تقليد جديد أننا نقدم باقة ورود او هدايا أو كروت تحتوي علي كلمات شكر وتقدير وعرفان باهمية دور الوالدين في حياتنا حيث ان هذه اللفتات البسيطة لها وقع السحر علي الأهل. ولابد أيضا أن نغرسها في قلوب الابناء فهذا اليوم يعلمنا التذكرة بالعادات والتقاليد والسنن التي أصبحت منسية والتي تؤثر سلباً علي عماد الاسرة واستقرارها فالود بالأهل لا يقتصر فقط علي تقديم الحلوي او الهدايا فالاهتمام يكون بالرعاية وإحساسنا باهميتهم في حياتنا لأن انعدام الاهتمام بهم ينعكس علي الأمراض "النفسجسمانية" وتسبب لهم الخوف وعدم الإحساس بالأمان والطمأنينة فإن التنزه أيضا في الأماكن العامة والمفتوحة مع الابناء تؤثر تأثيراً إيجابياً علي صحة الوالدين خاصة إذا كانا مسنين.

رد الجميل

وتقول د.شيماء عراقي "استشاري الارشاد النفسي : هذا اليوم من الأيام المهمة في حياة الوالدين خاصة بعد بلوغهم سن المعاش ورؤيتهم نتيجة جهدهم مع ابنائهم طوال سنوات طويلة . والاباء والامهات يكونون منتظرين تكريما ورد الجميل من الابناء. فالاباء في حالة عطاء دائم بلا حدود وغير مشروط ولا يحتاجون

من الابناء سوي البر فقط والشكر والعرفان ورد الجميل بالمعاملة الحسنة والتقدير. خاصة بعد تحقيق الابناء لكل احلامهم وامالهم.
أضافت إنها فرصة لتذكير الابناء بمجهود الاباء والامهات معهم طوال مسيرتهم . وان رد الجميل للوالدين هو اقل ما يجب ويكون ذلك باظهار مشاعر الحب والود والتقدير والعرفان طوال الوقت والتواصل معهم دون انقطاع. كما ان غرس قيم الوفاء والحب للوالدين منذ الصغر عند الصغار من الاهمية بمكان . وهنا يظهر دور الاب والام اللذين يضعان البذرة وسيجنون الحصاد بعد سنوات من عمر الابن عندما يشب ويعرف معني الاب والام. ومن الضروري ان نغرس قيمة الترابط في انفس الاطفال وابراز دور الاب والام ومشاركة الاطفال للاب والام في بعض المهام. فمع المسئوليات الكبري للاب والام يجب منح فرصة للطفل لتحمل المسئولية حتي يشعر الصغار بما يتحمله الوالدان في سبيل تربيتهم تربية سليمة.

لا انفصال عنهم

قالت إنه من الضروري توعية الاطفال توعية دينية بقيمة الاب والام وان رضا الوالدين من رضا الله عز وجل وهناك الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تؤكد علي ذلك وبالمثل يوجد ذلك في الاديان السماوية الاخري. فالبر بالوالدين والرحمة بهم من رسالات الآديان السماوية كلها. كما ان الاهتمام بالوالدين ورعايتهم واظهار حبهم ينعكس نفسيا علي الوالدين وعلي الأبناء انفسهم. مما يقوي الاسر ويزيد الترابط الاسري. فنحن لا ننفصل عن الوالدين بمجرد الزواج ولكن يظل الاحتياج لهما مستمرا من خلال النصائح والاستفادة من خبراتهم لتجنب اية مشكلات قد تواجه اي اب واي ام.

أكدت أننا مع الأسف أصابتنا الأنانية كابناء بعد الزواج وننشغل بحياتنا وأبنائنا عن ابائنا وامهاتنا وقد يصاب الاب او الام باي مرض ولا يعرف الابناء بذلك. فهذا يؤلم الوالدين كثيرا نفسيا . فأقل واجب أن نسال عن الاب والام يومياً وليس كل اسبوع او عشرة ايام . ويجب ان يشعر الوالدان بوجود الابناء حولهم طوال الوقت واذا لم تكن الظروف تسمح بالزيارات المنزلية فليكن عن طريق وسائل التواصل والاتصال بالفيديو للاطمئنان علي الوالدين ومعرفة احتياجاتهم سواء من أدوية أو من الناحية المادية وعدم التخلي عنهم. ويجب ان نشعرهم بامتناننا لدورهم معنا بعد رحلتهم الطويلة في تربيتنا.

الانفاق عليهما

أضافت ان الانفاق علي الاب والام يصبح واجبا اذا لم يكن لهم عائد مادي شهري . وعلي الاقل يجب علي الابناء توفير احتياجات الوالدين حتي لو لم يكونوا محتاجين ماديا . وتذكرهم بهدايا في عيد الام والاعياد والمناسبات المحتلفة . وحتي في الايام العادية يجب تذكرهم بهدايا أو شراء اشياء يحبونها لان ذلك ينعكس عليهم نفسيا ويزيد الترابط العاطفي بيننا وبينهم وحتي يشعر الاباء بامتنان ابنائهم لهم.
قالت ان البر يبدأ بالنظرة للوالدين ثم بالكلمة . فعندما يطلبون منا اي طلب قد تكون النظرة اهم فنحن قد ننظر للاب او الام نظرة ضيق وجحود وهنا يشعر الوالدان بقسوة الابن وانه يتمني رحيلهم حتي يرتاح منهم. وقد تكون النظرة مليئة بالحنية والسعادة والفرحة والابتسامة في التعامل مع الوالدين فهنا يشعر الاب

والام بانهما ليسا عبئا علينا بل مهمين جدا في حياتنا واننا نحتاج اليهم طوال الوقت. ويزداد الاحتياج لبر الوالدين عندما يصابا بأمراض مزمنة وأمراض صعبة مثل الزهايمر





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق